تصعيد غير مسبوق.. ما وراء خطوة ترامب تصنيف الإخوان "منظمة إرهابية"؟

شدوى الصلاح | منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

بينما لا يزال الجدل قائما حول تعريف "الإرهاب" والعلاقة معقدة بين الولايات المتحدة وحركات الإسلام السياسي، وجه الرئيس الأميركي إدارته للشروع في خطوات رسمية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، في قرار يُعدّ الأوسع من نوعه ضدها في أميركا.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات خاصة لصحيفة Just The News نشرتها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أنه وجّه إدارته للشروع في خطوات رسمية لتصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كمنظمة إرهابية أجنبية، وأن الخطوة "ستتم بأقوى وأشد العبارات"، وأن "الوثائق النهائية يجرى إعدادها".

وجاء هذا الإعلان بعد أيام من قرار حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت تصنيف الإخوان ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) منظمتين إرهابيتين وإجراميتين عابرتين للحدود داخل الولاية.

ويمنع القرار أعضاء المنظمتين من شراء الأراضي ويصعّد الجدل حول استهداف المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.

وعلى خلفية ذلك، أعلن مجلس كير، تحريك دعوى قضائية اتحادية ضد حاكم ولاية تكساس، مؤكدا أن قراره يخالف القانون والدستور.

وحذّر من أن هذه القرارات تزيد التعصب والكراهية ضد المسلمين. مشيرا إلى أن أبوت يستند في قراره إلى "نظريات مؤامرة معادية للمسلمين تم دحضها"، وإلى "بيانات ملفّقة واتهامات تحرّض على المسلمين"، من بينها الادعاء الكاذب بأن فرع "كير" يسعى لتطبيق الشريعة في تكساس. 

وأكد مركز كير أن هذه الاتهامات تهدف إلى إساءة استخدام السلطة لترهيب أقلية دينية بأكملها وتشويه سمعتها.

وسبق أن سعت إدارة ترامب خلال ولايته الأولى (2017–2021) إلى تصنيف الإخوان المسلمين في منظمة إرهابية؛ حيث ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنذاك سارة ساندرز أن ضم الجماعة إلى قائمة المنظمات المحظورة كان مطروحا داخل دوائر القرار، لكن الإدارة لم تتخذ في النهاية قرارا رسميا.

وحذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، ترامب من مغبة تصنيف الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي. مؤكدة أن ذلك  له تداعيات خطيرة و"من الممكن أن تثير هذه الخطوة التطرف ويدمر العلاقات بين واشنطن وحلفائها.

وأشار خبراء وكالة الاستخبارات المركزية في تقرير استخباراتي صدر في 31 يناير/كانون الثاني 2027، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التي لديها الملايين من الأنصار في مختلف أنحاء العالم "رفضت العنف في إطار سياستها الرسمية وعارضت كلا من القاعدة وداعش".

وزعم التقرير أن "أقلية فقط من أعضاء الإخوان المسلمين تورطوا في أعمال عنف، وجاء هذا، في أغلب الأحيان، ردا على الاضطهادات القاسية من قبل النظام (في الدول التي تتواجد فيها الجماعة)، أو الحالات التي عدوها احتلالا من الخارج، وفي إطار النزاعات الأهلية".

ولفت إلى وجود فرع للجماعة في كل من الأردن والكويت والمغرب وتونس، محذرا من أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في هذه الدول والمنطقة بأسرها "يشعرون، على الأرجح، بقلق لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مجال سياستهم الداخلية، وإلى تغذية التطرف وإثارة غضب المسلمين في سائر أنحاء العالم".

وقال التقرير، في هذا السياق: "تتمتع جماعات الإخوان المسلمين بدعم واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيعدّ كثير من العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا اعتداء على قيمهم الدينية والاجتماعية الحيوية".

ويسعى جمهوريون وديمقراطيون في الولايات المتحدة منذ سنوات إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، محاولين الربط بينها وبين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) أو منظمات مدنية قانونية داخل البلاد. 

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد ذكرت في أغسطس/آب الماضي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يدعم مشروع قانون في الكونغرس يصنّف الإخوان "منظمة إرهابية".

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قد كشف في تصريحات في أغسطس/آب 2025، أن العمل جارٍ على تصنيف الجماعة إرهابية، مضيفا أن العملية قد تستغرق وقتا؛ لأن "جماعة الإخوان لديها العديد من الفروع والجبهات التابعة لها التي يجب فحصها بشكل فردي".

وتحدث عن التحديات القانونية التي حالت حتى الآن دون فرض عقوبات على الإخوان المسلمين، متوقعا أن يحصل طعن في هذا التصنيف في المحكمة؛ لأنه يمكن لأي جماعة أن تقول: حسنا، أنا لست إرهابية حقا. 

وأضاف: "عليك إظهار أوراقك (...) عند مثولك أمام المحكمة". مشيرا إلى أن هناك "عملية داخلية" تتضمن "إجراء مراجعة، وتوثيقها وتبريرها" بغية "التأكد من صحة الأمر".

وتجدر الإشارة إلى أن النظام المصري الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي صنف جماعة الإخوان المسلمين الدينية السياسية التي أسست في مصر عام 1928، كتنظيم إرهابي، وذلك بعد الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي والانقلاب عليه.

وتعقيبا على إعلان الرئيس الأميركي الأخير، وجَّه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة شكر لترامب، قائلا: "أود أيضا أن أشيد بترامب لقراره حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها منظمة إرهابية. هذه المنظمة تُهدد الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه". 

وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا: "ولذلك، قامت دولة إسرائيل بالفعل بحظر جزء من المنظمة، ونحن نعمل على استكمال هذا الإجراء قريبا". 

وأدان ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، إعلان ترامب اعتزامه تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي أجنبي، مشككين في هذه التصنيفات ومحذرين من تداعيات استخدامها كذريعة لملاحقة أعضاء الجماعة وتصفية الخصوم السياسيين.

واستنكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الإخوان_المسلمين، #دونالد_ترامب، #نتنياهو، وغيرها، ترحيب وإشادة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بإعلان الرئيس الأميركي، وتحدثوا عن دور الصهيونية والأنظمة العربية في خروج هذا القرار.

مخطط صهيوني

وتأكيدا على أن تصنيف الإخوان "إرهابية" مخطط صهيوني وتسليطا للضوء على دور العرب، أشار المدون مخيمر إلى أن السيناتور الجمهوري تيد كروز، أعلن خلال استضافته في منتدى لمنظمة (هيرتدج) أنه يشرع قانون لإضافة الإخوان كجماعة إرهابية وشرح لماذا كان يتم رفض القانون دائماً وأنه حاول كثيرا قبل ٢٠١٥.

وأوضح أن كروز يعد رجل إسرائيل الأول في مجلس الشيوخ الأميركي ومنظمة (هيرتدج) أكبر داعم لترامب ومصدر سياساته وهي إنجيلية صهيونية وليست إسرائيلية لكن في النهاية مصالحهم تتلاقى.

ولفت إلى كروز قال خلال منتدى هيرتدج: إن المشكلة أنه كان يريد إضافة (جماعة الإخوان العالمية بكل فروعها) لقائمة الإرهاب، لكن بيُقابل طلبه برفض قانوني ويقال له مش كل فروع الجماعة بيستخدموا العنف فمينفعش نصنفها كلها.

وأوضح أن كروز قال: إنه وجد الحل الأسهل وسيستهدف الجماعة من تحت لفوق، وسيضمون كيانات تابعة لها وفروع معينة أو حتى مثلا استغلال تأييدهم لحماس وسيضعونهم على قائمة الإرهاب فرع فرع وشخصية شخصية حتى يصلوا لفوق، وأن الجماعة ستكون مصنفة عالمياً وكان يطمئنهم أنه شغال على الموضوع ولن يهدأ حتى يمر.

وأشار إدريس العيساوي إلى أن ترامب يريد تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، ونتنياهو يبارك الخطوة، مذكرا بأن مصر والإمارات سباقة في ذلك، والعلمانيون والليبراليون الذين أكثروا الفساد وباعوا الأوطان وقتلوا العلماء وكمموا الأفواه وسارعوا إلى التطبيع والخيانة والعمالة وهم نشاز عن هوية الأمة الإسلامية ومقدساتها يعدون هذه الخطوة متأخرة جدا.

وقال: إن علماء السلطان لعلهم يفتون لترامب ونتنياهو بشرعية هذا التصنيف، مضيفا: “هنا لا بدَّ أن يسأل العربي والمسلم نفسه لما اجتمع اليهود والأميركان والعربان والمطبعون والعملاء وسقط المتاع، وأراذل القوم والإمعات على هذا العداء لهذه الجماعة المباركة؟!!!”

وتساءل العيساوي: "أليس فيها -الجماعة- الدعاة المخلصون؟ والعلماء العاملون؟ والمجاهدون الصادقون؟ والحفاظ المتقنون؟ والزهاد المتنسكون؟ والمنفقون المتخفون؟ والكتاب العفيفون؟ ألم يدافعوا عن المقدسات وقدموا في سبيل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء في كل جبهات الصراع؟".

وتابع تساؤلاته: "أليس هم مع غيرهم من العلماء الربانيين من كل المدارس والتوجهات، وقفوا في وجه المد الشيوعي والإلحادي؟! حتى جعلوه ينحسر في جحره، ويرجع من حيث أتى؟! أليس هم مع غيرهم من المفكرين الذين دافعوا عن بيضة الإسلام، وأناروا للمسلمين معالم الطريق، ليتفيؤوا الظلال الوارف بعز الإسلام؟!!".

وواصل العيساوي تساؤلاته: "أليس هم من قالوا الحق المر بوجه الطغاة المستبدين من أمثال حافظ الأسد وغيره، وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس والمهج والأرواح، ومواكب شهدائهم تترى، وعرائسهم تزفّ في سبيل هذا الدين، وحاديهم ينشد: القرآن دستورنا والإسلام ديننا والله غايتنا ومحمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا والموت في سبيل الله أغلى أمانينا".

وأكد المدون، أن المشكلة مع الجماعة لأنهم يحملون همَّ هذه الأمة أصابوا أو أخطأوا. موضحا أن المشكلة معهم لأنهم لم يهادنوا، ولم يطبعوا، لم يخونوا، لم يتنازلوا عن الثوابت والمقدسات".

وقال: إن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه الجماعة ليس فيها أخطاء، بل الخطأ من طبع البشر والذي يواجه هذا الكفر كله وذيولهم في بلداننا العربية والإسلامية يتعرض لما يتعرض العاملون". محذرا من أن تكون خصما يوم القيامة لولي منهم أو شهيد، أو عالم، أو منفق، باع هذه الدنيا واشترى الآخرة.

وذكر المحلل السياسي ياسر الزعاترة، بأن تصنيف ترامب الإخوان "جماعة إرهابية" مطلب الصهاينة والمتصهْينين. مؤكدا أنه دعاية مجانية للجماعة، بصرف النظر عن توصيفاتها التي تختلف أصلا من بلد إلى آخر، كما يختلف دورها وحضورها وتصنيفها أيضا.

وقال: "ترامب لم يعد معنيّا بقصة "الديمقرطة" و"الحريات"، فهو تاجر بلطجي قبل أي شيء آخر، نقول ذلك لأن قمع أكبر تيار سياسي في أي بلد، لا يعني غير شطب الديمقراطية والحريات، حتى لو تمّت تغطية ذلك بانتخابات صورية، فضلا عن تجاهل الصناديق بالكامل".

وأوضح الزعاترة، أن المعضلة أن الأمر قد يتجاوز الدول العربية إلى الجاليات المُسلمة في أميركا ودول الغرب؛ لأن ربط أي نشاط إسلامي بالجماعة لن يكون أمرا صعبا، إذا قرّرت السياسة ذلك، ومن ضمنه تعزيز ظاهرة "الإسلاموفوبيا".

وأضاف أن الحمقى فقط هُم من يعتقدون أن "الإخوان" جماعة أو "تنظيما دوليا" بالمعنى المتداول؛ إذ إنها في الحقيقة تيّار فكري وسياسي يحمل مُسمّيات مختلفة، بحسب الظروف الموضوعية السائدة في كل بلد.

وتابع الزعاترة: من هنا يمكن القول إن الفصل بين استهداف الجماعة أو تجريمها، وبين مطاردة "التديّن" كحالة تمنحها الحاضنة، ومعها كل قوى "الإسلام السياسي"، لا يبدو واقعيا.

وأكد أن هذه المعادلة القادمة إذا فعَّلها ترامب، تبدو نقيضا واضحا لمعادلة الثمانينيات حين انحازت أميركا للظاهرة الإسلامية في مواجهة الشيوعية، والسبب أنها تعد "التيار الإسلامي" عقبة كبرى في مواجهة مشروعها للهيْمنة على المنطقة.

وتساءل الزعاترة: هل ستواصل أميركا هذا الجنون بعد ترامب، أم سيتراجع مع انحسار النفوذ الصهيوني بوصفه المحرّض على "الإخوان"، ولا سيما "حماس" المحسوبة من تيارهم؟!

ورأى أنه يصعب الجزم؛ لأن المُقاربة أعلاه قد تستمر، لكن النتيجة التي نؤمن بها هي أن هذا الدين كان وسيبقى عصيّا على محاولات التغييب. ولو لم يكن كذلك لاندثر منذ زمن بعيد تبعا لضخامة الهجمات التي تعرّض لها على مدار القرون.

وأوضح الصحفي نظام المهداوي، أن الحكام العرب أقنعوا ترامب ضغطوا عليه كي يصنّف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا. مؤكدا أن هذا دأبهم منذ زمن: يتخلّصون ممن يتوهمون أنه يهدد عروشهم، ثم ما يلبثون أن يكتشفوا تهديدا أعظم لا قدرة لهم على احتوائه، فيعودون مهرولين إلى باب البيت الأبيض يستجدون الحماية.

وأشار إلى أن من قبلُ لم تكن لهم مشكلة مع الإخوان أصلاً، كانوا يريدون فقط التخلص من الرئيس العراقي صدام حسين، فجاءتهم إيران فوق رؤوسهم كقدرٍ محتوم.

وذكر المهداوي، بأن الإخوان رفعوا شعار "سلمية سلـمية"، وما من تنظيم إرهابي- داعش أو القاعدة- إلا وكفّرهم وعدّهم خصما. محذرا من أن هذه الجماعة إذا صُنفت بالإرهاب، فلن يجد الشاب المتحمس سوى التنظيمات العنيفة بديلا، وحينها يفتح الباب واسعا أمام من ينهج الإرهاب لا من ينبذه.

وقال: وحين يطلب حكّام مسلمون من رئيسٍ أجنبي أن يصنّف جماعةً إسلاميةً واسعة الامتداد بأنها "إرهابية"، فكأن لسان حالهم يقول للعالم كله: الإسلام هو الإرهاب".

وأوضح المهداوي أن في الغرب- مهما أنكروا- يحكم الدينُ السياسة من خلف الستار: "فالعدوة الرئيسة للعرب والمسلمين هي دولةُ الاحتلال التي اغتصبت فلسطين باسم الدين، ويحكمها اليوم غلاةُ الصهيونية".

ولفت إلى أن قاعدةُ ترامب الانتخابية يمينٌ مسيحي متطرف، ومستشارة ألمانيا كانت تقود الحزب الديمقراطي المسيحي.

وأضاف المهداوي: "إلا في العالم العربي والإسلامي، فالحرب لا تُشنّ إلا على كل ما هو إسلامي: اجتثاثٌ، وتجريفٌ، وإبادةٌ سياسية، وكأن الخلاص من الإخوان سيُمطرُ على الأمة ديمقراطيةً، أو سيطيح بالفساد، أو سيقوّم قضاء فاسدا، أو سيحرر حاكما مرتهنا للغرب.".

وسام شرف

واستنكارا لإشادة نتنياهو بتصنيف الإخوان "إرهابية"، عد يحيى غنيم، القرار وسام شرف على صدر الإخوان! متسائلا: “هل يفهم المعيز والأقزام والمتصهينون العرب هذا؟ ومن العدو ومن الصديق؟”

وتابع تساؤلاته: “هل يقطع هذا لسان الإعلام السيساوى المتخلف عقليًا الذي يردد على بهاليله صباحًا ومساء أن الإخوان صناعة أميركية، وأن النجسياهو هو مرشدهم؟! وهل تُغلق سرايا المجانين المسماة زورًا وسائل الإعلام المصري؟!”

وأكد الأكاديمي د.سعيد إسماعيل، أن ترامب عندما يصف الإخوان بالإرهابيين، ويظهر نتنياهو سعادته بذلك، فهذا يضيف إلى الإخوان، ولا يخصم منهم.

وقال خالد أحمد: “عندما يسعد الطغاة والصهيونية بإعلان ترامب جماعة الإخوان جماعة إرهابية فتأكد أن الإخوان هم النور الذي تخشاه طيور الظلام”. داعيا الله أن يحفظ الإخوان وأنصارهم من خبث طيور الظلام وليتوقف هؤلاء الجهلاء عن نقد الجماعة ويتركوها تشفي جراحه لتعود نقية قوية.

تصنيف حسب الطلب

وتحت عنوان "التصنيف حسب الطلب!؟"، أكد حسن مدبولي، أن توصيف الجماعات والمنظمات الدولية بـ"الإرهابية" لم يعد يخضع لمعايير قانونية أو سجلات عنف لا لبس فيها، بل بات قرارًا محكومًا بالمصالح والرغبات السياسية أكثر مما تحكمه الوقائع.

وقال: إن ما كان يُفترض أن يكون أداة لضبط العنف صار بطاقة تُسحب وتُمنح حسب الطلب، وتتحول معها حملات مواجهة الإرهاب إلى عمليات انتقائية تكشف تناقضات صانع القرار أكثر مما تكشف حقيقة الجماعات محل الجدل.

ورأى مدبولي، أن هذه المفارقة تتجلى بوضوح عند مقارنة مسلسل التلويح المتكرر بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي داخل الولايات المتحدة، بعمليات تصنيف أخرى تمت ضد جماعات تختلف بنيويا وفلسفيا عن جماعة الإخوان.

وأضاف أن الإخوان، رغم كل ما يُؤخذ عليهم سياسيًا وفكريًا، ليسوا تنظيمًا مسلحًا يستهدف الولايات المتحدة أو يدير خلايا عنف عابرة للحدود، ولم تقدم واشنطن نفسها يومًا دليلًا جنائيًا يضع الجماعة في فئة التهديد الأمني المباشر، ومع ذلك يعود مطلب تصنيف الجماعة كجماعة إرهابية إلى السطح.

واستنكر مدبولي، أن ذلك يحدث كلما أرادت إدارة أميركية إرسال إشارات معينة لحلفاء إقليميين، أو تسجيل موقف انتخابي يبدو فيه الرئيس أكثر "صرامة" وأشد انتماء وإخلاصا للمسيحية الصهيونية.

ورأى أن المسألة باتت ملفا مستهلكا يُستدعى للضغط ثم يُعاد إلى مكانه عندما تتغير الحسابات، ملفا لا يُفتح لأن الوقائع تبدلت، بل لأن المصالح الذاتية تغيرت.

وتساءل مدبولي، عن  جدوى قوائم يُمكن أن يُسقط منها تنظيم مسلح كامل الأركان بمجرد أن تحتاج الولايات المتحدة صفقة سياسية، بينما يُلوّح بتصنيف جماعة سياسية غير مسلحة؛ لأنها تُربك معادلات بعض الحلفاء أو تُستخدم كورقة دعائية في سباق انتخابي؟

وتابع تساؤلاته: “كيف يمكن الوثوق بتصنيف يتحرك صعودا وهبوطا وفق إيقاع المصالح، لا وفق معايير موحدة أو تحقيقات أمنية جادة؟، وكيف يمكن للعالم أن يأخذ خطاب الحرب على الإرهاب بجدية، بينما واشنطن نفسها تكيّف تعريف الإرهاب كلما احتاجت هي أو أحد حلفائها المقربين إلى ذلك؟”

وواصل مدبولي تساؤلاته: “كيف يستساغ التأييد الأميركي اللامتناهي لمرتكبي جرائم وصفت بأنها إبادة جماعية ضد شعب أعزل، مع ارتداء ثوب العدالة وتقمص دور المدافع عن السلم المحلى وتصنيف جماعات سياسية أخرى؟”

وأكد أن ما يفعله ترامب اليوم في ملفات تصنيف الإرهاب ليس سوى إعادة تدوير لنفس اللعبة: "طرح التصنيف ثم سحبه ثم التلويح به مجددًا، وفق الحاجة واللحظة وميزان التحالفات".

وقال الدبلوماسي المتقاعد أحمد حيدر الناصر الغامدي: "صنف يا ترامب كما شئت فغدًا ستتفاوضون معهم كما تفاوضتم مع دول محور الشر وكما تتفاوضون مع حماس التي تصنفونها منظمة إرهابية! تلعبون سياسة ( إرضائية ) مزدوجة ومؤقتة لتطولوا 

بلح الشام وعنب اليمن!".

وأكدت أمينة الكواري، أن تكرار الحديث عن تصنيف الإخوان منظمة إرهابية في هذا التوقيت ليس كخبر منفصل، بل كجزء من سياق سياسي مُتكامل.

وقالت: "تحت وطأة الخوف والهلع المستمر من 2011، إسرائيل والإمارات تواصلان الدفع باتجاه منع أي محاولة لإعادة شرعنة حماس أو إعادة تدوير الإخوان سياسياً تحت أي غطاء جديد، سواء في غزة، أو في السودان، أو في أي ملف آخر في المنطقة".

وتحدث ناشطون عن مصير الجماعات الإسلامية في كل من اليمن والسودان وتونس وغيرها من الدول الأخرى وتداعيات القرار الأميركي عليها ومدى مساسه بها وبتشكيلها.