حماس تسلم ردا إيجابيا لمقترح هدنة غزة.. وحالة من الترقب تعم منصات التواصل

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في تطور إيجابي بمسار المفاوضات الجارية حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، أعلنت الحركة أنها سلمت ردا "إيجابيا" إلى الوسطاء.

وقالت حماس في بيان أصدرته في 4 يوليو/تموز 2025: "أكملنا مشاوراتنا الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة". 

وأضافت أنها سلّمت الوسطاء ردّها على المقترح، واصفة ردّها بأنه "اتسم بالإيجابية"، وأنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، دعمها قرار حماس الدخول في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح الهدنة، لكنها طلبت "ضمانات" بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقالت الجهاد الإسلامي في بيان: إنها "قدمت (لحماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح"، ولفتت إلى أنها تريد "ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن الأسرى".

ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين تأكيدهم تلقي رد حماس من الوسطاء، مشيرين إلى أنهم شرعوا في دراسة تفاصيله.

3 مطالب

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: إن حماس ما زالت تُصرّ على 3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق، نقلا عن مصادر مطلعة.

وأضافت المصادر أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق الذي ترى المصادر أنه يتيح لحماس استعادة جزء من السيطرة على دخول البضائع إلى قطاع غزة.

أما المطلب الثاني فيتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، فبينما ترى إسرائيل أن انتهاء المدة دون اتفاق يسمح باستئناف القتال، تُصرّ حماس على تمديد وقف إطلاق النار حتى دون اتفاق نهائي، وفق ما أورده المصدر.

وأوضحت الهيئة أن المطلب الثالث يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي قطاع غزة؛ إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها الجيش داخل القطاع.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة بعد مغادرة قاعدة أندروز المشتركة في ميريلاند إلى بيدمينستر في نيوجيرسي، إنه من الجيد أن حماس قالت إنها ردّت "بروح إيجابية" على المقترح.

وأشار إلى أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، لكنه لم يطلع على الوضع الحالي للمفاوضات ولم يتلق إفادة بشأنه بعد، قائلا: "يتعين علينا فعل شيء ما بخصوص غزة ونحن نرسل الكثير من المال والكثير من المساعدات".

وتأتي التطورات في ملف المفاوضات، بالتوازي مع احتدام المعارك في القطاع ومواصلة الاحتلال التصعيد وشن الغارات واستهداف خيام النازحين، وتنفيذ المقاومة عمليات مؤلمة للاحتلال أسفرت عن سقوط قتلى من جيش الاحتلال.

وتواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لعدوان الاحتلال ومحاور توغله شرق وجنوب وشمال قطاع غزة، وتكبّده خسائر فادحة وتوقع قواته في كمائن محكمة.

وكشفت كتائب القسام صباح 5 يوليو، تفاصيل استهداف تجمع لجنود وآليات الاحتلال وسط خان يونس جنوبي غزة، قائلة: إن "مجاهديها تمكنوا صباح أمس الجمعة من الإغارة على تجمع لجنود وآليات العدو بجوار مديرية التربية والتعليم في منطقة المحطة".

وأضافت أن مجاهديها "تمكنوا من استهداف دبابتين صهيونيتين من نوع (ميركفاه) بعبوتي (شواظ) -بطريقة العمل الفدائي-، وإيقاع طاقميها بين قتيل وجريح، كما تمكنوا من استهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105)، وفور وصول قوة الإنقاذ تم استهدافها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة".

وكان جيش الاحتلال قد اعترف بمقتل جنديين في حدث أمني بخان يونس، وأعلن لاحقا مقتل "الرقيب أساف زامير (19 عاما)، وهو جندي مدرعات في الكتيبة 53، تشكيل (باراك 188)، وإصابة 4 بينهم 2 بجروح خطيرة.

وبحسب معطيات جيش الاحتلال، قتل 882 عسكريا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينهم 438 بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر نفسه، كما أصيب 6 آلاف و32 عسكريا منذ بداية الحرب، بينهم ألفان و745 بالمعارك البرية.

وتشهد الضفة الغربية مواجهات مستمرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال إثر شن مستوطنين هجمات على بلدات ومحاولة الأهالي التصدي لهم، ما يتخذه الجيش ذريعة للتدخل والاقتحام وتنفيذ حملات اعتقالات واعتداءات.

واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، في بلدة "بيتا" جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة، في أعقاب هجوم شنه مستوطنون في منطقة قماص ومحاولة الأهالي التصدي لهم، واقتحام الجيش الإسرائيلي للبلدة لحماية المستوطنين.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، دون أن يبلغ على الفور عن وقوع إصابات.

كما قتلت قوات الاحتلال مسنا في طولكرم، واعتقلت عشرات الفلسطينيين خلال حملة مداهمات وتفتيش واسعة نالت عدة مدن وبلدات فلسطينية.

وأعرب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن تفاؤلهم برد حماس بإيجابية على مقترح وقف إطلاق النار، وبشروا واستبشروا بقرب انتهاء الإبادة الإسرائيلية التي ارتقى على إثرها 57 ألفا و268 شهيدا، إضافة إلى 135 ألفا و625 جريحا –بحسب صحة غزة-، معلنين توجسهم من موقف الاحتلال.

وأشادوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حماس، #كتائب_القسام، #خانيونس، #الاحتلال_الإسرائيلي، وغيرها، بمواصلة المقاومة الفلسطينية تصديها للاحتلال وتنفيذ كمائن ألحقت خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واستهجن ناشطون تصعيد الاحتلال عدوانه وعملياته العسكرية على غزة والضفة الغربية ورفعه وتيرة القصف الوحشي واستهداف المدنيين الفلسطينيين ومراكز تجمعات النازحين وشن غارات متفرقة وحملات اعتقال واسعة النطاق، وفرض حصار تسبب في انتشار المجاعة.

تفاؤل وأمل

وتعقيبا على بيان حركة المقاومة الإسلامية بشأن إيجابية ردها على مقترح الوسطاء، قال الكاتب ياسر أبو هلالة: إن "الصفقة باتت أقرب من أي وقت.. ربنا يتمم".

وقالت الصحفية نجوان سمري: "أسال الله أن يكون ذلك نهاية لأقسى وأبشع حرب عاشها شعبنا".

وأوضح المحلل السياسي ياسين عزالدين، أن "الكرة الآن في ملعب أميركا ودولة الاحتلال، حيث زعم إعلامهم أن نتنياهو مستعد لاتفاق بأي ثمن كان"، قائلا: "لنرى إن كانوا صادقين أم لا".

وأضاف: "خلال الأيام القادمة ستتضح الأمور أكثر وسنرى مدى جدية الاحتلال في التوصل لاتفاق حقيقي وليس المناورة والخداع كما كان بالسابق".

قراءات وتحليلات

وفي قراءات وتحليلات لمسار المفاوضات، رصد الصحفي فايد أبو شمالة، ثلاث نقاط خلاف جوهرية وليست شكلية سيجري التفاوض حولها في الدوحة وتحدث عن إمكانية حلها، أولهم ضمان استمرار وقف إطلاق النار وأن يؤدي إلى وقف الحرب نهائيا.

وقال: إن ترامب سيحرص على تقديم ضمانات (شخصية)؛ لأنّ نتنياهو لا يقبل كتابة نص بهذا الخصوص، مرجحا أن تتفاوض حماس على هذه النقطة وكيفية تحقيق الضمانات المقنعة بما في ذلك إعلان رسمي من ترامب والوسطاء. 

وأشار أبو شمالة إلى أن "نقطة الخلاف الثانية ستكون المساعدات الإنسانية؛ إذ سيسعى الكيان والأميركان إلى تكريس الآلية الحالية (ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية)".

ولفت إلى أن نقطة الخلاف الثالثة ستكون حول الانسحاب الكامل من القطاع، متوقعا أن الاحتلال سيتلكأ في هذه النقطة لكنه سيتراجع تحت إصرار حماس وسيعود إلى بعض المواقع المحاذية للحدود إلى حين استكمال مفاوضات الوضع الدائم.

وخلص أبو شمالة إلى أن النقطة الحاسمة ستكون موضوع المساعدات وتدفقها كما ونوعا وآليات ذلك، وهي النقطة التي قد تفجر الاتفاق؛ لأن المقاومة تبدي كل المرونة من أجل معالجة الوضع الكارثي للمواطنين وإنهاء حالة التجويع والإذلال والقتل عند مراكز التوزيع.

وأكد أن قضايا التبادل فلن تكون فيها مشاكل، ومفاوضات الوضع الدائم (ما يسمى اليوم التالي) أصلا ستكون مؤجلة، محذرا من أنها قد تتسبب في عودة الحرب إذا لم يتم الوصول لاتفاق حولها، لكن الطرفين يعولان على تغيرات في المشهد خلال الستين يوما قد تجعل الاتفاق ممكنا.

وتحدث الباحث في الشأن الاسرائيلي مصطفى إبراهيم، عن مدى نجاح الاتفاق بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلى أن حماس وافقت مبدئيا على مقترح الوسطاء بعد أكثر من 24 ساعة من المداولات مع بعض الملاحظات الجوهرية.

ولفت إلى أن جوهر التحفظات يدور حول استمرار إسرائيل في التحكم بآلية توزيع المساعدات بطريقة تُعمّق الأزمة الإنسانية وتُهيّئ أرضية لحكم بديل عبر شركات أمنية خاصة، بدلا من سلطة فلسطينية شرعية.

وأشار إبراهيم إلى أن الاتفاق يتحدث في الجانب العسكري عن "توقف العمليات الهجومية" فقط، بينما يترك الباب مفتوحا أمام إسرائيل لتنفيذ غارات أو قصف بذريعة "الدفاع". 

وأوضح أن الانسحاب هو  "إعادة انتشار" مشروط بخرائط جديدة يجرn التوافق عليها لاحقا، ما يكرّس واقعا ميدانيا يخدم إسرائيل.

وقال إبراهيم، إن خلال الستين يوما، يُفترض أن تُجرى مفاوضات حول ترتيبات ما بعد الحرب، بما يشمل نزع السلاح ونفي بعض القادة والمقاتلين. 

وأكد أن هذه الشروط وحدها كفيلة بإجهاض أي مسار تفاوضي وتمهيد الطريق للعودة إلى الحرب، بينما الضمانة الوحيدة هي تعهد ترامب بمتابعة التنفيذ إذا التزمت الأطراف، وإلا فالعودة إلى الحرب مضمونة.

وأشار إبراهيم إلى أن الصحافة الإسرائيلية تكشف بوضوح عن الموقف الحقيقي لحكومة الاحتلال تجاه رد حماس، عارضا تقارير عدة لمراسلين يؤكدون تمسك الاحتلال بموقفه.

وقال: إن هذه التسريبات من الإعلام الاسرائيلي تُظهر أن الاتفاق المطروح هو مرحلة مؤقتة لإعادة تموضع الجيش دون انسحاب كامل، مع الإبقاء على السيطرة على المساعدات كورقة ضغط سياسي وإنساني.

وأضاف إبراهيم أن الهدنة تمنح ترامب مادة "إنجاز" يستخدمها كعنوان لحملته وتُسوَّق دوليا كخطوة تمهيدية لـ"سلام إقليمي" أوسع يشمل دول الخليج وأخرى إسلامية وربما لاحقا سوريا ولبنان، وفق ما يروّج له إعلامه.

وأكد أن النسخة الحالية من الاتفاق هي تطوير لاتفاق "ويتكوف" الذي رفضته حماس سابقا لغياب ضمانات حقيقية، وقد أثبتت التجربة أن إسرائيل خرقت التزاماتها في المرة الماضية، وترامب نفسه يتلاعب بالملف لتجميل صورته كعرّاب للتطبيع، بينما تبقى غزة ورقة ضغط وساحة مساومة مفتوحة.

وأوضح الكاتب محمد حامد العيلة، أن التعديلات على مقترح وقف إطلاق النار ليست جوهرية، لكنها مهمة لمنع تأبيد التجويع ولكي يتمكن عشرات آلاف الناس من الوصول إلى مناطق سكناهم، ولكي يتمكن الجرحى من تلقي العلاج في الخارج، وإدخال ما يلزم لتخفيف الوضع الكارثي في القطاع.

وقال: "في ظنّي أن المسار سيقود إلى اتفاق، لكنه يحتاج لعدة أيام، لأن ما طرحه الوسطاء ورقة إطار وليس مقترح اتفاق، كما أن إحدى محطات الحسم الرئيسة هي اللقاء المرتقب بين ترامب-نتنياهو".

وقال الناشط صلاح صافي: إن "هناك تفاصيل في غاية الأهمية، إن لم يتم حسمها بوضوح، فسنخسر كثيرا، وسنخرج من الاتفاق بلا أي مكاسب حقيقية".

وأضاف أن "المعابر شريان الحياة، إن لم تُفتح، سيختنق الشعب ببطء، والانسحابات إن لم تُلزم، فستبقى البنادق فوق رؤوس الأطفال، والمساعدات إن لم تُنظَّم، فالجوع سيأكل ما لم تأكله القذائف". 

وأكد أن "الوقت يمرّ من دم، ومادام هناك توجّه نحو اتفاق، فلننتزع منه أفضل ما يمكن خلال اليومين القادمين".

حفاوة بالقسام

وحفاوة بعمليات القسام، قال الصحفي يوسف الدموكي: "السماء تمطر أحداثا أمنية اليوم في غزة، حيث رجال الله في الأرض يذيقون سفلة خلقه الويلات، فباسم رب الكهف انصر فتية النفق".

وعرض المحلل السياسي إياد إبراهيم القرا، صورة نشرها الإعلام العسكري للقسام في 25 يونيو 2025، يتعهد فيها بأن جنائز وجثث جنود الاحتلال ستصبح حدثا دائما ومستمرا بإذن الله طالما استمر عدوان الاحتلال وحربه المجرمة ضد الشعب.

وعلق عليها قائلا إن "القسام ينشر.. سيصبح حدثا اعتياديا".

وعلق عبدالرحمن عزالدين، على إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن مسلحا فلسطينيا استهدف دبابة في خان يونس ثم استهدف قوة الإنقاذ العسكري خلال عملية الإنقاذ قائلا: "أقولها بملء فمي، هذا بطل، شجاع، مقدام، نبيل، يجاهد ويقاوم عدوه بما استطاع إليه سبيلا".

وأشار إلى أن المنفذ ضحى بنفسه وروحه، ودافع عن دينه وأهله وأرضه وشرفه، مؤكدا أن "مثل هذا حَريّ أن يحكم كل بلاد العرب والمسلمين وليس فقط غزة أو فلسطين".

وكتب محمد طاهر أنعم: "نتابع بفخر واعتزاز بطولات أهلنا في المقاومة الإسلامية في غزة ضد العدو الصهيوني، رغم قلة الإمكانات وخذلان الدول العربية والإسلامية لهم".

وأضاف: "جيوش كبيرة وطائرات ودبابات وبوارج وصواريخ بالستية تحتفظ بها الدول العربية والإسلامية القريبة، وتزعم أنها لحفظ حدودها السياسية ومصالحها فقط، وكأن الإسلام لم يأمر بأن يعد المسلمون بعضهم أمة واحدة!!".

وأكد أنعم أن "الواجب هو أن تطلق تلك الدول صواريخها وطائراتها وقذائفها على الكيان الصهيوني مع كل مجزرة يفعلها في غزة حتى يتوقف، لا أن تجلس متفرجة بحجة القانون الدولي".

تنديد بالاحتلال

وتنديدا بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي على غزة، عرض الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، سلسلة من الأخبار المؤلمة من مدينة خان يونس، داعيا بالاهتمام بها ومتابعتها ونقلها، وعدم الاكتفاء بأخبار الأحداث الأمنية فقط.

ومن أبرز الأخبار التي رصدها أبو رزق، أصدر الاحتلال المجرم أوامر إخلاءات جديدة للمناطق المتبقية من مدينة خان يونس وهي المناطق الملاصقة بمنطقة المواصي، ما يعني أن جميع أحياء المدينة باتت ضمن مناطق الإخلاء.

وأشار إلى أن منطقة المواصي باتت ممتلئة عن بكرة أبيها ولا يوجد أي متسع للناس للنزوح، يعني لو وقف النازحون الجدد وناموا على رؤوس أصابعهم لن يجدوا متسعا لذلك.

ولفت أبو رزق إلى أن مستشفى ناصر المركزي والذي يخدم عشرات الآلاف بات ضمن مناطق الإخلاء، وهو المستشفى المركزي الوحيد الذي يعمل في المدينة بعد احتلال مستشفى الأوروبي، ولا أحد يعلم بالضبط هل قدّم الاحتلال استثناء للمستشفى أم سيتم إخلاؤه.

وأوضح أن المناطق التي طالب الاحتلال بإخلائها هي مناطق في معظمها نازحين أصلا، ومناطق يوجد فيها عشرات المدارس ومخيمات النزوح، يعني يطالب الاحتلال النازحين بالنزوح، إلى مناطق غير قابلة للنزوح وعاجزة عن استيعاب المزيد.

وأكد أبو رزق، أن ما يجرى اليوم أن سكان مدينتي رفح وخان يونس وبقايا النازحين من الشمال يتم حشرهم في مساحة لا تكاد تتجاوز خمسة بالمئة من المساحة التي كانوا يقطنوها قبل الحرب.

وقال: إن الاحتلال يعمل على حشر الناس في مناطق ملاصقة للبحر، في مسعى سابق ومتكرر لتسهيل نقلهم وتهجيرهم، في استفزاز وتهديد لما كان يُعرف سابقا بالأمن القومي العربي، الذي لم يبد أي تحرك حقيقي لوقف المقتلة وإيصال المساعدات، يعني: رافضون للتهجير، ومتصالحون مع أكوام الجثث.

وحثَّ الصحفي محمد هنية، على عدم صرف الأنظار عن غزة، مشيرا إلى أن الاحتلال قصف منزلا في حي الشيخ رضوان بغزة؛ فقتل وأصاب سكانه من الأطفال والنساء، وتضررت خيام النازحين المقابلة للمنزل.

ولفت إلى أن المنزل يُقابله مدرسة الموهوبين لإيواء النازحين.

واستبق هنية، بالتأكيد على أن طائرات الاحتلال قصفت الليلة الماضية ونسفت من شمال القطاع لجنوبه، قائلا: "لا هدنة، لا وقف الحرب، فقط لغة الدم والقتل".

وقال المغرد حمزة: "أعيش لحظات رعب وموت وجحيم وعجز.. خيم تحترق  أمامي وأسمع أصوات صراخ ولا أستطيع أن أفعل شيئا".

وعرض المغرد أبو صلاح، صورة للقصف الإسرائيلي، قائلا: "يتم حرق الأبرياء داخل خيامهم الآن.. إسرائيل تُشعل الجحيم بلا رحمة، أبقوا أعينكم مع غزة، الوضع جنوني الآن".

الضفة الغربية

واستنكر ناشطون تصعيد الاحتلال على الضفة وشن مستوطنون هجمات على بلدات عدة واستغلال جيش الاحتلال لتصدي الأهالي وتذرعه بذلك لشن حملات اعتقالات ومداهمات، صابين جام غضبهم على السلطة الفلسطينية التي تترك الاحتلال يعربد بالضفة.