محمود مرداوي: الشعب الفلسطيني هو من يحدد قيادته والسلطة تتهرب من إعمار غزة (خاص)

محمد عيد | منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود مرداوي: إن الشعب الفلسطيني سيبقى في أرضه وهو من يحدد قيادته، مؤكدا أن “حل الأزمة الراهنة سيكون فلسطينيا”.

وأضاف في حوار مع الاستقلال، أن الحركة تنتظر من الوسطاء الضغط على العدو الإسرائيلي لإلزامه بما تم الاتفاق عليه، ومن ثم الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.

وشدد مرداوي على أن حماس لن تتردد في اتخاذ أي خطوة لا تتعارض مع مبادئنا من أجل تذليل الصعاب أمام إعادة إعمار غزة.

واستدرك قائلا غير أن “السلطة الفلسطينية تنأى بنفسها، وتتهرب، وتتردد، ولا تريد أن تتحمل المسؤولية بخصوص إعادة إعمار غزة".

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني 2025، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي المقابل، اتفقت الدول العربية في قمة طارئة عقدت بالقاهرة في 4 مارس/ آذار 2025، على رفض أي محاولات من شأنها إعادة إعمار قطاع غزة من خلال تهجير سكانه تحت أي مسمى أو ظروف.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

آخر التطورات

  • ما آخر تطورات المفاوضات بين حماس والاحتلال؟ وهل هناك نقاط خلاف رئيسة تعوق التوصل إلى اتفاق؟ 

آخر المفاوضات تشير إلى أن مقترحا أميركيا تم عرضه من قبل الوسيط، وقد ردت المقاومة بالموافقة على مقترح آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتضمن إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أميركي وأربع جثث لمزدوجي الجنسية، مقابل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وتطبيق كل ما لم يتم تنفيذه في المرحلة الأولى.  

أما العدو الصهيوني فقد قدم ردا من طرفه لا صلة له بالاتفاق، ويتجاوز ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي، نحن الآن في انتظار دور الوسيط لإلزام العدو بما تم الاتفاق عليه. 

  • كيف تقيمون دور مصر وقطر والولايات المتحدة في دفع المفاوضات؟ 

نحن نقول إن الوسطاء بذلوا جهدا كبيرا ولا يزالون مستمرين في هذا الجهد، ولكننا دائما نطالب الوسطاء بما نعتقد أنه يجب أن يكون دورهم، وهو إلزام العدو بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. 

 العدو لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني، ولم يلتزم إلا في الجانب المتعلق بتبادل الأسرى. 

بخلاف ذلك، لم يطبق أي شيء، حتى الأسرى الذين كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم، لم يسمح لأهاليهم وذويهم بزيارتهم، وهذا يُعد مخالفة للاتفاق. 

أما ظروف الأسرى داخل السجون، على سبيل المثال، فلا تزال سيئة، وفيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني، الذي يشمل الخيام، والكرفانات، والمستشفيات، والوقود، فإن إغلاق قطاع غزة والمعابر، ومنع دخول المواد، كلها تعد مخالفات للمرحلة الأولى من الاتفاق. 

  • هل حركة حماس مستعدة حول مناقشة الحكم في قطاع غزة؟ 

فيما يتعلق في اليوم التالي الحرب، وافقنا على تشكيل اللجنة المجتمعية، ونحن مستعدون للتعاون في هذا الاتجاه.

وكل مخرجات القمة العربية وافقنا عليها فيما يتعلق بقطاع غزة وكان موقفنا إيجابيا. نحن أكدنا على أهمية أن يكون الحل فلسطينيا وحينها لن يحدث أي إشكال.

  • ما  موقف الحركة من الحديث عن وقف إطلاق النار طويل الأمد؟ وهل هناك شروط محددة لقبول ذلك؟ 

حماس لم ترفض أي مبادرة تهدف إلى تسهيل إعادة الإعمار، حتى الطرح السياسي المتعلق بإدارة غزة، كنا نصر على تشكيل حكومة وفاق.

ولكن نظرا لأن الدعم يتطلب جهة غير مسيسة خشية من الموقف الأميركي، فقد ذهبنا في هذا الاتجاه، وقدمنا مطالعة مهمة وأظهرنا مرونة كبيرة.  

نحن لا نتردد في اتخاذ أي موقف ما لم يتعارض مع مبادئنا ومواقفنا الثابتة، وذلك من أجل تذليل الصعاب أمام إعادة الإعمار.

إعمار غزة

  • كيف تقيمون حجم المساعدات الدولية المقدمة لغزة؟ وهل هناك عوائق تواجه وصولها؟ 

تدفقت المساعدات بشكل كبير، واستطعنا أن نوفر كل ما يتضمنه الاتفاق، لكن العدو هو من قام بإجراءات وانتكاسات، ولم يطبق البروتوكول الإنساني.

فالبضائع والمعدات الثقيلة والخيام والكرفانات والمستشفيات المتنقلة، وكل ما تم الاتفاق عليه، موجود على المعابر، إلا أن العدو يرفض إدخالها.  

نحن شكرنا الدول على المساعدات، لكن حاجة قطاع غزة كبيرة. وعلى المجتمع الدولي، الذي شاهد كيف تم تدمير قطاع بأكمله يضم مليونين وربع مليون مواطن فلسطيني، أن يتحمل التزامه الأخلاقي ويجبر العدو على دفع الخسائر التي تسبب بها.

  • ما مدى استعداد الحركة للتعاون مع الجهات الدولية والسلطة الفلسطينية في جهود الإعمار؟ 

لقد قدمنا ونواصل تقديم الجهد الدولي، سواء على المستوى الرسمي أو المؤسساتي أو من خلال المجتمع المدني والنقابي، لتوفير كل ما هو ضروري ومطلوب من أجل تسهيل إعادة الإعمار والبناء. 

ولكن فيما يتعلق بالسلطة، فهي تنأى بنفسها، وتتهرب، وتتردد، ولا تريد أن تتحمل المسؤولية.  

هذا هو المحك، نحن قدمنا ونقدم، وقلنا إن اليوم التالي فلسطيني، فلنجلس على طاولة الحوار ونتباحث، وما نتفق عليه ننفذه، وسيجدون منا كل المرونة.

ولكنهم، للأسف، يتخلون عن قطاع غزة، ويعتقدون أن الاحتلال والقوى الإمبريالية ستقوم بالنيابة عنهم بفرض إرادة سياسية بديلة على قيادة الشعب الفلسطيني، التي تم تفويضها من خلال صندوق الانتخاب والممارسة الميدانية على الأرض.

الوضع الإنساني

  • كيف تتعامل حماس مع التحديات الاقتصادية في ظل الحصار وتأخر الإعمار؟ 

نحن حركة تحرر، ومسؤوليتنا أن نبذل كل ما لدينا من أجل تحرير فلسطين، وصمود الشعب، والبحث عن مصادر لدعم وإسناد هذا الصمود، وتعزيز قدرته على التصدي للاحتلال والبقاء ملتصقًا بأرضه وقريبًا من أهدافه ومن حركات التحرر التي تقوده، هو خط أحمر وأولوية بالنسبة لنا. 

لكن في البداية والنهاية، لن يكون للشعب الفلسطيني استقرار ما دام الاحتلال موجودا. 

أولا وعلى رأس أولوياتنا، إزالة الاحتلال، ثم تأتي تباعا كل الهموم الأخرى، وفي مقدمتها إعادة البناء. 

لدينا شعب مثقف ومنتج يستطيع أن يجسر الفجوات ويطوي السنوات في عملية البناء. المهم أن نزيل الاحتلال ونتخلص منه.

  • ما رسالتكم للشعب الفلسطيني في غزة في ظل هذه الظروف؟  

نحن جميعا لأهلنا في غزة، أنتم فوق الرؤوس، تاج رؤوسنا وفي القلوب والعقول، وهذا الشعب الذي قدم ما قدم، وتصدى للاحتلال، وقدم نموذجا في البسالة والبطولة، في الصمود والصبر. 

نقول له: شكرا، الله يعطيك العافية يا شعبنا العظيم، كل هذه العظمة تنبع من هذا الشعب، من هذا العطاء، ومن هذه التضحيات. بهذه المواصفات والسمات سننتصر ونحرر أرضنا ونقيم وطننا. 

من هنا، تؤكد حركة حماس دائمًا أن الشعب الفلسطيني هو من يحدد قيادته، وقد أكدنا أن الحل سيكون فلسطينيًا، وأن الشعب الفلسطيني هو من يختار قيادته، وما يختاره الشعب سيكون محل تقدير واحترام لنا، وسنسلم بذلك. 

لكن اعتقادنا أن الشعب الفلسطيني دائمًا يقدم من يدافع عن أولوياته في التحرر، بعيدا عن التزلف وتقديم أولويات ليس لها صلة بمصيره ومستقبله. 

  • هل تعتقدون أن التصعيد العسكري مستقبلاً أمر لا مفر منه، أم أنكم تسعون لحل دائم؟ 

نحن حركة مقاومة، ونقاوم من أجل حقوقنا، حقوقنا تتحقق من خلال المفاوضات، والعمل السياسي، والعمل الدبلوماسي.

ولكن إذا لم يتحقق ذلك، فلابد لشعبنا أن يواصل نضاله وجهاده حتى ينتزع حقوقه، ويطرد عدوه من فوق أرضه، ويقيم دولته المستقلة على تراب وطنه. 

المفاوضات مع أميركا

  • هل هناك جولات مفاوضة قادمة بين حماس والولايات المتحدة؟ 

نحن، على عكس العدو، منفتحون على أي قناة يمكن أن تخدم الشعب الفلسطيني وتحقق أهدافه، ولن نتردد في الاستفادة منها واستغلالها بما يخدم قضايا شعبنا، حيث تمثل فرصة لاستثمار جهود قد تؤدي إلى نتائج تخدم نضالنا وتثمر عن تضحياتنا، وكلما كانت هذه الجهود أكثر تأثيرا، كانت أفضل وأوجب. 

  • ما أبرز ما تم التوصل إليه خلال المفاوضات الأخيرة؟ 

الاتفاق الأخير يشكل قاعدة لن نتراجع عنها ولن نسمح بتجاوزها، وهذا إنجاز يمكن أن يؤدي إلى نهاية هذه الحرب المجنونة، وكذلك انسحاب كامل، وإعادة بناء الميناء، وصفقة يتم الاتفاق عليها مع العدو من خلال الوسيط.