الأقمار الصناعية تكشف مخطط الإمارات بشأن خليج عدن وباب المندب.. ما القصة؟

كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود مدرج إقلاع جديد وغامض في جزيرة قريبة من الصومال واليمن
كشفت صور الأقمار الصناعية أخيرا عن وجود مدرج إقلاع جديد وغامض في جزيرة قريبة تقع وسط قلب خليج عدن في اليمن بالقرب من المحيط الهندي.
هذا المدرج الجديد بُني في جزيرة عبد الكوري، القريبة جدا من سواحل الصومال في إفريقيا، وهو ما "يثير العديد من التساؤلات حول الغرض المتوقع لهذا المدرج (الغامض)"، بحسب "القناة 12" العبرية.

أطماع علنية
ورجحت القناة في تقريرها أن "يكون مدرج الإقلاع في جزيرة عبد الكوري -التي تعد ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل سقطرى جنوب اليمن- يعود إلى دولة الإمارات".
واستند افتراض التقرير على ما وثقته عدة صور "نُشرت قبل بضعة أشهر أثناء عملية بناء المدرج، يظهر على الأرض كتابة تقول "I LOVE UAE" (أنا أحب الإمارات العربية المتحدة)".
"من جانبها، لم تؤكد دولة الإمارات تبعية المدرج لها، لكنها على مدى السنوات الأخيرة كثّفت بشكل كبير من تدخلاتها، لا سيما العسكرية، في المنطقة"، يقول التقرير.
ويضيف: "ففي عام 2019، قررت أبوظبي وقف الدعم المباشر للقوات المناهضة للحوثيين ضمن الحكومة في جنوب اليمن، ومع ذلك، لا تزال الإمارات تدعم الجهود والمبادرات المناهضة للحوثيين حتى اليوم".
وأردف: "في الوقت نفسه، تعزز الإمارات بشكل مستمر تدخلها في الشؤون الإفريقية، خاصة في شمال شرق إفريقيا، كما هو الحال في الحرب الدامية في السودان".

سيطرة محورية
ويقدر الموقع أن وجود قاعدة جوية للإمارات في جزيرة عبد الكوري "سيمنحها سيطرة محورية في منطقة خليج عدن، باتجاه مضيق باب المندب، الذي يسيطر عليه إلى حد كبير الحوثيون حاليا، والذين أوقفوا فعليا حركة معظم السفن المدنية من البحر الأحمر وإليه".
ويلفت التقرير الانتباه إلى أن "وجود قاعدة كهذه سيمكن الإمارات من زيادة تسليح قوات الدعم السريع في السودان، التي تخوض منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا ضد الجيش السوداني".
وهي حرب أودت بحياة العديد وأثرت على ملايين المواطنين في البلاد، وفي الآونة الأخيرة أعلنت واشنطن رسميا أن قوات الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية في الحرب الدائرة في السودان.
من زاوية أخرى، أشار التقرير إلى أن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي أعلن "أنهم سيلتزمون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
موضحا أنهم "سيتوقفون عن إطلاق النار على السفن التي تتحرك في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".
واختتم التقرير: "وفيما يتعلق بالهجمات ضد إسرائيل، أوضح الحوثيون أن اليمن سيرد على أي شيء يعدونه انتهاكا إسرائيليا للاتفاق".
جزء من أرخبيل سقطرى
جزيرة عبد الكوري جزء من أرخبيل سقطرى، الذي يقع على بعد 95 كيلومترا فقط من أفريقيا و400 كيلومتر من اليمن. وخلال الحرب الباردة، كانت الجزيرة تشكل موقعا إستراتيجيا استضاف السفن الحربية السوفييتية.
وتشرف على الجزيرة حاليًا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، الذي يسعى لإعادة تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب. وأثار الوجود الإماراتي في الأرخبيل توترات سياسية، خاصة مع اتهامات الحوثيين لهم بتوسيع نفوذهم العسكري.
وحذر خبراء من أن تصعيد التوترات الإقليمية قد يؤدي إلى انهيار الهدوء النسبي في اليمن. وقال محمد الباشا: "لا أرى طريقة لخفض التصعيد في عام 2025 مع الحوثيين. الوضع متوتر للغاية، وقد نشهد اندلاع الحرب مجددًا خلال الأشهر المقبلة".