قوافل عسكرية تتحرك من كابول إلى قندهار.. ماذا يحدث داخل حركة طالبان؟

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

منذ عودة طالبان للحكم في أفغانستان في عام 2020، يتجدد الحديث بين آن وآخر عن خلافات داخلية بين فصائل الحركة.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "8 صبح" الإيرانية إلى وجود "تحركات لقوافل عسكرية من كابل إلى قندهار، رُصدت خلال الأسابيع الأخيرة".

كما أوردت وسائل إعلام أنباء عن "تعمق الخلافات بين القائد الأعلى لحركة طالبان هبة الله آخوند زاده وسراج الدين حقاني، وزير الداخلية في الحركة".

قوافل عسكرية

وبحسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة، نقل هبة الله آخوند زاده أسلحة ومعدات عسكرية كبيرة من كابل إلى قندهار.

ونُقلت هذه المعدات ليلا في أواخر شهر رمضان، وأكد شهود عيان رأوا هذه القوافل عن قرب أن شاحنات كبيرة، تُستخدم عادة لنقل المعدات العسكرية الثقيلة والخفيفة، كانت محملة بالأسلحة والذخائر.

وروى شاهد عيان للصحيفة: "تحركنا في الأيام الأخيرة من رمضان، بعد السحور وصلاة الفجر، نحو كابل".

وتابع الشاهد: "في الطريق، صادفنا قافلة كبيرة من شاحنات كبيرة محملة بأسلحة ثقيلة، كانت هناك مركبات عسكرية مثل الهامفي بين القافلة، أخبرنا سائق آخر أن هذه القوافل تنقل الأسلحة إلى قندهار كل ليلة، وقد شاهد هذه المشاهد بنفسه".

وأردف التقرير: "كما أكد بعض سائقي طريق كابل-غزني أنهم رأوا خلال الأسبوع الأخير من رمضان عدة قوافل من المركبات العسكرية والمعدات تتحرك من غزني نحو قندهار".

وقال أحد السائقين: "استمر هذا الوضع لمدة أسبوع تقريبا؛ حيث كانت القوافل تنطلق من كابل إلى قندهار كل صباح".

من جانب آخر، أفادت الصحيفة الفارسية بوقوع  انفجار قوي في وسط ولاية قندهار، في  الثاني عشر من أبريل/ نيسان 2025.

وأكدت مصادر للصحيفة أن الانفجار "وقع بالقرب من مقر إقامة هبة الله آخوند زاده، وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت بعد الانفجار تحطم نوافذ العديد من المنازل الخاصة وتكبد السكان المحليين خسائر مادية كبيرة".

ووفق التقرير، "أقرت طالبان بحدوث الانفجار، مدعية أنه ناتج عن انفجار ذخائر قديمة في قندهار، مما أدى إلى إصابة أربعة من مقاتليها؛ حيث أصدرت قيادة طالبان في قندهار بيانا ذكرت فيه أن حاوية تحتوي على ذخائر قديمة هي التي انفجرت".

ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن هناك "تقارير متضاربة حول هذا الانفجار، مع عدم توفر معلومات دقيقة".

وأضافت: "بعد الهجوم، شددت طالبان الإجراءات الأمنية في قندهار، وأنشأت نقاط تفتيش عديدة في مناطق مختلفة من المدينة".

انتقادات علنية

في سياق منفصل، أشارت الصحيفة إلى أن "وزارة المهاجرين والعائدين التابعة لطالبان نشرت منشورا على منصة "إكس"، جاء فيه أن وزير شؤون المهاجرين في الحركة مولوي عبد الكبير التقى بسراج الدين حقاني لمناقشة التطورات الأخيرة، خاصة عملية عودة المهاجرين من باكستان، وجاء هذا اللقاء في وقت غاب فيه حقاني عن الأنظار العامة لأكثر من شهرين"؛ "حيث أوردت وسائل إعلام تقارير عن تعمق الخلافات بين هبة الله آخوند زاده وسراج الدين حقاني، وزير الداخلية في الحركة"، كما تقول الصحيفة.

ووفقا لهذه التقارير، "توقف حقاني عن أداء مهامه منذ عدة أشهر، وظهر أخيرا في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهره في أحد مساجد كابل".

في هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى "إقرار ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، سابقا بوجود (اختلافات في وجهات النظر) بين قادة الحركة حول بعض القضايا، مشيرا إلى أن هذه الخلافات تتسرب أحيانا إلى الإعلام".

ومن أبرز تلك الاختلافات، بحسب التقرير، انتقاد عباس ستانكزي، نائب وزير الخارجية في طالبان، حظر التعليم والدراسة على الفتيات، واصفا إياه بأنه "ناتج عن عادات طالبان، وليس ناتجا عن الشرع".

"بدوره، أعرب سراج الدين حقاني في وقت سابق، خلال تجمع شعبي في بكتيا، عن استيائه من التفرد بالقرار واستبداد قيادة طالبان، محذرا من أن تجاهل مطالب الشعب قد يعرض نظام طالبان لخطر السقوط"، كما أورد التقرير.

في المقابل، ردت قيادة طالبان على تلك الانتقادات عبر المتحدث الرسمي باسمها ذبيح الله مجاهد، الذي رأى أن "الانتقاد العلني لأمير المؤمنين (هبة الله آخوند زاده) ليس جائزا فحسب، بل هو تصرف غير لائق".

وذكرت الصحيفة أن "قادة طالبان يختلفون أيضا حول مسألة نشر صور الكائنات الحية؛ إذ تنص لائحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان على حظر نشر صور الكائنات الحية، لكن بعض قادة الحركة، وخاصة سراج الدين حقاني، وزير الداخلية، ينشرون صورهم في وسائل الإعلام".

وأشارت المصادر إلى أن "التصعيد بين فصائل طالبان وصل إلى مراحل حساسة، حيث ازدادت الخلافات بشكل غير مسبوق، بين فصائل طالبان قندهار و(طالبان المناطق الشرقية) الذين يوجدون في شرق أفغانستان"، تقول الصحيفة.

وتابعت: "تؤكد المصادر أن الخوف من انهيار نظام طالبان هو السبب الوحيد الذي أبقى الحركة متماسكة ظاهريا حتى الآن".

تجارة الأسلحة

من جانب آخر، لفتت الصحيفة إلى أن تجارة الأسلحة في أفغانستان تعد أحد مصادر الدخل الحيوية لحركة طالبان؛ حيث أفادت تقارير متعددة بأن الحركة -بمختلف تياراتها- نقلت أسلحة ومعدات عسكرية إلى مناطق الشرق والجنوب.

مؤكدة أن "طالبان تسيطر على الأسلحة الخفيفة والثقيلة في الأسواق غير الرسمية داخل أفغانستان، وكذلك في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان خلال الفترة من 2022 إلى 2024".

وأردفت: "تشارك طالبان عادة في تجارة الأسلحة غير الرسمية، بل وتفرض ضرائب على بعض أسواق بيع الأسلحة".

وأضافت: "كما تستغل الحركة العلاقات القبلية والمحلية لتوسيع هذه الأسواق وتعزيز نشاطها؛ حيث أشار التقرير إلى أن الزيجات والروابط العائلية بين أعضاء الحركة، إلى جانب الأيديولوجية المشتركة التي تجمعهم، تسهل عمليات بيع وشراء الأسلحة".

واستطردت الصحيفة: "وكشفت النتائج أن طالبان تسعى بنشاط لزيادة مخزونها من الأسلحة عبر شرائها من الأسواق الدولية".

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن "الصراعات على السلطة بين فصيل قندهار وشبكة حقاني، إلى جانب الضعف الهيكلي وعدم الكفاءة الفنية لدى طالبان في السيطرة على التهريب؛ أدت إلى عجز الحركة عن فرض سيطرة فعالة على تجارة الأسلحة وتهريبها".

من جهته، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد توليه الرئاسة، مرات عديدة عزمه على استعادة الأسلحة التي تركتها الولايات المتحدة لدى طالبان. 

وأعرب عن غضبه الشديد من رؤية قوات طالبان تتباهى بالأسلحة الأميركية في العروض العسكرية، وقال في هذا الصدد: "أريد أن أدرس هذه المسألة، إذا كان علينا دفع أموال لهم، فلا بأس، لكني أريدهم أن يعيدوا المعدات العسكرية التي بحوزتهم".