وثيقة سرية مسربة تكشف عن تعاون عسكري بين طالبان والصين.. ما التفاصيل؟

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

توصلت بكين وكابل إلى اتفاق ينص على مساعدة الصين لحركة طالبان في تدريب كوادر متخصصة من قوات الدفاع الجوي الأفغانية، وفقا لما أورده موقع "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسي.

ومن المتوقع أن تُدرج أول دفعة من خريجي دورات الدفاع الجوي التي ترعاها الصين ضمن فريق الحماية الشخصية لأمير "طالبان" هبة الله آخوند زاده في مدينة قندهار.

قضية حساسة 

وكشف الموقع الروسي أنه "في الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول 2025، أعدت وزارة الدفاع التابعة لحكومة طالبان وثيقة سرية، وقعها وزير الدفاع الملا محمد يعقوب مجاهد". 

وتناولت الوثيقة، التي حصل عليها الموقع، قضية حساسة تتعلق بالتعاون العسكري بين طالبان والصين.

ووفقا لما ورد فيها، فقد وجه مجاهد تعليماته إلى "القيادة الموقرة لقوات الدفاع الجوي" في جيش طالبان، وركز فيها على مهمة "إعداد كوادر مهنية لمنظومة الرادارات" ضمن قوات الدفاع الجوي لأفغانستان.

وقال وزير الدفاع في نص الوثيقة: "وفقا لقرار وخطة قيادة وزارة الدفاع، تقرر إرسال 22 شخصا إلى جمهورية الصين الشعبية من أجل تلقي تدريب مهني ورفع كفاءتهم في مجال أنظمة الرادار".

وبحسب الموقع، ذكر مجاهد بشكل خاص على أنه "تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن أيضا مع سلطات الدولة المذكورة"، في إشارة إلى الصين. 

وتابع الموقع الروسي: "وبناء عليه، كلف وزير دفاع حكومة طالبان إدارة قوات الدفاع الجوي بـ (اختيار أشخاص أكفاء ومخلصين ومؤهلين، واعتمادهم رسميا، ثم إرسال بياناتهم الشخصية الكاملة إلى مديرية العلاقات الخارجية في وزارة الدفاع لتنظيم إجراءات سفرهم)".

كما أفاد الموقع بأن "نسخة من هذه الوثيقة أرسلت إلى إدارة الاستخبارات الإستراتيجية التابعة لطالبان، والتي يرجح أنها ستشرف على عملية اختيار وإيفاد المتدربين إلى الصين، بالإضافة إلى متابعة وجودهم هناك".

ووفقا له، "يشمل ذلك أيضا مراقبة احتمالات تجنيدهم من قبل أجهزة الاستخبارات الصينية في مجال الدفاع الجوي".

وعقب الموقع على مضمون هذه الوثيقة المسربة: "لطالما ترددت شائعات حول وجود تعاون عسكري بين نظام طالبان في أفغانستان وجمهورية الصين الشعبية، إلا أن الأمر لم يكن موثقا رسميا". 

وأردف: "أما اليوم، فبات هناك دليل ملموس على هذا التعاون، على الأقل في مجال إعداد وتدريب كوادر الدفاع الجوي".

 

استشعار الخطر 

وفسر الموقع سر اهتمام طالبان بتأمين حماية متقدمة لقيادتها، فأشار إلى أن "مسألة تأمين الحماية الجوية لقيادات طالبان شهدت اهتماما ملحوظا منذ منتصف عام 2025، خاصة بعد عملية اغتيال نفذها عملاء إسرائيليون باستخدام طائرات مسيرة في إيران خلال يونيو/ حزيران 2025، واستهدفت عددا من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني".

هذا الحدث -بحسب التقرير- دفع قادة طالبان إلى استشعار الخطر وتخيل إمكانية تكرار السيناريو ذاته ضدهم.

ولفت إلى أن "الأمر يزداد تعقيدا مع الظهور المتكرر والمتزايد لطائرات مسيرة مجهولة الهوية في سماء قندهار، المدينة التي تضم المقر الرسمي لأمير طالبان الملا هبة الله آخوند زاده".

فيما يرجح المراقبون الأفغان أن هذه الطائرات المسيرة قد تكون تابعة لباكستان أو الولايات المتحدة، وفق ما ذكره التقرير.

بالتزامن مع ذلك، كشف التقرير، بحسب مصادر أفغانية، أن المحيطين بالملا آخوند زاده أولوا اهتماما خاصا، خلال صيف 2024، بتعزيز أمنه الشخصي، بما في ذلك الحماية من التهديدات الجوية المحتملة".

وعزا ذلك إلى تقديرات تخشى من أن "طائرات مسيرة هجومية قد تستهدفه، ليس فقط من قبل الأميركيين أو عناصر تنظيم ولاية خراسان (الفرع الأفغاني لتنظيم داعش)، بل أيضا من قبل بعض قادة طالبان الكبار غير الراضين عنه".

وبالتالي، قدرت طالبان، وفق التقرير، أن "إنشاء منظومة دفاع جوي خاصة، على غرار (القبة الحديدية) الإسرائيلية، فوق قندهار، أو على الأقل فوق مقر إقامة أمير طالبان، من أولويات الفريق المحيط بالملا آخوند زاده".

وأردف: "ورغم وجود مستشارين أكفاء من طهران ضمن دائرته، لكن يبدو أنه قرر عدم الاستعانة بالخبرات الإيرانية في هذا المجال، في ظل المصير الذي لقيه جنرالات الحرس الثوري في يونيو/ حزيران 2025".

الدفاع الجوي

في غضون ذلك، تظهر الوثيقة التي وقعها وزير الدفاع الملا محمد يعقوب في 13 سبتمبر/ أيلول 2025 أن قيادة طالبان تعول بشكل رئيس على الصين في إعداد جزء مهم من الكوادر المتخصصة في منظومة الدفاع الجوي الخاصة بها، حسب التقرير.

وأوضح الموقع سبب اختيار طالبان للصين، فقال: "يبدو أن هذا الخيار يعود إلى الإنجازات العسكرية والتقنية المتميزة التي حققتها الصين، لا سيما في مجال الدفاع الجوي، بالإضافة إلى مستوى الثقة المتبادل المرتفع نسبيا بين كابل وبكين".

وأضاف: "ورغم أن العلاقات بين طالبان والصين ليست خالية تماما من التوترات، إلا أن الخيارات المتاحة أمام أمير طالبان وفريقه محدودة في الوقت الراهن".

ويرى التقرير الروسي أنه "إذا تأكدت الأنباء حول تدريب متخصصين في الصين لنظام الدفاع الجوي الخاص بأمير طالبان، فسيكون من الممكن الحديث عن (دعم صيني كبير) لضمان أمن القيادة العليا لنظام طالبان في أفغانستان".

“وهو ما يعني أن الصين ستمتلك نفوذا خاصا للتأثير في هذا الجانب الأمني الحساس على نطاق واسع”. وفق رؤيته.