إيذانا بفك الحصار الاقتصادي.. ترحيب واسع برفع العقوبات الأميركية عن سوريا

"القرار الأميركي إيجابي للغاية"
مع استمرار فرض العقوبات على رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد ومساعديه، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا تاريخيا بإنهاء العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، معلنا أن ذلك دعم لـ"مسيرة البلاد نحو الاستقرار والسلام".
وأكد بيان نشر على موقع البيت الأبيض الإلكتروني، استمرار العقوبات المفروضة على رئيس النظام المخلوع وداعميه، ومنتهكي حقوق الإنسان، وتجار المخدرات، والأشخاص المرتبطين بأنشطة الأسلحة الكيميائية، و"تنظيم الدولة" والمنظمات التابعة له، ووكلاء إيران.
وأشار البيان الصادر في 30 يونيو/حزيران 2025، إلى أن ترامب عازم على دعم سوريا مستقرة وموحدة، تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها، قائلا: "يريد الرئيس ترامب أن تنجح سوريا، ولكن ليس على حساب المصالح الأميركية".
وعقب توقيع الأمر التنفيذي، قال ترامب: إن رفع العقوبات عن سوريا يدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها.
وأضاف ترامب أن رفع العقوبات عن سوريا يزيل عقبة من أمام التعافي الاقتصادي، قائلا: إن الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع اتخذت إجراءات إيجابية، مشيرا إلى أن الأمر التنفيذي يلغي منع تصدير سلع معينة لسوريا.
وأوضحت وزارة الخزانة أنها أزالت بالفعل 518 فردا وكيانا سوريا من قائمة العقوبات، لكن بعضها لن يُرفع فورا.
وقال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية، إن الأمر الذي وقعه ترامب سيعيد سوريا إلى النظام المالي الدولي.
وكجزء من الأمر التنفيذي، أمر ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو بمراجعة تصنيف الرئيس السوري أحمد الشرع كـ"إرهابي عالمي".
بدوره، رحب وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، بإلغاء الجزء الأكبر من برنامج العقوبات المفروضة على سوريا، قائلا إن القرار "يمثل نقطة تحول مهمة من شأنها أن تُسهم في دفع سوريا نحو مرحلة جديدة من الازدهار والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولي".
وعد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، القرار الأميركي "إيجابيا" نحو استقرار سوريا وإعادة إعمارها بعد الدمار الذي لحق بها، ويحفز اقتصادها ويحسن مستوى معيشة السوريين، خاصة في ظل مساع الإدارة الجديدة بقيادة الشرع، بتنفيذ إصلاحات اقتصادية.
وتحدثوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سوريا، #العقوبات_الأميركية، #ترامب، وغيرها عما يعنيه احتفاظ القرار بالعقوبات على نظام الأسد وأنصاره، والمتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والجماعات الإرهابية، وإيران ووكلائها.
وعد ناشطون استثناء بعض الأطراف من الأمر التنفيذي “صفعة من واشنطن على وجه طهران وممارسة مزيد من الضغط عليها والحد من نفوذها ولي أذرعها التي أسهمت في قمع السوريين”.
وأكدوا أن "القرار إستراتيجي يدعم نهضة سوريا وانتشالها من عزلتها الاقتصادية وتحسين الليرة".
ترحيب وحفاوة
وترحيبا بالقرار الأميركي، قال الكاتب أحمد موفق زيدان: "اليوم نلمس الفتح السياسي الذي قاده الأخ الرئيس أحمد الشرع بدعم من إخوانه في دول الخليج"، موضحا أن الأمر التنفيذي برفع العقوبات عن سوريا.
وأشار إلى أن "هذا يأتي بعد الفتح العسكري في الثامن من ديسمبر"، مبشرا بأن "سوريا الجديدة قادمة بإذن الله، بهمة أحرارها ودعم أشقائها".
ووصفت الإعلامية مايا رحال القرار الأميركي بأنه "إيجابي للغاية، ويأتي في وقت مهم تتعافى فيه سوريا من نظام وحشي قمعي كتظام المخلوع بشار الأسد وتطوي سوريا هذه الصفحة الدامية وتندمج مع العالم".
وأكدت أن هذه العقوبات كانت تعيق الاقتصاد السوري وأثره الكبير على الشعب، مؤكدة أن القرار خطوة مهمة على مسار نهضة سوريا.
وعد محمد ميرا كمال، قرار ترامب "خطوة مباركة"، مؤكدا أن فائدته تنعكس على الشعب السوري، وحياته ومستقبله، ولا يخص ذلك أي سلطة، ومن اعترض أو يعترض، فهو منتفع، كما كانت عصابة الأسد، من مأساة السوريين المنكوبين.
وعرض الصحفي مصطفى كامل، مقطع فيديو يوثق الاحتفالات بعد إعلان ترمب رفع جميع العقوبات عن سوريا، "مع استمرار فرضها على الجهات ذات الصلة بالسفاح الفار بشار الأسد وعصابات تهريب وصناعة المخدرات والكبتاغون التابعة للسفاح".
انعكاسات ومآلات
وعن انعكاسات القرار الأميركي ومآلاته، أكد إسلام بكير، أن رفع العقوبات المتبقية عن سوريا "يشكل لحظة إستراتيجية فارقة"، قائلا إن هذه الخطوة تؤكد أن سوريا باتت خالية من القيود الاقتصادية وأن آفاق التنمية والاستثمار انفتحت على مصراعيها.
وأشار إلى أن في واشنطن يسود الإقرار بأن أفضل الفرص لن تتحقق دون بيئة سلمية واستقرار إقليمي، لذلك لا تقتصر وعود الولايات المتحدة على توفير شروط اقتصادية مواتية فحسب، بل تمتد إلى دعم معاهدات سلام شاملة في المنطقة (..)".
وقال بكير، إن "رفع العقوبات هو أعظم محفز للنهوض والولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء لتحقيق السلام الدائم وتمكين الاستثمارات التي تعيد بناء الاقتصاد السوري".
وقال هيثم الخليلي، إن إلغاء العقوبات الأميركية عن سوريا يمثّل تحولا تاريخيا قد يفتح آفاقا اقتصادية مهمة، إن تحقيق النتائج يستلزم خطوات إضافية هادفة، متوقعا انعكاسات فورية على سعر صرف الليرة.
وعدد المجال الاقتصادية التي سينعكس عليها القرار الأميركي ومنح إعادة الإعمار والاستثمار، واستقرار النظام المالي، مبشرا بأن "سوريا ستشهد انعاش فوري لقيمة الليرة وتسهيل تدفق الأموال على المدى القصير".
وأوضح تحسين الفقير، أن الرسالة من وراء قرار ترامب، هي أن أميركا مستعدة لدعم من يتخذ خطوات جادة نحو السلام، وأن ترامب يأمل أن تنجح "الحكومة السورية الجديدة" في تحقيق الاستقرار والسلام، ويرى إمكانيات كبيرة للتعاون معها.
وذكر أن العقوبات فرضت بسبب جرائم نظام الأسد ودعمه للإرهاب، مشيرا إلى أن بعد سقوط النظام "الوحشي"، ظهرت مؤشرات إيجابية، تستهدف دعم إعادة إعمار سوريا ومكافحة الإرهاب دون تمكين الجهات الخبيثة.
وبين أحد المدونين، أن العقوبات التي تم رفعها تسمح تصدير السلع والتكنولوجيا لسوريا وتسمح للبنوك الأميركية بتقديم قروض لسوريا ويسمح بدخول المساعدات الخارجية.
وأشار إلى أن القرار سيسهم بشكل مباشر في رفع عجلة الاقتصاد وخفض سعر الدولار واستقراره وتسهيل دخول المواد الأولية لسوريا.
وأوضح محمد علاء غانم، أن “المرسوم يعد إيذانا ببدء فكّ الحصار الاقتصادي الأميركي على تصدير الخدمات، والمنتجات، والبضائع، والتكنولوجيا الأميركية لسوريا”.
وأشار إلى أن “المرسوم يوجه وزارة التجارة لرفع القيود التي لطالما مَنَعت تصدير، أو إعادة تصدير، أي شيء أميركي لسوريا باستثناء الغذاء والدواء والتي لطالما حظرت دخول كل ما تنتجهُ الولايات المتحدة لسوريا، بل وحظرت في بعض الحالات أيضا حتى المنتجات غير الأميركية التي تدخل فيها قطع، أو خدمات، أو تقانة أميركية بحدّ يربو على 20 بالمئة”.
صفعة لإيران
وتعقيبا على إعلان القرار إبقاء العقوبات على الأسد ومساعديه ووكلاء إيران في المنطقة، قال نغم جاسم، إن "هذا يعني أن العقوبات ستنال وكلاء الحرس الثوري وعلى رأسهم كتائب حزب الله وجميع المليشيات التي ترتبط بفيلق القدس".
ويرى سعد العسل، أن "ترامب يوجه صفعة جديدة لنظام إيران بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا بقيادة الشرع مع إبقاء العقوبات المفروضة على الأسد وشركائه ووكلاء طهران".
وعد القرار "إستراتيجي يفتح الطريق أمام سوريا الجديدة نحو إعادة الإعمار واستعادة الحضور القوي في الساحة الدولية"، مذكرا بأن "السعودية كان لها دور كبير في هذا القرار".
ورأى المغرد العراقي، أن "ترامب يفتح الباب لسوريا ونظامها الجديد، ويُغلقه بوجه إيران ونظامها المنهار"، مؤكدا أن "رفع العقوبات ودعم سوريا بقيادتها الجديدة هو جزء مهم من خارطة الشرق الأوسط الجديد، المبنية على إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة".
وقال الصحفي علي العقبي، إن “ترامب يوجه صفعة جديدة لنظام إيران بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا مع إبقاء العقوبات المفروضة على الأسد وشركائه ووكلاء طهران”.