"أقام الحجة على الجميع".. إسرائيل تعتدي على أسطول كسر حصار غزة والعرب يتفرجون

شدوى الصلاح | منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

كعادته النازية، اعتدى جيش الاحتلال الإسرائيلي على سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة، محاصرا في المياه الدولية، محتجزا غالبية سفنه ومعتقلا عشرات النشطاء من على متنها.

ومساء غرة أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أعلن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة، تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية.

بدورها، أفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أنه تأكد اقتحام بحرية الاحتلال الإسرائيلي لبعض سفن الأسطول الذي يتكون من نحو 50 سفينة، يفصل بين بعضها بضعة أميال بحرية، وتصل المسافة الفاصلة بين سفن المقدمة وسفن المؤخرة نحو 20 ميلا، بحسب ناشطين مشاركين بالأسطول.

ودعت منظمات دولية، بينها “العفو الدولية” إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".

بدورها، عدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود واعتقال النشطاء "قرصنة وإرهابا"، مؤكدة أنه سيزيد غضب شعوب العالم.

وقالت في بيان: إن "اعتراض بحرية الاحتلال الصهيوني لسفن أسطول الصمود في المياه الدولية، واعتقال النشطاء والصحفيين المرافقين لهم، يشكل اعتداء غادرا وجريمة قرصنة وإرهابا بحريا على المدنيين، يضاف إلى السجل الأسود لجرائم الاحتلال".

وعقب الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على الأسطول، خرجت تظاهرات في عدة مدن غربية وتركية وعربية تنديدا بهجوم وقرصنة الاحتلال لعدد من سفن أسطول الصمود العالمي.

كما انطلقت مظاهرة في العاصمة الإيطالية روما والعاصمة البلجيكية بروكسل وأخرى في عدد من المدن الأوروبية أبرزها في برشلونة وبرلين وأثينا وباريس احتجاجا على عملية الاعتراض. 

وعربيا شهدت العاصمة الأردنية عمان ومدينة مصراتة الليبية وقفات تضامنية مع الأسطول الذي يهدف لكسر حصار الاحتلال عن قطاع غزة. 

وندد ناشطون على منصات التواصل بمهاجمة جيش الاحتلال لأسطول الصمود والاستيلاء على السفن واعتقال المشاركين الذين أدوا واجبهم الإنساني لنصرة شعب غزة الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع وحصار خانق، معربين عن سعادتهم من أنباء عن تمكن أحد السفن من الوصول. 

ورأوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم ومشاركتهم في وسوم عدة أبزرها #اسطول_الصمود #أسطول_الصمود_العالمي، #غزة_تباد، وغيرها أن المشاركين في الأسطول ومَن خرجوا في مظاهرات منددة بقرصنته سجلوا في التاريخ حالة الخزي والعار التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية.

“أقام الحجة على الجميع”

وتفاعلا مع التطورات، كتب فايز الدويري: "بَحْرية الكيان بدأت في السيطرة على أسطول كسر الصمود عن غزة، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي، وبكل عنجهية وتحدٍّ، وكأنها ترد على اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأشار إلى أن ما فعله الاحتلال يقابله خنوع عالمي خاصة من الدول التي ترفع السفنُ أعلامَها، ولم تكن لتفعل ذلك لولا الدعم الأميركي ودعم الصهيوني ترامب، قائلا: "الآن يجب استبدال وامعتصماه بـ واذلاه".

وذكر أحمد منصور، أن إسرائيل ترتكب جريمة جديدة باعتراضها أسطول الصمود العالمي الذي يضم ناشطين وحقوقيين وإعلاميين وبرلمانيين أوربيين ينتمون إلى 50 دولة ويصممون على كسر الحصار عن غزة في ظل خذلان رسمي عربي ودولي تدونه صفحات التاريخ في سجل الخزي والعار.

واستنكر أكرم سليمان المواجدة، استخدام القوات الصهيونية السلاح ضد النشطاء ‏الأحرار الذين يخوضون البحر منذُ ثلاثين يوما لتقديم معذرتهم.

وقال: إن النشطاء رغم أنهم على متن السفن لا يحملون أسلحة تحارب مع غزة، ولكن ضميرهم الحي حملهم على متن السفن فجاء الأسطول ليقدم برهانا قويا آخر على عمق التحول في العالم لصالح حقوق الشعب الفلسطيني.

وعدّ أهم ما في أسطول الصمود أنه أقام الحجة على الجميع وخلع عنهم ذرائع التخلف، وكشف زعم ألا نجد ما نُحمَل عليه فذاكم الأسطول إن قصدنا البحر، وذاكم الميدان أن تحملنا أقدامنا وتلكم السبيل لو صدقنا العزم.

وقال: "لله درهم كشفوا سوءتنا وسوءة حكام العار أولا، فلذلك افضحوا العار الذي يحكم الأمة العربية والإسلامية واجعلونا نقلب الطاولة على الصهاينة لأجل إفشال خطة العار الترامبية".

وندَّد علي أبو رزق، باقتحام الاحتلال الصهيوني 3 سفن، قائلا: إن إسرائيل تتحدى العالم، كل العالم، بقادته ورؤساء وزرائه ووزراء دفاعه ووزراء خارجيته ودبلوماسييه، وقلة قليلة، ممن لا يستسيغ كل هذا القهر والظلم والغطرسة والبجاحة.

وقال: إن هذا المشهد يجب أن يفجر حالة الاحتجاج لأجل غزة والمتضامنين معها، والأصل أنه يعيدنا للأيام الأولى للحرب، مؤكدا أن هذا المشهد هو صفعة قوية وإهانة شخصية لكل إنسان حر؛ فإسرائيل لا تسيطر على بوارج حربية ولا على أسلحة، بل على حليب الأطفال وغذاء الأمهات ودواء الجدّات.

وأضاف أبو رزق: "لذلك، فإن صرخة أسطول الصمود ورسالته الصادقة النبيلة يجب أن تدخل كل بيت في هذا العالم، لتحدث الفرق والصدى المطلوب، ولتتواصل حالة الحراك العالمي، أو الانتفاضة العالمية، الجارية لأجل غزة كما كانت قبل الأسطول، وبشكل أكبر بعد الأسطول".

واستنكر الكاتب عبده فايد، أن لا شيء يوقف العدو.. حتى أسطول الصمود الذي يضم مئات من النافذين في العالم، مشيرا إلى أن الاحتلال أغلق الباب من كل الجهات على القطاع وقرَّر برعاية أميركية محوه أو محوه.

ورأى أن فكرة أن العالم بأكمله مستسلم لهذا المستوى من الجبروت مخيفة، قائلا: "لا يعلم المرء كيف لا يخاف العرب المنبطحون وهم يسبحون بحمد ترامب وشايفين الاستسلام أفضل خيار متاح".

وتساءل فايد: "إزاي مش قادرين يتخيلوا مستقبل دولهم وكياناتهم الهشة وجنبهم قوة وحشية معاها ضوء أخضر لفعل ما تشاء دون عقاب؟ بأي منطق مقتنعين أن الدائرة لن تدور عليهم وتحتل بلدانهم ويجوع أبناءهم ويمنع حتى عنهم حبل إنقاذ؟

وقال: "لم يقم أسطول الصمود علينا الحجة، بل ألبس أمة كاملة ثوبا من العار المطرَّز بالخيانة، حد أننا لن نجد لها محلا من الوجود، حتى باطن الأرض سيلفظ بقايا ورقة تحكي سيرتها".

وأوضح ميلاد المنتصر، أن أسطول الصمود تمت إعاقته وإيقافه في الوقت الذي كان يبحر فيه حاملا رسالة إنسانية ودعما لأهلنا في غزة.

وقال: إن الحقيقة التي لا يقدرون على إيقافها هي أن هذا الأسطول أصبح رمزًا للعزيمة والإرادة الحرة، وصوتًا لكل من يقف ضد الظلم والحصار.

وأعلن المنتصر تضامنه الكامل مع طاقم السفينة وكل من أسهم في هذه المبادرة المباركة، مؤكدا أن صوت الحق لا يمكن أن يُكبت، وأن مسيرة الدعم مستمرة رغم القيود والعراقيل.

وذكر لقاء مكي، أن أسطول الصمود لا يحمل أسلحة تحارب مع غزة، لكنه قدم برهانا قويا آخر على عمق التحول في العالم لصالح حقوق الشعب الفلسطيني. 

وقال: إن هذا الزخم الدولي هو ما يتوجب الحفاظ عليه وتطويره، فهو غير مسبوق منذ النكبة، ومن المقدر أن يؤدي دورا جوهريا لصالح حركة التحرر الوطني الفلسطيني تفوق كثيرا ما اعتدنا عليه من وسائل وأساليب.

رسائل الأسطول

وعن الرسائل التي استطاع الأسطول إيصالها، عرض حسام يوسف صورة سفينة يظهر على موقع الرصد وصولها للمياه الإقليمية لقطاع غزة، بعد مهاجمة الاحتلال لسفن أسطول الصمود.

وأشار إلى أن السفينة استطاعت الإفلات ومواصلة طريقها، متحدية بحرية الاحتلال، قائلا: "قد يعيد الاحتلال سيطرته عليها لكنها أوصلت رسالة قوية رست على شواطئ غزة بأن الدفاع عن الإنسان يحتاج إلى تضحية، وأن الثمن في ذلك يبقى وسام فخر يحفر في صفحات تاريخية مشرقة".

وبشر بأن صور أبطال السفينة ستزين قوائم عديدة حاولت الوصول لغزة وكسر الحصار البحري.

وأكد سلطان العجلوني، أن أحدا لم يتوقع أن يوصل أسطول الصمود شحنة الأدوية والغذاء لغزة، لكنه استطاع أن يوصل شحنة من الكرامة وضرورة أخذ زمام المبادة لقلوب ملايين الأحرار في العالم، وفرَض مزيدا من العزلة والنبذ العالمي للكيان.

وكتب محمد المختار الشنقيطي: "لم يصل الدواء والغذاء.. لكن وصلت أمور كثيرة إلى العالمين، وصلت المروءة والإنسانية.. وصلت الشجاعة والشهامة.. وصل صوت المظلومين.. وصل الأمل والعمل.. وهذه بداية لا نهاية".

ونقل طاهر بن تركي، تدوينة قال صاحبها: “إذا كنت تظن أن هدف أسطول الصمود هو الوصول إلى غزة، فأنت مخطئ.. وحتى لو كان قد وصل.. ما حجم المساعدات التي يحملها أسطول مكون من مراكب صغيرة لعدد 2 مليون مشرد؟” مؤكدا أن الهدف ليس الوصول حتى وإن كنا نتمناه".

وأوضح صاحب التدوينة، أن الهدف هو ما يحدث حاليا أن يتدخل العدو بكل غلظة وقوة ضد سفن الأسطول، مشيرا إلى أن أغلب مَن على تلك السفن أوروبيون، وهؤلاء لهم حقوق وأصوات لا نعرفها في بلادنا.

وتوقع أن تنقلب أوروبا كاملة على كيان العدو، وتشهد مظاهرات وإضرابات ومؤتمرات منددة بالعدو وأفعاله في غزة، مبشرا بأن أوروبا ستنتفض.

ورأى صاحب التدوينة أن هجوم العدو على الأسطول ومنعه واعتقال أفراده جاء في وقت رائع جدا تستطيع معه المقاومة الفلسطينية رفض الخطة الأميركية المذلة للسلام، وستجد فى أوروبا ومن داخل أميركا نفسها من يؤيد وجهة النظر الفلسطينية.

قلب الطاولة

وقال أحمد السيد: إن الطاولة التي أراد نتنياهو وممن معه قلبها على أبطال غزة انقلبت عليهم مرة أخرى، بسبب أحداث أسطول الصمود التي أعادت الأمور ضد الكيان من جديد؛ فاللهم لك الحمد يا خير الناصرين.

وتساءل: "كم تحتاج الأمة إلى مبادرات أخرى مثل أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن أهل غزة ونصرتهم".

وأشار محمد خير موسى إلى أن نتنياهو كان البارحة يتبجح أنه كسر عزلته وأنه عزل المقاومة وقواها، قائلا: "لعل أسطول الصمود هو جندي الله تعالى الذي سيعيد عزل نتنياهو بأشد مما كان".

ولفت بلال نزار ريان إلى أن ترامب ونتنياهو وحلفاءهم أرادو عزل غزة، فإذا بغزة اليوم، بفضل أبطال أسطول الصمود الذين أبحروا نحو المجهول في سبيل وقف حرب الإبادة الجماعية.

وأشار إلى أن 500 شخص حملوا أرواحهم على أكفهم وخاضوا البحر ليعزلوهم ويعرّوا جرائمهم أمام العالم.

"عسى العرب بخير"

فيما أشار عبدالله الشايجي إلى أن كولومبيا طردت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، وخرجت تظاهرات غاضبة في عواصم ومدن أوروبية، مؤكدا أن ذلك يعمق عزلة إسرائيل ووصمها بالدولة المارقة.

ولفت إلى أن ذلك بعد قرصنة واقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسطول الصمود العالمي بمشاركة 47 سفينة و520 ناشط بينهم نواب ومسؤولون وحقوقيون ما يزيد ويعمق عزلة إسرائيل وممارساتها كدولة منبوذة ومارقة.

وأوضحت أن مظاهرات ليلة أمس خرجت في إسطنبول بتركيا، والعاصمة الإيطالية روما، ونابولي، فلورنسا، بيزا، ليفورنو، سيانا، لاسبازيا، فرنسا في باريس، إسبانيا، مدريد، برشلونة، بلجيكا، بروكسل، اليونان، أثينا، ألمانيا، برلين. لافتا إلى إعلان إضراب نقابة العمال في إيطاليا احتجاجا وكرة النار تتدحرج.

وعرضت وجدان بوعبدالله صورا من المظاهرات التي خرجت بروما تنديدا باعتراض أسطول الصمود، قائلة: "انظروا هذه روما الآن خرج فيها المتظاهرون وكانوا عند وعدهم حين هددوا بالضغط في حال تعرض أسطول الصمود لأي اعتداء".

وثناء على مواقف الدول الأوروبية ومطالبات للدول العربية بمواقف مماثلة، أشار أحمد دعدوش إلى أن الرئيس الكولومبي أعلن فسخ اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من بلاده.

ولفت إلى أن الرئيس الكولومبي قال: إن الهجوم على أسطول الصمود هو جريمة دولية جديدة يرتكبها نتنياهو، قائلا: "ننتظر مواقف مماثلة من حكام التطبيع في المنطقة".

ولفت مراد علي إلى أن المظاهرات ضد إسرائيل تجتاح أوروبا وتركيا والأردن وتونس بعد قرصنتها على سفن أسطول الصمود.

ورأى أن هذه المظاهرات تؤكد أن خطة ترامب ونتنياهو لشرعنة احتلال غزة لن تنجح، مشيرا إلى أن أهم بلد مازالت غائبة عن المظاهرات ضد الصهاينة بسبب قمع شعبها وإسكات صوت مصر.

وعلق محمد حامد العيلة على خروج مظاهرات في برشلونة وروما وأثينا وبروكسل وباريس وبرلين وإسطنبول تنديدا باعتراض إسرائيل لأسطول الصمود، قائلا: "عسى العرب بخير".

ورأى أحمد عبدالعزيز، أن الرد على اعتراض بحرية الاحتلال الصهيوني أسطول الصمود لا يكون بالمظاهرات، وإنما بحصار سفارات إسرائيل وأميركا حول العالم، حتى ترسو سفن الأسطول على شاطئ غزة.

تسونامي التضامن

فيما عرضت منى العمري صورة من موقع تعقب مسار الأسطول تشير إلى أن السفينة التي تحمل اسم " Mikeno" تقترب بالفعل من شواطئ غزة ومن خلفها حوالي 20 سفينة لا زالت تبحر.

وقالت: إن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة، وتسونامي التضامن معه الذي انتشر في عواصم ومدن أوروبا هذه الليلة، إضافة إلى دعوات الإضراب والتصعيد، يوصل رسالة عالمية لترامب ونتنياهو وديرمر وكل من اعتقد أنه يكسر حصار إسرائيل بالعربدة والبلطجة التي نُشرت على شكل خطة.

وأوضح سمير النمري، أن سفينة ميكينو الإسبانية تمكنت من كسر الحصار والوصول إلى المياه الفلسطينية قبالة غزة.

وأشار إلى أن السفينة التابعة لأسطول الصمود العالمي فُقدت عن الرادار منذ الليلة الماضية وكان مصير طاقمها مجهولاً، وظهرت الآن داخل المياه الإقليمية لغزة وعلى بُعد 9 أميال بحرية فقط من الساحل.

ولفت النمري إلى أن الأسطول يقول: إن 30 سفينة تواصل الإبحار على بعد نحو 46 ميلا من غزة، رغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وكتب صالح الجعفراوي: "في حدث تاريخي تمكنت سفينة Mikeno لأول مرة من كسر الحصار البحري والدخول إلى المياه الإقليمية لغزة كأول سفينة مدنية".