المظاهرات الحاشدة في ألمانيا ضد الإبادة الإسرائيلية.. لماذا تثير قلق برلين؟

منذ ٦ ساعات

12

طباعة

مشاركة

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم تهدأ حركات التضامن مع فلسطين في تنظيم التظاهرات والاحتجاجات في العواصم العالمية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ولعل الساحة الألمانية كانت حافلة هي الأخرى بالكثير من الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل وإبادتها ضد الفلسطينيين، رغم موقف حكومة ألمانيا وأحزابها السياسية المختلفة الداعم لإسرائيل.

فشهدت العاصمة الألمانية برلين، في 27 سبتمبر/ أيلول 2025، أكبر موجة احتجاجات في البلاد على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ ما يقرب من عامين. 

وتحدث منظمو الاحتجاجات عن مشاركة ما يتجاوز 100 ألف شخص، بينما قدّرت الشرطة هذا العدد بنحو 60 ألف شخص، وكلا الرقمين يتجاوز أكبر تظاهرة سابقة من أجل غزة في ألمانيا، التي جرت في برلين خلال الصيف بمشاركة 50 ألف شخص.

ورغم هذا النشاط المكثف، ترى صحيفة "تاز" الألمانية أن حركة التضامن مع فلسطين في ألمانيا تبقى "معزولة اجتماعيا".

نقطة تحول

وأفادت الصحيفة بأنه "حتى وقت قريب اقتصرت المشاركة في الاحتجاجات على الأوساط المهاجرة والمجموعات الطلابية والجماعات المعادية للإمبريالية".

واستدركت: "لكن في السابع والعشرين من سبتمبر 2025، شهدت ألمانيا مظاهرة حاشدة شارك فيها نحو 100 ألف شخص بحسب تقدير المنظمين، مما يشير إلى أن هذه قد تكون أكبر مظاهرة تضامنية مع فلسطين على مستوى ألمانيا حتى الآن".

وتابعت: "أما الشرطة، فقد قدرت هذا العدد بنحو 60 ألف شخص، وكلا الرقمين يتجاوز أكبر مظاهرة سابقة من أجل غزة في ألمانيا، والتي كانت قد جرت في برلين في صيف 2025 بمشاركة 50 ألف شخص".

مما يعني أن هذه المظاهرة "قد تشكل نقطة تحول في الحضور الشعبي للحركة الفلسطينية في ألمانيا".

وكانت منظمات غير حكومية مثل "ميديكو" و"منظمة العفو الدولية"، إلى جانب الجالية الفلسطينية ومجموعة "عين من أجل فلسطين eye4palestine"، كانت قد دعت إلى تنظيم مظاهرة جماهيرية في ساحة "غروسر شتيرن" في برلين.

وأردفت الصحيفة: "كما شارك حزب اليسار (دي لينكه)، بعد تردد ونقاشات داخلية، في تنظيم مظاهرة مساندة انطلقت نحو موقع الحدث".

وتلفت الصحيفة إلى أن "تحرك حزب اليسار، وهو حزب ممثل في البرلمان، للتظاهر من أجل غزة يعد حدثا جديدا في ألمانيا، على عكس دول مثل إسبانيا وبريطانيا وفرنسا، حيث بدأت النقابات والأحزاب اليسارية الكبرى في التعبئة لدعم فلسطين بعد وقت قصير من بدء القصف الإسرائيلي على غزة".

"في المقابل، اتخذ الاتحاد الألماني للنقابات (DGB) موقفا حذرا للغاية حتى الآن، وحتى حزب اليسار لا يتبنى موقفا واضحا مثل أحزاب يسارية أخرى في أوروبا"، تقول الصحيفة.

وأضافت: "تسببت مشاركة الحزب في الدعوة إلى التظاهرة، إلى إشعال الجدل الداخلي بين أروقته".

وتابعت موضحة أن "بعض الأصوات داخل الحزب أبدت تحفظها على الانضمام إلى الائتلاف المنظم للمظاهرة".

مبررة ذلك بأن "الدعوة رغم نأيها بنفسها عن جرائم الحرب من جميع الأطراف ومطالبتها بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين؛ إلا إنها لا تدين صراحة هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

فضلا عن ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن "استخدام مصطلح (الإبادة الجماعية) من قبل حزب اليسار يعد خروجا عن خطه السياسي المعتاد، إذ كان يفضل انتظار قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي".

وذكرت أن استخدام هذا المصطلح زاد من الانقسام داخل الحزب، "فقد اتهمت مجموعة (ضد كل أشكال معاداة السامية) في ولاية سكسونيا السفلى قيادة الحزب بترويج سرديات معادية للسامية (تشيطن إسرائيل)".

كما أعلنت النائبة سابين بيرنينغر، عضو المكتب السياسي للحزب في ولاية تورينغن، رفضها لهذا التوجه.

في المقابل، دافع المكتب السياسي للحزب عن موقفه في بيان صدر نهاية أغسطس/ آب 2025، ويرى أن الدعوة للمظاهرة مبررة، لأن الوقت ليس مناسبا لـ "الجدل حول المصطلحات".

مضيفا: "الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة لا يمكن إنكارها".

تضامن قوي

وعلى مستوى الرأي العام الألماني، أشارت الصحيفة إلى أن "التضامن مع فلسطين لا يبدو ضعيفا".

فقد أظهر استطلاع لمؤسسة "زي دي إف-بوليت باروميتر"، في أغسطس/ آب 2025، أن 76 بالمئة من الناخبين يرون أن ما تقوم به إسرائيل في غزة غير مبرر.

كما كشف استطلاع آخر لمعهد "فورسا"، في يوليو/ تموز 2025، أن 74 باالمئة يطالبون بمزيد من الضغط السياسي على إسرائيل. 

وتابعت: "ووفقا لاستطلاع (إيه آر دي-دويتشلاندتريند)، فإن 73 بالمئة من الألمان يؤيدون التقييد أو الوقف التام لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل.

فيما رأى 62 بالمئة في استطلاع "يوجوف" أن ما يجري في غزة يشكل إبادة جماعية بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وحسب تقرير الصحيفة الألمانية، تثير هذه الاستطلاعات السؤال التالي: “لماذا إذن تبقى الحركة المؤيدة لفلسطين معزولة سياسيا؟”

يجيب عالم الاجتماع المتخصص في الحركات الاحتجاجية وباحث معاداة السامية في جامعة برلين التقنية بيتر أولريش: "الأمر يرتبط بطبيعة الحال بالتاريخ الألماني".

وأكمل موضحا: "كثير من الألمان يشعرون بعدم الارتياح لمعارضة دولة إسرائيل، التي تأسست على خلفية الهولوكوست".

مضيفا: "وهناك أيضا الخوف من أن يُنظر إليهم في التظاهرات كأنهم يقفون إلى جانب متعاطفين مع حماس".

إلا أن أولريش فند هذه الأمر قائلا: "من يتعاطفون مع حماس في المظاهرات الداعمة لفلسطين يشكلون أقلية واضحة، فجمهور الاحتجاجات في برلين متنوع للغاية من طلاب شباب ومغتربين ومثليين جنسيا ورجال ونساء فلسطينيين كبار في السن وأعضاء في مجموعات شيوعية صغيرة".

واستطرد: "كما تشارك العديد من الجاليات الدولية، بعضها منظم ضمن مجموعات مناهضة للاستعمار".

وخلص إلى أن "الخطاب العام معاد بالفعل لإسرائيل، لكن المرجعيات الأيديولوجية غير موحدة بين المشاركين".

من جانبها، عقبت الصحيفة قائلة: "رغم التنوع، فإن الاتهامات بعدم التمييز عن حماس ليست بلا أساس".

واستشهدت على ذلك بما "وثقته جهات بحثية معنية بمكافحة معاداة السامية من انتشار تصريحات تمجد الإرهاب خلال بعض الاحتجاجات".

وأردفت: "كما قام نشطاء فلسطينيون برسم مثلثات حمراء على الجدران، وهي إشارة رمزية تستخدمها حركة حماس".

علاوة على ذلك، أشارت إلى أن "بعض المجموعات المنظمة للاحتجاجات في برلين، ومنها (فلسطين تتحدث)، وصفت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بأنه (يوم ثوري يستحق الاحتفال)".

أما شمس الصمود -اسم متظاهر فلسطيني في ألمانيا- فلا يرى ضرورة للتبرؤ من ذلك، ويقول للصحيفة: "لا يمكن فرض طريقة معينة على المضطهدين لممارسة مقاومتهم".

وأضاف: "يجب محاسبة كل من ارتكب جرائم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لكن مع ذلك، إذا ارتكب شخص ما مخالفة أثناء هروبه من السجن، فيجب أن تأخذ المحكمة في الحسبان أنه تعرض لسنوات من التعذيب والسجن ظلما".

واسترسل: "التركيز على أفعال المضطهدين دون المطالبة بإنهاء الاضطهاد هو أمر خاطئ جوهريا وأحادي الجانب".

ويعلق عالم الاجتماع والباحث في معاداة السامية بيتر أولريش على هذه الرؤية بقوله: "الصراع في الشرق الأوسط هو في جوهره صراع قومي".

ويضيف للصحيفة: "يُعاد إنتاج المنطلق الوطني من قبل حركة التضامن مع فلسطين، ما يخلق حالة تغيب فيها الانتهاكات التي ترتكبها الجهة المقابلة".

"ففي الخطاب المؤيد لفلسطين، يُبرر إرهاب حماس، بينما يُنظر في الخطاب المؤيد لإسرائيل إلى انتقادات تجويع غزة على أنها دعاية من حماس"، وفق قوله.

ورغم هذه الديناميكية، يرى أولريش أن الاتهام العام بمعاداة السامية غير دقيق، ويقول: "الغالبية العظمى من المشاركين في الاحتجاجات تنزل إلى الشارع للاحتجاج على جرائم الحرب الجارية". 

ويضيف أن "ظهور معاداة السامية في المظاهرات المرتبطة بإسرائيل أمر متوقع"، لافتا إلى أن "لكل حركة جماهيرية أطراف متطرفة، ولذلك لا يمكن إنكار أن هدف الحركة الأساسي هو تسليط الضوء على تورط ألمانيا في ما يُحتمل أن يكون إبادة جماعية".

بدورها، تقول جوليا كوب، مديرة مشروع مركز برلين للبحث والمعلومات حول معاداة السامية: "في الماضي، كانت بعض التجمعات توفر (منصة بارزة لمعاداة السامية)".

مع ذلك، أكدت كوب أن "الاحتجاجات ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية في غزة وضد العنف في الضفة الغربية تعدّ شرعية إلى حد كبير".

من زاوية أخرى، ترى الصحيفة الألمانية أن "تعريف ما يُعد معاداة للسامية يبقى محل جدل".

واستدلت بدراسة بدراسة حديثة لـ "مركز برلين للأبحاث والمعلومات" تحدثت عن "استخدام مفهوم موسع للغاية لمعاداة السامية، يخلط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة اليهود".

وأوضحت الدراسة  أن "الشعارات المرفوعة في الاحتجاجات تخضع لتفسيرات متعددة، من بينها شعار (من النهر إلى البحر)، الذي صنفته وزارة الداخلية على أنه شعار تابع لحركة حماس".

وأردفت: "إلا أنه وفقا لتقرير صادر عن مكتب التحقيقات الجنائية في برلين، فإنه يستخدم فعليا من قبل جهات متعددة".

واستطردت: "ورغم استناد المحاكم لهذا التقرير لإصدار أحكام بالبراءة، إلا أن شرطة برلين لا تزال تواصل توقيف أفراد بسبب استخدام هذا الشعار".

تواطؤ إعلامي 

من جانب آخر، انتقد أولريش طريقة تناول الإعلام الألماني للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، قائلا: "إن كثيرا من وسائل الإعلام تلجأ إلى أسوأ تفسير ممكن، بدلا من تقديم تغطية صحفية تشرح مطالب المتظاهرين قبل إصدار الأحكام".

وتابع: "ينظر إلى الاحتجاجات من خلال عدسة توقع وجود معاداة للسامية، ثم يبحث عن أدلة تؤكد هذا التوقع، ما يمنع الكثيرين ممن يرغبون فعليا في دعم غزة من المشاركة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الباحث في علوم الاتصال كاي حافظ يؤكد هذا الرأي أيضا، حيث يرى أن "وجهات النظر الفلسطينية (غائبة عمليا) عن الإعلام الألماني".

وذكرت "تاز" أن "دراسة أجرتها المجلة اليسارية (جاكوبين)، شملت تحليل نحو 5,000 عنوان رئيس في وسائل الإعلام الألمانية الرائدة، توصلت إلى أن الخطاب الرسمي للحكومة والجيش الإسرائيلي يهيمن بشكل كبير على المحتوى الإعلامي".

وأضافت: "كما أشارت منظمة (مراسلون بلا حدود) إلى وجود (مناخ من الخوف) بين الصحفيين الذين يغطون أحداث غزة".

وحسب الصحيفة، لعل هذا ما يفسر سبب ندرة الدراسات الموثوقة حول تغطية الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.

من جانب آخر، سلطت الصحيفة الألمانية الضوء على مشاركة اليهود الألمان في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل.

وتقول إميلي روزنتال، التي لا ترغب في ذكر اسمها اسمها الحقيقي للصحيفة: "لم أصبح فعليا جزءا من حركة التضامن مع فلسطين إلا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

وتابعت موضحة أسباب تضامنها كيهودية مع فلسطين: “لقد كان هذا يتشكل تدريجيا. منذ سنوات بدأت أرفض بشكل متزايد سياسات الحكومة الإسرائيلية، فجوهر التوراة يقول: (ما تكرهه لنفسك، لا تفعله لغيرك)، كيف يمكن أن يتوافق هذا مع ما تفعله إسرائيل؟”

ووثقت الصحيفة انضمام روزنتال مع نحو 130 شخصا للتظاهر أمام المطعم الإسرائيلي (جيلا و نانسي)، وذلك بسبب أن صاحب المطعم، رجل الأعمال الإسرائيلي شاحر سيغال، كان لفترة وجيزة متحدثا باسم مؤسسة غزة الإنسانية، والتي تشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى أن ما لا يقل عن 2,500 فلسطيني قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات التابعة لها.

مع ذلك، ذكرت "تاز" أن "التغطية الإعلامية للاحتجاج أمام المطعم في وسط برلين كانت محدودة، وركزت على وصف المظاهرة بأنها (مظاهرة كراهية ضد رائد أعمال يهودي)، ما ترك انطباعا سطحيا بأن الفلسطينيين يحتجون ضد الحياة اليهودية في برلين".

ولفتت إلى أن هذا الانحياز الإعلامي ظاهرة متكررة: "ففي مايو/ آيار 2025، وخلال مظاهرة لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، سلطت الصحف الألمانية الضوء على إصابة شرطي ونقله إلى المستشفى".

وأردفت: "أعلنت الشرطة أن المحتجين هاجموا الشرطي (عمدا)، وأوقعوه أرضا وركلوه بقوة، بينما تحدث رئيس حي نويكولن مارتن هيكل -من الحزب الاشتراكي الديمقراطي- عن (محاولة قتل)".

وكشفت الصحيفة الحقيقة قائلة: "لكن تحقيقات صحفية أجرتها الصحيفة ومجموعة (فورنسيك أركيتكتشر) أظهرت أن الرواية الرسمية على الأرجح غير دقيقة". 

وتابعت: "فقد أظهرت تسجيلات مصورة أن الشرطي دخل في اشتباك مع المتظاهرين، ووجه لهم ضربات متكررة بيده اليمنى، قبل أن يبدأ المتظاهرون في الإمساك بها ومن ثم يسقط أرضا".

وتطرقت الصحيفة إلى المبالغة الإعلامية في تشويه الحركات المؤيدة للفلسطينيين وتصويرها على أنها منظمات خطيرة. 

واستدلت على ذلك قائلة: "استجابة لاستفسار من صحيفة (تاز)، أفادت النيابة العامة في برلين بأنه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 20 أغسطس/ أب 2025، كان هناك 2102 إجراءا قضائيا مرتبطا بالاحتجاجات حول الصراع في الشرق الأوسط في محاكم برلين".

واستدركت: "لكن عدد الإدانات كان محدودا، فقط 117 حالة إدانة، منها 101 انتهت بغرامات مالية، حيث إن معظم القضايا أُغلقت أو حُسمت بأوامر جزائية دون محاكمة".

كما قدمت شرطة برلين أيضا تقييما متساهلا بشكل مفاجئ لصحيفة "تاز" حول طبيعة المظاهرات والمشاركين فيها، وصرحت: "الغالبية العظمى من التجمعات سلمية ومعظم المشاركين لا يظهرون ميلا للعنف".

وأضافت الشرطة: "هناك فقط دوائر صغيرة ترفع شعارات ممنوعة أو تهاجم قوات الأمن. الهجمات على المخالفين سياسيا نادرة جدا".

واستطردت: "أما الأضرار المادية، فقد زادت فقط في الجامعات، أو ضد شركات يُعتقد أنها تدعم الحكومة الإسرائيلية".

وذهب عالم الاجتماع أولريش إلى تفسير مغاير لعدم تطور حركة الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، إذ يرى أن "هناك نزعة سلطوية متزايدة في المجتمع الألماني".

مشيرا إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في برلين يدفع نحو تقييد حرية التجمع وتوسيع صلاحيات الشرطة، مستندا إلى (خطورة) احتجاجات فلسطين".

وأوضح أن "هذا التوجه يتماشى مع خطاب مناهض للهجرة، حيث يسمح الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي لنفسيهما بالتأثر بشكل متزايد بخطاب وأجندة حزب البديل من أجل ألمانيا، المنتمي لليمين المتطرف".

وضرب مثالا على ذلك بـ "الحديث عن (معاداة السامية)، ومحاولات ربط الجنسية الألمانية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود".

بدوره، وصف تيمو دورش، من منظمة "ميديكو إنترناشونال"، المظاهرة الضخمة الأخيرة أنها "تمثل تقاطعا بين نضال الشارع الذي يواجه عنفا شرطيا هائلا، وبين عملهم الميداني في غزة لكشف انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الجيش الإسرائيلي". 

ويشدد على أن "ميديكو اكتسبت مصداقية خاصة من خلال عملها في غزة، وتريد الآن استخدامها لتسليط الضوء على حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية، وأن علينا، انطلاقا من التزامنا بحقوق الإنسان، أن نعارض ذلك".