قائد بيت حانون يدمر أسطورة استخبارات الاحتلال.. ومشاعر الفخر تسود غزة

خرج فياض بلباس المجاهد المتواضع الملتحم مع شعبه وأبناء بيت حانون ضعيف البدن قوي العزيمة والشكيمة
بعدما أشاع الاحتلال الإسرائيلي قبل 8 أشهر أنه اغتال "حسين فياض" قائد كتيبة بيت حانون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أطل القائد القسامي في مقطع فيديو متحدثا عن انتصار غزة على الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
فياض ظهر في 22 يناير/كانون الثاني 2025 وسط الدمار الذي خلفته حرب الإبادة، وقال أمام تجمع شعبي: "اليوم خضنا معركة، وقد يتساءل البعض ممَّن تعرضوا لخسائر: أين النصر؟"، مؤكدا أن "الاحتلال لم ينل إلا من الحجارة وبعض الأشلاء والدمار".
وأضاف: “المعارك لها أهداف، وإذا لم يحقق صاحب الهدف هدفه، فهو مهزوم، وفق القواعد العسكرية وغير العسكرية، فإن القوي إذا لم ينتصر فهو مهزوم، والضعيف إذا لم يهزم فهو منتصر”.
وشدد بالقول إن “غزة خرجت عصية على الانكسار، كريمة، منتصرة، ورافعة رأسها”.
وكان جيش الكيان الإسرائيلي قد زعم في 23 مايو/أيار 2024، أنه قضى على فياض، داخل مجمع تحت الأرض في جباليا (شمال).
وزاد آنذاك بأن "فياض كان مسؤولا عن الكثير من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع نحو إسرائيل خلال الحرب والكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون نحو بلدات شمال غلاف غزة".
لكن ظهور فياض دفع جيش الاحتلال للإقرار بعدم دقة معلوماته الاستخبارية عن اغتيال فياض.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: "بشكل غير معتاد، أعلن متحدث باسم الجيش (لم تسمه) أن الأدلة الاستخباراتية، التي استندت إليها الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) في تصفية فياض لم تكن دقيقة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها جيش الاحتلال اغتيال قائد من المقاومة ويتبين لاحقا أنه على قيد الحياة.
فقد حدث ذلك سابقا مع قائد كتيبة تل السلطان محمود حمدان، الذي زعم الاحتلال اغتياله ومعه قيادة الكتيبة، واحتفى حينها بهذا الإنجاز وتبين لاحقا أنه ظل على قيد الحياة حتى اغتيل رفقة قائد الحركة يحيى السنوار في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #بيت_حانون، #حسين_فياض، #جباليا، وغيرها عن سعادتهم بظهور القائد القسامي، وتحدثوا عن دوره في بث الرعب في نفوس الاحتلال وقادته وهندسة كمائن الموت لجنوده.
أذل العدو
وتفاعلا مع الحدث، كتب الباحث سعيد زياد: "ظهور أسطوري للقائد ذي الأرواح السبع"، مؤكدا أن شمال غزة صمد وكسر سيناريو التهجير وخطة الجنرالات لأن قادته صمدوا فيه، وقاتلوا في طليعة الجبهات كتفا بكتف مع مقاتليهم.
وقال: "صمدت بيت حانون 471 يوما لأن أبو حمزة فياض صمد فيها وقاتل حتى استطاع الظهور اليوم بهذه الصورة الممتلئة عزة وشموخا، هؤلاء أبطالنا، هؤلاء أساطيرنا".
من جانبه، قال الباحث هيثم المتوكل: "ظهر لهم اليوم هذا القائد الميداني في مدينة بيت حانون المجاهد حسين فياض أبو حمزة، الذي أذل هو وجنوده جيوش الغزاة."
وعرض مقطع فيديو، موضحا أن فياض كان فيه يتحدى الجيش قبل أشهر من طوفان الأقصى المبارك، مشيرا إلى اعتراف الاحتلال أنه هنا في غزة المنتصرة.
بدوره، عرف عبدي محمد عبدي، بالقائد القسامي ودوره في ردع الاحتلال قائلا: “هذا الرجل الأشعث الشاحب المتخفف من الدنيا هو أبو حمزة حسين فياض قائد كتيبة بيت حانون التي قاتلت بضراوة حتى آخر أيام الحرب، وكانت شراكها وكمائنها حتوفا للأعداء، فأذاقتهم صروف الموت من تفخيخ وتفجير وقنص.”
ولفت عبدالرحمن مصالحه، إلى أن العدو المهزوم ادعى أنه قام بتصفية فياض عدة مرات، ليخرج في كل مرة ومقاتلوه الأشداء ويجندلوا المزيد من ضباط وجنود العدو ويمرغوا أنفوقهم في تراب بيت حانون.
وقال: "خرج فياض بلباس المجاهد المتواضع الملتحم مع شعبه وأبناء بيت حانون ضعيف البدن قوي العزيمة والشكيمة خرج بينهم ليواسي جراحهم ويعزي أبناءهم فلنعم القائد هو ولنعم المجاهد هو ولنعم المربي هو.. مقاومة تحتضن شعبها وشعب يحتضن مقاومته".
ووصف مصالحة، القائد فياض بأنه "نموذج فريد في هذه المعركة من قادة القسام"، موضحا أنه قتل وكتيبته المجاهدون في هذه المعركة من لواء جفعاتي وكفير وناحال عددا كبيرا من الجنود والضباط الصهاينة فاق 60 حسب اعتراف العدو على مدار المناورات العسكرية طيلة المعركة وأذاقوهم الويلات.
أكاذيب الاحتلال
من جهته، ذكر الناشط محمد النجار، أن الناطق باسم جيش الاحتلال قال يوم إعلان اغتيال قائد كتيبة بيت حانون إنهم عثروا على جثته في أحد الأنفاق بعد اشتباك مع قوة مقاتلة من شباب المقاومة في جباليا!
وعد تصريح الناطق باسم جيش الاحتلال دليلا آخر على كذب الاحتلال بشأن إنجازاته وتضخيمها أو حتى اختلاقها، وإخفاء خسائره وإخفاقاته.
وأشار النجار إلى أن جيش العدو لم ينشر فيديو واحدا لقتال مباشر بينه وبين رجال المقاومة وقد حصل العشرات منها، مؤكدا أن فيها ما يبهر الأبصار، ويذهل العقول، من بسالة وبطولة شبابنا الرائعين.
فيما ذكر الصحفي فايد أبو شمالة، بأن كتيبة بيت حانون في كتائب القسام وجهت ضربات قوية للاحتلال قبل وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن فياض في أول ظهور له، يتحدث عن مفهوم النصر في الحرب.
وأشار إلى أن المتحدث باسم جيش العدو دانيال هاغاري الذي وصفه بـ"كبير الكذابين" أعلن عن اغتياله في 23 مايو 2024، إثر اشتباك معه وجها لوجه في نفق في جباليا.
وحذر ياسين أبو العز، من التعاطي مع كذب جيش الاحتلال، قائلا: "ظهور قائد القسام في بيت حانون حسين فياض أكد على ما كنا نقوله دائمًا عن كذب إعلانات جيش الاحتلال، وتبين مثل الكثير من المرات أن كل ذلك كان محض كذب".
وأكد صاحب حساب نحو الحرية، أن الاحتلال وأتباعه من الإسرائيلي والعرب يكذبون كما يتنفسون، قائلا: “حتى تتأكدوا بأن الاحتلال يكذب في كل شيء!.. ظهور قائد كتيبة بيت حانون حسين فياض في غزة رغم إعلان الاحتلال استهدافه وتصفيته عدة مرات.”
وقال جميل طاهر: "الشهيد الحي البطل حسين فياض.. يخرج للناس معلنا فشل الاحتلال وخيبة مساعيه"، مضيفا أن بيت حانون وشمال القطاع برمته مرغ سردية الصهيونية في التراب مرات ومرات.
ضربة للاستخبارات
وتحت عنوان "مفاجأة غير متوقعة وضربة موجعة لأجهزة استخبارات الاحتلال"، أشار الصحفي أحمد فوزي، إلى ظهور قائد كتيبة بيت حانون، وهو يتفقد المدينة ويواسي أهلها، رغم إعلان الاحتلال استشهاده واستهدافه عدة مرات سابقًا.
بدوره، قال المحلل السياسي هاني الدالي، إنه في الوقت الذي يزعم فيه العدو نجاحه في اغتيال فياض مرتين، يثبت أبو حمزة فشل العدو أمنيا وعسكريا ويؤكد أن النصر ليس في الأجساد، بل في الروح التي لا تُكبّلها محاولات الاغتيال أو التهديد.
وأضاف أن المنتصر هو من يظل صامدا، يناضل من أجل الحق، لا يتراجع أمام دمار أو قسوة، وأن على الرغم من التهديدات، تظل المقاومة متقدة، وتؤكد أن الأبطال لا يُغتالون، بل يزدادون قوة وعزيمة.
وأكد الدالي، أن أبو حمزة يستمد القوة من تضحيات الشهداء ويعلن للجميع أن تلك المحاولات الفاشلة لن توقف مسيرة الجهاد والمقاومة.
وعد أحد المغردين، ظهور فياض، ضربة موجعة لأجهزة استخبارات الكيان أمان والشاباك والموساد المنسقة في حربها على القطاع طيلة 470 يوما بعد ظهور قائد كتيبة بيت حانون أبو حمزة غير المتوقع وسط بيت حانون وهو يواسي أهلها بعد إعلان رسمي باسم الناطق الرسمي للاحتلال بتصفيته.
الاحتلال يعترف
وتسليطا للضوء على الصدمة التي انتابت الإعلام العبري، لفت الباحث حذيفة عبدالله عزام، إلى تعليق المؤرخ الإسرائيلي "أور فيالكوف" على خروج فياض بالقول: "يا للعار !!!!".
وأشار إلى تذكيره المؤرخ الإسرائيلي بأن الجيش زعم أيضاً أن جنودا من الفريق القتالي التابع للفرقة 98 وقوات خاصة من سلاح الجو ووحدة يهالوم، قتلوا "حسين فياض" في نفق، وقوله: " بات واضحا الآن من هو الذي قاد القتال في بيت حانون !!".
وأشار المغرد تامر، إلى قول متحدث الجيش الإسرائيلي: "بعد التقارير الواردة من غزة بأن قائد كتيبة بيت حانون في حماس ظهر علنا اليوم بعد الإعلان عن اغتياله قبل عدة أشهر، وبعد إجراء تحقيق إضافي، تبين أن المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها كل من الاستخبارات العسكرية والشاباك لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية".
ورصدت زهراء قبيسي، حدوث ضجة في الأوساط العبرية الصهيونية بعد انتشار فيديو يوثق ظهور المجاهد حسين فياض وهو يتفقد المدينة ويواسي أهلها، رغم إعلان الاحتلال استهدافه واستشهاده في مايو الماضي، واصفة كلام القائد بأنه "مدرسة في البأس والعنفوان".