“ضعيف ومتأخر”.. غضب مصري عارم من موقف نظام السيسي من “إسرائيل الكبرى”

منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

انتقادات لاذعة وجهها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي لنظام عبدالفتاح السيسي عقب إصدار الخارجية المصرية بيانا قالت فيه: إنها تدين “ما أُثِير في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى”، مطالبة بإيضاحات لذلك.

وجاء بيان الخارجية المصرية عقب إدلاء رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصريحات خلال مقابلة مع قناة "i24" العبرية في 12 أغسطس/آب 2025، أعلن فيها دعمه فكرة "إسرائيل الكبرى".

وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأنه يؤدي "مهمة تاريخية وروحية"، وأعلن ارتباطه بما يُعرف بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين.

وتشمل رؤية إسرائيل الكبرى وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، والعراق والسعودية والكويت، إضافة إلى رؤية موازية لتقسيم ما يتبقّى من الدول العربية على أساس عِرقي وطائفي يضمن تفتتها وإضعافها.

وحين سُئِل نتنياهو أثناء المقابلة عما إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي" أجاب بأنه "في مهمة أجيال"، مضيفا: "لذلك إذا كنت تسألني عما إذا كان لدي شعور بالمهمة تاريخيا وروحيا، فالجواب هو نعم".

وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت يرتكب فيه الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق جريمة إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و722 قتيلا و154 ألفا و525 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 شخصا، بينهم 106 أطفال.

ولم تتطرق الخارجية المصرية في بيانها لذكر اسم نتنياهو أو الإشارة له وانتقاد تصريحاته واكتفت بذكر أن الحديث عما يسمى بـ "إسرائيل الكبرى" أثير في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتعريض أسلوب لغوي يستخدم للتلميح والإشارة إلى شيء دون ذكره مباشرة.

وتجدر الإشارة إلى أن بيان الخارجية المصري جاء ضمن إدانات عربية عدة صادرة عن السعودية وقطر والأردن والجامعة العربية وفلسطين، لتصريحات نتنياهو بشأن ما يسميه "رؤية إسرائيل الكبرى"، ووصفتها بأنها اعتداء على سيادة دول عربية.

وعدت فلسطين تصريحات نتنياهو "تصعيدا خطيرا و"إمعانا في الإبادة والتهجير"، مؤكدة أنها "مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتمس بسيادة الدول وأمن واستقرار المنطقة".

وأدانت الخارجية السعودية، بأشد العبارات "التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى"، وترفض رفضا تاما "الأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال".

من جانبها، نددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بتصريحات نتنياهو وعدتها كاشفة بوضوح خطورة هذا الكيان الفاشي على كل دول وشعوب المنطقة، ومخططاته التوسعية التي لا تستثني أي دولة.

ودعت الدول العربية إلى اتخاذ موقف واضح من تصريحات نتنياهو، وفي مقدمتها اتخاذ خطوات جادة لدعم صمود الفلسطينيين، وقطع العلاقات وسحب السفراء مع هذا الكيان الفاشي، ووقف كل خطوات التطبيع المهينة، والتوحُّد خلف خيار مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته.

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الخارجية_المصرية، #إسرائيل_الكبرى، #نتنياهو، #السيسي_خائن_وعميل، وغيرها ضعف وتأخر الرد المصري، مشيرين إلى أنه جاء بعدما أحرجتها بيانات الإدانة الصادرة من السعودية والأردن وقطر وفلسطين والجامعة العربية.

بيان هزلي

واستنكارا لبيان الخارجية المصرية وما جاء به كتبت عزة مسعود، أنه أضعف البيانات الصادرة عن وزارات خارجية الدول العربية، ووصفته بأنه "بيان شديد الميوعة عرف المجهول وجهل المعرف".

من جانبه، تساءل علي سيد: "إي يا جدعان البيان الضعيف المنتن ده بهزروا!"، واصفا البيان بأنه "ضعيف ولا يرتقي للرد على رئيس الوزراء أكبر منصب عندهم".

وتساءل: "لماذا لم يجرؤ وزراء خارجية الأردن ومصر حتى على استدعاء سفير الكيان الصهيوني، ناهيك عن تسليمه احتجاجا مكتوبا أو حتى توبيخا شفويا على تصريحات نتنياهو بشأن ضمّ أراض من مصر والأردن لمشروع إسرائيل الكبرى".

قال سيد: "لو كان فيهم بقية من رجولة أو شهامة، لكان أقل الواجب طرد السفير وقطع العلاقات إلى غير رجعة، ولكن ما داموا قد آثروا الصمت والمهانة، فليزدهم الله ذلا على ذل، وضعفا على ضعف، وخذلانا فوق خذلان، وليشهدوا المشروع رأي العين يتحقق، ثم لا ينفعهم ندم ولا عويل".

وأضاف: "حسبي الله ونعم الوكيل على الضعف اللي بقينا فيه أنا مش عارف إي الخوف والذل ده فيه حاجه غلط من القيادة المصرية الشعب المصري كله مغلول من التصريحات والخارجية المصرية ترد بكل عبط وخوف ندين ونستنكر ونشلح ونلوح ونغسل ونعصر الهدوم".

وتساءل سيد: “فين القيادة السياسية ترد على المعتوه نتنياهو؟” مؤكدا أن “الرد التعبان الجبان ده من الخارجية لا يرتقي ولا يشفي صدور المصريين للرد على أكبر رأس في إسرائيل، واحد بيقولك أنا هحتل أرضك قريب تروح ترد عليه بندين ونستنكر للمجتمع الدولي؟”

وتابع: "يعني المجتمع الدولي هجيبلنا حقنا يعني؟ كان جاب حق غزة الأول وكان أوقف المجازر اللي بتحصل في غزة".

بدوره، علق سمير شيكا، على رد الخارجية المصرية قائلا: "بيان مصري هزيل أقل من ضعيف رد على تصريحات نتنياهو عن ما يسمى إسرائيل الكبري".

واستهجن عبدالمنعم بن راشد السعيدي، ضعف البيان المصري، متسائلا: “هذا إللي قدرتوا عليه؟ هذا أقصى ما لديكم؟”

واستنكر إشارة البيان لحديث نتنياهو بأنه "أثير بوسائل إعلام إسرائيلية" بصيغة المجهول وكأن القائل شخص من المريخ وليس رأي هرم الكيان اللقيط، قائلا: "حقيقة لا عجب أن يبصق نتنياهو على وجوهكم ويصفعكم الصفعة تلو الأخرى مادمتم بهذا الخنوع والذل والهوان".

أي إيضاحات؟

وسخرية من طلب الجانب المصري من الكيان "إيضاحات" حول ما قاله نتنياهو، أشار يحيى غنيم إلى أن الرد المصري جاء بعد أن تحركت الأردن والسعودية وقطر للإدانة.

وأكد أن بيان الخارجية المصري "الباهت" أتى متأخرا، مستنكرا أنه صدر من الخارجية المصرية وليس من الزعيم ولا حتى وزير الخارجية.

وانتقد غنيم إدانة البيان لما وصفته بأنه "ما أثارته وسائل الإعلام الإسرائيلية"، قائلا: "يا أنذال ليست وسائل الإعلام بل النجسياهو –في إشارة إلى نتنياهو- شخصيا صوت وصورة".

وتساءل: “ألا يستدعى هذا بيانا من المدعو (الرئيس)؟ ألا يستدعى هذا قطعا للعلاقات الدبلوماسية؟ ألا يستدعى هذا إيقاف المعاملات التجارية؟ ألا يستدعى هذا توجيها للجيش برفع الجهوزية؟ ألا يستدعى هذا إزالة للوجود الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا؟”

واستهزأ ياسين أبو العز بالموقف المصري من تصريحات نتنياهو، وعرض مقطع فيديو لنتنياهو وهو يتحدث عن أحلامه بتحقيق "إسرائيل الكبرى".

وسخر من البيان المصري قائلا: “الخارجية المصرية مش عارفة مين حاكي عن إسرائيل الكبرى وطلبت توضيحات.. بالله عليكم ابعتولهم الفيديو وأحكولهم نتنياهو شخصيًا اللي عنده حلم إسرائيل الكبرى.. بدهم أوضح من هيك؟”

واستبق أبو العز ذلك بالإعراب عن الامتعاض من إزالة اسم "ميدان الأقصى" من مدخل مدينة أربد الغربي بالأردن، في رد النظام الأردني على تصريحات نتنياهو.

وقال: "هؤلاء شركاء وأجراء يعملون عند المحتل، ومثلما سلم الملك حسين الأقصى للاحتلال دون قتال، فالملك عبد الله الثاني سيسلم الأردن دون قتال ولا معارضة".

وأشار أبو العز إلى أن عائلة البندورة الهاشمية لها قصور ومصالح في أوروبا وأميركا، ستقبض ثمن الأردن وتهرب، قائلا: "إن شاء الله ستسقط قبل أن تستطيع إكمال مهمتها".

وتهكم أبو مازن علي بحيري على طلب الخارجية المصرية إيضاحات من الاحتلال وتأخرها في إصدار بيان "يدين" التصريحات الصادرة عن الاحتلال، مؤكدا أن هذه التصريحات ليست مجرد استفزاز بل بالون اختبار لقياس رد الفعل.

وأوضح أن الرد المتأخر معناه إما إحراج أو حسابات أخرى، مضيفا أن إسرائيل بتلعب سياسة "الصوت العالي" عشان تغطي على فشلها في الميدان، ومصر بترد بسياسة "الصوت الواطي" عشان ما تتزنقش في مواجهة مباشرة.

تقزيم مصر

كما استهزأ المجلس الثور المصري، قائلا: "أصاب المجلس العسكري المصري استياء وقلق عميق من تصريح نتنياهو أنه في مهمة تاريخية وروحانية، مرتبطة بتحقيق رؤية إسرائيل الكبرى".

وتهكم قائلا: إن المجلس العسكري "شعر بخيبة أمل شديدة أن نتنياهو يصرّح علانية بأنه ما زال يطمع في احتلال نصف أرض مصر لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى، بالرغم من تعاون جيش مصر التام معهم في كل طلباتهم وأوامرهم على مدى سنوات". 

وأضاف المجلس أن بيان استياء النظام العسكري المصري المائع يؤكد أن عسكر مصر لم ولن يتحركوا قبل أن تدخل دبابات جيش الاحتلال القاهرة وتقتحم منازلهم وتسحب زوجاتهم بملابس النوم من سرايرهم. متابعا: "لن بعطلهم عن البيزنس والأموال أشياء لا داعي لها مثل الحرب وهذه الأمور السخيفة".

وعرض هيثم أبو خليل بيانات الدول التي أعلنت موقفا ضد تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" التي تضم أجزاء من مصر وعدة دول عربية.

ودعا للنظر في البيانات المرفقة لكي تعرف من هي الدولة التي خشيت ذكر نتنياهو في بيانها، وقال: "عندها تعرف وتتأكد أين أصبحت مصر الآن؟!"، واصفا ما حدث بأنه "فضيحة للتاريخ".

واستنكر أبو خليل خشية النظام المصري ذكر اسم نتنياهو في بيان بعدما هدد باحتلال أجزاء من مصر، قائلا: “حضرتك متخيل الهوان والذل الذي وصلنا له؟”

ودعا جمال سلطان لمقارن اللغة والمصطلحات والأوصاف بين البيان المصري والسعودي، وتحديد الأشخاص والمسؤولين، لمعرفة الهاوية التي وصلت إليها مصر.

وقالت رباب يحيى: "إذا أردت أن تعرف إلى أين وصلنا؟.. اقرأ بيان وزارة الخارجية في كل من اليمن وقطر والسعودية والأردن ومصر.. لترى كيف أصبحت مصر صغيرة بين دول الإقليم لدرجة الخوف من ذكر اسم نتنياهو في بيان الخارجية".

واستنكر أحد المدونين تأخر الخارجية في إصدار بيانها حتى إنه جاء بعد بيان السعودية، وعدم قدرتها على ذكر اسم نتنياهو.

وقال إبراهيم علي: إن البيان المصري على كلام النتن -في إشارة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي- عن احتلاله مصر يؤكد لك أن مصر يحكمها قزم خاين عميل.

هكذا يكون الرد

وعن الهيئة التي يجب أن يكون عليها بيان النظام المصري، قال كريم فؤاد، إنه لا بد أن يكون الرد من رأس هرم السلطة في مصر وطرد لسفيرهم وقطع العلاقات معهم فورا بعد التهديد الصريح لسلامة الأراضي المصرية وإلا يعد هذا اعترافا بالرعب والخوف وقلة الحيلة.

ورأى علاء عبدالحسيب، أنه كان مهم أن يتضمن بيان الرد على نتنياهو عبارات أكثر قوة وعمقا، بعيدا- مؤقتا- عن عبارات السلام التي ذكرها البيان، وعبارات تحذر فيها مصر علانية النظام الإسرائيلي من تطرف رئيس وزرائهم، أو إضافة كلمة "مصر" في أي جملة فيها مطمع أو تهديد. 

وأكد أن "العالم لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يحترم إلا القوي"، متسائلا: “هل تحترم إسرائيل الدبلوماسية؟”

وأشار أحمد رشدي إلى أن الدول العربيه كلها ذكرت نتنياهو بالاسم في بياناتها على الرغم أنه لم يشر إلى أي دولة منهم بالاسم.

وقال: "ما زلت أري أن بيان الخارجية المصرية كان يجب أن يكون أشد في عباراته ويذكر نتنياهو بالاسم ولا يكتفى بالإشارة إلى ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية".

وتساءل محمد هنية: لو قلبنا الصورة، وخرج رئيس عربي ليقول: "نحن مرتبطون بمشروع عروبي موحد بتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة من إسرائيل" ‏كيف سيكون ردّ نتنياهو والعالم؟، ولماذا صمت العرب أنظمة وشعوبا أمام تصريحات النتن، المُعلنة حتما ومباشرة ضدهم؟!"

وذكر علي أبو رزق، بأن نتنياهو عندما تحدث وهو ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة في الثمانينيات عن مشروع حلم إسرائيل الكبري وأنها تضم أجزاء من مصر والأردن، قالوا إنه يمثل نفسه كشخص وليس الكيان ككل.

وأشار إلى أن نتنياهو عندما كتب عن حلم إسرائيل الكبرى في مذكراته وأنها تضم أجزاء من مصر والأردن، قالوا: إنها مجرد خواطر وأحلام، ولا يمكن تحقيقها.

ولفت أبو رزق إلى أن نتنياهو عندما صرح عن طموحه الشخصي وهو على رأس المعارضة أنه يسعى لضم أجزاء من مصر والأردن، قالوا إنه في المعارضة ويصرح بذلك لمزايدات انتخابية واستمالة الأحزاب المتطرفة،

واستنكر أن نتنياهو الآن وهو على رأس الحكومة الإسرائيلية، وبين يدي مشروعه وحلمه الشخصي لتغيير خارطة الشرق الأوسط، يجدد حديثه عن إسرائيل الكبرى، مؤكدا أن ذلك يعني أنها ليست طموحات بل سياسات قد تتلوها خطوات وإجراءات.

وندد أن هذا التصريح الخطير جدا يصدر في توقيت تغيب فيه أدنى فعاليات الضغط السياسي ضد الاحتلال في هذه البلدان، ويُقمع الشباب الذين يتظاهرون ضد الكيان وسفاراته وممثلياته، والأنكى والأشد، لا يجرؤ سياسي واحد من هذه البلدان على طرح اتفاقات التطبيع للنقاش.

وقال: "لنفترض أننا تجاوزنا غزة يا جماعة، لا تتظاهروا لأجل غزة، ولا تحتجوا لأجل غزة ولا لأجل أطفالها ونسائها ومساجدها ومدارسها ومستشفياتها، اغضبوا لأجل بلدانكم أنتم، لأنفسكم، لأجل شعوبكم وحدودكم ومستقبل أبنائكم"، مضيفا: "يا حيف، والله يا حيف…!".