"مقترح صهيوني".. ارتياب من إعلان ترامب موافقة الاحتلال على وقف حرب غزة 60 يوما

منذ ١٣ ساعة

12

طباعة

مشاركة

بعد 634 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مارس خلالها الاحتلال أشكال الإبادة كافة ضد الفلسطينيين وتسبب في ارتقاء 56.647 شهيد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "إسرائيل" وافقت على "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما. 

وقال ترامب في حديث مع الصحفيين قبل توجهه إلى فلوريدا مطلع يوليو/تموز 2025: “سنعمل خلال وقف إطلاق النار في غزة مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب”. مضيفا أن "القطريين والمصريين سيقدمون الاقتراح النهائي لإنهاء الحرب في غزة".

وتابع ترامب: "نأمل في التوصل إلى هدنة، ونأمل أن يحدث في بحر الأسبوع المقبل (...)، سأكون حازما مع نتنياهو -رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي- بشأن إنهاء الحرب"، معربا عن أمله أن تقبل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالاتفاق.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس دون أن تسمها، إن هناك احتمالا كبيرا للتوصل إلى صفقة، لكن لا تزال هناك خلافات بين الطرفين.

وأضافت المصادر أن من أبرز هذه الخلافات شروط إنهاء الحرب ومدى انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وكان الرئيس الأميركي قد صرّح في 27 يونيو/حزيران 2025، بأنّ وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بات "قريبا".

وفي 30 يونيو، قال القيادي في حماس أسامة حمدان، إن الحركة قدّمت عبر الوسطاء رؤية متكاملة تفضي إلى صفقة شاملة، تشمل وقف العدوان على قطاع غزة وفتح المعابر وإطلاق الإعمار، لكن تعنت الاحتلال الإسرائيلي حال دون تحقيق ذلك.

ولفت إلى أن نتنياهو رفض قبل 4 أسابيع ورقة تفاهم طرحها الوسطاء تقضي بوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوما، يتبعها تفاوض يؤدي إلى هدنة دائمة وفتح المعابر لإدخال المساعدات.

وأكد حمدان، أن واشنطن لم تُبد أي موقف واضح يدين هذا الرفض، بل واصلت تبنيها مواقف الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا وجود جهود مستمرة من الوسيطين القطري والمصري، تقابلها مماطلة إسرائيلية.

وقال "حتى الآن لا يوجد أي جديد في موقف الاحتلال"، مرجّحا أن نتنياهو يقيد نفسه عمدا للحفاظ على تماسك حكومته المتطرفة.

وأبدى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي ارتيابهم وتحفظهم على إعلان ترامب موافقة الاحتلال الإسرائيلي على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، متوقعين أنها مهلة لشحن "إسرائيل" بالأسلحة والقنابل الأميركية وتمكين الكيان من التقاط أنفاسه لمواصلة عدوانه.

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزه_تباد_وتحرق، #ترامب، #غزة_الفاضحة، وغيرها أن وقف إطلاق النار المحدد بمدة زمنية لا يخرج عن كونه خدعة، مستنكرين تصعيد الاحتلال عدوانه بالتوازي مع إعلان ترامب.

وأشار ناشطون إلى أن الاحتلال يستهدف من موافقته على الوقف المؤقت للحرب سحب ورقة الضغط من يد حماس المتمثلة في "الرهائن الإسرائيليين"، ومن ثم الاستعداد للبدء بحرب ضد المقاومة تقضي عليها تماماً لتنفيذ مخطط تهجير الغزيين، داعين المقاومة للتحوط والحذر.

مقترح صهيوني

وتعقيبا على تصريحات الرئيس الأميركي، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، إن المقترح مكتوب بأيدٍ إسرائيلية خالصة (هدنة مؤقتة لشهرين لعل وعسى تقف الحرب)، فإذا رفضته حماس تصبح مجرمة ويصبّ على شعبنا الجحيم، وإذا قبلته تكون منحت العدو رغبته في عدم وقف الحرب!، متسائلا: “أي جنون هذا؟!”

وسخر الصحفي خيرالدين الجبري، من إعلان ترامب قائلا: “الطرمب ذو الوجه البرتقالي.. يراوغ من جديد؟”

ووصف الناشط خالد صافي، تصريحات ترامب، بأنها مزيج من توظيف ذكي، وإشارة لمرحلة ما بعد نتنياهو، وجسّ نبض للرأي العام، وهي لا تعني أن ترامب انقلب على إسرائيل، بل على قيادة فاشلة تُضعف إسرائيل وتُحرج داعميها.

وقال: إنها محاولة لطرح نفسه كمن يستطيع حفظ المصالح الأميركية، دون أن ينسف صورة إسرائيل "الحليفة"، وذلك بإخراج نتنياهو من المعادلة، لا بوقف الحرب لتقديرات إنسانية.

وقال الأكاديمي إسماعيل المدني: “مقترح وقف إطلاق النار في غزة: الإنتاج يهودي صهيوني، والإخراج أميركي صهيوني، وخبير التجميل عربي، فماذا نتوقع منه؟”

وأكد عبدالحاف كزمان، أن ستين يومًا لتجميل الوجه القبيح، لا لإنهاء المجزرة، قائلا إنها "هدنة بموافقة الجلاد، لا بإرادة الضحية! وغزة؟ ستعدّ الأيام... لا الثقة!".

القرار لحماس

وعن موقف المقاومة الفلسطينية وأهل غزة مما أعلنه الرئيس الأميركي، تساءل أبو صلاح: “هل ستوافق الفصائل هذه المرة؟ هل الضمان كاف؟”

وأكد الصحفي قطب العربي، أن الكلمة الآن للمقاومة قبولا أو رفضا.

واستنكر أمجد الماضي، تحديد وقت زمني مؤقت للهدنة، محذرا أهل غزة بالقول: "صدقوني هذا الوقف المؤقت لن يُجدي نفعا، يجب عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية (المشلولة)، من أجل وقف شامل لإطلاق النار وتحرير الأسرى وفك الحصار".

وتساءل المغرد عيسى: “كيف سيكون في رأيك في شكل اتفاق وافق عليه سموتريش بن غفير ونتنياهو؟ ولماذا وقف لشهرين وليس إنهاء للحرب؟” وأكد أن المقترح "طبخة جديدة"، وأن القرار قرار حماس.

فريق واحد

وتذكيرا بالدعم الأميركي غير المسبوق للاحتلال الإسرائيلي وتنديدا بتصعيد "إسرائيل" على غزة، استنكر المحلل السياسي ياسين عزالدين، إرسال ترامب كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة إلى "إسرائيل" وتوقيعه اتفاقية سلاح جديدة بقيمة 510 ملايين دولار، ثم يسرب الإعلام أنه سيضغط على نتنياهو لوقف الحرب.

وأكد أن ترامب ونتنياهو فريق واحد معادٍ للشعب الفلسطيني وهما يوزعان الأدوار بينهما، وسبق أن كذب ترامب مرات لا تحصى، رافضا الاستبعاد المطلق للغدر والخديعة منهم.

وذكر عزالدين، بأن ما قدمه ترامب نفس المقترحات السابقة، والهدف استكمال الحرب دون أن يكون لهم أسرى في غزة، قائلا: "لا جديد ومجرد تلاعب من ترامب بالكلمات يظننا أغبياء لنبلع كلامه الأجوف".

وأشار المغرد تامر قديح إلى أن غزة تتعرض كعادتها لقصف عنيف مدمر ودام في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن وقفٍ لإطلاق النار.

ولفت إلى استشهاد 90 إنسانًا منذ فجر أمس، ولا يزال القتل مستمرًا، ولا تزال الأمهات يبكين على فقدان فلذات أكبادهن.

وعطفا على ذلك، قال قديح: "استمع إلى صراخ الأطفال، إلى خوفهم وبكائهم"، متسائلا: "هل يدل ذلك على هدنة؟ أو على أملٍ بوقف الحرب على غزة!". 

وأوضح أن "إسرائيل" دمّرت مربعا سكنيا في خان يونس، أُبيدت داخله عائلات كاملة، مؤكدا أن كالعادة، كلما زاد الحديث عن وقف إطلاق النار، ازدادت المجازر دمويةً والقصف عنفاً.

وعلق الباحث ماجد أبو دياك، على قول ترامب "سنتوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب الأسبوع المقبل"، قائلا: "يبدو أنه سيكون أمامنا أسبوع سيصعد فيه الاحتلال المجرم جرائمه واغتيالاته في غزة والضفة وربما في الخارج، ظنا منه أن ذلك سيسهم في خلخلة موقف حماس".

وأكد أنها مراهنة فشلت دوما، وستفشل مع مقاومة ملتصقة بشعبها، وتتمتع بمدد تنظيمي لا ينضب.

وعن موضوع الصفقة، قال أبو دياك: "خبُرنا جدية ترامب بعد أن (لحس) مبعوثه ويتكوف اقتراحا وافقت عليه حماس، بمجرد أن أبدى نتنياهو اعتراضه عليه، ليقوم المبعوث الأميركي بعد ذلك بتقديم اقتراح من صنع إسرائيل ولا يتضمن أي التزامات بالانسحاب ووقف الحرب".

وأضاف: "يبدو أن حزم ترامب سيكون ضد حماس، ولكنه يجب أن يعلم أن هذه الحركة لا تستطيع أن تنقض غزلها، ولا أن تفرط بعناصر قوتها لكي يتمكن الاحتلال من إعادة العدوان على غزة، كما فعل في الاتفاقات السابقة".

وتابع أبو دياك: "إن صحت الأخبار عن تقديم قطر اقتراحا جديدا، فربما يكون هناك بصيص أمل بإنجاز اتفاق يوقف حرب الإبادة على شعبنا، ولكننا نعلم أن من يعطل الاتفاقات ويتلاعب بها هو نتنياهو الذي لا يريد وقف الحرب خوفا على مستقبله السياسي".

وأكد الباحث في الشأن السياسي مأمون أبو عامر، أن ترامب المنتصر في الحرب مع إيران، هو صاحب القرار الأول والأخير في وقف إطلاق النار ومن ثم وقف الحرب في غزة، متوقعا أن يفعلها.

هزيمة الاحتلال

وتحت عنوان "غزة وسباق الاحتلال مع الفشل: ما وراء عربات جدعون وتصريحات ترامب"، قال الكاتب إبراهيم المدهون، إن في اللحظة التي تتكثف فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدينة غزة وشمالها، يظهر بوضوح أن الاحتلال يخوض سباقًا محمومًا مع الزمن. 

وأضاف أن الأمر لم يعد متعلقًا بخطة منظمة أو مراحلية، بل بمحاولة يائسة لاستثمار ما تبقى من الوقت قبل أن يفرض عليه وقف الحرب.

وأكد المدهون أن التصعيد الأخير لا يعكس قوة إسرائيلية بقدر ما يكشف عن قلق إستراتيجي عميق، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول ملء كل يوم إضافي يسمح به المناخ الدولي، بالنار والدمار، على أمل تحقيق أي إنجاز يسوق داخليًا على أنه "نصر".

ولفت إلى أن الاحتلال يفعل ذلك في حين أن جوهر الواقع يقول: إن هذه الحرب الطويلة أوشكت على الوصول إلى لحظة اعتراف صريح بالفشل.

وقال المدهون، إن الاحتلال يعرف أن ما تبقى من الوقت ليس كثيرًا، ولهذا يحاول استخدام كل ما لديه من أوراق دفعة واحدة، دون انتظار، مضيفا أن تكثيف العمليات في غزة، واستدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، وتوسيع رقعة الدمار في قلب المدينة، كلها تعكس هذا الارتباك.

ونبه مدير عام مركز لندن للإستراتيجية الإعلامية أحمد رمضان، من أن المنطقة تستعد لحدث خطير، مشيرا إلى أن نتنياهو سيلتقي ترامب الإثنين، والحديث عن وقف الحرب على غزة لـ ٦٠ يوماً، لكن الجميع يخشى خدعة وحدثاً خطيراً قد يقدم عليه نتنياهو.

وأشار إلى أن تركيا حذرت من أن نتنياهو لا يرغب في وقف حرب غزة، ولذا قد يلجأ لتفجير ساحة جديدة، وسورية إحدى الدول التي يسعى للعبث بها.

ولفت رمضان إلى أن ثمَّة قلقا خليجيا من أن استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى نشر الفوضى والعنف، وهو ما يخدم جماعات تتبنى الإرهاب العابر للحدود. 

وأكد وجوب توقف حرب الإبادة في غزة، وأن يعود الاستقرار إلى المنطقة بزوال الاحتلال، وانتهاء هيمنة إيران وتدخلاتها.

وعدت المغردة يارا موافقة إسرائيل على الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، هزيمة لكيانها، مطالبة بالانسحاب من أرجاء غزة كافة ليكتمل الانتصار لغزة العزة. 

وقالت: "وانتصرت غزة رغما عن الكيان الصهيوني الإرهابي".