استشهاد ٢٥ فلسطينيا في قصف إسرائيلي جديد.. وناشطون: متى يتوقف قتل أطفال غزة؟

"متى ستتوقف التسويات والترضيات السياسية على حساب دماء شعبنا في غزة؟"
استمرارا لسلسلة الاعتداءات التي بدأت منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات نالت منازل ومراكز إيواء في مدينتي غزة (شمال) وخان يونس (جنوب).
إذ نفذ في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عمليات قصف ونسف استهدفت منازل المواطنين في عدة مناطق من غزة، بما في ذلك حيي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة، ومناطق شرق خان يونس وجباليا.
كما شنّ طيران الاحتلال ثلاث غارات جوية على مدينة رفح جنوب القطاع، وتواصل الزوارق الحربية إطلاق النار في محيط ميناء غزة، والمناطق الشرقية من رفح الفلسطينية.
وأدى هذا القصف إلى استشهاد 25 فلسطينيا وإصابة 77 آخرين، ما أدى لارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2025 إلى 242 شهيدًا، ونحو 614 مصابًا.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه هاجم أهدافا لحركة المقاومة الإسلامية حماس في أنحاء قطاع غزة، ردا على ما قال إنه استهداف لقواته في منطقة رفح جنوبي القطاع.
وأقر بانتهاك وقف إطلاق النار؛ إذ قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن سلاح الجو شن غارة على منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، عقب ما قالت إنه إطلاق نار من قنّاصة فلسطينيين تجاه قوة إسرائيلية في رفح "دون إصابات".
وأدنت حماس بشدة المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبها في غزة وخان يونس وعدتها "تصعيدا خطيرا يسعى من خلاله مجرم الحرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى استئناف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت: "نرفض الادعاءات الصهيونية حول تعرّض قواته لإطلاق نار، ونعدها محاولةً واهية ومكشوفة لتبرير جرائمه وانتهاكاته التي لم تتوقف، حيث ارتقى أكثر من 300 شهيد منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وتواصلت سياسة هدم ونسف البيوت، وإغلاق معبر رفح البري، في تحدٍّ إسرائيلي صارخ للضامن الأميركي والإقليمي".
وطالبت "الوسطاء في مصر وقطر وتركيا بصفتهم جهات ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الوفاء بتعهداتهم، وإلزام الاحتلال المجرم بوضع حدّ فوري لخروقاته التي تهدّد مسار وقف إطلاق النار".
وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب 4 فلسطينيين بينهم طفل برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام نابلس، وامتدت الاقتحامات لتشمل مدن جنين وطوباس وطولكرم وبيت لحم، وبلدات دير شرف غرب مدينة نابلس، والمزرعة الغربية شمال رام الله، وقرية الجيب شمال القدس.
وجاء التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، في أعقاب شن جيش الاحتلال، سلسلة غارات جوية على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا اللبنانية، واتبعها باستهداف بلدات عيناتا وطير فلسية ودير كيفا وشحور جنوب لبنان، وذلك عقب إنذاره مواطني تلك البلدات بالإخلاء.
وبرر الاحتلال خروقاته لوقف إطلاق النار في لبنان في البيانات التي أنذر فيها بإخلاء البلدات الأربع بأنه "سيهاجم على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله". مدعيا أن الهجوم يأتي "للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".
كما جاء التصعيد على غزة بالتوازي مع زيارة رئيس وزراء الاحتلال المنطقة السورية العازلة التي يسطر عليها الكيان منذ نهاية العام الماضي، بمشاركة وزيري الدفاع يسرائيل كاتس، والخارجية جدعون ساعر، إضافة إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير، في انتهاك للسيادة السورية.
وحمل سياسيون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية التمادي الإسرائيلي وتصعيد الخروقات إلى الإدارة الأميركية بقيادة ترامب ومجلس الأمن الدولي، مستنكرين عدم تحركهم بشكل كاف لإيقاف العدوان على غزة، وإطلاق يد الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة جرائمه.
واستنكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تحت_القصف، #عين_الحلوة، #سوريا، #مجلس_الأمن، وغيرها، توسيع الاحتلال جبهات القتال في غزة وسوريا ولبنان، وتصعيد التوترات في المنطقة، ومواصلة عدوانه.
واستهجن ناشطون ادعاء الاحتلال كعادته أن هجومه على غزة هو رد فعل على هجوم سابق، بينما دوما تكون ذرائعه غير صحيحة مستغلا أنه مصدر المعلومة وأنه يحظى بغطاء دولي لا يُعرّضه للمحاسبة. مشيرين إلى أن تبريره للتصعيد هو جزء من إستراتيجيته لمواصلة عدوانه على غزة.
مخطط مدروس
وتفاعلا مع التطورات، كتب محمد هنية، أن منذ لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار، لم تتوقف يد الاحتلال عن العبث في الخفاء، وأن ما ظنه البعض تهدئة، كان في الحقيقة وقتًا مستقطعًا تُدار فيه غرف العمليات الاستخباراتية بأعلى طاقتها: مراقبة، تحليل، رصد حركة الناس والمقاتلين، وتغذية بنك أهداف يتجدّد يوما بعد يوم.
وأكد أن الاحتلال عاد ليكشف نواياه بوضوح، وأن ما جرى لم يكن صدمة ولا طارئًا، بل حلقة جديدة في مخطط مدروس: تهيئة مسرح العمليات، ثم إطلاق الرصاص تحت غطاء "الرد المشروع" أو "تحييد مقاتلين".
وأشار هنية إلى أن المعادلة تتكرر: "جمع معلومات، صناعة ذرائع، ثم عدوان معلن، يُسوَّق للعالم بلغة مخادعة تخفي الحقيقة".
وقال: إن ما نعيشه ليس هدنة، بل فصل آخر من العدوان المستمر بثوب جديد.. في الظاهر سكون، وفي العمق خرائط تُرسم، وواقع يُفرض، وغزة تُعاد كتابتها تحت وطأة النار، بينما يتفرّج العالم على تفاصيل الإبادة وهي تُدوَّن بهدوء.
واستنكر براء نزار ريان، أن العدو كلما لاح له هدف سارع لاغتياله، وذبح عشرات الأطفال والنساء بحجة استهدافه، والإعلان عنه كردّ على احتكاك ميداني مزعوم.
واستهجن سعيد زياد، بدء العدو سلسلة اغتيالات جديدة لقادة المقاومة بعد أن عبّأ بنك أهدافه من جديد خلال الأسبوعين الماضيين.
وأوضح أن المعادلة أصبحت كالتالي: "استغلال حالة احتمال حول الخط الأصفر، أو اختلاق حالة، من أجل شن عمليات اغتيال وقتل جماعي ومجازر"، موضحا أن هذا هو الواقع الأمني الجديد الذي يريد العدو فرضه خلال الأسابيع الحالية.
وعطفا على ذلك، قال زياد: إن قضم جيش العدو لهذه المساحة الواسعة من أرض غزة (الصغيرة أصلا) ووجود قواته في قلب المناطق السكانية يعني أن حالة الاحتكاك ستظل قائمة، فبالتالي الخروقات ستظل قائمة، سواء بحجج واهية مستغلّة أو مخترعة.
وأضاف: "اليوم حدث احتكاك في رفح، بحسب رواية العدو التي لا نملك غيرها في ظل انقطاع الاتصال مع المقاتلين هناك، وبحسب رواية العدو نفسه، لم يُصب أيّ من جنوده إثر الاشتباك الذي حصل (إن حصل أصلا)، وعلى إثر ذلك تحركت على الفور أسراب الـF16 بأوامر اسرائيلية أميركية لاستئناف قتل الناس".
وعرض جهاد حلس مقطع فيديو لناشط إغاثة يرفع يحمل جثمان طفلة ويصرخ متسائلا: "متى ستنتهي مشاهد قتل أطفال غزة.. يا عالم يا ضمائر يا مسلمين يا عرب يا أمم.. هؤلاء أطفالنا يقتلون وما ذنبهم..؟"، قائلا: “هذه غزة الآن.. أين مجلس الأمن، أين الدول العربية والإسلامية !!”
وانتقد عاصم النبيه ادعاء إسرائيل أن الغارات الأخيرة في غزة ردا على إطلاق نار قرب الخط الأصفر، في تصريح يبدو أنه لا يراعي ذكاء الناس وكأن إسرائيل لا تمتلك أنظمة مراقبة فائقة وأسلحة دقيقة ومسيرات تجوب القطاع 24 ساعة ويمكنها تحييد من يطلق النار وقت الحدث مباشرة.
وأشار المغرد تامر قديح إلى أن الجيش الإسرائيلي ادّعى أن قواته تعرضت لإطلاق نار في غزة دون وقوع إصابات، وبعد ذلك قصف قطاع غزة ونفذ عمليات اغتيال، مؤكدا أنه يمتلك بنك أهداف، وعندما أتيحت له الفرصة اختلق الحجة وقصف غزة.
أميركا المسؤولة
من جانبه، حمل مأمون أبو عامر أميركا مسؤولية مذبحة غزة التي تمت بأيدٍ إسرائيلية، مستنكرا أن نتنياهو لم يكتفِ بمذبحة عين الحلوة أمس الأول ضد صِبْية في أحد ملاعب كرة القدم، انتقاما من عملية عتصيون في الضفة الغربية.
واستهجن إعادة نتنياهو الكرة اليوم ويرتكب مذبحة في غزة حتى اللحظة 28 شهيد، منهم 17 طفلا وامرأة، بحجة إطلاق الرصاص على جيش الاحتلال من دون وقوع إصابات. مؤكدا أن هذه المرة بضوء أخضر أميركي.
وتساءل أبو عامر: "متى ستتوقف التسويات والترضيات السياسية على حساب دماء شعبنا في غزة وخارجها!!، وأين قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار؟!، ولماذا لا يصدر الكفلاء والضامنون مواقف تدين الجريمة البشعة!!".
وقال فايز أبو شمالة: إن دماءنا العربية النازفة في قطاع غزة بعد اتفاقية وقف إطلاق النار يتحمل مسؤوليتها الرئيس الأميركي ترامب شخصيا، فهو الذي يرأس مجلس السلام، وهو الذي يقيم مركز للقيادة الأميركية جنوب تل أبيب.
وأضاف أن هذا الوكر الاستخباري هو الذي أعطى الإذن للطائرات الإسرائيلية بخرق وقف إطلاق النار، وقتل 25 عربيا، وجرح العشرات مساء هذا اليوم، متسائلا: “أين شهود وقف إطلاق النار من الدول العربية والإسلامية؟”
فيما رأى ياسين عزالدين، أن قرار مجلس الأمن هو الذي أعطى جيش الاحتلال الإسرائيلي غطاء لارتكابه عدة مجازر في غزة أدت لارتقاء شهداء ووقوع مصابين. مؤكدا أن الوسطاء والضامن الأميركي وقرار مجلس الأمن كلهم يتيحون للاحتلال أن يختلق الذرائع لارتكاب المجازر والتنصل من التزاماته.
وأكد أن قرار مجلس الأمن يديم الوضع الحالي في غزة لعامين على الأقل، مشيرا إلى ارتكاب الاحتلال قتل ومجازر دون حساب ومساعدات تدخل بالقطارة ودون إعادة إعمار.
وتساءل عزالدين: “أين حصل إطلاق النار؟” قائلا: "لا توجد إصابات ولا أضرار معناه لا يوجد إطلاق نار، فقط كذب من الاحتلال، لكن لا أحد يحقق في ما حصل ولا يتحقق من كلام الجيش، فكلامه منزل عند الوسطاء".
وتهكم قائلا: "غدا إن تم تطبيق قرار مجلس الأمن سيرتكب الاحتلال المجازر بحجة أن هنالك سكينًا مخبأة في نفق بالطابق العاشر تحت الأرض أسفل مستشفى الشفاء، وتفضلوا يا عالم اثبتوا للاحتلال أنه لا يوجد شيء".
فيما كتب عبدالله الشايجي: "أضرب في أي مكان وقتما أريد أينما أريد!!! واللي مو عاجبه يبلط البحر.. هذا هو الوضع الطبيعي الجديد الذي تريد إسرائيل بدعم وغطاء من ترامب وإدارته تكريسه!!! ويروج ترامب للتطبيع في شرق أوسط جديد ينصب نفسه وجماعته قادة مجلس المنطقة في عودة لعصر الوصاية والاستعمار!!".
وأشار إلى أن العدو الصهيوني ارتكب مجزرتين في أقل من يوم في لبنان وغزة، وقصف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مساء أمس الأول وأزهق أرواح 13 شهيدا مدنيا بريئا، وأزهق أمس حياة 25 فلسطينيا مدنيا بريئا في ساعات في غزة النازفة والجائعة والنازحة!!
واستنكر الشايجي تصعيد الاحتلال فيما يفاخر ترامب بخطابه الخصب أنه أوقف 8 حروب ومنها حرب غزة، ويقر مجلس الأمن مشروع قرار ينصب ترامب رئيسا لمجلس السلام لإدارة قطاع غزة، وإرسال قوات الاستقرار لنزع سلاح حماس دون محاسبة.
وندد بما أقره مجلس الأمن دون أن تدفع إسرائيل الثمن ودون محاسبة وعقاب للجرائم والمجازر التي ترتكبها، بل تمكينها الإفلات من العقاب، بالإضافة إلى دفع تعويضات وفواتير إعادة إعمار ما دمرته آلة قتلها وتدميرها وإبادتها والذي يُقدَّر بـ70 مليار دولار.
توسيع الجبهات
وتحت عنوان "نتنياهو يعربد في سوريا ولبنان وغزة والضفة.. والعرب يتحدّثون عن السلام!!"، أشار ياسر الزعاترة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي زار الأراضي السورية المحتلة، رفقة وزير حربه ووزير خارجيته ورئيس أركان جيشه.
ولفت إلى أن زيارة نتنياهو جاءت فيما كانت قواته تقتل العشرات في غزة وتعربد في لبنان وفي الضفة الغربية، وجرّافاته تسرّع الاستيطان والضم.
وسخر الزعاترة قائلا: "هذا وسلطة "احمونا" وضامنو اتفاق غزة وعرب آخرون يتشبثون بعبارة تافهة في قرار مجلس الأمن تتحدث عن إمكانية حل في زمن ما".
وتساءل: "أي بؤس بلغه واقعنا الرسمي في هذه المرحلة؟!"، قائلا: "بلطجي أزعر تسخر منه الصين وروسيا، يبثُّ الرعب في أوصالهم!".
وندد علي أبو رزق بمهاجمة العدو عشرات العائلات بالقرب من الخط الأصفر في الشجاعية، ثم ادعاؤه أن جنوده تعرضوا لإطلاق نار في رفح.
وأشار إلى أن التصعيد يأتي بعد يوم من تصعيد مماثل في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، وبعد ساعات من تصعيد خطير في جنوب لبنان وبعد ساعات من زيارة وقحة لمسؤوليه لجنوب سوريا.
وأكد أبو رزق أن الإسرائيلي يتصرف على طريقة الكلب المسعور، الذي يضرب الكل ويهاجم الكل ولا يأبه بالكل، وسيبقى يتصرف بهذه الغطرسة والرعونة إلى الوقت الذي يعاد فيه تعريف المعركة.
وأوضح أنها معركة الكل في توقيت واحد ومتزامن، وليست معركة الخصم تلو الخصم والبلد تلو البلد والعاصمة تلو العاصمة.
وأشار محمود علام إلى أن إسرائيل تجدد قصف غزة، بالتوازي مع تجول نتنياهو وجماعته داخل أراضي سوريا، في إهانة كبيرة ومباشرة لكل عربي، متسائلا: إلى متى سيظل العدو ده بلا حدود وبلا رادع، ويتصرف كأنه فوق القانون وفوق قيم الإنسانية وأهم من باقي البشر؟!
واستنكر سائد شحادة، قصف إسرائيل لغزة ولبنان وارتكابها المجازر دون استنكار، مستهجنا قيام نتنياهو وقادة جيشه بجولة في سوريا في المناطق التي احتلتها بعد سقوط النظام.
وسخر قائلا: "هذا كله مش مهم ..المهم أنه ترامب وافق على بيع طائرات F35 للسعودية..!!"، متسائلا: "هي السعودية تريد هذه الطائرات لماذا؟؟ ستحارب من بالضبط ؟؟ الكل يعلم أن هناك قانونا في الكونغرس ينص على وجوب الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة".














