"كنزه السابق".. موقع عبري: الأسد يتقرب إلى إسرائيل ليتخلص من إيران

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع عبري مقالا، سلط فيه الضوء على علاقة رئيس النظام السوري بشار الأسد مع إيران في الظرف الراهن، انطلاقا من التحولات في المنطقة، لا سيما بعد انطلاق قطار التطبيع مع إسرائيل، وتأثيره على الخريطة السياسية. 

وقال موقع "مكور ريشون"، إن "الأسد فهم أن إيران أصبحت عبئا عليه يجعله يرغب في التخلص منها، مع إدراك أنه من أجل الوصول إلى العالم يجب أن يمر عبر إسرائيل وربما يكون هذا هو سبب الاتصالات بين الدولتين، بحسب تقارير أجنبية". 

عبث إيران

وأشار الموقع إلى أنه "في 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، نشر الصحفي الإسرائيلي مجدي الحلبي، مقابلة مع أحد ضباط هيئة الأركان الإسرائيلية دون أن يكشف عن اسمه وصف فيها الضابط العمليات الإسرائيلية في سوريا، حيث سأل الحلبي: "ماذا يفعل الأسد حيال ذلك؟ ليرد عليه الضابط: لو كان جالسا في مكانك لقال لي: فلنصل إلى حل".

وتابع الموقع العبري أن "الأسد جلب الإيرانيين لحل مشكلة تنظيم الدولة والحرب الأهلية ولكن بعد انتهاء التنظيم تحول الحل إلى أن إيران أصبحت هي مشكلة الأسد الكبرى".

وأشار حلبي إلى أن "إيران التي كانت كنزا لسوريا أصبحت عبئا على كل من سوريا وروسيا، والملحق العسكري الروسي يجلس هنا كل أسبوع ويسمع منها كل هذه الاشياء".

وسأل الحلبي: "ماذا يريد السوريون منك؟ يجيبه الضابط: "العودة إلى الجامعة العربية ومساعدة مالية ووقودا، فعلى سبيل المثال إنهم بحاجة إلى أموال لدفع الإيرانيين لمغادرة سوريا ويريدون إقامة نظامهم كما يريد الأسد الاقتراب من المحور السني لدفع ديونه إلى إيران وإخراجها من سوريا".

ويرى الضابط أن "لدى إسرائيل القدرة على مساعدتها مع الولايات المتحدة من جهة ومع المحور الخليجي والمحور السني من جهة أخرى، فيما ينظر الروس إلينا أيضا على أننا جسر إلى الولايات المتحدة والخليج والمحور السني".

وأشار إلى أن "الأسد يخشى السقوط لكنه لن يصنع السلام معنا غدا، لكنه الآن مستعد للتحدث إلينا لإقامة حكمه والعودة إلى الجامعة العربية لسداد الدين المالي إلى إيران وإقامة دولة اللّا حرب مع إسرائيل، ومن ثم التفاوض بشأن الجولان وأشياء أخرى".

وسأل حلبي: "هل تعتقد أن هذا ممكن؟" يرد الضابط: "بالتأكيد، أنا مستعد للاتفاق معه صباح الغد، لكن لأكون صادقا لم نتحدث عن ذلك مع رئيس الأركان والمستوى السياسي لأنه لا يزال في بدايته مع وسطاء عرضيين، لكن المهم هو أن المحور الراديكالي المتطرف يمكن تفكيكه ألا وهو المحور الإيراني".

ويتابع الضابط أن "لم يعد الأسد يرى أي جدوى من استمرار الوجود الإيراني في سوريا والأهم من ذلك أن الروس أيضا لا يريدون رؤية إيران ومن معها من الميليشيات الشيعية في سوريا"، وفق ما "مكور ريشون".

إعادة تأهيل

ولفت الضابط إلى أن "المصلحة الروسية هي إعادة تأهيل حكومة النظام السوري من خلال إيجاد حل لإدلب وآلاف معارضي الأسد المحاصرين بها وأيضا حل للمشكلة الكردية بطريقة تخرج تركيا من سوريا ومواجهتها وإيجاد حل للمشكلة الإيرانية، بحيث توقف إسرائيل أنشطتها التي تجري أسبوعيا".

واستطرد أن "المصلحة الروسية واضحة فكلما أبكر العمل الذي تعود فيه سوريا إلى كونها دولة عاملة، زاد الموقف الذي ستتمكن فيه روسيا من سحب قواتها العسكرية من سوريا، حيث إن بقاء الجيش الروسي في سوريا سيكون عبئا ثقيلا على الاقتصاد الروسي".

بالإضافة إلى ذلك، تريد روسيا تسريع إنتاج الغاز السوري من قاع البحر الأبيض المتوسط ​​حتى تتمكن سوريا من سداد ديونها لروسيا مقابل المساعدة الروسية التي قدمتها لنظام الأسد في السنوات الأخيرة، وفق الضابط الإسرائيلي.

ولفت الموقع العبري إلى أن "صحيفة الشراع نشرت في 14 يناير/كانون الثاني الجاري، مقالا عن اجتماع لوفد إسرائيلي بممثلي الأسد في قاعدة حميميم قرب ميناء مدينة اللاذقية شمالي سوريا وكان هذا بعد اجتماع واحد على الأقل سبق هذا الاجتماع بين ممثلين سوريين وإسرائيليين بشأن قبرص".

وأشار إلى أن "هذا المقال نُشر مرة أخرى بعد 4 أيام في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية وتضمّن أسماء المشاركين في الاجتماع وهم: رئيس جهاز الأمن القومي السوري، علي مملوك، ومستشار الأسد للشؤون الأمنية بسام حسن، ومن الجانب الإسرائيلي، غادي إزنكوت وآري بن ميناشيه، وهو من الرؤساء السابقون للموساد".

وكان الجنرال الروسي ألكسندر تشايكوف هو المضيف وبحسب التقرير، فإن القضايا التي أثيرت في الاجتماع كانت مشابهة بشكل ملحوظ للإحاطة التي قدمها ضابط الأركان العامة إلى حلبي في المقابلة التي أجراها معه في ديسمبر/كانون الأول 2020.

خلف الكواليس

ويرى المحلّل السياسي والباحث الإسرائيلي في الثقافة العربية، مردخاي كيدار، أنه "حتى لو لم تكن كل التفاصيل دقيقة أو كاملة، فهناك اتصالات مكثّفة تجري خلف الكواليس بين إسرائيل وسوريا وتشمل هذه الاتصالات مرتفعات الجولان وتحدث أحد التقارير عن احتمال أن تنقل إسرائيل السيطرة على القرى الدرزية في مرتفعات الجولان إلى سوريا".

وأشار إلى أن "المهمة الكبيرة التي تواجه الأسد هي إعادة تأهيل الدولة وبنيتها التحتية وصناعتها ومدنها وأحيائها السكنية التي دمرت كليا أو جزئيا خلال الحرب الأهلية التي جرت في سوريا".

ورأى كيدار أن "عملية الترميم في سوريا ستستغرق عشرات السنين وستتطلّب مبالغ أسطورية ليست وفيرة، خاصة بسبب التراجع الاقتصادي الذي يشهده العالم في أعقاب أزمة كورونا وأن التركيزات الوحيدة للأموال في العالم موجودة في الصين والخليج العربي".

ولفت إلى أنه "ليس من الواضح إلى أي مدى تريد روسيا من الصين المتعطشة بشكل دائم للطاقة الاختراق والدخول إلى سوريا اقتصاديا، ومن المرجّح أن يكون الروس أكثر ارتياحا للأموال القادمة من الخليج، لأن هذه الأموال لا تصاحبها تطلعات للهيمنة السياسية".

وأضاف أن "من هنا جاء الدعم الروسي للتقارب بين سوريا وإسرائيل والذي يُنظر إليه على أنه أحد بوابات الإمارات والبحرين وإذا كان هذا التقارب بين الأسد والإمارات يبعده عن الإيرانيين فإنه بالتأكيد يتناسب مع المصلحة الروسية".

وخلص الباحث كيدار في مقالته إلى القول: "حتى الآن لم نسمع من ناطق رسمي إسرائيلي ردا رسميا على الأخبار المتعلقة بالاتصالات مع سوريا ومن المحتمل أن التفاصيل ستنشر كاملة وربما تكون بدون ثمن لنشرها بوسائل الإعلام العبرية قبل الانتخابات الإسرائيلية القادمة".