الخطاب الإيراني الداخلي والخارجي.. كيف يتعاطى مع مجريات الحرب؟

منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

قسّم معهد إسرائيلي الخطاب الإيراني إلى قسمين على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية الإيرانية التي بدأت فجر 13 يونيو/حزيران 2025.

أولهما صادر عن المعارضين الإيرانيين، الذين يقيمون بشكل رئيس في الولايات المتحدة وإسرائيل، وهم يديرون حملة إعلامية واسعة تدعو لإسقاط النظام في إيران، وفق زعم المعهد، أما القسم الثاني فهو خطاب "الوطنيين" في الداخل الإيراني.

إسقاط النظام 

ولفت معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن "خطاب إسقاط النظام مدفوع بشكل شبه كامل من قِبل المعارضين الإيرانيين، وله أجندة واضحة واحدة: وهي الإطاحة بنظام آيات الله". 

وأوضح أن خطاب المنفيين يركز على فرضيتين رئيستين، الأولى أن “نظام الملالي ضعيف كشبكة العنكبوت”.

وتنتشر في هذا السياق دعاية مستمرة تهاجم رموز النظام تترافق معها فيديوهات وأفلام وثائقية، تهدف إلى توضيح ثغرات انعدام السيطرة الذي يعاني منه".

وأشار المعهد إلى أن "المعارضين الإيرانيين يحاولون حث الشعب على النزول إلى الشارع والاحتجاج كما في السابق".

أما الفرضية الثانية فهي أن "الجميع يفر في النهاية إلى موسكو"، في إشارة إلى أن "ما حدث لبشار الأسد (رئيس النظام السوري السابق) سيكون هو ذاته الذي سيواجهه (المرشد الإيراني الأعلى علي) خامنئي".

ولفت إلى وجود مقاطع فيديو مزيفة تنتشر مع هذه الحملات الدعائية، تزعم هروب عائلات كبار مسؤولي النظام إلى روسيا عبر رحلات جوية.

وأكد المعهد العبري أن هذه المشاهد لا تحدث في الواقع حاليا، لكنه -في ذات الوقت- لا يستبعد حدوثها مستقبلا.

واستطرد: "إضافة إلى ذلك، يحاول هذا الخطاب الإيحاء بوجود فرحة عارمة بين الإيرانيين على خلفية الهجوم الإسرائيلي".

وأقر أن هذا الخطاب لا يعبر عن الشعب الإيراني قائلا: "من المهم التأكيد أن هذه الحملة لا تعكس مزاج الشارع بل مشاعر جماعات المنفيين من الخارج".

ولفت إلى أنه "حتى مع وجود تطلعات لدى الجمهور الإيراني لإسقاط الحكومة، لا توجد حملات داخلية حتى الآن لحشد الشعب في الشوارع".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرض الإيرانيين على الثورة ضد “النظام القمعي والشرير”، داعيا إياهم إلى رص الصفوف، وذلك في خطاب وجهه خصيصا إليهم مع بدء ضربات تل أبيب على طهران.

خطاب وطني

من جهة أخرى، أفاد المعهد بأن المواطنين الإيرانيين المقيمين في إيران "يؤكدون على وطنيتهم ​​ورفضهم للتقارب مع إسرائيل".

كما لاحظ "وجود نقاش داخلي يحاول تفسير سبب عدم كسر حاجز الخوف حتى الآن، ويتوقع عدم احتمالية اندلاع احتجاجات شعبية في هذه المرحلة".

وذكر المعهد أن هناك ثلاث روايات مركزية تميز الخطاب الداخلي في إيران.

أولا: هناك انقسام واضح في الخطاب بين كراهية نظام آية الله، وحب شديد لإيران، واختيار واضح لتشجيعها بدلا من إسرائيل.

كما أن هناك نفورا حقيقيا من الحكومة الإسرائيلية، التي يُنظر إليها على أنها يمينية وقاسية، ومسؤولة عن معاناة سكان غزة، يقول المعهد.

ويتابع: "يُعرب الإيرانيون عن استيائهم من الخطاب الإسرائيلي الذي يُصوّرهم على أنهم خونة".

وشدد على أن "الكثير من الإيرانيين يعارضون الربط بين العمل العسكري الإسرائيلي والصراع الداخلي لإسقاط النظام".

من جانب آخر، ادعى المعهد “وجود خطاب اعتذاري يحاول تفسير غياب الاحتجاجات في شوارع إيران، ولماذا لم يُكسر حاجز الخوف بعد”، وفق تعبيره.

ورأى أن هذا الخطاب "يدحض كل التوقعات في هذه المرحلة بانتفاضة شعبية واسعة". وعد أن تلك الافتراضات "هي أقرب إلى أوهام إسرائيلية، منها إلى انعكاس حقيقي للواقع على الأرض".

وأشار إلى أنه "بينما تُسمع صرخات الفرح في أفواه المنفيين، تصدح صرخات الخوف عند السكان الإيرانيين".

وأضاف: "يتوق الشعب الإيراني إلى الحياة، ويخشى بشدة أن تصبح طهران مثل غزة، ولذلك شهدنا خلال أيام من بدء العملية نزوحا جماعيا وهجرة جماعية لسكان العاصمة".

وزعم أنه "حتى الآن، ركزت إسرائيل على قصف المواقع العسكرية، ولذلك لم يكن هناك شعور عام بالرعب بعد".

واستدرك: "ولكن إذا بدأ قصف المباني السكنية في طهران، فمن المرجح أن يتغير هذا التوجه".