"حولت الشمال إلى جحيم".. ماذا وراء تصعيد “حزب الله” هجماته ضد إسرائيل؟

إسماعيل يوسف | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

مع استمرار العدوان على غزة، بدأ حزب الله في لبنان منذ مايو/أيار 2024، تصعيد هجماته على مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع مطلع يونيو/حزيران، زاد الحزب الوتيرة، عبر هجمات مكثفة غير مسبوقة بصواريخ تحمل نصف طن متفجرات، وطائرات مسيرة ذكية انتحارية بكاميرات تصيب أهدافها بدقة.

وبعد اكتفاء الحزب بدعم فصائل غزة بإلهاء واستنزاف جزء من جيش الاحتلال، في بداية العدوان، تحول لوضع مختلف تماما عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل/نيسان 2024، كأنه يستكمل خطة ردع إيرانية موضوعة.

بنك الأهداف تحول من الضغط النفسي على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ودفع المستوطنين للنزوح، ومن ثم الضغط على حكومة تل أبيب، إلى شبه مواجهة شاملة شملت استهداف ثكنات عسكرية حيوية.

وشمل تدمير أبراج المراقبة ورادارات الرصد وأجهزة التجسس والقبة الحديدية لإعماء إسرائيل بالكامل ومن ثم تسهيل ضرب مراكزها العسكرية الحيوية.

ولا تتوقف صفارات الإنذار بسبب قرابة 11 هجوما يوميا من حزب الله، وإطلاق ما لا يقل عن 20 إلى 50 صاروخا وطائرة مسيرة انتحارية على أهداف عسكرية وقواعد للاحتلال وفق الإعلام العبري.

أخطر الهجمات 

ومع سخونة الجو وارتفاع الحرارة خلال شهر يونيو، تحولت حياة المستوطنين في شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل إلى قطع من الجحيم بفعل صواريخ حزب الله، ومسيراته الانتحارية التي حولت مناطق عدة لحرائق ضخمة.

معطيات جهاز (الشاباك) كشفت أن 1000 صاروخ جرى إطلاقها من لبنان نحو أهداف في إسرائيل، خلال مايو 2024، في حصيلة قياسية تشير إلى تصاعد المواجهات الحدودية المندلعة على خلفية العدوان على غزة.

علما بأن شهر أبريل 2024 شهد إطلاق نحو 744 صاروخا، و746 في مارس/آذار، و534 في فبراير/شباط، و334 في يناير/كانون الثاني 2024، ما يشير لتصاعد مستمر، وفق صحف إسرائيلية.

واختار الحزب تكثيف وتوسيع الضربات على مناطق جديدة لم تخضع للإخلاء من جانب المستوطنين، مثل عكا (51 ألف نسمة) ونهاريا (58 ألف نسمة) وكتسرين (7 آلاف نسمة)، بخلاف كريات شمونة (23 ألف نسمة) وغيرها.

القصف لم يعد ينال فقط أهدافا عسكرية ولكنه يستهدف القبة الحديدية نفسها والرادارات.

حتى إن صحفا عبرية قالت إن أحد الأهداف التي دمرها كليا حزب الله في العمق هو رادار elm-2080s super green pine المخصص لاكتشاف الصواريخ الباليستية واعتراضها ويبلغ ثمنه 90 مليون دولار.

مطلع يونيو 2024 نفذ الحزب هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة في ثكنة "يردن" العسكرية بالجولان المحتل، استهدف رادار القبة الحديدية ومراكز الضباط والجنود، ما أدى إلى تدمير الرادار وإيقاع قتلى وجرحى.

وفي 2 يونيو، نفذ حزب الله ثلاث عمليات ضخمة منها تدمير ثكنة "بيرانيت" العسكرية شمال فلسطين المحتلة بصاروخي "بركان".

وخطورة تدمير هذا الموقع الإستراتيجي أنه يجعل دولة الاحتلال تحت تهديد اجتياح قوات الرضوان، على غرار ما فعلته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في طوفان الأقصى.

صحيفة “يديعوت أحرنوت” قالت 2 يونيو 2024، إن حزب الله "أطلق صاروخين باليستيين من طراز (بركان)"، على بلدة كريات شمونة شمالي إسرائيل، "يحمل الواحد منها نصف طن من المتفجرات".

وصواريخ بركان "لديها القدرة على اختراق الملاجئ، وألحقت أضرارا بقاعدة عسكرية في كريات شمونة"، واعترف الجيش الإسرائيلي بتعرض قاعدة له لأضرار بالغة، ونشرت صور لها.

ومع أن "بركان" ليس صاروخا دقيقا، لكنه قادر على إلحاق الأضرار المادية. وعمل حزب الله على تطويره بإشراف إيراني، وفق "يديعوت أحرنوت".

أيضا دمر الحزب مقر قيادة اللواء 769 في كريات شمونة، بصواريخ بركان، واعترف إعلام الاحتلال بأضرار جسيمة في المقر، وظهرت تسربت مرئيات من الجنود الإسرائيليين تظهر مقدار التدمير هناك. 

ويلعب هذا المقر دورا حيويا خاصة في مجال الرقابة السيبرانية وتأمين الحدود من اقتحامات مفاجئة وتنسيق عمليات القوات العاملة بالشمال عموما.

أيضا أسقط حزب الله سادس طائرة من طراز هيرميز 900 الأميركية المميزة التي كان يجرى التحكم بها من قبل جنود على الأرض.

وأظهر أنه يمتلك مضادات جوية أسقطت مسيرات إسرائيلية متطورة مثل هرميز 450 وهرميز 900.

وقبلها استهدف الحزب قاعدة إطلاق وتحكم بمنطاد تجسس إسرائيلي فوق منطقة أدميت شمالي الأراضي المحتلة، مما أدى إلى تعطل المنطاد وسقوطه.

وكان يوم 26 مايو 2024، أحد أشد أيام المواجهات بين الجانبين حيث بلغت حصيلة قتلى الحزب في جنوب لبنان 8 وهو رقم قياسي منذ 8 أكتوبر، بعد استهداف تل أبيب مقاتلي الأخير بمسيرات في الناقورة وعيتا الشعب وحولا وغيرها من القرى.

ورد حزب الله بعنف مستهدفا مستوطنات جديدة لم يكن قصفها سابقا مثل مقر قيادة كتيبة ثكنتي "حبشيت"، وبرانيت ‌الإسرائيليتين بصواريخ "بركان" ثقيلة ما أدى إلى "احتراقها وتدمير جزء ‏منها".

في أعقاب التصعيد الذي وقع 2 يونيو، وشمل إطلاق حزب الله وابلا من الصواريخ على مستوطنة كتسرين جنوب الجولان السوري المحتل، اشتعلت النيران في حوالي 2500 فدان من الأراضي في الهجوم.

لبيان حجم الدمار، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" 3 يونيو 2024 عن "هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية" تحذيرها من كارثة لأن بعض المناطق المحترقة بالكامل ستستغرق عدة سنوات لتتعافى، مبينة أن المستوطنين يتركون المكان.

التهمت ألسنة اللهب مساحات كبيرة من الجبال المحيطة بكريات شمونة، ووصلت النيران إلى منازل المستوطنة وهرب من تبقى في المنطقة التي أخلي جزء كبير من مستوطنيها، بسبب امتداد النيران والقصف على المكان.

وامتدت الحرائق الى إحدى قواعد جيش الاحتلال في منطقة "مرغليوت" ورصدت صحف عبرية أكثر من 30 نقطة مشتعلة في كريات شمونة، شلومي، صفد والجليل الأعلى وغيرها في شمال فلسطين المحتلة بسبب قصف حزب الله.

وأعلنت إسرائيل حالة الطوارئ وجرى استدعاء طواقم الإطفاء من كل الكيان للمساعدة في إطفاء الحرائق التي نالت عشرات المنازل وبدأت تخرج عن السيطرة في بعض المناطق.

ودخلت عكا ونهاريا أيضا في نطاق عمل حزب الله، الذي أطلق مسيرات انتحارية وصواريخ عليها. وأصابت طائرة مفخخة منطقة في نهاريا بعد فشل ما تسمى القبة الحديدية في اعتراضها.

واندلعت الحرائق أيضا في مستوطنات "المطلة" و"كفر غلعادي" و"كيرين نفتالي" و"إيليفيلت" و"مافو حماه" و"نيتور" و"تل ساكي" وقرب "شلومي" في الجليل الغربي، وجرى تهجير بعض سكانها.

وتحدث تلفزيون قناة المنار التابع لحزب الله عن 2000 عملية نفذها الأخير حتى الآن، مؤكدا أن القصف مستمر لمدن وثكنات الاحتلال.

3 أنماط عسكرية

صحيفة "معاريف" العبرية نقلت في 2 يونيو 2024 عن مصادر في جيش الاحتلال أن حزب الله تبنى في تصعيده الأخير "ثلاثة أنماط" عمل عسكرية جديدة في المواجهات المستمرة على الحدود اللبنانية.

أولى هذه الأنماط الجديدة تمثلت في إطلاق صواريخ وقذائف عشوائية عبر نصب صواريخ سوفيتية، على عربات أو شاحنات، وتطلق من العمق في جنوب لبنان، وبكثافة كبيرة جعلت صفارات الإنذار لا تتوقف عن إنذار المستوطنين.

والثانية، إطلاق صواريخ "بركان"، التي وإن كانت إصابتها ليست دقيقة، فإن قدرتها التفجيرية الكبيرة (نصف طن متفجرات) تجعل الأضرار الضخمة التي تحدثها تغطي على افتقادها لدقة الإصابة.

أما آلية العمل الثالثة الجديدة التي يتبعها حزب الله، وهي الأخطر، فتتمثل في استخدام المسيرات الهجومية الإيرانية التي تتميز بدقة إصابة عالية، وبعضها مثبت عليه كاميرا تصل بالمسيرة إلى مكانها بدقة شديدة، ومن الصعب اعتراضها.

وخلال استهداف حزب الله عمق المستوطنات، كان يستخدم الطائرات المسيرة لتعطيل القبة الحديدية، لتأتي من بعدها المسيرات الانتحارية (الانقضاضية) تصيب هدفها.

وتقول صحف عبرية إن حزب الله تجاوز ما يسمى الخطوط الحمراء، حيث قتل وأصاب جنودا، ودمر مئات المنازل وأحرق آلاف الأراضي الزراعية بآلاف الصواريخ والقذائف.

كما خرق الخطوط الحمراء بتدمير أنظمة الرصد والسيطرة على الحدود، وإلحاق أضرار بالغة بالقواعد العسكرية، ولم يتبق سوى أن تقتحم "فرقة الرضوان" التابعة للحزب شمال إسرائيل، كما فعلت "القسام" في الجنوب.

والأغرب من كل ذلك أن تقديرات للجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية التي نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" 2 يونيو 2024 تشير إلى أن حزب الله لم يستخدم سوى 5 بالمئة فقط من أسلحته منذ بداية الحرب، ويستعد لحرب واسعة مع إسرائيل.

وكتب "أمير بو خبوط" المراسل العسكري لموقع "واللا" العبري مطلع يونيو 2024 يصف "أصعب شهر (مايو) في القتال ضد حزب الله"، مؤكدا "انهيار الردع الإسرائيلي في الشمال".

تحدث عن "براعة حزب الله في صناعة ساحة حرب منهكة لإسرائيل"، حتى إنه تمكن من تدمير المنشأة العسكرية التي انطلق منها بالون "تل شمايم" الذي من المفترض أن يراقب ويحذر من تهديدات الحزب.

أكد أن الحزب، الذي استعمل أسلحة قديمة في بداية المعارك، “بدأ يستعمل طائرات بدون طيار تحمل متفجرات انتحارية موجهة لأهدافها بدقة، وطائرات بدون طيار تحمل صواريخ مضادة للطائرات يمكن إطلاقها نحو الهدف”.

"بوخبوط" قال إن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أنه منذ مطلع مايو 2024، نفذ حزب الله 305 هجمات من جنوب لبنان، مقارنة بـ 237 هجوما في أبريل 2024، ويزيد من نطاق النيران كل شهر.

وبحسب تقرير آخر لمركز أبحاث "عالما" الإسرائيلي 2 يونيو 2024، شن حزب الله 325 هجوما على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة في مايو بمعدل 11 هجمة يوميا.

بينما كان عدد هجمات حزب الله 238 في أبريل، بمعدل 8 ضربات يوميا، لكنها أصبحت أيضا أكثر شدة كماً ونوعا.

دلالات التصعيد

محللون يرون أن ما يجرى ليس هجمات عشوائية يضرب فيها الحزب أي هدف عسكري ولكنها عمليات ممنهجة تعمل على تهيئة بيئة مناسبة لإضعاف الاحتلال وتحويل أجهزة تجسسه ومراقبته وراداراته لخردة عمياء لا ترى ولا ترصد أي أهداف بما يُحسن الوضع القتالي للمقاومة.

وأوضحوا أن حزب الله يحاول الاستفادة من حالة الانهاك التي أصبح عليها جيش الاحتلال بسبب 8 أشهر من الحرب في غزة وزيادة الضغط عليه.

عدوا سعى الحزب لشل قدرات المراقبة وتدمير ثكنات القيادة، وتوسيع بنك الأهداف لينال مستوطنات جديدة هدفه زيادة تهجير الإسرائيليين منها والضغط على حكومتهم وتوسيع معادلة الردع، بعدما كان الاحتلال يهدد لإعادة لبنان إلى العصر الحجري.

كما استهدف الحزب تهيئة الأرضية لهجوم بري على هذه المستوطنات في حالة التصعيد كما حدث في طوفان الأقصى.

وهو ما يخشاه الإسرائيليون، الذين هددوا عدة مرات بغزو جنوب لبنان لكن غزة تُكبلهم وتلجم تصعيدهم في الشمال.

أكدوا أن حزب الله استهدف بهذه الخطوة إرباك حسابات إسرائيل التي كان يلوح بعض مسؤوليها لإعادة النازحين من مستوطنات الشمال إلى بيوتهم قبل شهر سبتمبر/أيلول 2024، فإذا بهم يشاهدون آلافا آخرين يتركون مستوطناتهم.

ومن بين 60 ألف إسرائيلي جرى نقلهم من الشمال بداية العدوان، هناك 14600 طفل، منتشرين في رياض الأطفال والمدارس المؤقتة، أو المباني التي أعيد توظيفها كمراكز رعاية نهارية أو فصول دراسية مؤقتة، بحسب وكالة "رويترز" البريطانية 4 يونيو 2024 ما يعرقل بدء العام الدراسي المقرر مطلع سبتمبر.

وكان "تال بيري" رئيس قسم الأبحاث في مركز "ألما" الأمني للأبحاث في إسرائيل أكد 10 مايو 2024 أن "حزب الله مستعد لحرب في أي لحظة ولا يخشى منها"، وفق صحيفة "يديعوت احرونوت".

هذه الخطط أربكت صناع القرار في دولة الاحتلال ووضعتهم أمام معضلة حيال تصعيد حزب الله، لأن إخلاء مستوطنات جديدة في الشمال يعني مزيدا من انهيار معادلة الردع على الجبهة الشمالية.

فريق آخر ربط بين توقيت تصاعد هجمات حزب الله ضد إسرائيل وبأسلحة متطورة، عكس الفترة الأولى من المناوشات التي بدأت عقب طوفان الأقصى، وبين هجمات إيران ضد تل أبيب 13 أبريل 2024.

فسر هذا التصعيد بأنه ربما جاء كرد إيراني على آخر هجمات إسرائيلية، أو ضمن خطة تصعيد إيرانية، أو كاستكمال للهجمات التي نفذتها طهران ضد إسرائيل واستهدفت تثبيت حالة الردع بين الطرفين.

صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية ألمحت في 3 يونيو 2024 إلى دور إيران في تكثيف حزب الله لهجماته، و"تلهف وكلاء طهران لضرب إسرائيل".

أوضحت أن إيران تحرك وكلاءها ضد إسرائيل ثم "تراقب وتتعلم من ردود الفعل الإسرائيلية، ومع زيادة حزب الله لهجماته، فمن المحتمل أن يكتسب وكلاءها الآخرون المزيد من الجرأة".

سبب آخر لتصعيد حزب الله، هو خسائره المتزايدة أيضا، لذلك يرد بقصف عنيف على عمق أكبر في شمال الأراضي المحتلة، وفق المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" العبرية "عاموس هرئيل" 3 يونيو 2024.

وأكد أن معدل القتلى في الجانب اللبناني في معركة الشمال أعلى كثيرا،  إذ أحصى حزب الله فعلا نحو 330 قتيلا من رجاله.

كما أن عدد المدنيين الذين جرى إجلاؤهم من المنطقة الحدودية هو ضعف عدد المهجرين في الجانب الإسرائيلي. 

فعلى الجانب اللبناني، أجلي أيضا 90 ألف مدني، حوالي ثلثهم من الأطفال، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. 

وقد فقد الحزب جزءا كبيرا من بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود، لكنه لا يزال يربك إسرائيل.

أكد أن عدم تحقيق جيش الاحتلال تقدم في قطاع غزة يؤثر في الحدود الشمالية ويجعل إسرائيل تقترب من فقدان السيطرة.

قال إن هذا التصعيد يزيد من الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية للرد بشكل كبير أو تنفيذ غزو بري لجنوب لبنان.

لذا فإن احتمال نشوب حرب شاملة يلوح في الأفق، مما ينذر بدمار أكبر بكثير في الشمال الذي أصبحت مشاهد الحرائق لا تفارقه.

وأوضح أن خطورة ذلك التصعيد اللبناني والفشل الإسرائيلي في مواجهته أو ردعه، أنه امتداد لما يجرى في غزة.

وتطالب إسرائيل بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني بجنوب لبنان عبر تسوية دولية استنادا إلى القرار الأممي رقم 1701.

وهددت تل أبيب أنه إذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية فإنها ستتحرك عسكريا لإبعاد حزب الله عن الحدود.

في 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701، الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، بعد حرب استمرت 33 يوما.

ويدعو القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).

وسبق أن أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي استعداد بلاده لتطبيق القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة "بحذافيره"، شرط انسحاب إسرائيل من أراض حدودية محتلة يطالب بها لبنان.

وبحسب مكتب ميقاتي، فإنه يشير إلى الأراضي التي يطالب بها لبنان ولا تزال تحتلها إسرائيل منذ انسحابها من الجنوب عام 2000 وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر.

لكن تل أبيب تناور وتراوغ ولا تريد تطبيق سوى نصف القرار 1701 فقط فيما يتعلق بإبعاد "حزب الله" عن الحدود.