مشاهد استثنائية للقسام.. مقاوم يزرع النار في قلب الاحتلال بـ"خان يونس"

انفجرت الدبابة وسط تكبيرات المقاتلين في خانيونس وترديدهم كلمة “ولعت”
"ولعت".. كلمة من أربعة حروف باتت رمزا للمقاومة الفلسطينية ولها صدى ووقع على مسامع الشعب الفلسطيني وشعوب العالم كافة المناصرة لغزة.
وانتشرت هذه الكلمة بقوة خلال عملية طوفان الأقصى؛ حيث يطلقها مقاتلو المقاومة بعد ضرب أو تفجير الدبابات والجرافات الإسرائيلية ومدرعات الجنود.
واستخدمها أخيرا مقاتلو كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بعدما نجح أحدهم في وضع عبوة متفجرة لاصقة على دبابة إسرائيلية وانسحب بشكل سريع.
وانفجرت الدبابة، وسط تكبيرات المقاتلين وترديدهم كلمة “ولعت”، بحسب ما وثقت مشاهد مصورة نشرتها القسام مساء 5 يوليو/تموز 2025، لاستهداف جنود وآليات الاحتلال وسط خان يونس جنوب غزة، ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود".
وكذلك أغارت القسام على تجمع لجنود وآليات الاحتلال في 4 يوليو، واستهدف مقاتلوها دبابتي ميركافا بعبوتي شواظ بأسلوب الاشتباك المباشر ما أدى إلى تفجيرهما وسقوط أفرادهما بين قتيل وجريح، وهتف المقاتلون بعبارة "الله اكبر.... ولَّعت... الله اكبر... فحَّمت".
كما جرى تدمير ناقلة جند باستخدام قذيفة “الياسين 105″، في حين استُهدفت قوة إنقاذ إسرائيلية جاءت إلى المكان لاحقا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وأكَّدت كتائب القسام أن الطيران المروحي الإسرائيلي أجرى عمليات إجلاء استمرت ساعات وسط اشتباكات عنيفة، وأن مقاتليها تمكنوا من اغتنام أسلحة وذخائر خلَّفها جنود الاحتلال أثناء فرارهم.
وتأتي هذه العمليات في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على غزة، بدعم أميركي، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وفي الأثناء، رفعت قوات الاحتلال وتيرة القصف الوحشي على مناطق واسعة في قطاع غزة، مستهدفة مراكز وتجمعات النازحين، على وقع أوضاع إنسانية وصحية كارثية وغير مسبوقة، أبرزها انتشار المجاعة وتفاقم أعداد الجرحى والمرض ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبدوره، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من استمرار هجمات الاحتلال التي تستهدف بشكل مباشر الخيام والمدارس التي تأوي النازحين في قطاع غزة إلى جانب المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وأوضح المكتب أن أكثر من 714 ألف شخص، أي ثلث سكان غزة نزحوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في ظل تصاعد العدوان وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وبالتوازي مع التطورات الميدانية، عاد الحراك بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلى الواجهة ضمن خطة سابقة تتضمن تهدئة لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 28 أسيرا إسرائيليا وبدء مفاوضات بشأن إنهاء الحرب بالكامل.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 5 يوليو، رفض تعديلات أجرتها حركة حماس على المقترح القطري، مبينا أنه "على الرغم من ذلك سيغادر فريق التفاوض، الأحد (6 يوليو) إلى قطر لإجراء محادثات".
وذكر البيان أن "نتنياهو أوعز بقبول الدعوة لإجراء محادثات لإعادة رهائننا على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل، وسيرسل فريق التفاوض، لإجراء محادثات في قطر".
وتسود ترجيحات وتسريبات أن تعديلات حماس تشمل وضع نص صريح يدعو لعدم عودة العدوان بالمطلق واستمرار المفاوضات إذا انتهت مهلة الـ 60 يوما دون التوصل لحل.
واحتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي باستهداف القسام آليات الاحتلال في خان يونس وتداولوا صورا ومقاطع فيديو للمشاهد التي نشرتها المقاومة توثيقا للحدث والتي يظهر فيها اشتعال النيران، مدونين عليها عبارة “ولعت”.
وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ولعت، #فحمت، #خانيونس، #كتائب_القسام، #غزة_تحت_القصف، وغيرها، برز حديثهم عن أسطورة المقاومة وثباتها وعظمتها ومواجهتها قوة عسكرية عاتية وقدرتها على إلحاق الخسائر بها.
وبشر ناشطون بأن نتنياهو سيَنْصاع لشروط المقاومة وسيُقهر في حلَبة التفاوض خاصة في ظل الصفعات التي توجه لجنوده في الميدان، مقدمين قراءات وتحليلات لموقفه الرافض لتعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار، ومستنكرين تصعيده على غزة واستهدافه خيام النازحين.
حفاوة وإشادة
وحفاوة بعملية القسام في خان يونس وثناء على القسام، أكد الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، أن المشهد الأخير أظهر شجاعة نادرة وملحمة عظيمة وقهر رجال.
وأشار إلى أن الشجاعة النادرة والمتكررة في الذهاب نحو الآلية والقفز من فوقها ومن تحتها وعن يمينها وشمالها، غير آبهٍ بحديدها ولا جنزيرها ولا هيكلها الضخم ولا صوتها الرخيم ولا قنابلها الفتاكة.
وأوضح أبو رزق، أن الملحمة العظيمة، تجسدت في شباب منتهى الإخلاص والتركيز والتجرد، ويصرون على مواصلة سعيهم وبأسهم وإثخانهم في عدوهم حتى الرمق الأخير، أو الثانية الأخيرة، غير آبهين بقلة المحتفين ولا كثرة المخذِّلين.
ورأى أن قهر رجال، واضح وصريح في صراخهم وفرحتهم بالنيل من عدوّهم وتكبيده هذا الكم من الخسائر رغم أنهم يقاتلون بأظافرهم.
وأردف: “نعم، بأظافرهم، فلا عدة ولا عتاد ولا تجديد ذخائر، ولا صواريخ جراد ولا كورنيت ولا كاتيوشا، ولا تاو ولا جافلين، ولا طعام ولا شراب ولا حتى معابر، يقاتلون بلحمهم الحي وبحسبنا الله ونعم الوكيل”.
وأثنى الإعلامي جابر الحرمي على المقاومة الفلسطينية، قائلا: “22 شهرا وكتائب القسام تقاتل كما الشهر الأول من طوفان الأقصى، وتنفذ كمائن واستهداف وعمليات بطولية لا نظير لها، وتواجه إجرام حلفاء الصهاينة وليس فقط إجرام الكيان الصهيوني”.
وأضاف أن 22 شهرا والقسام تواجه تواطؤ الغرب ومنظماته، وتواجه خذلان العرب والمسلمين، وغزة صامدة رغم أنهار الدماء والأشلاء والدمار والحصار والتجويع والتعطيش.
وأكد الكاتب رضوان الأخرس، أن كلّ تفصيلةٍ في المشهد الأخير القادم من خان يونس استثنائية.
وقال: "مجاهدٌ بلا خوذة، ولا درع، يتقدّم تحت هدير الطائرات وأزيز الرصاص، جائعًا ومحاصرًا، صابرًا، محتسبًا، متوكّلًا على الله., يعتلي دبابةَ الاحتلال، ويزرع فوقها عبوةً من صنع يديه، صاغها من فُتات الحصار، ثم يفجّرها، فتشتعل بمن فيها، وتتطاير الشظايا من حوله".
وأشار الأخرس إلى أن "مجاهدا آخر يدعو لنفسه ولإخوانه بالثبات، فيما تصدح حناجرهم بالتكبير، شكرًا لله، وفرحًا بنجاح العملية"، قائلا: "هذا لواء خان يونس المظفّر، يواصل دكّ الاحتلال، بعمليات نوعية، وبسالةٍ لا تعرف الانكسار".
ولفت إلى أن المقاومين بعد أكثر من 638 يومًا من الحرب والحصار والخذلان، ما زالوا في الميدان، يكتبون فصول الصمود، في مواجهة الظلم والعدوان، ليشهد العالم على شجاعة رجال غزة، وأصالة شعبها الصابر، المستعين بالله.
وقال هيثم خراجة: "ولعت" لم تكن لحظة عابرة، بل ثمرة صبرٍ طويل وسنواتٍ من الإعداد والتدريب، وهي رسالة واضحة للعدو: ارحل من أرضنا، ففي كل زقاق وشارع، يقف أبطالنا متأهبين، يحملون لك ألوانًا من الموت.
وتساءل: "من كان ليصدق تلك الملاحم، لولا أن التوثيق نطق بها، فشهد التاريخ بصدقها وعظمة رجالها".
وقال مؤيد أبو محسن: إن فيديوهات حجارة داوود شيء بيرفع الرأس ويثلج القلب، مضيفا: "عاشت المقاومة وعاشت حناجركم التي تهتف بالله أكبر وعاشت أيديكم.. أنت قبل رأس المقاوم أما نحن فنقبل أقدامكم.. يا ليتنا كنا معكم".
وأكد محمود أبو هلال، أن المقاومة فعلت بالعدو ما لم تفعله جيوش صاخبة به، وواجهته في الميدان وفي الإعلام والأخلاق، قائلا: إن سماءهم وأرضهم والهواء كلها تترصد.. تحصي عديد النمل، ثم يخرجون من بين الأنقاض مثل خارج من قيامته لا فرق بينهم وبين غيرهم.. لا يَلفِتون نظرا.
وأضاف: "في لحظة ما يتحوّلون إلى ما ترى منهم.. وفي مكان يحددونه.. يأخذ الواحد منهم سلاحه ويمضي في غاية له محدّدة بدقة عالية تقلص معها هامش الخطأ.. ينجز مهمته وينسحب أو يقضي شهيدا.. وقد خرج ليعود بإحدى الفرضيتين".
وأشار أبو هلال إلى أن دولة الاحتلال احتكرت السماء تقصف الأرض منها، والمقاومة أنبتت من أرضها سماء تعرج إليها صبرا وثباتا وشهادة.
وبشرت المغردة يارا بأن غزة ستنتصر رغم أنوف الحاقدين، مشيرة إلى أن أهداف العدوان التي وضعها نتنياهو لم يتحقق منها شيء، ولم تنتصر المقاومة فقط في كسر العدوان الصهيوني، بل في كسر طموحات بعض الحكومات العربية في إنهاء حماس.
ولفتت إلى أن بعض الزعامات المرتهنة تمنت أن تغيب حماس من الوجود ولكنهم خابوا ظنهم.
تحية للمجاهدين
وفي تحية للمقاومين وإعرابا عن الامتنان والتقدير والعرفان بفضلهم، خاطبتهم فادية قنانوة قائلة: "أبوس الأرض تحت نعالكم.. وأقول: أفديكم".
ودعت للمقاومين قائلة: "اللهم نصرا مبينا لعبادك المؤمنين كما وعدتهم"، مستشهدة بقول الله تعالى في الآية 47 من سورة الروم "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".
وأعرب رأفت نبهان عن سعادته بتحول دبابات الميركافا وناقلات الجند إلى رماد وخردة، لافتا إلى أن المقاومين في غزة بطشوا بها رغم تدريعها الثقيل، وذخائرها الفتاكة، والتكنولوجيا المتطورة التي تعمل بها.
وأشار إلى أن المقاومين كانوا حفاة الأقدام، بلا دروع واقية، بلا تغطية جوية، ولا تكنولوجيا حديثة سلاحهم الوحيد: الإيمان الراسخ، الذي يحرقون به المدرعات والدبابات بهتاف: الله أكبر.. ولّعت.. وتتكرر الحكاية.
وكتب توفيق بن الطاهر: "الشاب الذي صرخ بالأمس ولعت!، بصوته وفرحته يعادل جيشًا كاملًا".
وأضاف: "أما الرجل الذي حمل الشواظ وشوى الآلية بها، فلا يمكن وصفه... هذا رجل لم يُربَّ مثلنا، ولا يعيش كما نعيش، ولا يعيش لما نعيش، ولا يفكر كما نفكر... هذا رجل صُنع على عين الله. أما عينه هو، فعلى قضية شعبه والتضحية من أجلها، وأما قلبه، فمعلَّق في الجنّة".
وتابع ابن الطاهر: "من الصعب على من لم يتشرّب حب الله وحب جنّته أن يفهم نموذجًا مثل هؤلاء الرجال الذين جعلوا من المستحيل واقعًا محسوسًا نراه رأي العين.. لو كان لهم ظهير، ولو بأقل القليل، لصنعوا نصرًا تاريخيًّا لم يسبق لأحد أن صنعه".
وأشار علاء شعث إلى أن هذا المقاتل الجائع المتعب المجرد من كل أساليب القوة والإسناد والراحة، والمطارد بأهله وأولاده وبيته يسحق الدبابة التي يختبئ فيها الجندي الإسرائيلي الذي جاء إلى غزة، وارتكب فيها أبشع المجازر والمذابح مزودًا بالسلاح والطعام.
تحليلات وقراءات
وتحت عنوان “المراوغات السياسية مستمرة” أشار الصحفي عبدالله الخروسي إلى إعلان مكتب نتنياهو رفض التعديلات التي أجرتها حماس، وقرارها في الوقت ذاته إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة.
وقال الإعلامي حسام يحيى: إن رفض مكتب نتنياهو لتعديلات حماس لا يعني انهيار الورقة، بل هو جزء من تكتيك تفاوضي متكرر، فلو قبل بالتعديلات الآن، لما كانت هناك حاجة لإرسال وفد تفاوضي.
ورأى سعيد سمير أن رفض التعديلات ليس نهاية العالم، بالعكس أمر متوقع؛ لأن نتنياهو لن يقبل بتعديلات الحركة حتى لا يقال عنه إنه "استسلم"، قائلا: "مش راح يخلي الكلمة الأخيرة عند حماس".
ونقل محمد أبو خالد عن محللين سياسيين قولهم: إن الأكثر أهمية هو أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر للوفد الإسرائيلي بالتوجه إلى الدوحة، وإنه لا يوجد تعنت كبير بين الطرفين، وتعديلات حماس تعد من صغائر الأمور وسيتم حلها وتجاوزها.
وأشار إلى قول المحللين إن كلام نتنياهو كان موجها لليمين المتطرف لإرضاء وزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يقبل بالمراوغة هذه المرة ونحن ذاهبون فعلا إلى صفقة خلال أيام.
وبين أن رفض التعديلات لا يعني انهيار اتفاق التهدئة، في ظل الموافقة على إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة.
ولفت أبو خالد إلى أن المحللين أوضحوا أن الهدف من إعلان رفض التعديلات هو التفاوض عليها، وهذا أمر متوقع، مبشرا بأن "الهدنة ستتم بإذن الله بعد انتهاء التفاوض في الدوحة".
واستنكر أحد المغردين قول مكتب نتنياهو إن التغييرات التي تريد حماس إدخالها على اقتراح وقف إطلاق النار "غير مقبولة".
وتابع تساؤلاته: "كم بقي عن استكمال العدد ليأمر مكتب نتنياهو (منظمة الموساد، حماس) بالموافقة على اتفاق إطلاق النار!؟، أهل غزة هلكوا!".
وأكد المغرد إياد أن رفض التعديلات لا يعني انهيار التهدئة، في ظل الموافقة على إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة.
وأوضح أن الهدف من إعلان رفض التعديلات هو التفاوض عليها، وهذا أمر متوقع، مبشرا بأن الهدنة ستتم بإذن الله بعد انتهاء التفاوض في الدوحة.
وعد الكاتب محمد حامد العيلة، خبر إرسال الحكومة الإسرائيلية لوفد التفاوض إلى الدوحة، أهم كقيمة من خبر رفضهم للتعديلات، وتصريح الرفض منطقي كون ما قدّمه الوسطاء هو إطار للتفاوض.
وأشار إلى أن ورقة الإطار عبارة عن بنود ومبادئ لا تحمل التفصيلات بدقة، وإنضاجها يقود إلى الصيغة النهائية، التي تستوجب من كل طرف الرد بـ “نعم” أو “لا” فقط.
وقال الباحث مقداد جميل: "نتنياهو يرفض التعديلات أو الملاحظات وهذا متوقع، فلن يقول إنه يوافق على شيء تطلبه حماس. لكنه يرسل وفدًا للتفاوض"، مؤكدا أنه مُجبر وترامب يضغط لإنجاز الصفقة، وهذا ما سيحدث.
وأضاف: "في كل الأحوال الملاحظات مطروحة للنقاش، وحماس قالت: إنها مستعدة وإسرائيل كذلك. طالما يوجد وفود، يعني أنها بسيطة، وقابلة للإنهاء.. يعني لا معنى للرفض أو القبول".
تنديد وغضب
وتنديدا بتصعيد الاحتلال على غزة، قال علاء شعث: "بينما يناقش كثيرون في الخارج جدوى التهدئة على المقاومة ووجوب رفضها من قبولها لأنها لا تحقق رغبات ما يناقشها وهو جالس في بيته، تستمر إسرائيل في ذبح الغزاوي نهارا وليلا، وتفجير المنازل على رؤوس أهلها".
وأشار إلى أن "إسرائيل" لم توقف نسف المنازل طوال الليل ولم تهدأ (مسيرات) الكواد كابتر في إطلاق الرصاص ولم ينم أحد بسبب الجوع ولم تتوقف المستشفيات عن استقبال عشرات الأشلاء.
واستنكر أن كل العالم يتناسى مآسي لا يتخيلها عقل بشر لكنه لا يستطع التنازل؛ لأنه يعرف مصلحتنا أكثر منا.
وحذر فيروز بدوي من أن محاصرة ما تبقي من الفلسطينيين في مربع ضيق في غزة -إن استقرت الأحوال - معناه أن إسرائيل ستواصل السعي إلى تصدير الفائض السكاني الذي لا يمكنه العيش في هذه المساحة إلى دول الجوار وهذا قد يكون أحد السيناريوهات التي ستفرض طوعا أو كرها.
وعرض الكاتب ماجد الزبدة، صورة من غزة لجثث فلسطينيين محمولة على عربة "كارو"، داعيا للنظر جيدا لها مرة تلو الأخرى.
وعلق عليها قائلا: "قهرٌ وألمٌ وخذلانٌ لا تصفه بضعُ كلمات.. هذا هو واقع أهل غزة الذين يواجهون تطهيرًا عرقيًّا وإبادةً جماعيةً متواصلة على مدار 637 يومًا".
وقالت المغردة ثريا: "العرب والمسلمون، إن كان يجب عليهم اللطم، فليكن على عار سكوتهم عن غزة.. لا عار أكبر من خذلانهم لها؛ يقتل أهلها، ويحرقون، ويجوعون، ويرهبون، وهم شهود صامتون".
وأضافت: "لم يكتفوا بالصمت أمام هذه الإبادة، بل شاركوا تلك الدولة الإرهابية في إنجاز مهمتها، ووعدوها بالتطبيع، وصدوا الصواريخ القادمة عنها".
وخاطبت ثريا العرب والمسلمين قائلة: "امرغوا وجوهكم في الطين من أجل غزة، فهي أولى بذلك من رجل مات وبليت عظامه، ولم يكن أحدكم طرفًا في خذلانه، ولا شاهدًا عليه".