"متنبئة انتخابية" بأميركا: هذه أسباب الهزيمة المحققة لترامب

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

خلال سنة 2016، صدم الكثير من المحللين بسبب عدم تمكنهم من تكهن فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي الوقت الراهن، تسود فروق دقيقة بين توقعاتهم بشأن ما سيحدث في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

لكن المسألة محسومة بالنسبة للمحللة، راشيل بيتكوفر، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة كريستوفر نيوبورت. فمنذ يناير/كانون الثاني 2020، تؤكد المتنبئة الانتخابية دون تردد أن ترامب سيهزم خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، أما شكوكها فتقتصر على ما سيحدث في ولايات ومناطق قليلة. 

تقول صحيفة لافانغوارديا الإسبانية: إن نموذج بيتكوفر في التنبؤ بنتائج الانتخابات يركز على آثار الاستقطاب السياسي الشديد الذي تعاني منه الولايات المتحدة.

وترى المحللة الأميركية أنه في المناخ الحالي، لم يعد الحماس الذي يولده مرشح حزب ما لدى قاعدته الانتخابية بالأمر المهم إلى حد كبير، ولكن الرفض الذي يسببه منافس هذا المرشح هو العامل الذي يولد أكثر حماسا للتصويت.

وأشارت الصحيفة إلى أن بيتكوفر لم تكن معروفة حتى سنة 2018، ولكن توقعاتها الآن، تعد الأكثر طلبا بين الإستراتيجيين السياسيين ومؤلفي الكتب. 

من جانب آخر، صرحت المحللة الأميركية أنه "لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام ما يعنيه ترامب للديمقراطية وسيادة القانون. وخلافا لذلك، ستتجه الولايات المتحدة نحو الهاوية". 

"هزيمة محققة"

وفي حديثها إلى الصحيفة، أوضحت أنه "في مواجهة أزمة كورونا، التي أدارها ترامب بشكل سيئ، وحالة الاستياء العميقة من إدارته، لا يمكن التكهن إلا بهزيمة الرئيس الأميركي الحالي خلال الانتخابات القادمة بسهولة أمام (الديمقراطي) جو بايدن".  

وفسرت ذلك بأن "العديد من الناخبين سيغيرون دعمهم لحزبهم التقليدي. علاوة على ذلك، يمكن أن تتكرر نتائج انتخابات الثمانينيات، لكن ذلك لن يكون نتيجة للاستقطاب السياسي في البلاد.

ومن المتوقع أيضا أن يكسب ترامب في بعض الولايات التي تتميز بولائها الصلب للحزب الجمهوري. وعموما، يعد هذا الأمر مختلفا عن الواقع الانتخابي الأميركي قبل 30 أو 40 سنة. 

وواصلت: "توقعت دائما فوز جو بايدن، وأنه سيشهد ليلة انتخابية جيدة للغاية؛ لكن ليس مثل التي حظي بها رونالد ريغان خلال الثمانينيات".

أما الجانب الأكثر أهمية خلال هذه الانتخابات، فيتمثل في من سيذهب إلى الاقتراع. وبحسب الفئات أو المجموعات التي ستتوجه إلى الصناديق، يمكن للمحللين السياسيين تحديد الحزب الذي سيصوت له هؤلاء الناخبون.

وفي سؤال الصحيفة عن أهمية التصويت ضد مرشح ما، قالت بيتكوفر: إن "هذا النوع من التصويت -ويسمى بالتحزب السلبي- هو عامل مهم في الاستقطاب السياسي".

وتتابع: "كونك جمهوريا أو ديمقراطيا يجعل الناخبين يشعرون بمشاعر سلبية تجاه الحزب المعارض بدافع الخوف أو الكراهية. وبشكل عام، تعد هذه المشاعر السلبية قوة هائلة ومحفزة للتصويت". 

وفي حديثها عن انتخابات سنة 2016، أوردت المتنبئة الانتخابية أن "أحد أسباب خسارة الديمقراطيين هو أنه لم يكن هناك دافع كبير في تحالفهم الانتخابي".

وفي ذلك الوقت، استندت الاستطلاعات إلى توقعات معينة لمشاركة كل مجموعة (النساء والسود والشباب) لكن، كانت المشاركة يوم الانتخابات أقل قليلا من المتوقع، وحقق ترامب نتائج أفضل بقليل في بعض الأماكن.

وواصلت: "في عام 2016، كان هناك شعور بأن فوز هيلاري كلينتون، أمر لا مفر منه، وأن ترامب كان غير مؤهل للرئاسة؛ إلى درجة أن الولايات المتحدة لن تنتخبه بأي حال من الأحوال". 

وتعتقد المحللة أن "الكثير من الناس لم يصدقوا بجدية أنه في النهاية سيفوز أو كان يشكل تهديدا خطيرا، على الرغم من أن العديد من استطلاعات الرأي كانت تنافسية".

على سبيل المثال، اعتقد الكثير من الناخبين التقدميين في ولاية ويسكونسن آنذاك والمعارضين لكلينتون أن فوزها كان مضمونا ويمكن لهم عدم التصويت أو وضع اسم آخر على بطاقة الاقتراع، وهو ما صب في صالح ترامب.

وفيما يتعلق بتوقعاتها حول انتخابات سنة 2020، أوضحت المحللة أن "هناك ناخبين صوتوا في السابق لترامب بدافع الكراهية والخوف ويمكنهم فعل ذلك مرة أخرى، لكن هناك من لم يصوت في عام 2016، ومن المرجح جدا أن يؤدوا واجبهم الانتخابي الآن لأنهم يشعرون أن قرارهم بعدم المشاركة ساهم في فوزه".  

وأضافت: "هناك مجموعة ثالثة اختارت التصويت الاحتجاجي للتعبير عن استيائها الشديد من كلا المرشحين".

ففي بعض الولايات المفصلية التي كسب فيها ترامب كان الفارق في التصويت أقل من نقطة واحدة وكان معدل التصويت الاحتجاجي فيها في ذلك الوقت بين أربعة وخمسة نقاط؛ لذلك كان مؤثرا للغاية. وتضيف: "قد يكون هؤلاء الأشخاص، خلال الانتخابات القادمة، أكثر اهتماما بالتصويت داخل نظام الحزبين". 

تداعيات كورونا

وناقشت المحللة تداعيات أزمة كورونا على قرارات الناخبين، بالقول: إن "هناك العديد من العوامل المختلفة خلال هذه السنة عن عام 2016، والتي سيكون لها تأثير كبير، لقد كانت هذه العوامل حاضرة من قبل، لكن الوباء عزز تأثيرها خاصة بعد أن أساء ترامب إدارة الأزمة".

كما كان الأميركيون غاضبين من ترامب ولا يثقون فيه حتى قبل ظهور الوباء. لكن، لو أدار الأزمة مثل نظرائه الدوليين، في ألمانيا أو أستراليا على سبيل المثال، لاستفاد منها.

وأوردت راشيل بيتكوفر أنه "في الوقت الحالي يمكن توقع انتصار قوي للغاية لجو بايدن، وإذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، يمكننا أن نرى انتصارا مشابها جدا لفوز باراك أوباما خلال عام 2008، لكن بتكوين مختلف للولايات التي ستقوده لكرسي الرئاسة". 

ولا تتوقع أن تكون "ميسوري وإنديانا في الائتلاف الفائز كما حدث خلال سنة 2008، وسيكون بدلا منها أريزونا وجورجيا وربما تكساس أيضا، خاصة إذا كانت ما تزال مركز الوباء".

وفي هذه المرة، سيبلي الغرب الأوسط بلاء حسنا لصالح الديمقراطيين، وخاصة ميشيغان وبنسلفانيا. لكن، قد يكون من الصعب استعادة ولاية ويسكونسن، وفق قولها.  

وواصلت: "يمكنني أن أقول بثقة إن الديمقراطيين سيوسعون من مقاعدهم  في مجلس النواب، بأربعة أو ستة مقاعد أخرى، ومن المرجح جدا أن يستعيدوا مجلس الشيوخ". 

وقالت المحللة: إن "أميركا في وضع خطير للغاية، وعلى الرغم من أن ترامب ليس سببا للاستقطاب السياسي في البلاد، إلا أنه يمكن اعتباره أحد عوارض هذا الوضع؛ وفي الوقت نفسه مُسرِّعا له، كما أنه يفهم شرور النظام ويستغلها بنجاح". 

وأضافت: أنه "على الرغم من أن المؤسسات الأميركية لم تفشل، فإنها في طريقها نحو ذلك. لذلك، ستكون الانتخابات القادمة حاسمة في تاريخ الولايات المتحدة". 

وفي الختام، علقت المحللة على مستقبل الحزب الجمهوري، بالقول: إنه "في وضع حزين".

وعلى الرغم من تصريح الجمهوريين العاديين بأن كل شيء يسير على ما يرام وأن ترامب يدير أزمة تفشي كورونا بشكل رائع، إلا أن كل شيء يشير إلى عكس ذلك. وعموما، لا يمكن للولايات المتحدة العمل دون حزبين في وضع جيد، وفق تعبيرها.