جون أفريك: رغم عثرات "الربيع العربي" خلال 10 سنوات ما زال الأمل قائما

12

طباعة

مشاركة

أجرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، تقييما شاملا لـ10 سنوات من اندلاع "الربيع العربي"، وقالت فيه: إن خلاصة هذا العقد من الزمن تتأرجح بين "الألم والأمل".

وأشارت في ذات السياق أنه "بعد مرور العقد الأول على الهَبّة الشعبية التي اجتاحت العالم العربي، يوجد الكثير من خيبات الأمل، لكن الزخم من أجل التغيير لا يزال قائما".

وذكرت الصحيفة أنه "قد مرت نحو 10 سنوات منذ أن ضحى محمد البوعزيزي بنفسه في تونس واندلاع ثورة الياسمين التي ستشعل العالم العربي بتمهيد الطريق للعديد من الحركات الثورية، على أمل إضفاء الديمقراطية على هذه المجتمعات".

واستدركت قائلة: "لسوء الحظ ، لم يكن الأمر كذلك بشكل عام، لقد نجحت بعض البلدان بالتأكيد في القيام بذلك، بعد معاناة شديدة".

وتابعت: "فيما انجرف آخرون إلى الحرب، أو عادوا إلى الاستقرار الذي يغلب عليه الاستبداد، بدعم من القوى الإقليمية في الغالب".

وأوضحت الصحيفة: "إذا كانت تونس ناجحة من وجهة النظر هذه، فإنها بالنسبة للبعض نموذج يتم تدميره بسبب المكانة الكبيرة للغاية التي تحتلها، حسب رأيهم، التيارات الإسلامية في اللعبة الديمقراطية".

وأضافت: "لكن معظم القادة السياسيين فضلوا بسرعة إسكات تطلعات مواطني المنطقة من خلال منع التظاهرات ورفض أي عملية سياسية شعبية أو الانجراف نحو الحرب".

تكلفة الثورة

وقالت "جون أفريك": إن "سوريا وليبيا، مثل اليمن، قد دفعت ثمنا باهظا للثورة مع شخص (رئيس النظام السوري بشار الأسد) لا يزال قائما بعد 8 سنوات من الحرب، وقتل آخر (الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي) عام 2011 وتمزق بلده منذ ذلك الحين".

أما بالنسبة لليمن، فقد عانت البلاد من كارثة إنسانية مأساوية منذ أن قررت السعودية والإمارات طرد المُتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أن "دولا أخرى تظاهرت بأنها وعدت شعوبها بتغيير ديمقراطي ظل مُجرد واجهة، كما في الجزائر، بعد شهور من الحراك".

وأشارت إلى أن "البعض لا يزال متمسكا بالقليل من الأمل، كما في السودان أو العراق، والبعض الآخر غارق في اليأس مثل لبنان القابع على حافة الانهيار السياسي والاقتصادي".

وقالت "جون أفريك": إن "ذلك لا ينبغي أن يكبح جماح الأمل للمضي قدما، ولو بصفة ضئيلة، حتى يتمكن المزيد والمزيد من المواطنين من إسماع أصواتهم في العالم العربي".

وشددت على أن "كل دولة يجب أن تتعامل مع تاريخها وتقاليدها ونموذجها ومستوى تطورها".

وأكدت أن "ديكتاتورية (رئيس النظام المصري) عبد الفتاح السيسي، بدعم من ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، هي بلا شك أسوأ من ديكتاتورية (الرئيس الأسبق) حسني مبارك"، فحكم السيسي يخنق كل التطلعات الديمقراطية، مهما كان التيار السياسي".

مهادنة مريرة

ولفتت الصحيفة إلى "وجود تيار الثورة المضادة المدعوم إلى حد كبير من الدول التي، من جانبها، لم تتطور قيد أنملة منذ سنوات، وهي السعودية، التي يجسد ولي عهدها محمد بن سلمان رؤيتها 2030 غير الجاهزة لها والتي بهذا المعدل لن تؤتي ثمارها قبل نهاية القرن".

وأشارت أيضا إلى "الإمارات، التي سعت طوال 10 سنوات في جميع أنحاء العالم العربي إلى فرض أنظمة استبدادية أو عسكرية جديدة باسم الاستقرار ومحاربة الإرهاب".

وقالت الصحيفة: إن "الشعوب العربية واجهت خيارا قاتلا، تم الترويج على أنه لا يمكن تجاوزه: ألا وهو السلطة والاستقرار أو التغيير والفوضى".

ومع ذلك، فإن دول الخليج ليست بالضرورة حصونا للمحافظة السياسية العربية ككل، وفق "جون أفريك"

حيث تقدم عُمان والكويت أمثلة على التطور التدريجي الذي يصاحبه الاستقرار، وغالبا ما تلعبان، قدر الإمكان، دور وسطاء الأزمات في الشرق الأوسط.

وأوضحت أن "قطر أعلنت في الآونة الأخيرة، إجراء أول انتخابات لمجلس الشورى - الهيئة التشريعية الوطنية - في تاريخها، سنة 2021. 

وأردفت: "من المؤكد أن هذه التطورات يصعب تعميمها على بقية العالم العربي بسبب التفاوتات الاقتصادية والديموغرافية، لكنها توفر معلومات عن الديناميكيات التي تسير بها الأمور، بما في ذلك داخل الملكيات الوراثية". 

واختتمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن "التغيير دون فوضى مُمكن، ولا عزاء لأولئك المهووسين بالاستقرار الاستبدادي".