بدأت جمع معلومات.. على من تتجسس الإمارات بطائراتها الإسرائيلية؟

شدوى الصلاح | منذ ٦ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بذريعة "إيران" صبت الإمارات مليار دولار في خزينة الاحتلال الإسرائيلي، مقابل صفقة تزويدها بقدرات ‏استخباراتية متقدمة تشمل طائرتي تجسس إسرائيلية متطورة لجمع المعلومات.  ‏

شغف الإمارات بـ"جمع المعلومات" صنفها كوكر للتجسس في العالم، أو مركزا عالميا للتجسس ‏على دول المنطقة، فضحت التقارير الإعلامية والتحقيقات الصحفية أطماعها وأهدافها من وراء ذلك.

وفي ظل توالي تفكيك خلاياها التجسسية الموجودة على الأرض واحدة تلو الأخرى واكتشاف تعقبها للمعارضين والشخصيات النافذة الواقعة داخل دائرة استهدافها ببرامج تجسس من تل أبيب، لجأت الإمارات إلى طائرات التجسس الإسرائيلية.

تسريب جديد للاتحاد الدولي للصحافة وصحيفة سوديتش تسايتونغ الألمانية، وصحيفة هآرتس الإسرائيلية، كشف أن رجل الأعمال الإسرائيلي ماتانيا كوتشافي الذي يدير شركة سويسرية كان عرابَ الصفقة، التي تتضمن طائرة سلمت بالفعل إلى الجانب الإماراتي وأخرى ما زالت في بريطانيا.

برامج تجسس

التسريب الذي أعلنته الصحف المشار إليها الثلاثاء 20 أغسطس/تموز الجاري، هو استكمال لما تكشّف قبل قرابة عام من الآن، حين ‏كشفت تفاصيل قضيتين مرفوعتين بالتزامن في كل من المحاكم الإسرائيلية والقبرصية، تنسيقا ‏أمنيا إماراتيا إسرائيليا عالي المستوى، يمكّن دولة الإمارات من التجسّس على المعارضين ‏السياسيين والصحفيين والمثقفين، إضافة إلى قادة دول.

كان أبرز القادة الذين سعت الإمارات للتجسس عليهم، أمير دولة قطر ‏تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وقائد الحرس الوطني السعودي ‏السابق متعب بن عبدالله، والمفكّر العربي عزمي بشارة.‏

وأشارت وثائق حصلت عليها "العربي الجديد" إلى شراء أجهزة الأمن الإماراتية لمنظومة ‏‏"بيغاسوس" للتجسّس على الهواتف المحمولة، والتي تصنعها شركة "إن أو إس" الإسرائيلية. ‏

وتقوم هذه التقنية باختراق أجهزة الهواتف المحمولة بطريقة سريّة، وتسمح لمستخدمي البرنامج ‏بالتنصّت على المكالمات الهاتفية والتجسّس على البريد الإلكتروني، إضافة إلى الاطلاع على ‏قائمة الأسماء الموجودة على الهاتف، واستخدامه كجهاز تنصّت على المحادثات الشخصية ‏التي تتمّ بالقرب منه. ‏

جاء إفصاح الصحيفة الإسرائيلية عن شراء الإمارات لطائرات تجسس لجمع المعلومات بعد أيام من كشف صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إسرائيل والإمارات عقدتا اجتماعين سريين بترتيب من الولايات المتحدة، لتنسيق جهود التصدي لإيران.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك هو من نسق الاجتماعين بين الإمارات وإسرائيل، وأن الاجتماع الأول عُقد في الربيع الماضي، بينما عُقد الثاني مؤخرا.

الإمارات بدأت فتح قنوات اتصالات مباشرة مع إيران والاتجاه نحو التقارب في مشهد بدا مفاجئا للجميع، حيث أرسلت وفودا عسكرية إلى العاصمة الإيرانية طهران في خطوة تهدف إلى ترسيخ التعاون الأمني بين البلدين، بعدما أعلنت انسحابها من اليمن.

أبوظبي تجنبت توجيه اتهامات مباشرة لإيران باستهداف ناقلات النفط، فيما دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش للحوار مع طهران، وأرسلت طائرة إغاثة لمساعدة المتضررين من السيول في إيران.

بدء المهمة

يأتي التقارب الإماراتي الإيراني، رغم تأكيد التحقيق الذي كشف عن شراء الإمارات لطائرات التجسس الإسرائيلية أن الطائرتين عندما تصبحان قيد التشغيل ستكون لدى الإمارات قدرات استخباراتية متقدمة للغاية.

وأوضح أن تلك الطائرات ستكون قادرة على اعتراض الاتصالات وتحديد الأنظمة الإلكترونية التي تديرها إيران وتحديد موقعها ورسم خريطة لها في الوقت الفعلي، بما في ذلك أنظمة الرادار والدفاع الجوي التي تحمي الطائرات الإيرانية.

وأكد التحقيق أن طائرات التجسس الإماراتية لا تستهدف إيران فحسب وإنما كل دول المنطقة بما فيها السعودية حليفة أبوظبي، التي ستكون هدفا لهذه الطائرات التي تشكل ثمرة من ثمار التعاون المتواصل والعلاقات المتقدمة بين إسرائيل والإمارات.

بدأت أولى تلك الطائرات بالتحليق فعليا من قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، وجمع معلومات لساعات في المجال الجوي فوق الخليج العربي، فيما لا تزال الطائرة الثانية في إنجلترا.

ويتوقع حسب الصحيفة أن يكون الموعد النهائي لتسلم القوات المسلحة الإماراتية للطائرات -وفقا للعقد- العام المقبل.

الإمارات تخوض التجسس في الداخل والخارج وعلى الدول الصديقة وغير الصديقة، فالنظام ‏الإماراتي تفنن في اصطناع كافة الوسائل لتتبع المعارضين والناشطين، في الداخل، واتقنت التجسس على دول المنطقة، إذ تتكشف خلاياها التجسسية واحدة تلو الأخرى.

الإمارات لها تاريخ عامر بكشف خلايا تجسسية في بلدان صديقة ومحايدة وعدوة، حيث كشفت تقارير إعلامية عمانية عن ضبط خلية تجسس تورط فيها 5 أشخاص من الإمارات بينهم ضباط، بالإضافة إلى متهمين عمانيين اثنين، كان تم القبض على المتهمين نهاية نوفمبر/تشرين الأول 2018 والتحقيق معهم ثم إحالتهم للادعاء العام.

كما كشفت تقارير بحرينية عن أن سلطات الأمن البحرينية ضبطت خلية تجسس إماراتية وتدخل العاهل السعودي لاحتواء الأزمة.

وخلال 2019 أوقفت السلطات الأمنية في تركيا فلسطينيين بتهمة التجسس لصالح الإمارات وبالتحديد محمد دحلان القيادي الفلسطيني الذي يعمل مستشاراً لولي عهد أبو ظبي .

وكشف موقع "إنترسبت" الأمريكي أن الإمارات كلفت رجل الأعمال الإماراتي راشد آل مالك بالتجسس على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونقل معلومات بشأن سياساته في الشرق الأوسط.

فضح العلاقات

الصفقة تعد بحسب الصحيفة الإسرائيلية أحد أوجه العلاقات العميقة بين أبو ظبي وتل أبيب، التي ظلت طي الكتمان سنوات، رغم عدم وجود روابط دبلوماسية مباشرة، وقد شكلت مجالا لعلاقات أوسع، بالخروج إلى فضاء التعاون الاستخباراتي والعسكري الأرحب بعد التجاري الظاهر.

كل الإشارات تؤكد متانة العلاقات الخفية والعلنية بين قادة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، حيث سبق أن أقر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها إزاء تهديدات من إيران وحزب الله.

جاء ذلك في فيديو مسرب وفق وسائل إعلام منها هآرتس العبرية، بإحدى جلسات مؤتمر وارسو الذي عقد بالعاصمة البولندية على مدار يومين في فبراير/شباط الماضي، وحضره رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ورفضت فلسطين المشاركة فيه.

وردا على سؤال من مدير الجلسة بشأن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا ضد قوات إيران وحزب الله، أجاب بن زايد: " لدى كل دولة الحق في الدفاع عن نفسها حين تتحداها دولة أخرى".

توافق السياسات

الإمارات انتهجت سياسة خارجية مختلفة تماما عما كانت عليه طوال عهد مؤسسها ورئيسها السابق الشيخ زايد آل نهيان، إذ زادت أطماعها وتوسع نفوذها في المنطقة بشكل كبير، وتوافقت أهدافها مع أهداف إسرائيل.

الإمارات اليوم تهيمن على أغلب موانئ القرن الإفريقي، وتسعى لامتلاك تكنولوجيا نووية، وتهدد دولا مجاورة تعتبر نظريا حليفتها ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي.

بالإضافة لذلك لم يعد سرا القول بأن الإمارات أدّت دورا في التصدي لظاهرة الربيع العربي، تدخلت عسكريا إلى جانب السعودية لقمع ثورة البحرين، ودعمت الانقلاب العسكري في مصر ضد حكم "الإخوان" وأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا محمد مرسي. 

كانت طرفا أساسيا في حرب اليمن، واحتلت مناطق شاسعة من أراضيه بما فيها ميناء عدن الإستراتيجي، كما أنها طرف أساسي في استهداف دولة قطر وتوجيه التهديدات المتواصلة لها، ولها دور في دعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وكذلك في دعم رئيس جمهورية أوكرانيا في مواجهة المعارضة المدعومة من روسيا.

صفحة على "تويتر" أطلقت على نفسها اسم "الأيادي السوداء" نشرت فيلما وثائقيا حظي بتداول كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، تناول الأطماع التوسعية للإمارات، والعلاقات السرية مع إسرائيل، وغيرها من الأمور التي اعتبرها خفية وغير ظاهرة للناس.

وفي كل ما سبق ذكره تتناغم السياسة الإسرائيلية مع السياسة الإماراتية، وهو ما كشف عنه موقع "كونسورتيوم نيوز" الأمريكي بشأن الدعم الإسرائيلي لحفتر، كما رصدت عدة تقارير تعزيز إسرائيل اتصالاتها مع قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي بشكل كبير لتجعل منه لاعبا رئيسيا من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن إسرائيل تدعم السيسي لأنه الوحيد الذي "يقود المعركة ضد كل الذين يحاولون إعادة الإسلام لصدارة العالم"، وهو ما تضعه الإمارات أيضا على قائمة أولوياتها بحسب ما قاله الكاتب الفرنسي جورج مالبرونو، وأكدته صحيفة الفاينانشيال تايمز.

وكشف موقع ليبرتي فايترز الإخباري البريطاني في مايو/أيار 2017، أن سربا من الطائرات الإسرائيلية انضم لصفوف تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن. 

القائمة السوداء

صفقات الإمارات مع إسرائيل تأتي في الوقت الذي تحاصر  مؤشرات الانهيار الشامل اقتصادها والتصدع في سوق العقارات والبنوك وكبرى شركات الطيران إضافة إلى سوق الأسهم الرئيسية في الدولة وإدراج الاتحاد الأوروبي الإمارات في القائمة السوداء لدول الملاذات الضريبية.

وأظهر تقرير صادر عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء في وقت سابق من مارس/آذار الماضي، أن معدل التضخم في الإمارات دخل النطاق السالب على أساس سنوي، مسجلا 2.39 في المائة خلال يناير/ كانون الثاني الماضي.

ويأتي تسجيل التضخم معدلات سلبية لأول مرة منذ عام 2017، وفق البيانات المتاحة من الهيئة الاتحادية.

والتضخم السالب يشير وفق تصنيف المؤسسات المالية الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي، إلى تراجع النشاط الاقتصادي وتراجع الائتمان بسبب انخفاض المعروض النقدي، ما يؤثر بشكل ملحوظ على الإنتاج ويدفع للركود ويزيد من معدلات البطالة والتعثر المالي.

ونقلت كالة "بلومبيرج" الأمريكية في تقرير اقتصادي، عن "شبير مالك" المحلل في بنك "إي أف جي هيرميس" الاستثماري في دبي القول إنهم لا يتوقعون انتعاشا ذا مغزى في النمو الاقتصادي هذا العام.

فيما أكد تحليل لموقع دويتشه فيله الألماني، يوليو/تموز الماضي، أن اقتصاد الإمارات أمام كومة تحديات. لافتا إلى  تراجع أسعار البيوت في عاصمة الإمارات والشرق الأوسط العقارية دبي بنسب تراوحت بين 20 إلى 30 بالمئة منذ عام 2014 حسب مؤسسة التجارة والاستثمار الألمانية/ GTAI. 

ومع التوقعات باستمرار التراجع خلال العام الجاري 2019 بنسبة حوالي 10 بالمائة يقترب مستوى التدهور إلى مثيله في عام 2010، عندما ضربت الأزمة المالية العالمية إمارة دبي التي تعد ثاني أهم إمارة بالإمارات بعد أبو ظبي كونها عاصمة الأعمال والخدمات على مستوى الإمارات والخليج. 

أما عن الوضع في أبو ظبي، فأكد الموقع الألماني أن الوضع الاقتصادي ليس ورديا بسبب استمرار انخفاض أسعار الذهب الأسود، التي تعتمد عليه هذه الإمارة الغنية. 

وتحدث التقرير عن أن ما "يزيد الطين بلة" تورط الإمارات في حروب ونزاعات الشرق الأوسط وفي مقدمتها حروب وأزمات اليمن وليبيا والسودان. وهو الأمر الذي يجد انعكاسه في معدلات النمو التي بلغت أقل من 2 بالمائة خلال العام الماضي وأقل من 1 بالمائة خلال العام الذي سبقه بعدما كانت معدلات النمو في الإمارات تتراوح بين 3 و5 بالمائة سنويا حتى عام 2016. ما يعني أن معدلات النمو خلال العامين الماضيين كانت أقل من معدلات التضخم التي زادت على 2 بالمائة سنويا.

اقتصاد إسرائيل

حال اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي ليس بالأفضل كثيرا عن حال اقتصاد الإمارات، إذ نشرت دائرة الإحصائيات المركزية في 18 أغسطس/آب الجاري، بيانات ومعطيات رسمية عن الوضع الاقتصادي في إسرائيل مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي، ليتضح أن النمو الاقتصادي تراجع بشكل كبير وينذر بتباطؤ قد يتبعه ركود عام.

ووفقا لدائرة الإحصائيات المركزية، انخفض النمو الاقتصادي في الناتج القومي العام في إسرائيل من نحو 5% إلى 1% فقط. 

صحيفة "كالكلليست" المتخصصة بالاقتصاد قالت إن هذا التراجع يضاف أصلا إلى العجز الهائل في الميزانية العامة لدولة الاحتلال الذي يصل لغاية الآن لنحو 52 مليار شيكل (14 مليار دولار تقريبا).

إلا أن المعطيات أفادت بارتفاع طفيف في مستوى المعيشة في إسرائيل، وارتفاع نسبة الاستثمار في البناء للأغراض غير السكنية، فيما ارتفع البناء للأغراض السكنية بنسبة 2.6%. وأفادت المعطيات بارتفاع الصادرات بنحو %، فيما سجلت الصادرات في قطاع الصناعة 2.2% من مجمل الصادرات.

الإمارات صبت ملياري دولارا في ميزانية الاحتلال الإسرائيلي، هما ثمن طائرتي الاستخبارات التي أفصحت عنهما صحيفة هآرتس.

إبراهيم آل حرم الناشط السياسي الإماراتي، يرى أن التعاون الاستخباراتي والأمني بين الإمارات وإسرائيل ليس بالأمر الطارئ الجديد وإنما هي علاقات بدأت سرا وبدأت تظهر شيئا فشيئا للعلن.

وأضاف لـ "الاستقلال" أن الكشف عن مثل هذه العلاقات كان دائما يأتي من الجانب الإسرائيلي، لأسباب كثيرة ومنها الصورة الذهنية التي ترسمها الأنظمة الخليجية أمام الشعوب العربية والخليجية وإن كانت هذه الصورة قد اهتزت بشكل كبير بعد الربيع العربي وتحزب السعودية والإمارات ضد ثورات الشعوب.

وأكد "حرم" أن الإمارات توجه أسلحتها الاستخباراتية نحو الداخل والخارج، وتستخدمه مع الحليف والمحايد والعدو بما يحقق مصلحة النظام القائم.

وأضاف أنه من المعلوم أن السياسة لا يوجد فيها حليف دائم أو عدو دائم ولكن هي عبارة عن مصالح وشد وجذب بين الأطراف الحليفة والمحايدة والعدوة.

ولفت إلى أن العلاقات الإماراتية السعودية الأصل فيها هي الخلاف منذ قيام الدولتين والتحالف الذي نشهده اليوم هو عبارة عن التقاء مصالح سرعان ما سينفك بعد انتهاء المصلحة، وقد يكون هذا التحالف نتيجة لجهد استخباراتي مر بمراحل عديدة حتى وصل إلى هذا المستوى من الاختراق.

وجزم "حرم" بأن الإمارات تستخدم السلاح الاستخباراتي في الداخل في قمع المعارضة وتفكيك أي تجمع وطني يطالب بحقوق سياسية أو إصلاحات في الشأن العام؛ حتى باتت الإمارات كالسجن الكبير الذي لا ينطق فيه لسان إلا بما تريده الحكومة ولا يكتب قلم إلا بما يتماشى مع سياسة النظام.

دعم الاحتلال

الباحث في شؤون الخليج السياسية فهد الغفيلي، رأى أن صفقات السلاح بين تل أبيب وأبو ظبي، هي دعم لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وإنجاح لها، قائلا: "ليس خفيا دعم الإمارات للحكومات الإسرائيلية والتنسيق معها فهي تقوم بعدة أدوار في المنطقة بالنيابة عن إسرائيل، وسياساتها واضحة ومعلنة منذ إنطلاق الربيع العربي وإلى اليوم". 

وأكد في حديثه لـ "الاستقلال" أن الإمارات تتجسس على الجميع سواء العدو أو الصديق لمعرفة ما يدور في السياسات بشكل مسبق، وتستخدم تلك الطائرات لإسناد حفتر في ليبيا أو مراقبة تحركات الحوثي ورصد ما يدور في القرن الإفريقي وخطوط الملاحة خوفا من أي هجمات جديدة على موانئها.

وأشار الغفيلي إلى أن سياسة "بن زايد" تقوم على  كثير من التناقضات أبرزها في كيفية تصنيف العدو والصديق وأولوية تقديم هذا العدو وذاك الصديق وفقا للظروف، مستطرداً: "السعودية مثلا تعتبر حليفة للإمارات لكن ما تقوم به في المنطقة يضر بالسعودية كدولة وشعب فتقاربها مع إيران يضر بالسعودية ويُضعف موقفها إلا أنها تقدم مصالحها على مصالح الحلفاء".

الغفيلي أكد أن "أبو ظبي ليس لها  صديق دائم وعدو دائم في المنطقة إلا إسرائيل الحليف الدائم والخفي والذي تنسق معه في كل سياساتها رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية معها وهو الأخطر، بسبب عدم وضوحها وعدم الإعلان عنها في وسائل الإعلام لمعرفة طبيعتها، إلا ما يتسرب في هذه الصحيفة أو تلك".


المصادر