تقرير الحالة العربية: أبريل/ نيسان 2019

12

طباعة

مشاركة

حالة من عدم الاستقرار تعيشها المنطقة العربية، فما بين الحراك الشعبي في بلدين عربيين هما السودان والجزائر، تستمر حالة الحرب في ليبيا واليمن، وكذلك يأتي القرار الأمريكي بشأن تشديد العقوبات الاقتصادية على النفط الإيراني لتكون حالة الصراع مستمرة بين إيران من جهة، والتحالف الخليجي من جهة أخرى. حيث لم تبد في الأفق أية حلول سياسية للحرب في اليمن، ويستمر كذلك النزاع الخليجي الإيراني على توسعة النفوذ في المنطقة.

وخلال أبريل/ نيسان 2019، شهد الحراك الشعبي في السودان والجزائر تطورات مهمة يرصدها التقرير، أبرز ملامحها صمود الحراك أمام الإدارة العسكرية، وإصراره على تسلم المدنيين للسلطة.

أما فيما يخص الحالة السياسية فقد شهد الشهر مجموعة من الأحداث البارزة، بينها تمرير التعديلات الدستورية في مصر وسط حالة من العزوف المجتمعي، وتأكيد المعارضة ورافضي الانقلاب على عسكرة الحياة المدنية في مصر، وكان السيسي قد استبق إتمام عملية تمرير التعديلات الدستورية بزيارة إلى واشنطن رأها البعض بأنه كانت بمثابة اعتماد لما يقوم به السيسي في مصر، بدعم من الإدارة الامريكية.

كما يرصد التقرير على الصعيد السياسي تطورات صفقة القرن، وما تقوم بها مختلف القوى، ورد فعل حركة حماس لمواجهة مخطط صفقة القرن.

أما الحالة العربية اقتصاديًا، فقد تناولها التقرير في عدة مشاهدات، الأولى تتعلق باستراتيجية الصين في المنطقة العربية عبر مبادرة "الحزام والطريق" وكذلك الاكتتاب في سندات شركة "أرامكو" السعودية، والعقوبات الاقتصادية الأمريكية على النفط الإيراني.

بينما تناول تقرير المشهد الفكري عبر تعرضه لإشكالية الصراع حول مسألة الدين والدولة في السودان، وكذلك ظاهرة الإلحاد التي تمت الإشارة إليها بالبحث والتحليل عبر سلسلة من المقالات، التي ركزت على الظاهرة في إطار شباب الربيع العربي.  


الحراك الشعبي

على صعيد الحراك الشعبي، شهد شهر أبريل/نيسان 2019 استمرار وتصاعد الحراك الشعبي في الجزائر والسودان، ما أدى إلى الإطاحة بالرئيسين الجزائري والسوداني في نفس الشهر، وفيما يلي نستعرض أهم التطورات في الحراكين خلال الشهر:

أولا: الحراك السوداني:

استمرت في شهر أبريل/نيسان الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، والتي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2018، والتي سقط بسببها ما يقرب من 60 قتيلا، وآلاف المعتقلين، وقد نجحت قوى المعارضة في تشكل تظاهرات كبرى يوم 6 أبريل/نيسان، بقيادة "تجمع المهنيين السودانيين"، شارك فيها عشرات الآلاف من المعارضين، والتي استطاعت بلوغ مجمع قيادة الجيش، ومحل إقامة الرئيس البشير.

ظهر انحياز الجيش إلى جانب الاحتجاجات، حتى أعلن يوم 11 أبريل/نيسان عزل البشير، وتعيين "مجلس عسكري انتقالي" برئاسة وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، والذي تنازل تحت ضغط الاحتجاجات عن رئاسة المجلس للفريق عبد الفتاح البرهان، وما يزال ضغط الاحتجاجات مستمرا، لنقل الحكم إلى سلطة مدنية.

الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول الماضي اعتراضا على ارتفاع الأسعار، ورفع الدعم عن الخبز وعدم توفر الغذاء والسلع الأساسية، تطورت سريعا للمطالبة برحيل الرئيس السوداني.

يذكر أنه بعد انفصال جنوب السودان عام 2011 أصاب السودان تدهور اقتصادي، وزيادة في معدلات التضخم ونقص في النقد الأجنبي، خاصة وأن جنوب السودان منطقة غنية بالموارد الطبيعية خاصة النفط، ويعتبر البترول من أهم الصادرات حيث تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي السودان السابق.

خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين مشاركين في الاحتجاجات، التي تعتبر الأضخم خلال الثلاثة أشهر الماضية، والتي قادها ونسقها "تجمع المهنيين السودانيين"، وهو مظلة لاتحادات مهنية مستقلة، غير رسمية[1]، واستطاعت الجموع برغم إغلاق الشرطة للطرق والجسور المؤدية، الوصول لمجمع قيادة الجيش، والذي يحوي استراحة البشير، حيث طالبت الجموع برحيله[2].

قامت القوات الأمنية بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع في وجه المحتجين، عند استراحة الرئيس، وكذلك في مدينة أم درمان[3]، وبحلول الإثنين 8 أبريل/نيسان أعلن "تجمع المهنيين السودانيين" مشاركته في مظاهرات بعموم السودان[4]، ورصدت وكالة رويترز مقتل 7 مدنيين، وجرح 15 آخرين، و42 من أفراد القوات الأمنية، ومقتل آخر في إقليم دارفور، كما تم اعتقال عدد 2496 من المعارضين في الخرطوم[5].

حاولت القوات الأمنية والتي يعتقد أنها مكونة من قوات البوليس والأمن العام مع قوات من ميليشيا الجنجويد، سيئة السمعة، محاولة فض الاعتصام، وتفريق المتظاهرين[6]، بينما قامت قوات الجيش من البحرية والقوات الجوية بمواجهة قوات الأمن بالأسلحة الخفيفة[7]، كما نقل شهود عيان لقناة الجزيرة فتح قيادة الجيش بواباتها لدخول المتظاهرين للاحتماء بها، ونصب مستشفى ميداني بداخلها.

ومع استمرار الاعتصام تطور الموقف يوم 11 أبريل/نيسان وقام الجيش باعتقال محمد طاهر إيلا رئيس الوزراء ورئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مع عدد من المسؤولين، بينهم وزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، ونائب الرئيس السابق على عثمان طه، وكذلك قامت مجموعات من القوات العسكرية بمداهمة مقرات الحركة الإسلامية التي يتزعمها البشير[8]، كما أعلنت لاحقا قوات الأمن عن إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.

لاحقا يوم 11 أبريل/نيسان أعلن الجيش رسميا عبر التليفزيون السوداني الإطاحة بحكم البشير، وتولي الجيش عبر "مجلس انتقالي" الحكم لمدة عامين، برئاسة وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، مع حل جميع الإدارات الحكومية، عدا المحاكم والتي سيستمر العمل بها بشكل طبيعي[9].

تلك الخطوة التي قابلها المحتجون بالرفض، حيث تجمع آلاف السودانيين أمام وزارة الدفاع لرفض "المجلس العسكري الانتقالي"، مما حدا بالمجلس للتأكيد على العمل على الانتقال إلى حكومة مدنية في أسرع وقت ممكن، ربما قبل المدة المحددة بسنتين إذا أمكن تجنب الفوضى[10]. وتحت ضغط الاحتجاجات أعلن الفريق عوض بن عوف مساء الجمعة 12 أبريل/نيسان تنازله عن رئاسة المجلس، واختياره المفتش العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن خلفا له[11].

أما عن الموقف الدولي والإقليمي، فقد حظي النظام السوداني في بداية الاحتجاجات بدعم معتدل من القوى الإقليمية والدولية المتصارعة، مع شجب معتدل اللهجة لاستخدام العنف ضد المدنيين، ففي أول تصريح للسفارة الأمريكية في السودان يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2019، أعربت فيه عن أن دول الترويكا (الولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة) وكندا تشعر بالقلق إزاء أعمال العنف التي وقعت خلال الاحتجاجات الأخيرة في السودان[12].

ومع تصاعد الأحداث أصدر الاتحاد الأوروبي يوم الأحد 7 أبريل/نيسان بيانا أعرب فيه عن مطالبة النظام السوداني بالسماح بالتظاهرات السلمية وإطلاق سراح المعتقلين، مؤملا أن تلقى دعوات التغيير التزاما من جانب الحكومة بالسلام[13]، كذلك أصدر الاتحاد بيانا يوم 12 أبريل/نيسان عقب عزل البشير، ودعا إلى تسليم سريع للسلطة لحكومة انتقالية مدنية[14]، في الوقت التي صرحت فيه كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا بأنها تدعم انتقال سلمي وديمقراطي سريع للسلطة قبل انتهاء العامين[15]. كذلك سارعت مصر لتغيير موقفها الداعم للبشير وأعلنت دعمها الكامل لاختيارات الشعب السوداني في تقرير مستقبلهم بعد البشير[16].

وبعد ساعات من أداء البرهان اليمين الدستورية وجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إلى السودان تشمل أدوية ومشتقات بترولية وقمحا، ثم وجه رئيس الإمارات خليفة بن زايد بالتواصل مع المجلس الانتقالي لبحث مساعدة الشعب السوداني، وأعلنت السعودية الأحد 21 أبريل/نيسان أنها قدمت مع الإمارات دعما ماليا للسودان قدره 3 مليارات دولار، في خطوة إضافية لدعم المجلس العسكري الانتقالي[17]. تلك الخطوة التي قابلها المعتصمون بالرفض معلقين بلافتات كتب عليها "الرز الخليجي مسموم".

وفي 14 أبريل/نيسان، قررت قوى الحرية والتغيير الاستجابة لدعوات المجلس العسكري للتفاوض، بينما تفاوتت مواقف الحركات المسلحة السودانية، وأعلن عبد الواحد محمد نور، رئيس حركة وجيش تحرير السودان، رفضه التحاور، بينما أكد رئيس الحركة الشعبية – شمال، مالك عقار، أن حركته جزء من تحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير"، الذي يتفاوض حالياً مع العسكريين، أما قائد الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، فقد ذهب أبعد من ذلك، بإعلان وقف النار لمدة 3 أشهر[18].    

وبلورت "قوى الحرية والتغيير" رؤيتها المتكاملة والنهائية حول هياكل السلطة المدنية الانتقالية ومهامها ولوائحها لإدارة الفترة الانتقالية، ونشرته يوم 17 أبريل/نيسان، بعد إخطار المجلس العسكري بها، وتلخصت الرؤية في 3 مستويات للسلطة المدنية الانتقالية، تعمل وفق الدستور الانتقالي الذي تمت صياغته من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير: هي مجلس رئاسي يطلع بالمهام السيادية في الدولة، ومجلس وزراء من الكفاءات الوطنية، ومجلس تشريعي مدني انتقالي[19].

ومع رفض المجلس قرّر التحالف في 21 أبريل/نيسان الاستمرار في الاعتصام، وتعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، واتهمه بأنه امتداد للنظام المعزول، وذلك قبيل إعلانه المرتقب عن حكومة كفاءات لتسيير المرحلة الانتقالية. وفي خطوة من جانب واحد صرح متحدث باسم التحالف إنه سيتم الإعلان لاحقا عن سلطة انتقالية تتولى تسيير المرحلة الانتقالية[20].

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان شمس الدين كباشي إن الحل السياسي العاجل ممكن بتوافق الجميع، مؤكداً أن الحوار مستمر لتشكيل حكومة جديدة. بينما طالب تحالف "قوى الحرية والتغيير" المجلس العسكري بالتسليم الفوري للسلطة لحكومة مدنية انتقالية[21]. وأضاف أن المجلس يتواصل مع الجميع لتقريب وجهات النظر من أجل الوصول إلى التوافق المنشود حول متطلبات المرحلة الانتقالية واختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة مدنية بأسرع وقت ممكن.

وأعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان استقالة 3 من أعضائه يوم 24 أبريل/نيسان، استجابة لضغط المعتصمين الذين يتهمون الثلاثة بأنهم من رموز نظام البشير، والثلاثة المستقيلون هم رئيس اللجنة السياسية في المجلس عمر زين العابدين، والفريق أول جلال الدين الشيخ، والفريق أول شرطة بابكر الطيب، وكانت قوى الحرية والتغيير أعلنت أن المجلس العسكري وافق على إقالة 3 من أعضائه يعتبرهم الحراك الشعبي من رموز النظام السابق، وكشف أحد أعضاء القوى التي تمثّل الحراك الشعبي، أن استبعاد الأسماء الثلاثة كان شرطا مسبقا لحضور الاجتماع الذي دعا إليه المجلس العسكري في وقت سابق[22].

فيما طالب الاتحاد الإفريقي، المجلس العسكري في السودان بتسليم السلطة لحكومة انتقالية في موعد أقصاه 3 شهور[23]، وذكرت وكالة الأناضول أن ماكيلا جيمس، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، طلبت من المجلس العسكري الانتقالي في السودان تشكيل حكومة مدنية بأقصى سرعة[24].

وأعلن المتحدث باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي أن المجلس سوف يحتفظ "بالسلطة السيادية فقط"، على حد قوله، بينما يشغل المدنيون منصب رئيس الوزراء، و يرأسون جميع الوزارات الحكومية[25]، وقد حذر زعيم المعارضة السودانية، ورئيس حزب الأمة الإسلامية صادق المهدي، من أن المتشددين في حزب المؤتمر الوطني للبشير والحكام العسكريين المتحالفين قد يقومون "بانقلاب على الانقلاب" إذا لم يتوصل المجلس العسكري الانتقالي، مع المعارضة إلى اتفاق بشأن تسليم السلطة للمدنيين[26].

ثانيا: الحراك الجزائري:

شهد أبريل/نيسان 2019 أيضا استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم 2 أبريل/نيسان بعد 6 أسابيع من الاحتجاجات السلمية، والضغط من جانب الجيش لإنهاء 20 عاما من حكمه، حيث دعا قائد الأركان أحمد قايد صالح، لإعلان شغور منصب رئيس الجمهورية، لعدم اللياقة الطبية، ووفقا للمواد المعنية في الدستور الجزائري، ومع إعلان الاستقالة خرج المئات إلى الشوارع لتبدأ موجة أخرى من الاحتجاجات مطالبة بإزالة النخبة القديمة والمرتبطة بفترة حكم بوتفليقة[27].

فيما حذرت المعارضة من سيناريو إعادة تدوير الفساد القائم[28]، وسط تهديدات وتحذيرات مؤيدي بوتفليقة من إعادة سيناريو "العشرية السوداء" والتي قتل فيها حوالي 200 ألف جزائري وسط أجواء الحرب الأهلية، أو التحول إلى حالة مشابهة لسوريا.

الجيش من جانبه لم يتدخل في الاحتجاجات، وبقي في ثكناته، وبدأ بالتصعيد خطوة خطوة ضد معسكر بوتفليقة، بداية من الإعلان عن انحيازه للجماهير وحتى مطالبة قائد الأركان بعزل الرئيس بوتفليقة[29].

فيما تصاعدت الاحتجاجات للأسبوع السابع على التوالي، بالرغم من استقالة الرئيس بوتفليقة، مطالبين بتغيير الحكومة بالكامل، ورحيل كل النخب الموالية له[30]. وأطلقوا على الجمعة 5 أبريل/نيسان "جمعة الباءات الثلاث" في إشارة إلى المطالبة برحيل رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز. على إثرها تم إقالة رئيس المخابرات "بشير طرطاق"، وإعادة إلحاق الجهاز بوزارة الدفاع الوطني[31]،  وكذلك استقال الطيب بلعيز يوم 16 أبريل/نيسان[32].

فيما تم تعيين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح يوم 9 أبريل/نيسان رئيسا مؤقتا للبلاد، والذي تعهد بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة خلال 90 يوما[33]، ولأن بن صالح هو أحد أفراد الدائرة المقربة من بوتفليقة، اشتعلت المظاهرات في العاصمة مرة أخرى[34].

وفي 16 أبريل/نيسان أصدرت العديد من أحزاب المعارضة الكبرى بيانا مشتركا - بما في ذلك حزب جبهة التنمية والعدالة، والنهضة، والبناء الوطني- تصف فيه الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الرابع من يوليو/تموز 2019، بأنها "محاولة من قبل السلطة غير الشرعية لتكرار نفسها من خلال انتخابات مزيفة"[35]، أعلن عدد 40 رئيس بلدة من 1541 عدم مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية دعما لحركات المعارضة[36].

وفي الجمعة 19 أبريل/نيسان عاود مئات الآلاف من الجزائريين التظاهر بالعاصمة، للمطالبة مرة أخرى برحيل كل المسؤولين المواليين لنظام بوتفليقة، رافضين دعوات الرئيس المؤقت لعقد اجتماع لمناقشة الأزمة، والتي دعا فيها الأحزاب السياسية والشخصيات والجماعات للمشاركة في اجتماع تشاوري، تلك الدعوة التي رفضتها جميع أحزاب المعارضة[37]. وفي 22 أبريل/نيسان تم القبض على 5 مليارديرات جزائريين محسوبين على نظام بوتفليقة، للتحقيق في قضايا فساد[38].

وأما عن موقف بعض الدول الغربية خاصة فرنسا من الحراك الجزائري، قال الدكتور عبد النور بن عنتر، الأستاذ المحاضر بجامعة باريس 8 في فرنسا: إن هناك قاعدة أساسية في علاقات القوى الغربية مع الدول العربية، حيث لا تساند هذه القوى المطلب الديمقراطي في العالم العربي حين يتناقض مع مصالحها، مشيرًا إلى أن هناك تخوفًا من انتقال حالة البلبلة في الجزائر إلى دول الجوار والإضرار بالمصالح الأمنية والاقتصادية للدول الغربية، وخاصة قضايا المهاجرين والنفط وفقدان السند الإقليمي في هذه الأنظمة التي تحافظ على العمق الأمني للدول الغربية لكنه استقرار وهمي في النهاية[39].

فيما رأى بعض المحللين أن المسار الحالي سوف يأتي بـ "بوتفليقة جديد" سيتم اختياره عن طريق جنرالات الجيش، أو كما يسميهم الجزائريون "أبناء فرنسا في بلاد ابن باديس"، والذي سيتحول بطبيعة الحال إلى دمية في أيدي العسكر، فمن العجيب مثلا أن الشعب الجزائري لم يطالب برحيل رئيس الأركان القايد صالح، البالغ من العمر 80 عاما، برغم شغله للمنصب منذ 15 سنة، والذي تأرجح موقفه بين التعاطف والتهديد للمتظاهرين بإعادة "العشرية السوداء". ويبدو أن هناك صراع داخلي بين العسكر الموالين لسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المعزول، والموالين لقائد الأركان، والذي نتج عنه عزل رئيس المخابرات "طرطاق"[40].


الحالة السياسية

شهد شهر أبريل/نيسان العديد من القضايا ذات الطابع السياسي، كان أهم هذه القضايا قضية "صفقة القرن" المزمع الإعلان عنها بعد شهر رمضان، والتي يمكن أن نفهم على ضوئها القضايا الأخرى مثل التعديلات الدستورية المصرية، وزيارة السيسي لواشنطن، وانسحاب مصر من الناتو العربي، وإطلاق تجمع وطني فلسطيني يقود حراكات لمواجهة الصفقة، وفيما يلي نستعرض هذه الملف وأهم التطورات فيها خلال شهر أبريل:

  1. التعديلات الدستورية المصرية:

شهد أبريل/نيسان 2019 موافقة مجلس النواب المصري الثلاثاء 16 أبريل/نيسان بالأغلبية على تمرير تعديلات دستور مصر الصادر في عام 2014، ووافق المجلس على تعديل 14 مادة قديمة ركزت على منح عبد الفتاح السيسي ولاية ثالثة، وزيادة صلاحيات الجيش، وتقنين محاكمة المدنيين عسكريا، ورهن الصعود الوظيفي للقضاة بتعيينات رئيس الجمهورية، فيما استحدثت 10 مواد جديدة، منها ما يتعلق باستحداث مجلس للشيوخ، واختيار نائب للرئيس.

ووفقا للتعديلات فقد تقرر أن تكون مدة رئاسة الجمهورية 6 سنوات بدءاً من الفترة الحالية، ومنح الرئيس الحالي فرصة ثالثة للترشح، مما يمدد فرصة بقائه في الحكم حتى 2030، عن طريق مادة أعدت خصيصا له تنص على أن: "تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء 6 سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية في عام 2018، ويجوز إعادة انتخابه لمرة ثانية".

كذلك تضمنت التعديلات مواد تدشن لسيطرة رئيس الجمهورية على قرارات التعيين والصعود الوظيفي في الهيئات القضائية، بعد أن صار له سلطة تعيين رؤساء الجهات والهيئات القضائية من بين 5 ترشحهم مجالسها العليا من بين أقدم 7 من نوابهم، كما يقوم على شؤون هذه الهيئات المشتركة مجلس أعلى للجهات والهيئات القضائية يترأسه رئيس الجمهورية.

وتضمنت التعديلات أدوارا جديدة للقوات المسلحة مثل "صون الدستور، والديمقراطية، والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة، ومدنيتها، ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد، وكذلك نصت التعديلات على "جواز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري في بعض الحالات"، بمعنى تغول الجيش على الحياة السياسية والمدنية[41].

يرى الباحث وأستاذ العلوم السياسية خليل العناني أن التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان ثم الاستفتاء الشعبي، ستمنح حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي سلطات غير مسبوقة، حيث تمثل كارثة سياسية تمهد الطريق لشخص واحد ليظل في السلطة حتى عام 2034. وبعد إجازة هذه التعديلات، فإن مصر ستتحول إلى حالة مشابهة لتلك التي كانت في تركيا طوال القرن العشرين، وبعض دول أمريكا الجنوبية في السبعينيات، ولهذا السبب تأخرت عملية التحول الديمقراطي بهذه البلدان لعقود[42].

ووفقا لجريدة النيويورك تايمز فالتعديلات تعتبر خطوة أخرى على طريق الحكم السلطوي في مصر، والتي تمكن السيسي من البقاء للحكم حتى 2030[43]، كما أنها تمدد سلطات السيسي، والجيش، على حساب السلطة القضائية والتشريعية، واضعة كبار المسؤولين في القضاء تحت سيطرته، وتسمح له بتعيين بعض أعضاء مجلس تشريعي جديد، مما سيقوي من الحكم السلطوي للسيسي، الذي جاء للحكم 2013 بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر، ومنذ ذلك الحين، قام السيسي بقمع المعارضة بوحشية، وسجن الآلاف من المعارضين، وتمكين أجهزة الأمن والجيش[44] من كل مفاصل الدولة، فيما يقول أنصار السيسي إن التغييرات ضرورية لمنحه مزيدًا من الوقت لاستكمال مشاريع التنمية والإصلاحات الاقتصادية الرئيسية[45].

الاستفتاء الذي بدأ السبت الموافق 20 أبريل/نيسان ولمدة 3 أيام، دعا خلاله بعض المعارضين للتصويت بـ "لا"، بينما دعا آخرون لمقاطعته وعدم المشاركة نهائيا في التصويت، بينما أيده بعض الفاعلين السياسيين كالكنيسة، وحزب النور السلفي، وحزب الوفد.

 كما رصدت وكالة رويترز تلقي الناخبين "كراتين تحوي مواد غذائية" بعد مغادرتهم اللجان الانتخابية، ولم يتسن للوكالة التعرف على مصدر التوزيع[46]، بينما أكدت "ميدل إيست مونيتور" أنه تم رشوة المصريين بالكراتين الغذائية، في مراكز الاقتراع في محاولة لتشجيع الناخبين على المشاركة في الاستفتاء الدستوري في البلاد، كما تم اقتياد أعداد من الموظفين إلى مراكز الاقتراع.

وأكدت مصادر للموقع في وزارتي الكهرباء والتعليم أن بعض الإدارات بالوزارة في محافظتي المنيا والقليوبية استأجرت حافلات سياحية لنقل الناخبين، بما في ذلك "مئات المعلمين"، كما تم دفع مبالغ نقدية، وتعرض البعض للإكراه للتوجه للجان الاقتراع[47]، بينما قالت التايمز البريطانية إنه في مصر "الغذاء مقابل التصويت" لمساعدة السيسي للبقاء في الحكم حتى 2030، كما أكدت على نقل الناخبين إلى مراكز الاقتراع، وتقديم طرود تحوي مواد غذائية لهم[48].

وفي الرابع والعشرين من أبريل/نيسان أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، أن الناخبين وافقوا بنسبة 88.83% على التعديلات الدستورية[49].

  1. زيارة السيسي لواشنطن:

مثلت زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لواشنطن في 8 أبريل/نيسان 2019  والتي استمرت يومين، جدلا واسعا، حول الأسباب الحقيقية لها، خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن الإعلان النهائي لخطته لإحلال السلام في الشرق الأوسط والمسماة بـ "صفقة القرن" في ذكرى النكبة الفلسطينية يوم 15 مايو/آيار القادم، ثم إعلان جاريد كوشنر مؤخرا عن تأجيل الموعد لما بعد رمضان، والتي قد تشير أن الزيارة جاءت للتأكيد على الأوضاع النهائية للصفقة، كما جاءت الزيارة قبيل التصويت النهائي للبرلمان المصري على التعديلات الدستورية، وأيضا بعد إعلان ترامب ضم الجولان السوري لإسرائيل، واعتزام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو ضم الضفة الغربية لإسرائيل.

 فيما يعتقد بعض المحللين أن الزيارة جاءت كمكافئة للسيسي للتعاون المصري مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الدقيقة كمكافحة الإرهاب وحماية الأقباط.

وقد لاقت الزيارة استنكارا واسعا في بعض الأوساط الأمريكية، ووجهت الصحافة الأمريكية الانتقادات لترامب، بعد ترحيبه بـ "الديكتاتور" في البيت الأبيض ووصفه بـ "الرئيس العظيم"، في الوقت الذي أرسل مجموعة مكونة من 17 سيناتور يمثلون الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي، رسالة إلى مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، ينتقدون الزيارة، ويشيرون لضرورة الحديث حول التعديلات الدستورية، وملف حقوق الإنسان، والحريات العامة، وملف شراء مصر للطائرات الروسية، وإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين بمصر.

يوم الثلاثاء 9 مارس/آذار 2019[50]، رحب الرئيس الأمريكي بزيارة السيسي للبيت الأبيض وأكد أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لم تكن من قبل بهذه القوة[51]، وصرح قبل اللقاء أنه سيتم مناقشة مسائل التجارة المشتركة بين البلدين ومكافحة الإرهاب، فيما أهمل الحديث عن حقوق الإنسان في مصر، وعن إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين بمصر، ولكن تم مناقشة الموضوع الأخير مع وزير الخارجية بومبيو[52].

فيما صرحت وكالة رويترز أن الرئيسين سوف يناقشان مسألة التوتر في الشرق الأوسط، والأمن والإصلاح الاقتصادي، وحقوق الإنسان في مصر، ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، لم تفصح عن اسمه، بأن الزعيمين سوف يشملان أيضا بالنقاش تطور المجتمع المدني في مصر، وحقوق الأقليات خاصة الأقباط.

وأما عن موقف الولايات المتحدة من مسألة "التعديلات الدستورية"، فقد صرح المصدر بأن الإدارة الأمريكية تشجع تطوير المؤسسات الديمقراطية في مصر، ولكن مع الوضع في الاعتبار المصالح الأمنية للولايات المتحدة. وأكد أن الرئيس ترامب يعطي الأولوية في العلاقات مع مصر لتحقيق المصالح الأمريكية، وعند سؤاله عن الموقف الأمريكي من صفقة مقاتلات سوخوي 35 الروسية لصالح مصر، أفاد بأن القانون الأمريكي يتيح حيز ضيق من التعامل مع هذه الحالات[53]، ولم يزد على ذلك.

وفي هذا السياق صرح الأكاديمي المصري د. طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، للأناضول بأن "توقيت الزيارة خطير وله دلالته، وستكون القضايا الإقليمية أهم من الثنائية"، أوضح أن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، بما فيها مشروع التسوية الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط "صفقة القرن"، على رأس الملفات التي ستُطرح. وأضاف بأن الزيارة ستشهد مراجعة أخيرة لعملية التسوية الأمريكية في المنطقة[54].

وأما عن النتائج المرتقبة للزيارة، فلا شك أن ترامب قد أعطى حليفه ما يبحث عنه من تأييد لحكمه وقبضته الحديدية، في مواجهة خصومه، حيث يهدف السيسي من خلال تمرير التعديلات الدستورية من تمديد مدة بقائه في الحكم حتى عام 2030، في نفس الوقت التي دعت فيه منظمة هيومان رايتس واتش أعضاء الكونجرس لشجب الانتهاكات والقمع بمصر، والتوضيح بأنها سوف تُقابل بوضع قيود على المنحة العسكرية لمصر، والتي تعتمد على حجم الإصلاحات والتحسن في مجال حقوق الإنسان[55].

وقد توقعت هاوثورن، نائب مدير البحوث في مشروع الشرق الأوسط الديمقراطي أن السبب الوحيد لزيارة السيسي للبيت الأبيض الآن هو الحصول على تأييد قوي من الرئيس ترامب للبقاء في الحكم، حيث توقع السيسي أنه يمكنه إرهاب معارضيه ومعارضيه المحتملين بمسرحية التأييد الأمريكي له[56].

وفي تحليل تشارلز دون، الدبلوماسي، والمدير السابق لبرامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة فريدوم هاوس، فإن الزيارة أتت كمكافئة للسيسي على تعاونه مع الولايات المتحدة في مسائل دقيقة جدا، كمكافحة الإرهاب وحماية الأقباط، فمن وجهة نظره فإن إدارة ترامب تدعم السيسي لكي ينصب نفسه رئيسا حتى 2030، ولتمرير التعديلات الدستورية التي ستزيد من وطأة الحكم السلطوي في مصر.

ونظراً لما يسيطر على الفكر الأمريكي من براغماتية[57] فإن تجاهل إدارة ترامب لمسائل كالسلطوية، وانتهاك حقوق الإنسان، وحالات الاعتقالات، والتي شملت أيضا 12 أمريكيا بمصر، والإعدامات الظالمة، والإخفاء القسري، وكذلك صفقة الطائرات الروسية، بل حتى خروج مصر المفاجئ من تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، يشير نحو حدوث ربما مقايضة أدت إلى تمرير الإدارة الأمريكية هذه المواضيع الهامة، أو إرجائها، خاصة أمام مطالبات الكونجرس، بفتحها للمناقشة. مما يشير بقوة نحو فكرة تمرير "صفقة القرن".

وعلى النقيض من ترحيب الرئيس الأمريكي، لاقت زيارة السيسي للبيت الأبيض شجباً واسعاً من أعضاء في الكونجرس الأمريكي، والصحافة الأمريكية، كما قام عدد من المعارضين المصريين المقيمين بالولايات المتحدة، باستغلال الزيارة ومحاولة تسليط الضوء على انتهاكات النظام المصري، وديكتاتوريته على المستوى الشعبي والسياسي والإعلامي.

أربعة من كبار المشرعين الأمريكيين، اثنان من الديمقراطيين، واثنان من الجمهوريين، استبقوا زيارة السيسي، وأرسلوا له رسالة مباشرة، يوم الإثنين السابق للزيارة، مسلطين الضوء على قلقهم بشأن حقوق الإنسان في مصر، والفشل المصري في تحقيق متطلبات المساعدات الأمنية لمصر، وحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية فالخطاب ينتقد حملة السيسي ضد المعارضة السياسية، حتى مع دعم ترامب له كحليف في مكافحة الإرهاب ومواجهة إيران[58].

وفي سياق متصل، وخلال جلسة استماع بالكونجرس سأل باتريك ليهي، رئيس لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، الوزير بومبيو قائلا: هل تستطيع أن تشرح لي لماذا يضع ديكتاتور كالرئيس المصري قدمه في البيت الأبيض؟؟ فيما اعترض بومبيو أن تكون إدارة ترامب تستخف بحقوق الإنسان، وأشاد بدور مصر في تقديم الدعم لإسرائيل!!

وفي رسالة أخرى في نفس اليوم، وقعها 17 سيناتورا من لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، من بينهم السيناتور القيادي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية عن الحزب الجمهوري، جيم ريش، وكبير أعضاء الفريق الديمقراطي، السيناتور بوب مينينديز، إلى وزير الخارجية "مايك بومبيو"[59] يحثونه على معالجة ما وصفوه بـ "ثلاث قضايا ملحة" وهي:

  1. التعديلات الدستورية، والتي ستؤدي في رأيهم إلى تآكل استقلال القضاء في مصر، حيث ستمكن السيسي من اختيار رؤساء الهيئات القضائية، وتمديد حكمه لـ 2030. حيث أشار المشرعون الأمريكيون لرفضهم للتعديلات، كما طالبوا السيسي بإقامة حكم ديمقراطي، يضمن استقلال الجهاز التشريعي.
  2. ملف حقوق الإنسان والمجتمع المدني والذي تلاه طلب بإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين بمصر، حيث تحتجز مصر أكثر من 12 أمريكيا.
  3. ملف شراء الأسلحة من روسيا، حيث أبدى المشرعون الأمريكيون قلقهم من توجه مصر لتعميق علاقاتها بروسيا على الرغم من الدعم العسكري الأمريكي لها، بالإضافة لأخذها من روسيا قرضا بقيمة 25 مليار دولار لبناء محطة المفاعل النووي المصري الأول. مما قد يزيد من اعتمادية مصر على روسيا[60].

زيارة السيسي للبيت الأبيض، أظهرته كحليف قوي للولايات المتحدة، وأعطته دعماً قوياً أمام خصومه الحاليين أو المحتملين، مما ساعده في تمرير التعديلات الدستورية، كما أظهرت الزيارة تسامح إدارة ترامب مع الإدارة المصرية في الكثير من الملفات خاصة الوضع الديمقراطي، وتآكل مؤسسات المجتمع المدني، وجفاف الحياة السياسية، وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وكذلك ملف العلاقات مع روسيا، وذلك في مقابل التعاون المصري الأمريكي ومكافحة الإرهاب، بحد وصف مسؤولي الإدارة الأمريكية.

   كما يشير توقيت الزيارة، وسلوك الإدارة الأمريكية مع السيسي في مختلف الملفات إلى أن القضية الرئيسية والتي سيطرت على أعمال الزيارة هي إقرار الاتفاقيات النهائية لـ "صفقة القرن"، والتي صرحت الإدارة الأمريكية توقيت الإعلان عنها يوم 15 مايو/آيار القادم.

  ربما جاءت الزيارة كمقايضة لعدد من الموضوعات كدعم السيسي في تمرير التعديلات الدستورية، وتمرير صفقة طائرات السوخوي الروسية، وانسحاب مصر من الحلف الاستراتيجي الأمريكي ضد إيران، والتغاضي عن الحكم السلطوي، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر، في مقابل تمرير مشروع "صفقة القرن".

لا يمكننا أن نستبعد أن "التعديلات الدستورية" نفسها، جاءت لتأمين نشأة واستمرارية الخطة الأمريكية طوال فترة بقاء السيسي في سدة الحكم والمقدرة بعام 2030 م، خاصة بعد حكم المحكمة الدستورية العليا سنة 2017 ببطلان نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وحدوث نزاع قضائي حول القضية، مما يرفع من احتمالية اللجوء لإحكام قبضة السيسي على السلطة التشريعية وإخضاعها للسلطة التنفيذية، ودسترة إشراف الجيش على الحياة السياسية، وتحويل المدنيين للقضاء العسكري، للتأكد من إخضاع الشعب ومؤسسات الدولة أمام تمرير واستقرار "صفقة القرن" المرتقبة. 

  1. صفقة القرن:

"صفقة القرن" هي خطة سلام تُعدها إدارة ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين[61].

وبحسب توقعات بعض المحللين فإنها ستؤدي إلى توطين الفلسطينيين في وطن بديل، خارج الأراضي المحتلة، وإنهاء حقوق اللجوء والعودة للفلسطينيين، والاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة على القدس، ومرتفعات الجولان، "والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية بقيادة السعودية"[62].

صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" قالت إن السياسيين في اليمين الإسرائيلي يتخذون تدابير قد تشكّل ضربة لحل الدولتين [63]، وذلك عبر تشجيع من الولايات المتحدة [64]، مما يطلق يد إسرائيل للسيطرة على أراضي الضفة الغربية، التي استعمرتها عن طريق التوسع الاستيطاني.

في اجتماع لممثلي الاتحاد الأوروبي في القدس، قال جايسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، إن خطة السلام الأمريكية تهدف إلى إفادة المنطقة ككل، ولا تتطلب موافقة الفلسطينيين، حيث قال: "لم يعد الفلسطينيون هم الطرف الحاسم، لدينا خطة للمنطقة، ويمكن للفلسطينيين أن ينضموا إليها إذا أرادوا ذلك، لكنهم أيضاً أحرار في عدم القيام بذلك [65].

في الوقت الذي نجد فيه تقرير حقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية لسنة 2017، يسقط لأول مرة مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مما يعني أن فريق ترامب لم يعد يرى أن الكثير من أراضي الضفة الغربية تحت الاحتلال [66].

ووفقاً لتقرير ورد في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية، فقد أثار جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته، قضية اللاجئين الفلسطينيين، مع المسؤولين الأردنيين، في محاولة منه للضغط على الأردن لإلغاء وضعية اللجوء لأكثر من مليوني فلسطيني، مما يعني تحويلهم لمواطنين أردنيين، في خطوة خبيثة لإلغاء حق العودة إلى الأبد.

الموقف الدولي من "صفقة القرن":

اشتد الرفض الفلسطيني والعربي والدولي للصفقة، خاصة بعد القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس، لدرجة رفض 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن لهذا القرار، فضلًا عن انعقاد القمة العربية، والقمة الإسلامية مرتين، للتأكيد على رفض هذا القرار، إضافة إلى رفضه من 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع تأييد 9 دول فقط له، من ضمنها إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى صغيرة الحجم والأهمية [67]، حيث يؤيد الكيان الصهيوني الصفقة بشكل كامل، كيف لا والفريق القائم عليها يمكن وصفه بأنه صهيوني أكثر منه أمريكي.

وفي مطلع أبريل/نيسان 2019 الجاري كشفت صحيفة "خليج أون لاين" الإلكترونية أن الإدارة الأمريكية قد أخبرت مسؤولين عرب وخليجيين أنه سيتم الكشف بشكل رسمي عن صفقة القرن يوم 15 مايو/آيار 2019 في ذكرى النكبة، والتي تحتفل بها إسرائيل تحت مسمى "يوم الاستقلال"، وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية قد أكملت الخطة بالفعل، وأمنت التمويل الاقتصادي اللازم لإنجازها.

ووفقا لمصادر خاصة لـ "ميدل إيست مونيتور" فإن الإدارة الأمريكية أخبرت السعوديين والإماراتيين والمصريين والأردنيين عن يوم وتاريخ الإعلان النهائي [68].

بينما أعلن جاريد كوشنر في 24 أبريل/نيسان الماضي أن الخطة سوف يتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان (يونيو/حزيران 2019)، ولم يذكر أي تفاصيل مكتفيا بقوله "سيكون هناك تنازلات صعبة لكلا الجانبين" [69].

وقد كشف مؤخرا السفير الأمريكي بإسرائيل "ديفيد فريدمان" عن 3 عناصر رئيسية في صفقة القرن وهي:

  1. الخطة تقتضي إعطاء إسرائيل تحكما أمنيا كاملا على الضفة الغربية المحتلة.
  2. الخطة ستمكن إسرائيل من إقامة تواجد أمني دائم في وادي الأردن.
  3. الاعتراف بحق إسرائيل في هضبة الجولان[70].

كذلك في أبريل/نيسان 2019، ووسط الدعاية الانتخابية، استبق نتنياهو الإعلان عن "صفقة القرن"، ووعد من جانب واحد بالاستيلاء على الضفة الغربية، يدعم ذلك إعلان ترامب ضم الجولان السورية لإسرائيل[71]، كما أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي "يوآف غالانت"، آخر مارس/آذار الماضي، عن وضع حجر الأساس لمستوطنة جديدة غير قانونية بها 840 وحدة سكنية، في الضفة الغربية داخل حدود 48[72].

ونظرا لما يحيط الصفقة من سرية، فإنه لا يمكن الجزم بما تحمله، ولكن تدور التنبؤات حول اقتطاع جزء من سيناء لصالح قيام دولة فلسطينية منقوصة السيادة، وهنا تظهر أهمية زيارة السيسي للبيت الأبيض، لإقرار الاتفاقيات النهائية.

  1. إطلاق تجمع وطني فلسطيني يقود حراكات مواجهة صفقة القرن

كشف صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عن توجه حركته لإطلاق مؤسسة وتجمع وطني يقود كل الحراكات لمواجهة صفقة القرن، مشددا على أن الوحدة وإنهاء الانقسام من أهم مقومات مواجهة هذه الصفقة، وأوضح البردويل، أن هذه المؤسسة ستكون عبارة عن لجنة وطنية لمواجهة خطة ترامب وسيكون لها أذرعها المختلفة"[73].

بينما صرح حسن نصر الله الأمين العام "لحزب الله" أن احتمالَ نشوب حرب مفاجئة مع إسرائيل سيحصل على الأرجح هذا الصيف في لبنان، قائلا "قد لا أبقى بينكم فترة طويلة، وقد يُقتل معي أكثر قادة الصف الأول، وبالتالي من الممكن أن تنجح إسرائيل في اغتيال القادة، إلا أن هذا لا يعني نهاية حزب الله[74].

  1. مصر تنسحب من الناتو العربي:

"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي MESA" المعروف إعلاميا بـ "الناتو العربي"، هو مبادرة أمريكية لتشكيل حلف من الدول العربية السنية، من حلفائها العرب، في مواجهة إيران الشيعية، وهذا الحلف يضم بالإضافة إلى الولايات المتحدة كلا من السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، وعمان، والأردن بالإضافة إلى مصر، والتي أعلنت انسحابها الخميس 11 أبريل/نيسان 2019، أي عقب انتهاء الزيارة بيوم واحد، وذلك حسب تعبير وكالة رويترز في ضربة استراتيجية لإدارة ترامب لاحتواء القوة الإيرانية[75].

ربما جاء الانسحاب المصري لأسباب اقتصادية، أو أسباب تتعلق بالعقيدة العسكرية المصرية، والتي لا تضع الجمهورية الإيرانية كهدف عسكري مباشر لها، ولا تضع نفسها في مواجهة (سنية-شيعية) بعكس العربية السعودية، والتي تضع هذا على قمة أولوياتها فيما يبدو، ولكنه على كل حال يضع مصر في حالة تقارب مع روسيا، وإذا وضعنا في الاعتبار صفقة المفاعل النووي الروسي، وطائرات السوخوي، ثم انسحاب مصر من الحلف الأمريكي، بالضرورة سيثير ذلك تساؤل قوي في أذهاننا عن أسباب تغاضي الإدارة الأمريكية!! مما يعود بنا للإشارة نحو صفقة القرن.

  1. الملف الليبي:

مطلع أبريل/نيسان 2019 صرح رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، أن حل الأزمة في بلاده لا يأتي بمشاركة السلطة أو استبعاد طرف واحد، كما يزعم البعض، وأضاف قائلا "إننا لن نتخلى عن مبادئنا وحلولنا السلمية لنصل إلى دولة مدنية، لنتأكد أن الحكم السلطوي أو العسكري للدولة لن يعود" وأكد على أن عسكرة الدولة خط أحمر، ولن يسمح بحدوثه أبدا، كما أعلن السراج عزمه عقد مؤتمر للحوار الوطني منتصف أبريل/نيسان 2019، على أمل الوصول على صيغة تفاهم تضمن توحيد المؤسسات، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة[76].

وفي 3 أبريل/نيسان أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر تحريك قواته نحو الغرب، لمهاجمة طرابلس العاصمة، حيث يقع مقر حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، مبررا ذلك بهدف "تطهيرها من الجماعات الإرهابية ومعاقلهم" على حسب تعبيره، في خطوة ربما تكون ردا على حكومة الوفاق والتي تعهدت قبلها بأيام قليلة بعدم عودة الحكم العسكري للدولة، بينما أعلن المجلس الرئاسي الليبي حالة التأهب العسكري بعد نشر القوات الموالية للقائد خليفة حفتر في الأجزاء الغربية من البلاد[77].

وكرد فعل دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حفتر إلى وقف تقدم قواته نحو طرابلس، والتي تخضع لسيطرة حكومة مدعومة من الأمم المتحدة[78]، بينما أعلن الناطق باسم الكرملين عدم دعم روسيا للقوات في شرق ليبيا، والتي يقودها حفتر في معركته للسيطرة على طرابلس[79]. ولكن في نفس الوقت أعلنت روسيا بالاشتراك مع الولايات المتحدة عدم دعمهما لإصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في ليبيا، بينما رفضت روسيا مسودة قرار بريطاني موجه ضد حفتر باعتباره مسؤولا عن أعمال العنف القائمة بطرابلس[80].

وطالب السراج رسميا السفير الفرنسي بليبيا بإبلاغ الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون شجبه للدعم الفرنسي لحفتر[81]، ثم أوقفت حكومة الوفاق جميع تعاملاتها مع فرنسا في 17 أبريل/نيسان، كنتيجة لدعمها لحفتر[82].

 وبينما طالب الاتحاد الأوروبي الأطراف الليبية بوقف التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات[83]، أظهر بيان للبيت الأبيض، تأييد ترامب للدور الهام الذي يضطلع به حفتر في مكافحة الإرهاب، وتأمين موارد ليبيا النفطية، وأوضح أن ترامب ناقش مع حفتر رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر[84].

بينما أفاد العميد محمد القنيدي، رئيس المخابرات العسكرية الموالية لرئيس الوزراء فايز السراج، إن اللواء حفتر يهاجم طرابلس بالأسلحة المصرية والإماراتية والسعودية، وأضاف أن البلاد الثلاثة تؤيد حفتر "لكي يصنعوا سيسي جديد في ليبيا"[85]، فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت" أن السعودية تعهدت بدفع عشرات الملايين من الدولارات لدعم حفتر للسيطرة على طرابلس العاصمة، بحسب مسؤول كبير في الحكومة السعودية[86].

وقالت مصادر عسكرية ليبية للجزيرة إن مقاتلي قوات حكومة الوفاق الوطني خلال اقتحامهم مواقع حفتر في محوري عين زارة ووادي الربيع جنوب طرابلس، عثروا على صناديق ذخيرة مصرية عبارة عن كميات من الرصاص الخاص بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مدون عليها اسم شركة هندسية مصرية لتصنيع الذخيرة[87].

في نفس الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الروسي سيرجي لافروف، بحسب وكالة رويترز[88]، أن الأزمة الليبية لا يمكن أن تحل بالوسائل العسكرية قائلا "مصر قد دعمت من البداية الحل السياسي كأداة لمنع الحل العسكري للأزمة"، مما يشير إلى تضارب موقف مصر حول الأزمة.

فيما أدان مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا، صلاح الدين جمالي تدخل الدول الأجنبية في ليبيا، قائلا إنه يرفع وتيرة التوتر في البلد المنقسم أصلا[89]. وأعلن المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق العقيد "محمد قنونو" الأحد 8 أبريل/نيسان انطلاق عملية "بركان الغضب" التي تهدف إلى "تطهير كل المدن" من "المعتدين والخارجين على الشرعية[90]، ودعا مسؤول كبير في حكومة الوفاق الجزائر لدعمها في مواجهة "القائد العسكري الخائن خليفة حفتر" بحسب تعبيره[91].

ومؤخرا تمت محاكمة رجلين سودانيين في الخرطوم لمحاولتهما إرسال حوالي 1000 شاب للقتال مع حفتر، وفق ما أوردته صحيفة الاهتمام السودانية. وبحسب الصحيفة ينتمي أحد الرجال الذين مثلوا أمام محكمة العدل الكبرى في دارفور إلى قبيلة بارزة في البلاد[92]. مما يؤشر إلى استخدام حفتر لقوات مرتزقة للقتال ضد الحكومة الشرعية في طرابلس.

وأعلنت الأمم المتحدة زيادة عدد النازحين الفارين من المعارك التي يشنها حفتر، في العاصمة الليبية، طرابلس والمناطق المحيطة بها إلى 18 ألف شخص[93]، وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن آخر رقم حتى 23 أبريل/نيسان هو 264 قتيلاً و 1266 جريحًا. وقال إن 21 مدنياً قد لقوا حتفهم وأصيب 69 آخرون منذ 5 أبريل/نيسان[94].


الحالة الاقتصادية

  • الاقتصاد بوابة الصين لزيادة عمقها الاستراتيجي بالمنطقة العربية

شهد النصف الثاني من أبريل 2019 انعقد المنتدى العربي الصيني الثاني في مدينة شانغاهي الصينية، وكان من ثماره أن وقعت نحو 17 دولة عربية وثائق التعاون الاقتصادي مع الصين، ضمن مبادرة "الحزام والطريق"[95]، وحسب تصريحات مساعد وزير الخارجية الصيني على هامش المنتدى، فإن الصين وقعت اتفاقيات شراكة استراتيجية، مع 12 دولة عربية.

ومن خلال هذا التصريح يمكن القول إن الصين بالفعل استطاعات أن تطوق الدول العربية عبر استراتيجيتها لترسيخ الوجود الاقتصادي، والذي سيكون بلا شك مقدمة لتواجد سياسي وعسكري فيما بعد، وتأتي أهمية هذه المبادرة بالنسبة للدول العربية، في أن جزءا من استراتيجية الصين فيها تعتمد على تمويل مشروعات البنية الأساسية، وهو مجال يمثل احتياج شديد للدول العربية. وتعد الصين فيه منافسًا للبنك الدولي.

ومن جهة أخرى يعد تمويل الصين لمشروعات البنية الأساسية في الدول العربية، فرصة لتفعيل الاستثمارات الصينية، والتي عادة ما تحصل فيها الشركات الصينية على مزايا تنفيذ المشروعات وتوريد العدد والآلات، أي أن الصين لا تحصل على فوائد عوائد الاستثمار فقط، ولكن كذلك تحرص على تفعيل شركاتها ومؤسساتها بالعمل لفترات طويلة خارج الصين.

وحسب بيانات التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2018، فإن الصين تستحوذ على نسبة 9.5% من إجمالي الصادرات العربية البالغة 955 مليار دولار في عام 2017، كما تستحوذ على نسبة 15.4% من إجمالي الواردات العربية لنفس العام، والتي بلغت 808 مليار دولار، وتأتي الصين في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الأوروبي من حيث ترتيب الشركاء التجاريين مع المنطقة العربية[96].

ولا تتوقف العلاقات الاقتصادية للصين مع الدول العربية على الجانب التجاري فقط، بل تشمل جوانب أخرى، من أهمها الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث رصد تقرير مناخ الاستثمار لعام 2018[97]، أن الصين تعد من أهم الدول صاحبة مشروعات الاستثمار الأجنبي في 8 دول عربية (الإمارات، والبحرين، وتونس، والجزائر، وعمان، والكويت، ومصر، والمغرب) خلال الفترة 2013 – 2017.

وقدرت بكين استثماراتها في هذه الدول بنحو 36.4 مليار دولار خلال هذه الفترة، وكانت مصر هي صاحبة نصيب الأسد من الاستثمارات الصينية بنحو 22.8 مليار دولار، ثم الجزائر بنحو 3.5 مليار دولار، ثم المغرب 3.3 مليار دولار، ثم الإمارات 2.8 مليار دولار.

  • سندات أرامكو السعودية..الأولى في تاريخها

في 10 أبريل/نيسان تم الاكتتاب في السوق الدولية في السندات التي طرحتها شركة "أرامكو" السعودية التي تعد من أكبر الشركات المنتجة للنفط في العالم، وكانت قيمة السندات المطروحة من قبل الشركة بحدود 10 مليارات دولار، في حين أن الاكتتابات من قبل المستثمرين بلغت 100 مليار دولار. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الشركة السعودية على اللجوء للسوق الدولية للديون.

ويرجع هذا الإقبال على الاكتتاب في سندات "أرامكو" لعدة أسباب على رأسها أن الشركة تعد من كبريات الشركات النفطية في العالم، وكذلك تمتع المملكة العربية السعودية بوضع مالي جيد، كونها أكبر مصدر للنفط في العالم، ومن ناحية أخرى فإن المكتتبين في السوق الدولية، يميلون لتعظيم حصصهم في الاكتتاب لكي يحصلوا على حصص مرضية بعد عملية إعادة التخصيص، وبخاصة في صفقة رابحة مثل سندات "أرامكو".

فالشركة كانت قد أعلنت من قبل عن تحقيقها أرباحًا إجمالية بلغت 111 مليار دولار في نهاية 2018[98]، وذلك قبل خصم الضرائب والتزامات أخرى. ويمكن تفسير لجوء الشركة للاقتراض من السوق الدولية للرغبة في تفعيل رؤية 2030 التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بانفتاح اقتصاد البلاد على الاقتصاد العالمي.

إلا أن وضع الشركة لا يزال يثير العديد من الاستفهامات، بشأن تأجيل ما أعلن من قبل حول إقدام السعودية على طرح حصة بنحو 5% من رأس مال الشركة في البورصات العالمية للقطاع الخاص. وكانت هذه القضية محل عدم اتفاق على ما يبدو داخل دوائر اتخاذ القرار داخل المملكة، حيث كان المنتظر أن تقدم السعودية على هذه الخطوة قبل نهاية عام 2018، ولكن تم تأجيلها لموعد غير محدد[99].

ويلاحظ أن الوضع المالي في السعودية يشهد توجهات جديدة، منذ أزمة انهيار أسعار النفط التي وقت منتصف عام 2014، حيث بدأت السعودية في العودة لوجود عجز بميزانياتها العامة، وكذلك اتباع إجراءات تقشفية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعية، في ضوء ما أعلن عنه بأنه برنامج للإصلاح الاقتصادي. فضلًا عن أن السعودية أقدمت على الإعلان عن تبنيها لمجموعة من المشروعات الكبرى في ضوء رؤية 2030، ومن أبرزها مشروع "نيوم"، مما يتطلب استثمارات هائلة، ولعل ذلك كان من الدوافع الرئيسة للإقدام عن الإعلان لخصخصة حصة من رأس مال أرامكو في السوق الدولية.

وحسب بيانات وزارة المالية السعودية، فإن حجم الدين العام للمملكة قد بلغ بنهاية 2018 نحو 560 مليار ريال سعودي[100]، وبما يعادل 149.3 مليار دولار، وثمة توجه لدى المالية السعودية بالتوسع في الدين العام، سواء من مصادر محلية أو خارجية.

  • عقوبات أمريكا على النفط الإيراني

بعد أن كاد أن يسدل الستار على حرب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من قبل أمريكا، والاتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة، ونجح اتفاق (5+1) في وجود حالة من التفاؤل بالرفع الجزئي لهذه العقوبات عن الاقتصاد الإيراني، أتى ترامب في بداية عام 2017 ليتعهد بإلغاء برنامج (5+1) مع إيران، وبالفعل في نوفمبر/تشرين أول 2018 قررت أمريكا عودة العقوبات الاقتصادية على إيران مرة أخرى، وأعطت مهلة لبعض الدول المستوردة للنفط الإيراني مدتها 6 أشهر لترتيب أوضاعها لاستيراد النفط من مصادر أخرى.

ومؤخرًا أعلنت أمريكا بأنها سوف تفعل قرارها بشأن إلغاء الاستثناءات الممنوحة لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني في 2 مايو/آيار 2019[101]، وكان لهذا القرار أثره الواضح والسريع على أسعار النفط في السوق الدولية، والتي ارتفعت لنحو 75 دولار لبرميل النفط من خام برنت.

إلا أن أمريكا في نفس الوقت الذي أعلنت فيه عن تفعيل العقوبات على إيران مطلع مايو/آيار، طالبت منظمة "أوبك" بتعويض أي نقص في السوق الدولية نتيجة وقف تصدير إيران للنفط، حتى لا يؤثر فرض العقوبات على النفط الإيراني على أسعار النفط في السوق الدولية. وبطبيعة الحال تعهدت كل من السعودية والإمارات بتنفيذ التكليف الأمريكي، وهو أمر ليس بجديد، فعلى مدار عقود الخلاف السعودي الإيراني، كانت السعودية تسعى جاهدة لتلبية احتياجات السوق من النفط، لاستمرار العقوبات الاقتصادية على إيران، ولم تتم أي حالة من التوافق بين البلدين بشأن سياسة "أوبك" إلا فيما يخص قرار تخفيض سقف الإنتاج الذي تبنته أوبك مطلع عام 2017 وخلال عام 2018 من أجل الحفاظ على السعر من الانهيار في السوق الدولية.

القرار الأمريكي سوف تكون له تبعات على الدول المستوردة للنفط، ومن بينها دول عربية عدة، نحو 13 دولة عربية، وهو ما يعني زيادة العجز بموازنات هذه الدول، وكذلك ارتفاع معدلات التضخم بها، وكانت أولى الدول التي تأثرت بشكل سريع ومباشر من القرار الأمريكي سوريا، التي تحصل على دعم من إيران في شكل إمدادات نفطية.

قوبل القرار الأمريكي من قبل تركيا بالرفض[102]، وعللت تركيا رفضها بأمور سياسية وأخرى اقتصادية، أما عن الجانب السياسي، فاعتبرت تركيا أن السلوك الأمريكي يأتي في ضوء الإملاءات التي تفرضها أمريكا على غيرها من الدول، وهذا سلوك غير مقبول وتدخل في شئون الدول الأخرى.

وأما عن الجانب الاقتصادي، فحسب تصريح تشاووش أوغلو وزير خارجية تركيا، فإن لجوء تركيا لاستيراد النفط من دول أخرى يرفع تكلف الاستيراد، وبخاصة أن البديل العراقي غير جاهز، نظرًا لتدمير بعض أجزاء خطوط الإمداد من العراق لتركيا بسبب ممارسات "تنظيم الدولة" خلال الفترة الماضية، وبلا شك فإن إصلاح هذه الخطوط أو وجود بديل لها سوف يستغرق وقتًا طويلًا.

ولم يتضح بعد ردود دول أخرى مهمة على القرار الأمريكي، وهذه الدول كانت من المستفيدين من الاستثناءات الخاصة باستيراد النفط الإيراني، ومن أبرز هذه الدول الصين. فهل سيتم قبول القرار الأمريكي، أم ستمارس سياسة تبادل المصالح، واستخدام أوراق ضغط بين القوى الكبرى لإخراج إيران من مأزق العقوبات الأمريكية؟.


الحالة الفكرية

  • القضية الأولى: علاقة الدين بالدولة وأثرها في مستقبل السودان

يشهد السودان اضطرابات في خضم عملية انتقال السلطة بعد عزل البشير، وقد استغلت بعض القوى الثورية هذا التحول، وبخاصة الاتجاه الشيوعي، فجهرت بالعداء لدين الله وشريعته، ربما لأول مرة في تاريخ السودان[103] ، ويحاول الاتجاه الشيوعي أن يربط بين الإسلام وفشل السلطة في الحكم. بدعوى أن من كان يحكم ينتمي إلى الفكرة الإسلامية، ويهدفون من وراء ذلك إلى "شيطنة" الحركة الإسلامية، والإخوان المسلمين، بل التقليل من شأن الإسلام نفسه ، وبخاصة في مجال الحكم.

لاشك أن الاتجاه العالمي – وبخاصة الأمريكي – يحاول إقصاء الإسلام (الإسلام السياسي) عن الوصول للحكم في أي مكان، ويعتمد في ذلك على ممارسة الضغوط على الدول العربية التي شهدت حراكا نحو التغيير، ويعتمد في ذلك أيضا على وكلائه الإقليميين (الثورة المضادة )، وعلى الحكام المستبدين من العسكريين وغيرهم. وما رأيناه في مصر ما بعد الانقلاب، وغيرها، خير شاهد على ذلك.

علاقة الدين بالدولة في السودان شهدت صراعًا كبيرًا، بين اتجاهين رئيسين، من يرون في الدول الغربية المعاصرة نموذجا ينبغي أن يحتذى به في الدول العربية - وهو اتجاه قديم حديث- ودافعهم إلى ذلك ما يرونه من تداول سلس للسلطة، وتعايش بين مكونات المجتمع المختلفة، على الرغم من تنوع ثقافاتهم ودياناتهم، وبين من يتحركون من فكر وعقيدة إسلامية بتوجهات مختلفة يرون أن التحاكم للدين قضية لا مجال للمساومة عليها.

ظل هذا الصراع يبرز في تنزيل كل دعوة من تلك الدعوات على الواقع السوداني، بين من يَدْعون لمبادئ الغرب ويريدون أن ينزلوها في مجتمعات مسلمة ترفض منها بعضها، لأنها تتعارض مع تدينهم وعاداتهم الموروثة، خاصة فيما يتعلق بإباحة الربا والزنا واللواط والخمر وكل صور الانحلال، وبين من يدعون لدولة تتخذ الإسلام أساسا لها في الحكم. ولاشك أن التجربة الإسلامية في السودان وبخاصة في السنوات الأخيرة، وما صاحبها من تدني الاقتصاد وما آلت إليه البلاد من غلاء ورفع أسعار كان أحد الأسباب الرئيسة في الثورة على النظام الحاكم.

     وبعيدًا عن تلك الصراعات التي ظلت تظهر في كل  مرة  في البلاد خاصة في الفترات الديمقراطية، يؤكد بعض المفكرين السودانيين على ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار خلال تلك المرحلة الحرجة التي تتشكل في أجوائها السلطة القادمة لحكم السودان[104]، فالشرائع جميعها جاءت لحفظ الكليات الخمس ( الدين، النفس، العرض، العقل، المال)، والدين هو أعلى هذه الكليات أهمية في الحفظ ؛ ولذا يضحي الإنسان في سبيل نصرته بنفسه وماله وكل ما يملك، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ [التوبة: ١١١] فهو قضية عالية القيمة لا يمكن التقليل منها مهما كانت هنالك من تحديات أخرى، اقتصادية أو  سياسية أو أمنية.

ويجب ابتداءً أن نفرق بين الدين والتدين، وبين الإسلام وأخطاء الممارسة في الواقع، فالدين مستقيم، والالتزام به وتطبيقه قد يكون مستقيمًا وقد يكون معوجًا، ومن هنا فالتجارب الإسلامية تنسب لأصحابها ويحكم التاريخ على صحتها وخطئها. ولكن يبقى دين الله محفوظا لا ينبغي الحكم عليه من خلال مجموعات تمارسه خطأ.

وينبغي أن يفهم المجتمع السوداني وبخاصة النخب والقيادات فيه أن المجتمعات المسلمة ليست كالغرب الذي لا يملك دينا صحيحًا له تصوره الكامل لشؤون الدنيا والآخرة، ولذا لما عجزت أديانهم عن حكم الحياة وتلبية متطلباتها؟، بل عجزت أن تمدهم بعقيدة تلبي فطرهم أبعدوه عن الحياة ومال الكثير من شبابهم إلى الإلحاد.

إن أي محاولة لإبعاد الدين عن الحياة في المجتمع السوداني، وبناء دولة علمانية في وسط مجتمع مسلم يتشوق غالبه لحكم الإسلام ويرى التحاكم إليه جزءا من عقيدته محاولة سوف تهزم بأي تجربة كانت سواءً ديمقراطية أو قمع أمني عسكرى مهما طال ذلك، لأن التحاكم إلى الدين هو جزء من عقيدة المسلم، خاصة والسودان دولة مسلمة منذ فجر الإسلام الأول.

إن محاولة اليسار لفرض أفكاره العلمانية والسعي للانفراد بالسلطة، وهم يعلمون قلتهم وضعفهم سوف يجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه لأن الآخرين أكثر منهم إيمانا بقضيتهم وأشد جاهزية للدفاع عنها والتضحية في سبيلها، وهذا سوف يؤدي لانهيار السودان الذي يمكن أن يكون أسوأ من ليبيا والصومال وسوريا والعراق.

وحتى ينتهي هذا الصراع الطويل ينبغي العلم بأن الإسلام حكم العالم قرونا طويلة، رعى حق المسلم والكتابي، صان الدماء والأعراض والأموال، اجتمع في دولته المسلم والكافر تحت حكم عادل. فالصراع في الدين باب فتنة تقضي على ما تبقى من خيرات البلاد، فلم يكن ولن يكون الدين سبب شقاء إذا فهمنا ديننا بطريقة صحيحة وطبقناه بطريقة سليمة.

  • القضية الثانية: موجة الإلحاد في وسط الشباب

من القضايا الفكرية المطروحة في شهر أبريل/نيسان 2019 قضية الإلحاد، لدى الشباب على وجه الخصوص، وذلك بعد ما تعرضت له ثورات الربيع العربي من انتكاسات بفعل الثورات المضادة، وعملائها، والاستبداد السياسي، وإزهاق الأرواح، وإراقة الدماء، واعتقال الآلاف، كل هذا الظلم، هو مادفع جماعات من الشباب للإلحاد. الذي يمكن أن نطلق عليه إلحاد الأزمة.

والإلحاد – كما يشير إليه د.أحمد عكاشة[105] – من الظواهر المعقدة التي تتداخل فيها العوامل الفكرية والنفسية والاجتماعية. ويتساءل هل الإلحاد يعد اضطرابا نفسيا؟ ويذهب إلى أن الإلحاد لم يدرج ضمن قائمة الاضطرابات النفسية المرضية، غير أن علماء النفس اختلفوا بشأن هذه القضية، فرغم أن علم النفس كان يناقش الأديان لكنه لم يتعرض يوما لدراسة نفسية الملحد لسبب بسيط، وهو أن الكثيرين من علماء النفس في الغرب كانوا ملحدين. ورغم لك فهناك العديد من الدراسات والإحصائيات التي أكدت وجود خلفية نفسية تربوية للإلحاد.

ويستعرض الدكتور عكاشة أنواع الإلحاد، ويذكر منها على سبيل المثال ما يلي:

  • الإلحاد المطلق: هو إنكار الألوهية وما يتفرع عنها من رسل ورسالات.
  • الإلحاد الجزئي: الاعتراف بوجود إله خالق مع إنكار تصرفه وسيطرته على شؤون البشر.
  • اللاقدرية والعدمية: هي اليأس من عدالة الأرض والسماء والشعور باللاجدوى.
  • الإلحاد العابر: يكون في مرحلة من مراحل العمر وخاصة المراهقة والشباب.
  • الإلحاد الباحث عن اليقين.
  • الإلحاد الانتقامي: الموجه ضد رمز أو رموز أو ممارسات دينية مكروهة أو مرفوضة.
  • الإلحاد التمردي: من خلال التمرد على السلطة أيًّا كان نوعها.

وقد تعرض الكاتب محمد خير موسى إلى هذه الظاهرة في عدد من المقالات [106] وركز في مقالاته على إلحاد ما بعد ثورات الربيع العربي، والإلحاد الذي نتج عن الاستبداد السياسي، وعن تهاوي الرموز الإسلامية في محنة ما بعد الانقلاب.

ويوضح أن المجازر والاعتقال والمطاردة والتّهجير والتّدمير وفقدان كلّ شيء، فجّر في الشّباب أسئلةً كبيرةً متعلّقةً بأصل الإيمان بالله تعالى.

ويعرف الإلحاد بأنه الميل والانحراف، ومنه سمي اللحد، لأنه ناحية، ولو كان مستقيما لكان ضريحا، يقال: ألحدت ولحدت. وألحدت: تأتي بمعنى ماريت وجادلت، ولحدت تأتي بمعنى: جرت وملت. قال تعالى: "إن الذين يلحدون في آياتنا" (فصلت:40)، أي : يجورون ويعدلون. فالإلحادُ بهذا المعنى هو: الميلُ عن الحقّ إلى الباطلِ والضّلال. وعندما يطلقُ الإلحاد اليوم فإنّه يُرادُ به: "إنكارُ وجود الله تعالى أو إنكارُ صفةٍ أو أكثر من صفاته"

ويقسم الإلحاد إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول: إلحاد الأيديولوجيا

وهذا الإلحاد قوامُه "الفكرة"، ويمكننا تسميتُه إلحاد الفكرة، وهو في الحقيقة أقلّ أنواع الإلحاد انتشارًا بين الشّباب في مرحلة ما بعدَ الثّورات.

وقد كان هذا الإلحاد أكثر حضورًا في عموم القرن الماضي لا سيما في مرحلة تمدّد الشّيوعيّة والقوميّة والحرب الباردة.

وهذا الإلحاد قائم على القناعة الفكريّة ابتداءً، والموقف السّلبي من فكرة الإله والدّين التي تمّ التّأصيلُ لها على أنّها أفيون الشّعوب وسبب تخديرِها وخضوعها واستعبادها.

النّوع الثّاني: إلحادُ التّرف

وهذا الإلحاد قوامُه "البحثُ عن اللّذة" وهو منتشرُ في البيئات المترفة، ووسط الشّباب الذي غرق في ثقافة الاستهلاك، وهذا النّوع من الإلحاد قائم على القناعة بأنّ الدّين غدا يشكّل حائلًا بين المرء وتحصيل لذّاته النّفسيّة والجسديّة فينزعون لكسر القيد الذي هو الدّين من خلال إنكاره.

النّوع الثّالث: إلحادُ الأزمة

وهذا النّوع من الإلحاد قوامُه "ردّة الفعل" فهو إلحادُ ردّة فعل على أزماتٍ صاعقةٍ غير مسبوقة وخيبات أمل عميقة عصفت بالشّباب على المستوى الشّخصي والجمعي بعد الثّورات. وقد جمع بين الإلحاد الانتقامي، والإلحاد التمردي.

وهذا النّوع من الإلحاد هو الأكثر انتشارًا وظهورًا بين شباب بلاد الأزمات العاصفة التي تعرّضت وما تزال ـ للاحتراق بنيران المستبدّين ومن ساندهم من رعاة الثّورات المضادّة.

فالمجازر والاعتقال والمطاردة والتّهجير والتّدمير وفقدان كلّ شيء فجّر في الشّباب أسئلةً كبيرةً متعلّقةً بأصل الإيمان بالله تعالى[107].

إن ما تعرض له الشباب من ضغوط نفسية في فترة ما بعد الثورات كانت سببا في ظهور هذه الموجة الإلحادية، وكذلك كان  قصور الخطاب الديني سببا آخر[108] .

ويحاول الكاتب محمد خير موسى [109] تفسير موجة الإلحاد وعلاقتها بالاستبداد السياسي، فثورات الربيع العربي تمثل نقطة فارقة ومفصلية في قضية الإلحاد في تاريخ الأمة الإسلامي.

ويتناول الكاتب كيف ساهم الاستبداد السياسي في صناعة الإلحاد عبر مسارين اثنين متلازمين:

المسار الأوّل: التّرويج الممنهج للإلحاد عبر شيطنة الدّين والمتدينين وتشويه صورته في العقل الجمعي.

وأمّا المسار الثّاني: فالمواجهة العنيفة مع الدّين وقمع المتدينين وإرهابهم وإخافتهم من عواقب الالتزام والتّديّن. وهذا المسار انتهجته السّلطات المستبدّة في عموم البلاد العربيّة في مرحلة ما قبل الثّورات وما تزال، وكانت أعنف هذه السّلوكيّات هي ما شهدته سوريا وليبيا ومصر وتونس وهي أهمّ البلاد التي تفجّرت فيها ثوراتُ الشّباب العربي.

هذه المواجهة بالملاحقة والمراقبة والتضييق والاستدعاءات الأمنيّة تدفع الشّباب إلى سلوكين، إمّا المزيد من الاستمساك بالتديّن بشكلٍ أكبر وأشدّ، أو النّفور والخوف والتّوجّه إلى طريق الانخلاع من ربقة هذا التديّن بل الدّين كلّه إيثارًا للسّلامة.

مرحلة الرّبيع العربيّ

الثّورة التي تقوم روحها على التّحرّر من مفهوم السّلطة، تؤدّي في مراحل العنف الشديدة في مواجهتها وقمعها إلى التّحرّر من سلطة الدّين في النّفس مترافقةً مع التّحرر من سطوة السّلطة السّياسيّة الحاكمة للتّلازم بينهما كما بيّن الكواكبي.

وكذلكَ فإنَّ مما يؤدّي إلى بروز الإلحاد مع الرّبيع العربي عدم نضوج مفهوم الحريّة في نفوس الشّعوب التي ثارت على الطّغيان.

 فالحريّة التي تعني التحلّل من كلّ قيدٍ ومن كلّ سلطةٍ والانعتاق من ربقة أيّ تكليف أيًّا كان التّكليفُ وأيًّا كان المُكلِّف، كلّ هذا ساهم في إظهار الإلحاد بوصفه مظهرًا من مظاهر الحريّة التي تعني في وجدان الكثيرين كسرَ القيود كلّها، والانعتاق من السلطة بكلّ أنواعها وصورها وأشكالها، سياسيّةً واجتماعيّةً ودينيَّة.

مرحلة ما بعد الثّورات المضادّة

بعدَ أن وئدَ الرّبيع العربيّ بالانقلابات العسكريّة وتدخّل الجيوش الأجنبيّة والتفاف الدولة العميقة وتحالف كارهي الشّعوب مع المستبدّين، سادت حالة من اليأس والإحباط عند شريحةٍ جديدة من الشّباب العربي.

كان الانقلاب (3 يوليو/تموز 2013) ومذبحة رابعة (14 أغسطس/آب 2013) في مصر وما تلاها من ملاحقات وتصفيات واعتقالات، إعادة النّظام سيطرته على حلب في سوريا وما تبعها من مجازر في الغوطة الجنوب وإعادة سيطرة النّظام على بقيّة مناطق الثّورة، مراحل فاصلة في حياة شباب البلدين.

فبعد هذه الصّدمات العنيفة وجد الشّباب أنفسهم في مواجهة مع كلّ المبادئ التي حملوها وتغنّوا بها، مع كل الأفكار التي آمنوا بها ورأوها على أرض الواقع قد غدت هشيمًا تذروه رياح الخيبة بل الخيبات التي تراكمت على قلوبهم ظلماتٍ بعضها فوق بعض.

وجدوا أنفسهم في مواجهةٍ مع سؤال الجدوى ولا مجيب، الجدوى من كلّ هذا الذي فعلوه، والجدوى من كل هذه الدماء وهذا الموت الذي طالما ركضوا إليه مبتسمين لأجل حريّة يلوح برقها ومن أجل كرامةٍ غدت سرابًا بقيعةٍ.

وتفجّرت في أنفسهم أسئلةٌ عن موقف الإله من المستبد، لماذا ينصر الله تعالى السيسي وبشّار؟! هل يحبّ الله تعالى بشّار والسيسي والطّغاة أكثر من الأطفال الذين ماتوا بالكيماوي؟! وعن قدرة الله تعالى على الجبابرة الذين يغتصبون النساء البريئات في السجون انتقامًا منهن ومن أهلهنّ فقط.

ومن الأسباب الدافعة إلى إلحاد بعض الشباب، الاستبداد المتذرِّع بالدّين، ممارسة السّلطة باسم الدّين، أو وجود طبقةٍ كهنوتيّة قادرةٍ على إنفاذ أمرها باسم الدّين أو إخضاع الآخرين لسلطتها تحت عنوان تمثيل الله تعالى في الأرض[110]. فالاستبداد السّياسي مُتَوَلِّد من الاستبداد الدِّيني، كما يقول الكواكبي. فشهدت مرحلة ما قبل الثورات وما بعدها طبقات كهنوتيّة مارست استبدادًا باسم الدّين ساهم في صناعة الإلحاد وبروزه.

ومن نماذج الاستبداد المتذرِّع بالدّين التي ساهمت ببروز ظاهرة إلحاد الشّباب، وإن كان بعضها سابقًا في وجوده على انطلاق قطار الثّورات غير أنّ تأثيره تعاظم بعدها لأسباب مختلفة: هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالسعودية.

إنَّ هذا النّظام القائم على الاستبداد المتذرِّع بالدّين وما قام به عقب الثّورات لا سيما في سوريا واليمن من إطلاق العنان للميليشيات لتقتل وترتكب الفظائع والمجازر باسم الدّين، وتمارس التغيير الديمغرافيّ الإحلاليّ باسم الانتصار لآل البيت.

هذه الميليشيات التي تمارسُ أبشع أنواع الاستبداد بأوامر من الوليّ الفقيه في إيران ساهمت بشكلٍ كبيرٍ أيضًا في العديد من ردود الأفعال، تجلّى جزء منها في ردّة فعلٍ تجاه الفكرة الإسلاميّة كلّها وتجاه الدّين كلّه، الدّين الذي يرفع هؤلاء رايته ويقتلون الآخرين باسمه ثأرًا لخلافات يزيد عمرها على 1400 عام، ويذبحون النّاس فقط لأنّهم أرادوا أن يتنفّسوا شيئًا من الحريّة التي يستحقّها الإنسان أيّ إنسان.

فردّاتُ الفعل تجاه نظام الوليّ الفقيه كانت عنيفةً بلغت حدّ ردّة الفعل تجاه الفكرة الدّينيّة في أوساط الشّباب الشّيعة والسّنّة على حدٍّ سواء، ومن الأسباب التي أدت إلى ظاهرة الإلحاد بين الشباب، فيما بعد ثورات الربيع العربي، التّجربة الإسلاميّة في الحكم، وما تلاها [111].

يعزي الكاتب ظاهرة الإلحاد بين الشباب إلى ماحدث في أعقاب إفشال التجربة الإسلامية في الحكم، بعد الثّورة المضادّة ممّا ساهم في بروز وإذكاء ظاهرة الإلحاد. فبعد نشوة الانتصار بالثورة ودحر الظلم، وتسلم السلطة في بعض البلدان، ومنها مصر، وإحساس الشباب أنه قد وصل إلى مرحلة تمكين الإسلام – وهذا ما تجلى في خطاب ما بعد الثورة – انقلب الأمر رأسا على عقب، وتغير الموقف لصالح الثورة المضادة، وسيق الآلاف من المظلومين وأنصار الحرية إلى السجون والمعتقلات.

إنّ غياب الواقعيّة في خطاب ما بعد الوصول إلى الحكم، والمبالغة في التوصيفات، وتوهّم الانتقال من المرحلة المكيّة إلى المرحلة المدنيّة، ورسم الأحلام الورديّة للشّباب الحالم بدولةٍ عُمَريّةٍ عقب الدّولة الفرعونيّة؛ كلّ ذلك ساهم في حدّة الصّدمة وعنف ردّة الفعل وهم يرون الرّئيس محمّد مرسي يقاد على المعتقل والسّيسي يقلب الطّاولة على أوّل انتخاباتٍ حقيقيّة في تاريخ مصر، وكذلك وهم يرون الفصائل الإسلاميّة تسلّم أسلحتها للنّظام وتغادر في الباصات الخضراء تاركةً كلّ بقاع التّمكين السّابقة لبشّار الأسد وجنوده.

كل ذلك دفع الشباب إلى الارتداد العنيف، بطرح التساؤلات الكبرى، لماذا لم يهلك الله الظالم، وينتصر لدينه، وينصر أصحاب الحق، فكان الهروب والانفلات من كل التزام ديني، عند بعض الشباب المقهور هو الطريق إلى الإلحاد. وبخاصة فئة الشباب الذين لم يجدوا معينا لهم على تجاوز هذه المرحلة، بعدما اعتقل رب الأسرة، أو ترك البلاد مكرها بسبب الظلم الذي تعرض له. فلم يجد هؤلاء الشباب من يأخذ بأيديهم.


خاتمة

رغم حالة الزخم التي تعيشها السودان والجزائر من حراك شعبي، يؤمل فيها بحالة إحياء للربيع العربي، إلا أن هناك ثمة مخاوف من السيناريوهات المفتوحة، في ظل شواهد من جهود للدولة العميقة بالبلدين وكذلك حرص محور الثورات المضادة (السعودية والإمارات) على التدخل لإفراغ الحراك من مضمونه، ووجود حكومات لا تعدو أن تكون أكثر من امتداد لنظامي البشير وبوتفليقة.

علاقة أمريكا والغرب بالحراك بات واضحا في السودان، حيث مطالبة العسكر بتسليم السلطة للمدنيين، وفي حالة الجزائر ثمة حضور قوي للدور الفرنسي المرفوض من قبل الحراك في الشارع الجزائري. ورغم أن الحالة الجزائرية لديها قيدا بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية خلال 90 يومًا من تاريخ استقالة بوتفليقة، فإن ثمة مخاوف أن تكون لدى العسكر خطة بديلة لمتطلبات الحراك، ويعزز هذا التوجه حالة التهديد التي يتضمنها خطاب المؤسسة العسكرية هناك من مغبة تكرار العشرية السوداء، ومحاولات تشويه الحراك الشعبي.

أما السودان فيخشى من تكرار السيناريو المصري، وبخاصة في هذه المرحلة من محاولة العسكر بتغذية الصراع بين المدنيين والإسلاميين، لإضعاف أطراف الحراك، ويكون العكسر هم الحل أمام الشعب لتحقيق الاستقرار.

ومن التهديدات المستمرة التي تعيشها المنطقة العربية على الصعيد الاقتصادي، حالة عدم الاستقرار، بسبب تداعيات النزاعات السياسية والعسكرية على الصعيد القطري والإقليمية، وكذلك حالة التبعية الاقتصادية للخارج، حيث لا تزال المنطقة عاجزة عن الوفاء بمتطلبات معيشة شعوبها الأساسية، وهو ما يفتح الباب أما المشاريع الإقليمية والدولية الأخرى للتواجد في المنطقة.

وقد يكون من نافلة القول أن غياب المشروع العربي أحد أقوى أسباب تمدد المشروعات الخارجية الأخرى، وبخاصة في ظل حالة عدم الرشد في توظيف موارد دول المنطقة المختلفة، سواء البشرية منها أو المالية أو الطبيعية.

وتظل ثمرات الواقع السياسي والاقتصادي السلبي تلقي بظلالها على الحالة الفكرية لدى أبناء المنطقة بمختلف أعمارهم وتنوعهم العرقي والجنسي، وإن كان التداعيات في مجملها تميل إلى كافة السلبية، مثل ضعف الانتماء وظهور بوادر مشكلات الإلحاد وغيرها، فضلًا عن التداعيات الاجتماعية السلبية الناتجة عن الواقع السياسي والاقتصادي من بطالة وفقر، ومخاوف من انتشار الاقتصاد الأسود.


المصادر:

  1. Editor, World digest: April 6, 2019, 6-4-2019, Washington post, https://www.washingtonpost.com/national/world-digest-april-6-2019/2019/04/06/26863a3c-5871-11e9-814f-e2f46684196e_story.html?utm_term=.b917cbbc1e54
  2. Editor, Sudanese protesters clash with security forces outside Bashir's compound, Reuters, 6-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-sudan-protests/sudanese-protesters-clash-with-security-forces-outside-bashirs-compound-idUSKCN1RI09P
  3. Editor, Sudanese protesters clash with security forces outside Bashir’s compound, MEMO, 7-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190407-sudanese-protesters-clash-with-security-forces-outside-bashirs-compound/
  4. Editor, Opposition announces general strike in Sudan, MEMO, 8-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190408-opposition-announces-general-strike-in-sudan/
  5. Khalid Abdelaziz, Seven people killed over two days during protests in Sudan - interior minister, Reuters, 8-4-2019, https://af.reuters.com/article/worldNews/idAFKCN1RK1LF
  6. البث الحي لقناة الجزيرة.
  7. Khalil Charles, Splits within Sudan’s defense forces embolden the protest movement, MEMO, 9-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190409-splits-within-sudans-defence-forces-embolden-the-protest-movement/
  8. Yasir Abdullah, Sudanese prime minister, ruling party chairman arrested, military official says, CNN, 11-4-2019, https://edition.cnn.com/africa/live-news/sudan-latest-updates/h_a68e456d81453a353f1a44d7cf6312be?utm_term=link&utm_medium=social&utm_content=2019-04-11T11%3A59%3A22&utm_source=twCNNi
  9. Editor, Sudan army detains President Bashir, declares state of emergency, MEMO, 11-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190411-sudan-army-detains-president-bashir-declares-state-of-emergency/
  10. Khalid Abdelaziz, Sudan's military council promises civilian government after Bashir toppled, Reuters, 12-4-2019, https://af.reuters.com/article/topNews/idAFKCN1RO19U-OZATP?feedType=RSS&feedName=topNews
  11. المحرر، بن عوف يتنحى والبرهان يؤدي القسم رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي بالسودان، شبكة الجزيرة، 12-4-2019، https://cutt.ly/lrQefJ
  12. Us Embassy Khartoum official page @facebook, https://www.facebook.com/khartoum.usembassy/posts/2446758442035387
  13. Editor, Statement by the Spokesperson on the protests in Sudan, EU, 7-4-2019, https://eeas.europa.eu/headquarters/headquarters-homepage_en/60709/Statement%20by%20the%20Spokesperson%20on%20the%20protests%20in%20Sudan
  14. Serife Cetin, Sudan: EU urges quick move to civilian transition govt, Anadolu, 12-4-2019, https://www.aa.com.tr/en/africa/sudan-eu-urges-quick-move-to-civilian-transition-govt/1449933
  15. Khalid Abdelaziz, Sudan's military council promises civilian government after Bashir toppled, Reuters, 12-4-2019, https://af.reuters.com/article/topNews/idAFKCN1RO19U-OZATP?feedType=RSS&feedName=topNews
  16. Editor, Egypt backs Sudan people’s choices in ‘shaping their future, MEMO, 12-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190412-egypt-backs-sudan-peoples-choices-in-shaping-their-future/
  17. المحرر، ثلاثة مليارات دولار.. دعم سعودي إماراتي للسودان، شبكة الجزيرة، 21-4-2019، https://cutt.ly/irQeyt
  18. مصطفى سري، تفاوت في مواقف الحركات المسلحة بشأن الحوار مع «العسكري» السوداني، جريدة الشرق الأوسط، 18-4-2019، https://cutt.ly/jrQy38
  19. الموقع الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين على تويتر، بتاريخ 17-4-2019، https://twitter.com/AssociationSd/status/1118642195404292097
  20. المحرر، استمرار الاعتصام ووقف التفاوض.. قوى التغيير تصعّد ضد المجلس العسكري بالسودان، شبكة الجزيرة، 21-4-2019، https://cutt.ly/grQpH2
  21. المحرر، المجلس العسكري يدعو للتوافق وقوى التغيير تطالب بتسليم السلطة للمدنيين، شبكة الجزيرة، 22-4-2019، https://cutt.ly/nrEAvB
  22. المحرر، استقالة ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري السوداني، شبكة الجزيرة، 24-4-2019، https://cutt.ly/lrXV82
  23. Editor, African Union extends deadline of Sudan’s Military Council to 3 months, MEMO, 24-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190424-african-union-extends-deadline-of-sudans-military-council-to-3-months/
  24. Editor, US calls for fast formation of civil government in Sudan, MEMO, 25-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190425-us-calls-for-fast-formation-of-civil-government-in-sudan/
  25. Editor, Sudan's ruling military council will retain 'sovereign authority': spokesman, Reuters, 25-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-sudan-politics-military/sudans-ruling-military-council-will-retain-sovereign-authority-spokesman-idUSKCN1S11ZP
  26. Editor, Sudan opposition warns of countercoup if no deal is made, MEMO, 26-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190426-sudan-opposition-warns-of-countercoup-if-no-deal-is-made/
  27. Lamine Chikhi, Hamid Ould Ahmed, Algerian leader Bouteflika ends 20-year rule after mass protests, Reuters, 2-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-algeria-protests/algerian-leader-bouteflika-ends-20-year-rule-after-mass-protests-idUSKCN1RE1CH
  28. Editor, Makri comments on Bouteflika’s resignation and warns against ‘reoccurrence of corruption’, MEMO, 4-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190404-makri-comments-on-bouteflikas-resignation-and-warns-against-reoccurrence-of-corruption/
  29. Editor, Algeria’s Bouteflika resigns, MEMO, 2-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190402-breaking-algerias-bouteflika-resigns/
  30. Editor, Algeria protests continue despite Bouteflika resignation, MEMO, 6-4-2019,  https://www.middleeastmonitor.com/20190406-algeria-protests-continue-despite-bouteflika-resignation/
  31. حسان جبريل، الجزائر.. إقالة رئيس المخابرات بشير طرطاق، 5-4-2019، الأناضول، http://bit.do/eQfNM
  32. Editor, Algeria’s Constitutional Council Chairman Tayeb Belaiz resigns, MEMO, 17-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190417-algerias-constitutional-council-chairman-tayeb-belaiz-resigns/
  33. Editor, Algeria: Interim president to hold elections in 90 days, MEMO, 10-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190410-algeria-interim-president-to-hold-elections-in-90-days/
  34. المحرر، تعيين عبد القادر بن صالح رئيساً موقتاً للجزائر، جريدة الحياة اللندنية، 9-4-2019، http://bit.do/eQgLN
  35. Editor, Algeria opposition announces plan to boycott elections, Anadolu, 16-4-2019, https://www.aa.com.tr/en/africa/algeria-opposition-announces-plan-to-boycott-elections/1454232
  36. Editor, Dozens of mayors in Algeria rejected holding presidential elections, MEMO, 16-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190416-dozens-of-mayors-in-algeria-rejected-holding-presidential-elections/
  37. Editor, Algerians protest demanding the departure of Bouteflika allies, MEMO, 19-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190419-algerians-protest-demanding-bouteflika-allies-departure/
  38. Lamine Chikhi, Hamid Ould Ahmed, Five Algerian billionaires arrested as part of anti-graft investigation: State TV, Reuters, 22-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-algeria-corruption-politics/five-algerian-billionaires-arrested-as-part-of-antigraft-investigation-state-tv-idUSKCN1RY0PJ
  39. الجزيرة للدراسات يبحث رهانات الحراك الجزائري على السلمية لبناء دولة ديمقراطية، http://studies.aljazeera.net/ar/events/2019/04/190417050912086.html#
  40. Dr Amira Abo el-Fetouh, Algeria could be the light at the end of the counter-revolutionary tunnel, MEMO, 8-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190408-algeria-could-be-the-light-at-the-end-of-the-counter-revolutionary-tunnel/
  41. كريم عادل، "السيسي" أولا وأخيرا.. هذه أبرز ملامح التعديلات النهائية للدستور بمصر، شبكة الجزيرة، 16-4-2019، https://cutt.ly/lrEDZQ
  42. Khalil al-Anani, Egypt is heading for one-man rule, unless this constitutional calamity is stopped, MEE, 4-3-2019, https://www.middleeasteye.net/opinion/egypt-heading-one-man-rule-unless-constitutional-calamity-stopped
  43. The Associated Press, El-Sisi Could Stay in Power Until 2030 Under Egypt Plan, the new York times, 16-4-2019, https://www.nytimes.com/2019/04/16/world/middleeast/el-sisi-egypt-constitution.html
  44. Vivian Yee, In Egypt Referendum, Only the Turnout Seems in Doubt, the new York times, 20-4-2019, https://www.nytimes.com/2019/04/20/world/middleeast/egypt-referendum-sisi.html
  45. Editor, Egypt holds referendum that could keep Sisi in power until 2030, MEMO, 20-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190420-egypt-holds-referendum-that-could-keep-sisi-in-power-until-2030/
  46. Editor, Opponents of Egypt's constitutional reforms call for 'no' vote, Reuters, 22-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-egypt-election/opponents-of-egypts-constitutional-reforms-call-for-no-vote-idUSKCN1RY145
  47. Editor, Egypt voters coerced, bribed with food at referendum polling stations, 23-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190423-egypt-voters-coerced-bribed-with-food-at-referendum-polling-stations/
  48. Magdy Samaan, Food for votes to help Sisi rule Egypt until 2030, 22-4-2019, https://www.thetimes.co.uk/article/food-for-votes-to-help-sisi-rule-egypt-until-2030-5f6scf6t7
  49. المحرر، 23 مليونا وافقوا على التعديلات.. هيئة الانتخابات المصرية تعلن نتائج الاستفتاء، شبكة الجزيرة، 24-4-2019، https://cutt.ly/WrOhfT
  50. Kilani, Abdulaziz, Trump’s description of Sisi insults all Americans who care about human rights, MEMO, 11-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190411-trumps-description-of-sisi-insults-all-americans-who-care-about-human-rights/.
  51. Lander, Mark, Egypt’s President, Hoping to Be Allowed to Stay in Office Until 2034, Basks in Trump’s Embrace, The new York times, 9-4-2019, https://www.nytimes.com/2019/04/09/us/politics/trump-abdel-fattah-el-sisi.html.
  52. Lander, Mark, Egypt’s President, Hoping to Be Allowed to Stay in Office Until 2034, Basks in Trump’s Embrace, The new York times, 9-4-2019, https://www.nytimes.com/2019/04/09/us/politics/trump-abdel-fattah-el-sisi.html.
  53. Jeff Mason and David Alexander, Trump, Egypt's Sisi to discuss security during White House visit, REUTERS, 9-4-2019, https://af.reuters.com/article/worldNews/idAFKCN1RK2IJ 
  54. المحرر، مع السيسي في واشنطن.. 4 ملفات تتصدرها “صفقة القرن"، شبكة الأناضول، 9-4-2019، https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-4-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-/1446247 
  55. Editor, US: Don’t Green Light Egypt’s Repression, HRW, 9-4-2019, https://www.hrw.org/news/2019/04/09/us-dont-green-light-egypts-repression
  56. Lander, Mark, Egypt’s President, Hoping to Be Allowed to Stay in Office Until 2034, Basks in Trump’s Embrace, The new York times, 9-4-2019, https://www.nytimes.com/2019/04/09/us/politics/trump-abdel-fattah-el-sisi.html.
  57. اتجاه فكري يركز على المنفعة المجردة كقيمة عليا، ويرفض السلوك بناءً على الجانب الأخلاقي.
  58. Gramer, Robbie, Lawmakers Warn Egyptian Leader Over Human Rights Abuses, Foreign Policy, 9-4-2019, https://foreignpolicy.com/2019/04/09/lawmakers-warn-egyptian-leader-over-human-rights-abuses-abdel-fattah-el-sisi-middle-east-security-assistance-military-aid-trump-house-foreign-affairs/
  59. Jeff Mason, Roberta Rampton, Trump praises Egypt's Sisi despite concerns about human rights, Russian arms, REUTERS, 9-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-usa-egypt/trump-praises-egypts-sisi-despite-concerns-about-human-rights-russian-arms-idUSKCN1RL27S
  60. Editor, Egypt’s Sisi comes under fire from US Senators ahead of meeting with Trump, MEMO, 9-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190409-egypts-sisi-comes-under-fire-from-us-senators-ahead-of-meeting-with-trump/
  61. المحرر، مع السيسي في واشنطن.. 4 ملفات تتصدرها "صفقة القرن"، 9/4/2019، http://bit.do/eQnto
  62. "صفقة القرن" تدخل مراحلها الأخيرة، شبكة الجزيرة، https://goo.gl/yb5wej، 13/6/2018.
  63. ()  حل الدولتين: هو حل اقتُرح لتسوية الصراع على أساس قيام دولتين إحداهما إسرائيل على أراضي عام 1948، والأخرى فلسطين وتقوم على أراضي حدود 1967، المصدر: حل الدولتين .. حدود ما قبل هزيمة 67، شبكة الجزيرة، 7/12/2017، https://goo.gl/DWtsrP.
  64. () نيويورك تايمز: إسرائيل تقبر حل الدولتين، شبكة الجزيرة، https://goo.gl/rneGXk، 7/1/2018.
  65. ()  MEE correspondent,  Palestinians have seen Trump 'deal of the century', MEE, http://www.middleeasteye.net/news/trumps-deal-century-leaves-palestinians-feeling-angry-and-abandoned-824850253, 16/3/2018.
  66. ()  Jonathan Cook, What's in Trump's 'deal of the century'? The answers are in plain sight, MEE, https://goo.gl/bG2Sgy,  15/6/2018.
  67. ()  هاني المصري، قراءة من منظور فلسطيني في السياسة الأميركية وصفقة القرن، مركز الجزيرة للدراسات، http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2018/06/180604081824831.html، 4/7/2018.
  68. Editor, Trump to reveal deal of the century on 71st anniversary of Palestine Nakba, MEMO, 4-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190404-trump-to-reveal-deal-of-the-century-on-71st-anniversary-of-palestine-nakba/
  69. Editor, US Middle East peace plan to be released after Ramadan, MEMO, 23-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190423-us-middle-east-peace-plan-to-be-released-after-ramadan/#at_pco=smlwn-1.0&at_si=5cbfac490c57047b&at_ab=per-2&at_pos=0&at_tot=1
  70. Editor, US ambassador reveals details of ‘deal of the century, MEMO, 28-3-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190328-us-ambassador-reveals-details-of-deal-of-the-century/
  71. Editorial, US to announce ‘deal of the century’ after Israel coalition formed, 11/4/2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190411-us-to-announce-deal-of-the-century-after-israel-coalition-formed/
  72. Editor, Israel begins construction of 840 new illegal settlement units in West Bank, MEMO, 20-3-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190320-israel-begins-construction-of-840-new-illegal-settlement-units-in-west-bank/
  73. المحرر، إطلاق تجمع وطني فلسطيني يقود حراكات مواجهة صفقة القرن، وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء، 22-4-2019، https://cutt.ly/krOUIl
  74. المحرر، نصرالله: احتمالات الحرب مع إسرائيل مرتفعة هذا الصيف قد لا أبقى بينكم وقد «يُقتل» معي أكثر قادة الصف الأول، جريدة الرأي، 21-4-2019، https://cutt.ly/crOU0R
  75. Stephen Kalin, Jonathan Landay, Exclusive: Egypt withdraws from U.S.-led anti-Iran security initiative – sources, Reuters, https://www.reuters.com/article/us-usa-mesa-egypt-exclusive/exclusive-egypt-withdraws-from-u-s-led-anti-iran-security-initiative-sources-idUSKCN1RM2WU
  76. Editor, Al-Sarraj: Libya’s crisis cannot be solved by power sharing, exclusion, or militarization, MEMO, 1-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190401-al-sarraj-libyas-crisis-cannot-be-solved-by-power-sharing-exclusion-or-militarisation/
  77. Ali Semerci, Libya declares mobilization to face Haftar's forces, Anadolu, 4-4-2019, https://www.aa.com.tr/en/energy/general/libya-declares-mobilization-to-face-haftars-forces/25026
  78. Editor, UN Security Council, G7 Demand Haftar Forces Halt Military Advance In Libya, RFE/RL, 5-4-2019, https://www.rferl.org/a/un-calls-on-haftar-to-halt-military-offensive-toward-libya-capital-tripoli/29864199.html
  79. Editor, Russia disowns Libya’s General Haftar, MEMO, 6-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190406-russia-disowns-libyas-general-haftar/
  80. Michelle Nichols, U.S., Russia say cannot support a U.N. call for Libya truce: diplomats, Reuters, 19-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-libya-security-un/us-russia-say-cannot-support-a-un-call-for-libya-truce-diplomats-idUSKCN1RU2ML
  81. Editor, Libya’s Sarraj protests France’s support for rival Haftar, MEMO, 8-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190408-libyas-sarraj-protests-frances-support-for-rival-haftar/
  82. Walid Abdullah, Libyan Interior Ministry stops dealing with France, Anadolu, 18-4-2019, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/libyan-interior-ministry-stops-dealing-with-france/1457202
  83. Editor, EU official calls for de-escalation in Libya, MEMO, 8-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190408-eu-official-calls-for-de-escalation-in-libya/
  84. Steve Holland, White House says Trump spoke to Libyan commander Haftar on Monday, Reuters, 19-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-libya-security-trump/white-house-says-trump-spoke-to-libyan-commander-haftar-on-monday-idUSKCN1RV0WW
  85. Editor, Haftar attacking Tripoli with Egyptian, UAE and Saudi arms, Libya General claims, MEMO, 6-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190406-haftar-attacking-tripoli-with-egyptian-uae-and-saudi-arms-libya-general-claims/
  86. Jared Malsin, Summer Said, Saudi Arabia Promised Support to Libyan Warlord in Push to Seize Tripoli, WSJ, 12-4-2019, https://www.wsj.com/articles/saudi-arabia-promised-support-to-libyan-warlord-in-push-to-seize-tripoli-11555077600
  87. المحرر، ليبيا.. العثور على ذخيرة مصرية بمقر قوات حفتر جنوب طرابلس، شبكة الجزيرة، 21-4-2019، https://cutt.ly/PrOY5Y
  88. Editor, Egypt says Libyan crisis cannot be resolved through military means, 6-4-2019, https://www.reuters.com/article/us-libya-security-egypt/egypt-says-libyan-crisis-cannot-be-resolved-through-military-means-idUSKCN1RI0AD
  89. Yosra Ouanes, Foreign states fuel Libyan conflict: Arab League envoy, Anadolu, 15-4-2019, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/foreign-states-fuel-libyan-conflict-arab-league-envoy/1452639
  90. طرابلس تطلق عملية "بركان الغضب" لمواجهة قوات حفتر، شبكة الجزيرة، 7-4-2019، https://cutt.ly/6rOblo
  91. Abdel Razek Abdallah, Hamdi Yıldız, Libya’s Tripoli-based government seeks Algerian support, Anadolu, 19-4-2019, https://www.aa.com.tr/en/energy/general/libya-s-tripoli-based-government-seeks-algerian-support/25202 
  92. Editor, As Libya’s crisis escalates, men are on trial in Sudan for supplying recruits to Haftar, , MEMO, 6-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190409-as-libyas-crisis-escalates-men-are-on-trial-in-sudan-for-supplying-recruits-to-haftar/   
  93. Editor, 18,000 displaced people due to Haftar forces’ attack on Tripoli, MEMO, 17-4-2019, https://www.middleeastmonitor.com/20190417-18000-displaced-people-due-to-haftar-forces-attack-on-tripoli/
  94. UN News, 24-4-2019,  https://news.un.org/en/story/2019/04/1037121
  95. أطلقت الصين مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013 لتشجيع التجارة والاستثمار في البنية التحتية بين حوالي 70 دولة على طول طريق الحرير القديمة من آسيا إلى أوروبا وإفريقيا.
  96. التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2018، ص 154 – 156.
  97. المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية 2018، البيانات القطرية، ص 48 -95.
  98. الطلب على سندات "أرامكو" السعودية يتحاوز 100 مليار دولار، 10 أبريل 2019،
  99. https://arabic.cnn.com/business/article/2019/04/10/bapr19-saudi-economic-aramco-bonds-
  100. capital-markets-sabicرويترز، تأجيل الطرح العام لأرامكو يوجه ضربة لركيزة إصلاحات ولي العهد السعودي، 24 /8/2018. https://ara.reuters.com/article/businessNews/idARAKCN1L91VM
  101. وزارة المالية السعودية، ملخص المديونية العامة،  https://www.mof.gov.sa/DebtManagementOffice/ReportsandStatistics/Pages/default.aspx
  102. واشنطن تعلن عدم تمديد إعفاء بعض الدول من العقوبات على شراء النفط الإيراني، 22/4/2019 http://www.bbc.com/arabic/world-48015523
  103. رويترز، تركيا تنتقد قرار أمريكا إنهاء الإعفاءات من عقوبات نفط إيران، 22/4/2019، https://ara.reuters.com/article/businessNews/idARAKCN1RY176
  104. الطيب مصطفى ، بين الشيخ عبد الحي يوسف والشانئين " ، جريدة الانتباهة ،23 أبريل 201
  105. د . طه عابدين طه . "صراع الدين والدولة وأثره على مستقبل السودان". الرابط .
  106. الإلحاد مشكلة نفسية : علم نفس الإلحاد، د. عمرو شريف ، راجعه وقدم له د. أحمد عكاشة ، الطبعة الأولى،نيوبوك للنشر والتوزيع، القاهرة ، 2016، ص 10.
  107. محمد خير موسى، مدخلٌ إلى فَهم أنواعِ إلحادِ مَا بعدَ الثَّورات، الجزيرة مباشر 9/4/2019 .
  108. المرجع السابق
  109. د. أحمد عكاشة . مرجع سابق .
  110. محمد خير موسى، الإلحاد والاستبداد السياسي، الجزيرة مباشر، 19/4/2019  .
  111. محمد خير موسى، الإلحاد والاستبداد المتذرِّع بالدّين، الجزيرة مباشر، 16/4/2019.
  112. محمد خير موسى، الإلحاد وفشل التجربة الإسلامية في الحكم ، الجزيرة مباشر، 24/4/2019