يوم حاسم.. العالم يترقب نتائج مفاوضات شرم الشيخ وحماس تصر على اتفاق شامل

شدوى الصلاح | منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثالث على التوالي تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس في شرم الشيخ بوساطة مصر وقطر، حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تتألف من 20 بندا لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2025، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو: "تم اليوم تبادل كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وأضاف في بيان من شرم الشيخ، أن "وفد حماس أبدى الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق"، مشيرا إلى أن الوسطاء "يبذلون جهودا كبيرة لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار".

وأكد النونو أن "روحا من التفاؤل تسري بين الجميع"، موضحا أن المفاوضات "تركزت حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من غزة وتبادل الأسرى".

ولفت المسؤول في حماس إلى أن المحادثات غير المباشرة تتواصل اليوم بمشاركة جميع الأطراف والوسطاء.

وكان رئيس الوفد المفاوض بحركة حماس خليل الحية قد تحدث في تصريح متلفز لقناة القاهرة الإخبارية في 7 أكتوبر، عن تفاصيل المباحثات الجارية في مدينة شرم الشيخ المصرية لعقد صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب الإسرائيلي في قطاع غزة، وفقا لخطة ترامب.

وقال: إن "إسرائيل نكثت بوعودها السابقة لوقف الحرب على غزة"، مطالبا بضمانات "حقيقية" من المجتمع الدولي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والدول الراعية للمفاوضات لوقف العدوان "نهائيا".

وأضاف الحية: "نؤكد استعدادنا بكل مسؤولية وإيجابية للوصول لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل الأسرى الفلسطينيين الذين تم الحديث عنهم وفق خطة ترامب".

وتابع: "رغم ذلك، لكن الاحتلال الإسرائيلي للأسف الشديد ما زال منذ يوم أعلنا موافقتنا على رؤية ترامب (في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري)، إلا أن القتل وقطع المساعدات مستمر، خاصة في شمال قطاع غزة".

وأوضح الحية أن "الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الحرب نكث بالاتفاق الأول (نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) ولم يكمل، وفي هذا العام عاد للحرب ونحن نتفاوض"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يلتزم بوعوده عبر التاريخ".

وأردف قائلا: "جربنا الاحتلال ولا نضمنه ولو للحظة واحدة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حماس تخوض مفاوضات جادة مسؤولة، ووفدها يحمل هموم الشعب الفلسطيني وآلامه وأحزانه خلال حرب استمرت لمدة عامين.

وشدد على أن "حماس" تسعى لتحقيق "أهداف وطموح الشعب الفلسطيني في الاستقرار والحرية وإقامة الدولة وتقرير المصير"، مضيفا: "لتنتهي الحرب إلى الأبد، ويحيا شعبنا الفلسطيني باستقرار مثل باقي شعوب المنطقة". 

وفي السياق، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن المفاوضات "تعمل على تهيئة الظروف لتبادل الرهائن (الأسرى)، والدخول الكامل للمساعدات (إلى غزة) دون أي عوائق"، كما تهدف إلى "الاتفاق على خرائط لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، تمهيدا لانسحابها من القطاع".

وأضاف أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيتوجه إلى مصر "خلال الساعات المقبلة"، موضحا أنه تحدث معه بشأن "أهمية أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن لاعتماد خطة ترامب ونشر قوات دولية، بما يوفر الحماية للجانب الفلسطيني".

وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح "حماس".

ومع بدء المفاوضات حول خطة ترامب، تصدّر 4 أسرى فلسطينيين بارزين قائمة الأسماء التي تطالب حركة المقاومة الإسلامية بالإفراج عنها في أي صفقة تبادل قادمة، لما لها من ثقل سياسي ورمزي في الساحة الفلسطينية.

وهم مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، وإبراهيم حامد الذي شغل منصب قائد العمليات في كتائب القسام بالضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، والقيادي البارز في حماس عباس السيد.

ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فإن مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح والرئيس السابق لجهاز "التنظيم" في الضفة الغربية، هو من يتصدر القائمة.

وكان من القيادات المحورية للانتفاضة الثانية، واعتقلته القوات الإسرائيلية في رام الله خلال عملية "السور الواقي" في أبريل/نيسان 2002، وأدانته محكمة مدنية إسرائيلية لاحقاً بـ5 جرائم قتل وتهم أخرى، وحُكم عليه بـ5 مؤبدات إضافة إلى سنوات أخرى.

ويترقب ناشطون على منصات التواصل ما ستسفر عنه جولة المفاوضات الجارية وما سيترتب عليها من تحديد لملامح التوازن الإقليمي ومستقبل الهدنة وإنهاء حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متحدثين عن دلالات أسماء الأسرى التي وضعتها حماس في مطالبها.

وتمنوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مفاوضات_شرم_الشيخ، #خليل_الحية، #شرم_الشيخ، أن يكون للمفاوضات وقع إيجابي ويتحقق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع ووقف الحرب وتبادل الأسرى.

وأكد ناشطون أن الآمال متعلقة بنجاح محادثات شرم الشيخ لإنهاء الخراب في غزة، معربين عن ثقتهم في قدرة قادة المقاومة والفريق المفاوض على مقارعة الاحتلال والتفاوض على ما فيه مصلحة لغزة مع الوضع في الحسبان أن الأمر يتوقف على جدية الاحتلال في التوصل لاتفاق.

يوم حاسم

وعن آخر تطورات مفاوضات حماس وإسرائيل على تنفيذ بنود خطة ترامب، قال أحمد عبدالله الشرع: "يبدو أن حماس أعادت تموضعها بشكل جيد في تنفيذ وتأمين ومصداقية واستمرار بنود الخطة.. وحيدت الضغط الخليجي التركي.. ونسقت بنجاح مع الجانب المصري القطري". 

وأضاف أن حماس تريد ضمانات بعدم عودة الحرب وعده غزة شأن فلسطيني.

وقالت أميرة جاد الله، إن مفاوضات شرم الشيخ تمضي على النهج التفاوضي الذي يمكن وصفه بـ "نعم ، ولكن"، وهو النمط ذاته الذي لاحق ردود فعل طرفي الصراع، حماس وإسرائيل على خطة ترامب عند الإعلان عنها. 

وأضافت أن الجولة الحالية تبدأ حيث انتهت الردود السابقة: بين قبول مبدئي يفتح الباب للتفاوض، وتحفظات جوهرية تهدد بإغلاقه.

وأوضحت جاد الله، أنه من الناحية الشكلية، تحمل المفاوضات بشائر إيجابية، كما صرّحت المصادر المصرية، لافتة إلى أن الجولة الأولى شهدت مناقشات بناءة حول وضع خارطة طريق للعملية التفاوضية المستقبلية، وآليات التنفيذ، والترتيبات اللوجستية.

وأكدت أن هذا الجانب "الإيجابي" هو الـ "نعم" التي تمنح الأمل بوجود أرضية للحديث، لكن هذه الإيجابية تصطدم بحائط من "لكنات" كبيرة، تذكرنا بالعقبات السابقة التي أحاطت بكل محاولات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. 

وأشارت جادالله إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه مفاوضات شرم الشيخ حتى الآن هي شروط حماس حيث ترفض الحركة نزع سلاحها، وتصر على انسحاب إسرائيلي كامل من أراضي قطاع غزة كافة، ووقف كامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية كافة، بما في ذلك تحليق الطائرات الحربية والاستطلاعية. 

ولفتت إلى أن الحركة ترفض التفكيك بين بنود الاتفاق، وتصر على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل يُطبَّق كحزمة واحدة، لتبدأ بعدها عملية تبادل الأسرى، كما أبلغت حماس الوسطاء مجددا أنها جاهزة للاتفاق الشامل في حال كان الاحتلال مستعدا للاتفاق مع توفر ضمانات أميركية ودولية.

ورصدت جادالله من بين التحديات البيئة العسكرية المتوترة، حيث تشدد حماس على أن استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين يخلق صعوبات لوجيستية وأخلاقية أمام تحقيق أي تقدم ملموس على طاولة المفاوضات، مطالبةً بوقف هذه الأعمال كشرط مسبق لتهيئة المناخ. 

وأشارت إلى غياب التقدم المبرر لمشاركة دريمر وستيف وكوشنر: لم تُسجَّل حتى اللحظة اختراقات كافية في مفاوضات شرم الشيخ تبرر حضور رون دريمر، وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، الذين وصلوا إلى شرم الشيخ اليوم للمشاركة فى المفاوضات، حيث تبدو أن الفجوة بين الموقفين لا تزال واسعة.

واختتم جاد الله قائلة: ورغم التأكيدات المتكررة من حماس عن استعدادها للتوقيع على "اتفاق شامل" إذا توفرت الضمانات الأميركية والدولية اللازمة لوقف العدوان، إلا أن ظل "لكن" الكبير يظل مسيطرًا على المشهد. فالمفاوضات تسير على حبل مشدود بين "نعم" التطلع للسلام و"لكن" التعقيدات على الأرض، في امتحان صعب لإرادة الأطراف جميعًا على تجاوز المأزق التاريخي.

وأشار عضو اتحاد الصحفيين أيمن خالد، إلى أن الأنظار كلها تتجه إلى شرم الشيخ، مؤكدا أن اليوم هو الأهم في طريق الصفقة والفرج المنتظر.

وتوقع أن المرحلة الأولى من الصفقة قد تُحسم اليوم ويتم الإعلان غدا عن وقف إطلاق النار بشكل كامل.

ورأى الباحث السيد فيض الله، أن اليوم حاسم للغاية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، ⁠ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، ومبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، سينضمون إلى المفاوضات في شرم الشيخ.

سيناريوهات متوقعة

وعن أقرب السيناريوهات من شرم الشيخ، توقع دحام مثقال الفواز، ألا يخرج الدخان الأبيض بعد الاجتماع القادم، لكن سيعلن عن اتفاق مبدئي لوقف النار مقابل إطلاق دفعة من الأسرى وانسحاب جزئي من غزة.

كما توقع أن يؤجل ملف السلاح وإدارة القطاع للجولة التالية تحت إشراف تركي قطري مباشر، قائلا: إن هذه المرة لن تكتب نهاية الحرب، بل بداية التفاهمات التي سترسم غزة الجديدة.

ورد أحد المغردين على الفواز قائلا: إن الأمور العالقة حتى اللحظة هي مسافة انسحاب قوات الكيان والاختلاف على التوقيت لتسليم القتلى والأحياء منهم بسبب توزيعهم على عدة مواقع، فليس من السهل تجميعهم خلال 72 ساعة.

وأوضح أن من الأمور العالقة رفض حماس وجود توني بلير على أرض غزة كحاكم، لافتا إلى أن مفاوضات تجرى الآن لتسليم السلطة في القطاع لغير حماس.

وأوضح عبدالحميد أحمد، أن مفاوضات شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس تشهد تقدما فنيا واضحا ولكن بحذر، لافتا إلى أن الجلسة الثانية خلصت مساء أمس ٧ أكتوبر، وكانت مركزة على خرائط الانسحاب وتبادل الأسرى.

وأشار إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين يرون أن هناك أملا، ولكن التفاصيل التنفيذية ليست محسومة.

وتساءل مصباح خالد: “هل يخرج هذه المرة الدخان الأبيض من المفاوضات من شرم الشيخ؟” قائلا: "يبدو من طبيعة ومستوى المفاوضين والوسطاء هذه المرة أن احتمالات أن تتكلل العملية الجارية لإنهاء حرب غزة بالنجاح هي أكبر من احتمالات أن تفشل".

وتمنى أن تحمل أيام التفاوض الفرج للشعب الفلسطيني في غزة الذي لسنتين يعيش مأساة.

المقاومة تقارع

وإشادة بحماس أكد المغرد مقبل، أن حماس تجيد المفاوضات مع العدو الصهيوني بشكل فريد وجدارة كما تجيد الحرب معه، بعكس مفاوضات المصريين مع الإسرائيليين أيام عهد الرئيس أنور السادات التي جرت الذل والهوان والويل والثبور للأمة.

وأكد ماهر خليفة، أن المقاومة تخوض مفاوضات وقف الحرب باقتدار وكفاءة، وتنجح بإخراج سلاحها من شروط وقف الحرب، وجعلها قضيّة تتصل بالحل النهائي، وتربط مصير السلاح بقيام الدولة الفلسطينية.

وقال: إن المقاومة وشعبها تواصل بصمود أسطوري مواجهة حرب الإبادة المستمرة فيشتعل العالم كله هتافا وتحتشد الملايين في الشوارع طلبا لوقف الحرب، وبعد عامين على طوفان الأقصى يثبت أن هذا الطوفان يطوف العالم مبشرا بالحق الفلسطيني.

وأضاف خليفة أن الطوفان يعرّي حكومات الغرب المساندة للاحتلال وجرائم الإبادة أمام شعوبها فيحرجها ويجبرها على التموضع بخلاف مواقفها، منها من يعترف بدولة فلسطين تفاديا لملاحقة الشعوب، ومنها من يوقف بيع ونقل الأسلحة لجيش الاحتلال تفاديا لمخاطر اتهامه بالمشاركة في جرائم الإبادة.

وأشار إلى اعتراف رئيسة الحكومة الإيطالية في حوار تلفزيوني بأنها ومعها وزيرا الدفاع والخارجية في حكوماتها يلاحقان من المحكمة الجنائية الدولية بتهم المشاركة في جرائم الإبادة، بينما يخرج مئات آلاف المتظاهرين في ذكرى سنتين على الطوفان ويملؤون الشوارع طلبا لوقف الحرب.

ولفت خليفة إلى أن ذلك يحدث بينما المقاومة تصعّد عملياتها وتتعهد بمواصلة القتال ما لم تتوقف الحرب، واليمن يرسل في يوم واحد ثلاث طائرات مسيّرة تستهدف منطقة ميناء إيلات.

وعرض الباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد سليمان، تعليق إسرائيلي على لقاء خليل الحية في القاهرة مع التليفزيون يقول: "جنون أنهم -حماس- لا يتزحزحون عن مطالبهم الأصلية منذ عامين.. يمكن أن تفكر عنهم كل ما تشاء، لكن عندهم أعصاب من حديد.. إنهم يؤمنون بالموت، ومقتنعون أن الوقت يعمل لصالحهم".

مطالب حماس

وعن مطالب حماس، قال ناصر بدر العنزي: إن حماس، وفاء لنهجها المقاوم وحرصا على وحدة الصف الفلسطيني، ترفع في مفاوضات شرم الشيخ راية الحرية للأسير مروان البرغوثي، القائد الفتحاوي المحكوم بالمؤبدات.

وأشار إلى أنها تحمل رسالة واضحة وهي "إعادة التقدير لحركة فتح الوطنية بعد أن لوّثتها خيانة الجواسيس والعملاء، وعلى رأسهم محمود عباس".

وأكد الصحفي نظام مهداوي، أنه بسبب حرص حركة حماس على الوحدة الوطنية الفلسطينية، تُصرّ على الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي في المفاوضات الجارية في شرم الشيخ، والبرغوثي قيادي بارز في حركة فتح ومحكوم بعدة مؤبّدات.

وقال: إن حماس تسعى إلى إعادة الروح الوطنية إلى حركة فتح، بعد أن هيمن عليها الجواسيس والعملاء، وعلى رأسهم محمود عباس.

وأوضح نايف علي مرح، أنه بسبب حرص حركة حماس على الوحدة الوطنية الفلسطينية، تُصرّ على الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي في المفاوضات الجارية في شرم الشيخ. لافتا إلى أن البرغوثي قيادي بارز في حركة فتح ومحكوم بعدة مؤبّدات، وتسعى حماس إلى إعادة الروح الوطنية إلى حركة فتح.

وأكد أن ‏هذا الموقف من حركة حماس يكشف عن وعي إستراتيجي عميق، فهي تدرك أن قوة المشروع الوطني الفلسطيني لا تكتمل إلا بإنهاء الانقسام وإعادة التقدير لروح المقاومة داخل حركة فتح، التي تحولت للأسف في عهد محمود عباس إلى أداة بيد الاحتلال وأجهزته.

وأوضح مرح أن الإصرار على الإفراج عن الأسير القائد مروان البرغوثي، المحكوم بعدة مؤبّدات، ليس مجرد مطلب إنساني أو رمزي، بل خطوة سياسية لإحياء فتح الثورة التي أرادها ياسر عرفات، في مواجهة فتح "التنسيق الأمني".

وقال: إن حماس هنا تراهن على أن وجود البرغوثي في الساحة سيعيد التوازن للحركة الوطنية، ويقلب الطاولة على منظومة الجواسيس والعملاء الذين صادروا قرار فتح، وعلى رأسهم محمود عباس.

واختصر مرح بالقول: إن "الإفراج عن البرغوثي= عودة الروح لفتح، وحدة الساحة الفلسطينية= كابوس للاحتلال، سقوط منظومة عباس= نهاية مرحلة التفريط والخيانة".

وأشار مروان السعيداني إلى أن حماس تسعى في هذه المفاوضات لإطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعادات، معهم أيضا عبدالله البرغوثي وعباس السيد وحسن سلامة. ولفت إلى أن مروان وسعادات لا ينتمون لحماس، بل لفتح والجبهة الشعبية، ولكنها قد تتخلى عن الحكم في سبيل تحريرهم، في حين أن هم فتح الوحيد الآن هو نزع سلاح حماس والمقاومة، قائلا: "ألا لعنة الله على الظالمين".