"يشترط لا يستجدي".. متحدث القسام يكسر غرور الإسرائيليين ونتنياهو يهرع للصليب الأحمر

منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

على وقع عرض فصائل المقاومة الفلسطينية مقاطع فيديو تظهر اثنين من الأسرى الإسرائيليين نحيلين بسبب المجاعة في غزة، استغاث الكيان الإسرائيلي بالصليب الأحمر الدولي للتدخل الفوري.

وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الحركة مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أي طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية لأسرى العدو.

وقال في بيان أصدره في 3 أغسطس/آب 2025: "نشترط لقبول ذلك فتح الممرات الإنسانية بشكلٍ طبيعيٍ ودائمٍ لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا في كل مناطق قطاع غزة، ووقف الطلعات الجوية للعدو بكل أشكالها في أوقات تسلم الطرود للأسرى".

وأكد أبو عبيدة، أن الأسرى الإسرائيليين لن يحصلوا على امتياز خاص وسط جريمة التجويع والحصار، مشددا على أن القسام "لا تتعمد تجويع الأسرى لكنهم يأكلون مما يأكل منه مقاتلوها وعموم أبناء الشعب الفلسطيني".

وجاء إعلان أبو عبيدة على خلفية طلب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة جوليان ليريسون، التدخل الفوري لتوفير الطعام والرعاية الطبية للأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

وأثارت مشاهد الأسرى الجوعى غضبا في الشارع الإسرائيلي، وحمّل متظاهرون بينهم ذوي الأسرى حكومة نتنياهو مسؤولية مصير الأسرى، واتهموها بالمماطلة والتخلي عن ذويهم ووضع شروط غير واقعية منعت التوصل إلى اتفاق.

ويقدر الاحتلال الإسرائيلي وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأشاد ناشطون على منصات التواصل ببيان أبو عبيدة، وأثنوا على مقارعته للاحتلال الإسرائيلي وفرض الشروط عليه ورفض إملاءات نتنياهو وتفنيد أكاذيبه وعدم ترك المساحة له لادعاء المظلومية أمام العالم، واصفين بيانه بأنه "ضربة معلم بمنتصف جبهة نتنياهو".

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أبوعبيدة، #كتائب_القسام، #غزة_تباع، #مجاعة_غزة، وغيرها، عن سعادتهم بالشروط التي وضعتها القسام للسماح للصليب الأحمر بإدخال الغذاء والدواء للأسرى الإسرائيليين، ومقايضة ذلك بفتح الممرات لعموم الفلسطينيين.

“يأكلون مما نأكل منه”

وتفاعلا مع الأحداث، وصف أكرم سليمان المواجدة، رد أبو عبيدة، على نتنياهو بأنه "رد أنيق، بسيط  ومُحرجً  لا متشنّجً ولا غاضب بل ثابتً كمن يملك مفاتيح المكان وزمان المبادرة" يليق بقائد مخضرم، موضحا أن مفاد الرد "حل أسراكم بالمعابر فافتحوا المعابر للجميع". 

وأشار إلى أن معنى رد المقاومة: "نحن مستعدون لإدخال الغذاء والدواء.. لكننا نُحبّ الإنصاف.. افتحوا المعابر للمدنيين قبل أن تفتحوها للجنود، وأوقفوا طلعات طائراتكم ونحن نسلّم الطرود".

وأكد المواجدة، أن في قاموس المقاومة لا توجد حالة إنسانية انتقائية فالأسير لا يُعامل كضحية بل يُعامل بمنتهى الإنسانية، بينما جيش الكيان يدفن شعب بأكمله وهو على قيد الحياة، والامتيازات ليست في قائمة العروض فالجميع يأكل مما يُطهى على نيران الحصار لا أكثر، ولا أقل.

وأوضح أن نتنياهو لم يبحث عن طعام لأسراه، بل عن انتصار شكلي في ملف خاسر فأجابه القسام بجملة واحدة تكفي لإغلاق القضية: “نُعاملهم كما نُعامل أبناءنا، فهل تجرؤ أنت على فعل ذلك؟”

وقال بوغانم، إن تصريحات أبوعبيدة اليوم خنقت نتنياهو وجعلته يتسارع بالرد على بيان أبو العبد.

ورأى ياسين عزالدين، أن تغريدة الناطق الرسمي تؤكد على وحشية الاحتلال الذي يستخدم التجويع والإبادة دون رحمة.

وأكد أن نتنياهو ليس من السهل عليه القبول بإدخال الطعام والشراب إلى غزة دون قيود (رغم أنه حق بديهي)؛ وذلك لأن التجويع هو السلاح الوحيد المتبقي بيده بعد الفشل العسكري، كما أنه لا يبالي بمصير أسراه.

وقال عزالدين: إن عرض القسام يسهم في زيادة الضغوط العالمية على دولة الاحتلال وحلفائها من أجل وقف التجويع والإبادة الجماعية.

ورأى تامر قديح، أن المقاومة ردت على طالب نتنياهو اليوم الصليب الأحمر بإدخال الطعام للأسرى الإسرائيليين بذكاء على لسان أبو عبيدة.

وقال رفعت سلمان أبوشاب: إن نتنياهو أراد نصرًا إعلاميًا، فجاءه الرد ليكشّف سوءته السياسية والأخلاقية، مشيرا إلى أن أبو عبيدة قصد في بيانه أن يقول لنتنياهو “نُعاملهم كما نُعامل أبناءنا.. فهل تجرؤ أنت على فعل ذلك؟”

وأضاف: "حين ترضخ "تل أبيب"، فاعلم أن واشنطن أيضًا رضخت.. وفي كل مرة تُحاول إسرائيل تدوير الزوايا، تباغتها المقاومة بجملة تقلب الطاولة".

وأثنى أحد المدونين على رد أبو عبيدة على استغاثة نتنياهو بالصليب الأحمر، قائلا: "خطوة حلوة من حماس للضغط على الاحتلال ولو أنها متأخرة كثيرا كان المفروض تجويع الأسري من أول يوم حصار".

بيان يدرس 

وإشادة ببيان القسام، وصفه الأكاديمي العماني حمود النوفلي، بأنه "بيان رجال الله يدرس".

واتفق معه في الرأي أبو وقاص الجهوري، قائلا: "نعم بيان جميل.. ولو يصوروهم هياكل عظمية بعد بيكون أحسن لنشر صورهم للعالم -في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين-".

وأضاف: "حي بذاك الجهاد من قبل الأبطال في غزة على هذا الحصار والمتحدث أبو عبيدة بكامل قواه وفكره"، مؤكدا أن هذا هو الجهاد الإسلامي الحقيقي.

ورأى محمد أبو خالد، بيان أبو عبيدة "ضربة معلم زنق نتنياهو في الزاوية".

وأكد محمود دلدوم، أن بيان القسام في قمة الاتزان والقوة، يصوغ معادلة إنسانية عادلة تكشف نفاق العدو، وتؤكد على سمو أخلاق المقاومة رغم شراسة الحرب.

وقال: إن بيان القسام ليس ضعفًا، بل درس في الأخلاق وسط مستنقع الوحشية، مضيفا: "أبو عبيدة يُمهل، ويشترط لا يستجدي، يرد على عويل العالم بلغة الحق، يُذكّرهم أن من يحتجز الماء والدواء عن مليونَي طفل في غزة، لا يحق له التباكي على "طرودٍ" لأسرى مدججين بسلاح الذبح".

وتابع دلدوم: "نعم، ستصل الطرود.. لكن حين تُفتح الممرات لأمهاتنا قبل جنودكم، حين تُغلق السماء عن طائرات الموت قبل أن تُفتح لأكياس الطعام"، مستطردا: "يا بني صهيون من أراد الرحمة، فليزرعها، ومن ظنّ أن سيف القسام يصدأ في الحرب أو يُكسر في المساومة".

إنسانية مزيفة

من جهته، استنكر أدهم أبو سلمية تباكي الصليب الأحمر الدولي على جوع أسرى العدو في غزة.

وانتقد صمت الصليب الأحمر وعدم إدانته وجود 12  ألف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال، يعانون من تعذيبٌ موثّق، واغتصاب، قتل تحت التعذيب، وظروف احتجاز لا تحتملها بهائم الأرض، لكن ما إن خرجت صور لأسرى صهاينة فقدوا بعض أوزانهم، حتى نهض يتباكى ويتحدث عن "الكرامة".

وتساءل أبو سلمية: “أيُّ نفاقٍ هذا؟! أين كانت إنسانيتكم حين مات أكثر من 130 فلسطينيًا جوعًا؟! أكثرهم نساء وأطفال؟! أين كانت ضمائركم حين أُبيدت أحياءٌ بأكملها على رؤوس ساكنيها؟! أم أن الإنسانية لا تُستحق إلا إن كان الموجوع إسرائيليًا؟!”

وأكد أن هذا ليس صمتًا، بل تواطؤ، هذا ليس حيادًا بل انحياز جبان للجلاد، هذه ليست مؤسسات إنسانية بل أدوات قذرة في يد النظام العالمي المجرم، قائلا: إن هذا العالم لم يعد مجرد متواطئ، بل شريك كامل في الجريمة، وشريك في القتل، في الحصار، في التجويع، في التطهير العرقي، وفي غسل صورة الاحتلال.

وتابع أبو سلمية: "وسنقولها للعالم كله: لن تغسلوا قذارتكم ببيانات باهتة، ولا صراخ كاذب عن حقوق الإنسان"، واصفا الضمير الذي لا يهتز لموت الجائعين تحت الحصار، ولا يبكي الأطفال المحروقين تحت الركام، بأنه "ضمير ميت.. مدفون.. لا يُبعث".

واستطرد: "فلتسقط إنسانيتكم الزائفة، ولتسقط مؤسساتكم التي لم تكن يومًا إلا واجهات ناعمة لقبحٍ استعماري قديم.. وغدًا حين يسقط هذا النظام العالمي العفن، سنكتب في كتب التاريخ: أن الصمت لم يكن حيادًا، بل جريمة".

وأكد معتز عياش، أن الصليب الأحمر يلهث دائما لتلبية نداء الاحتلال، ويترك آلاف الأسرى الفلسطينيين في غيابة الظلم والتجويع والتعذيب الصهيوني.

وكتب بدر بن عادل الفقير: "الكذاب بن الكذاب.. هذا وصف النتنياهو من قبل خصومه، بوقاحة تاريخية مطلقة يطلب من رئيس الصليب الأحمر إطعام أسراه، في حين يمنع الغذاء والماء والدواء عن مليوني  إنسان من أكثر من سنتين".

وتابع: "هذا المسخ -في إشارة إلى نتنياهو- يقود مجتمعا ودولة ممسوخة، انتهى تمثيل دور الضحية، وستستأنف الأمم ذبحكم كما فعلوا طوال التاريخ".

وسأل أسامة خطاب، نتنياهو: “بالنسبة للأطفال الذين تقتلهم في الحضانات لعدم توفر الكهرباء بالمستشفيات أو لقصف المستشفى التي تعالجهم، وكذلك الأجنة في أرحام أمهاتهم لعدم توفر التغذية؛ لأن إسرائيل تفرض حصارا على أراضيهم فضلا عن استخدام جميع أنواع الأسلحة لقتل الجميع من أطفال وكبار كلمت الصليب الأحمر لنجدتهم؟”

وقالت لمياء الشاعر: "الصليب الأحمر زي الدمية بيد الاحتلال بتحرّكها إسرائيل وقت ما بدها: بتحكي إذا أمرت وبتسكت إذا أُشير لها بالصمت!".

واستنكر أبو إبراهيم الخطيب، أن اهتزاز العالم لمشهد أسير إسرائيلي نحيل، وهرع الحكومات والمنظمات "الإنسانية" لتبكي عليه وتُدين.

وتساءل: “أين هذا العالم من آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون يوميًا للجوع، والتعذيب، والإذلال الممنهج في سجون الاحتلال؟ أين دموعكم على أكثر من مليوني إنسان في غزة - رجال ونساء وأطفال - يُحاصرون ويُجوّعون ويُحرمون من أبسط حقوق الحياة منذ عامين؟”

وأكد الخطيب، أن غزة تدفن حية منذ عامين، والعالم يصفق للجلاد ويواسي الضحية الخطأ!، قائلا: إن الإنسانية التي تصرخ لأجل واحد وتصمت عن معاناة الملايين هي إنسانية كاذبة.

جرائم موثقة

وتذكيرا للعالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي تداول ناشطون صورا توثق نتاج مجازر الاحتلال بحق منتظري المساعدات والمجوعين في القطاع، وتظهر تكدس الجثامين فوق بعضها، وعدوها برهانا على أكاذيب الاحتلال وحلفائه وردا على إنكارهم المجاعة في القطاع.