جون بولتون: ترامب رئيس عاجز وهجمات جديدة على إيران لإسقاط نظام خامنئي

منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

يعد مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، شخصية لها ثقلها، وهو مراقب مخضرم للسياسة الخارجية.

ورغم خدمته في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يزال ينتقد طريقة تفسير قطب الحزب الجمهوري للعالم، بحسب صحيفة "الإندبندينتي" الإسبانية.

كما ينتقد الانفجارات الحادة وانفعالات ترامب التي تبعها توقعه بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، ووعوده العابرة، وتراجعه عن قراراته، 

بطة عرجاء

وخلال لقائه مع صحيفة “الإندبندينتي”، قال بولتون: إن "ترامب يبدو حاليا وكأنه رئيس جديد، ولكنه أيضا بطة عرجاء". 

وتجدر الإشارة إلى أنه في 4 يوليو/ تموز 2025، نجح ساكن البيت الأبيض في تمرير مشروع قانون الضرائب الضخم، والذي يترك ملايين الأميركيين دون تغطية صحية. 

وقال بولتون: "من خلال مهاجمة ناخبيه، قد ينتهي به الأمر إلى التسبب في أول نكسة انتخابية له".

وحول السياسة الخارجية لترامب، أشار مستشار الأمن القومي السابق، إلى أن "سياسة ترامب الخارجية لم تكن ناجحة بشكل باهر"، من وجهة نظره، "رغم أنه لم يحن بعد وقت تقديم تقييم عادل بشكل كامل، نظرا لأنه لم تمر ستة أشهر على ولايته الثانية".

وأضاف: “على سبيل المثال، رغم أن ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بحل الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، يبدو أن هذا الهدف بعيد المنال حتى بعد 24 شهرا، حيث لم يتم التوصل حتى إلى وقف لإطلاق النار بعد هذه الفترة، ويبدو أنه غير مهتم ببذل جهود دبلوماسية”.

ويبقى السؤال الأكثر أهمية في هذه المرحلة متمحورا حول مدى استعداد الولايات المتحدة لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية، خاصة المساعدة الاستخباراتية لأوكرانيا.

وقرر البنتاغون تعليق بعض المساعدات العسكرية لأن "المخزونات في الترسانات الأميركية أقل من المستويات المقبولة". 

والجدير بالذكر أن بولتون من الداعمين للغارة الجوية الأميركية على إيران.

وحول الإستراتيجية الأميركية الواجب اتباعها في إيران، نوه الخبير في السياسة الخارجية بأنه “رغم الخلاف حول حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت الإيرانية، إلا أنه كان جسيما”.

وأضاف "أما ترامب، فقد أخطأ عند القول إن الهجمات تمكنت من تدمير التهديد بالكامل، كما أن المهمة لم تنته بعد.. لهذا السبب كان إعلان الهدنة سابقا لأوانه".

وواصل: "نتنياهو يؤدي زيارة إلى ترامب، ويجري الحديث في مسائل تتعلق بالوضع في إيران، والوضع في غزة، وإستراتيجية (حلقة النار) بأكملها ضد إسرائيل".

تآكل القمة

وأكد بولتون يقينه بأن "الخطوات القادمة ستكون من القضايا الأكثر أهمية، ومن المؤكد أن نتنياهو سيضغط من أجل مواصلة الهجمات". 

ويرى أن "إيران ستواصل جهودها التجارية لفعل شيء ما في منشأة فوردو؛ ربما فتح مدخل المفاعل المغلق، أو محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو تقييم الأضرار".

ولا يتوقع بولتون أن “إيران قد تخلت عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية، في الواقع، أعلن الرئيس مسعود بزشكيان تطبيق مشروع القانون الذي أقره البرلمان والذي يقضي بقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ”. 

واستطرد: "لقد فعلوا ذلك سابقا، لكن تتمثل أهميته حاليا في استبعاد مفتشي الوكالة حتى من المواقع التي زاروها سابقا".

وحول إمكانية هجمات جديدة على إيران، أورد بولتون: “بالطبع، أراهن على ذلك، بالتأكيد، لن يرغب الإسرائيليون في رؤية إيران وهي تُعيد بناء دفاعاتها الجوية، ثانيا، أعتقد أن الهدف يجب أن يكون تغيير النظام”. 

وأضاف “أرى أن النظام لا يحظى بشعبية كبيرة داخل إيران، لقد بدأ يتآكل في قمته، بينما ينتظر الشعب من سيكون المرشد الأعلى القادم”.

وتجدر الإشارة إلى أن خامنئي هو ثاني مرشد أعلى في إيران، ومكث في منصبه 36 عاما.

ونظرا لكبر سنه، يمكن أن تحدث عملية خلافته في أي وقت، وهي عملية ستكون مصحوبة بتوترات في قمة النظام، “قد تؤدي إلى تفتيته”، وفق "الإندبندينتي".

ونوه بولتون إلى أن “سقوط النظام يتطلب أيضا تعبيرا واسع النطاق من الشعب عن استيائهم”. 

وأفاد بأنه “ليس من الواضح متى ستأتي هذه المرحلة، لكن أعتقد أن الأضرار التي شهدها الشعب الإيراني بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتدمير الترسانة النووية؛ سيكون لها تأثير مشترك”. 

وتابع: "حيث تخبر الناس في إيران أن الحكومة أنفقت مليارات الدولارات على مدى عقود على كل هذه المشاريع التي لم تعد بأي منفعة على الطبقة المتوسطة".

وضع حرج

وأشار الخبير في السياسة الخارجية إلى أن "ترامب أظهر أنه يدعم إسرائيل في أهدافها المعلنة، ففي غزة، يتمثل الهدف في تدمير حماس كقوة سياسية وعسكرية، ويبرهن انضمام واشنطن إلى الحملة ضد المنشآت النووية الإيرانية على هذا التوجه". 

ولفت إلى أن "ترامب كان واضحا وضوح الشمس في أنه لا يريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية أو قدرات تخصيب اليورانيوم". 

وواصل: “أما في قضايا أخرى، مثل حزب الله أو الحوثيين، فالأمر أقل وضوحا”. 

واستطرد: “لكن بالنظر إلى ما حدث منذ الهجمات الإسرائيلية، فقد ظل حزب الله على الهامش، وهو الحال أيضا بالنسبة للنظام الجديد في سوريا".

وقال بولتون: "من الخطأ القول إن الأهداف الأميركية والإسرائيلية في المنطقة متوافقة تماما.. كل ما يهم ترامب هو ترامب.. هذا هو جوهر الأمر، بشكل عام، هما متشابهان جدا إلى حد الآن".

وبشأن قيام دولة فلسطينية، استبعد هذه الفرضية معللا ذلك بأن "فكرة حل الدولتين قد انتهت".

ويرى أن "إسرائيل لا تزال ملتزمة بتدمير حماس ككيان سياسي وعسكري".

وعن كيفية حسم الحرب بين ترامب والملياردير إيلون ماسك، قال بولتون: "العلاقة بينهما انتهت، كلاهما شخصان يعتمدان على المعاملات التجارية، لكنني أعتقد أنه من شبه المستحيل رؤيتهما يتعاونان في أي شيء ذي معنى مستقبلا". 

وأوضح "قد يكون ماسك أغنى رجل في العالم، لكن لا يجب الدخول في صراع مع رئيس مثل ترامب، الذي يُسيء استخدام السلطة لملاحقة أعدائه".

وأضاف بولتون: "في مرحلة ما، سيتضح أن ترامب رئيس عاجز.. لا يزال يبدو رئيسا جديدا الآن، لكنه أيضا في وضع حرج، ولا مفر من أن يسود وضع البطة العرجاء مع مرور الوقت.. قد يحدث ذلك أسرع مما هو متوقع".