الاحتلال يستهدف أسطول كسر الحصار ويتباهى بتدمير أبراج غزة ويقصف سوريا

شدوى الصلاح | منذ ٧ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في انعكاس للنمط العدواني والهمجي وممارسة للتقتيل الجماعي، استهدفت مسيرة إسرائيلية سفينة بأسطول كسر الحصار عن غزة، وتباهى رئيس وزراء الاحتلال بتدمير أبراج غزة، كما أمر جيشه بإخلاء مدينة غزة، وشن غارات على مواقع عسكرية سورية في حمص واللاذقية.

أسطول الصمود العالمي، أكد في 9 سبتمبر/أيلول 2025، أن أحد القوارب الرئيسة، المعروف باسم "قارب العائلة" الذي كان يقلّ أعضاء من اللجنة التوجيهية للأسطول، قد تعرّض لهجوم بطائرة مسيرة في المياه الإقليمية التونسية.

وأوضح في بيان نشرته اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن القارب يبحر تحت العلم البرتغالي وجميع الركاب الستة وأفراد الطاقم في أمان، تسبب الهجوم في أضرار حريق في السطح الرئيس وفي مخزن تحت السطح، معلنا التحقيق في الحادث، وسيتم الإعلان عن أي معلومات جديدة فور توفرها.

وقال الأسطول: "لن تثنينا أعمال العدوان التي تهدف إلى ترهيبنا وإفشال مهمتنا، مهمتنا السلمية لكسر الحصار عن غزة والتضامن مع شعبها مستمرة بعزيمة وتصميم".

والأسطول مبادرة دولية تسعى لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة على متن قوارب مدنية وتدعمها وفود من 44 دولة.

وفي 7 سبتمبر بدأت نحو 20 سفينة قادمة من إسبانيا ضمن "أسطول الصمود العالمي" بالوصول إلى السواحل التونسية، تمهيدا للتوجه نحو قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عنه وفتح ممر إنساني لإيصال مساعدات.

ونهاية أغسطس انطلقت نحو 20 سفينة ضمن الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر، من ميناء جنوة شمال غرب إيطاليا.

من جهته، قالت وزارة الداخلية التونسية: إن نبأ تعرض القارب لهجوم بطائرة مسيرة في ميناء سيدي بوسعيد "لا أساس له من الصحة". معلنة أن حريقا شبّ على متن القارب نفسه.

فيما قال المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي في تصريحات إعلامية: إن التقارير التي تحدثت عن هجوم بمسيرة على الأسطول "لا أساس لها من الصحة". مضيفا أن الفحوص الأولية أشارت إلى أن الانفجار وقع لسبب داخلي.

ونقلت إذاعة "موزاييك أف أم" عنه قوله: "ننفي رصد أي مسيرة في ميناء سيدي بوسعيد، والتحقيقات متواصلة". موضحا أن "حسب المعاينات الأولية فإن سبب الحريق يعود لاندلاع النيران في إحدى سترات النجاة بسبب داخلي".

وشكك ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي في الرواية الرسمية للحكومة التونسية، وذهبوا إلى أن السلطات تنفي الواقعة حفظا لماء الوجه نظرا لعدم ردها على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي لسيادة أرضها، ورجّح بعضهم أن المسيّرة انطلقت من داخل تونس نفسها.

وتداولوا صورا ومقاطع فيديو توثّق الآثار الناجمة عن الاستهداف الإسرائيلي لسفينة الأسطول وأخرى تثبت تعرضها لقصف جوي ألحق بها أضرارا، وعدوا استهدافها تعديا غير مسبوق من محتل يخترق القوانين والأعراف الدولية، على سيادة تونس؛ حيث لا تزال السفينة قُبالة سواحله.

وجاء استهداف الأسطول، في أعقاب شنّ الاحتلال حملة تدمير تدريجية للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزة، ودفع الفلسطينيين إلى النزوح جنوبا قسرا، ضمن مخطط إسرائيلي أميركي أوسع لتهجيرهم خارج القطاع، ما زاد أعداد العائلات المشردة ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية.

وتباهى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتدمير جيشه 50 مبنى سكنيا بمدينة غزة خلال يومين، متوعدا بهدم المزيد والمضي بخطط التهجير بقوله: "هذا مجرد مقدمة وتمهيد للعملية الرئيسة".

ووجّه في كلمة مصورة تطرق خلالها لإطلاق نار وقع في 8 سبتمبر بمدينة القدس وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات المستوطنين الإسرائيليين، تحذيرا إلى سكان مدينة غزة طالبهم فيه بمغادرتها على الفور، عقب ساعات من إعلان جيش الاحتلال عزمه تكثيف غاراته الجوية على القطاع.

وفتح مسلحان فلسطينيان النار على حافلة بمستوطنة "راموت" بمدينة القدس، ما أسفر عن مقتل 6 مستوطنين إسرائيليين وإصابة 30 آخرين.

وأضاف نتنياهو أن "القوات الإسرائيلية تنظم صفوفها وتتجمع داخل مدينة غزة من أجل عملية برية". متعهدا بالمضي في خطط التهجير القسري، بقوله: "أقول لسكان غزة: اغتنموا هذه الفرصة، واستمعوا إليّ جيدا: لقد أُنذرتم، أخرجوا من هناك".

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن تفاخُر "الإرهابي" نتنياهو بتدمير عشرات الأبراج السكنية المرتفعة في مدينة غزة وآخرها عمارة السلام، وتشريد سكانها الأبرياء، يعدّ "صورة من أبشع صور الساديَّة والإجرام"، في ظل "صمت وعجز الأمم المتحدة".

وأوضحت أن "مخاطبة الإرهابي نتنياهو لأهالي مدينة غزة بقوله: (لقد حذرناكم، فاخرجوا من هناك)، هو ممارسة علنية لجريمة تهجير قسري مكتملة الأركان تُجري تحت وطأة القصف والمجازر والتجويع والتهديد بالقتل، ما يمثِّل تحديا سافرا وغيرَ مسبوق للقوانين والمواثيق الدولية".

وعدّت الحركة "صمت وعجز مؤسسات الأمم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي أمام هذه الجرائم الوحشية، يعبّر بشكل صارخ عن ازدواجية المعايير التي أضحت تحكمها، بفعل الإدارة الأميركية المتواطئة، ما يُنذِر بانهيار شامل لمنظومة القيم والمبادئ الدولية القائمة".

وأشادت "حماس" بالحراك الشعبي الدولي الرافض لهذا الصمت، وتصاعد الرفض العالمي لحرب الإبادة في قطاع غزة، داعية  "كل دول وأحرار العالم إلى تصعيد الإجراءات ضد كيان الاحتلال الفاشي، وإجباره على وقف جرائمه وانتهاكاته بحق شعبنا الفلسطيني".

وغداة تصريحات نتنياهو، أصدر جيش الاحتلال أمر إخلاء إلى جميع سكان مدينة غزة في كل أحيائها وطالبهم بالتوجه عبر محور الرشيد للمنطقة "الإنسانية" في المواصي، تمهيدا لعملية عسكرية واسعة تحت اسم "عربات جدعون 2".

وقال الجيش: "إلى جميع سكان مدينة غزة والموجودين في كل أحيائها، من المدينة القديمة وتفاح شرقا وحتى البحر غربا، الجيش مصمم على حسم حماس وسيعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في مختلف أنحاء القطاع".

ويزعم الاحتلال وجود "منطقة "إنسانية" في المناطق الغربية من مدينة خان يونس، وهي التي ينالها القصف منذ بداية حرب الإبادة، كما عمل على تقليص هذه المساحة ليستثنى منها المنطقة الوسطى ومدينة دير البلح التي تأوي أكبر عدد من النازحين حاليا.

وبينما يصعد الاحتلال عدوانه على غزة ويمارس كافة أشكال العدوان، شنَّت طائراته فجر 9 سبتمبر، غارات على كلية الدفاع الجوي في محيط مدينة حمص، وثكنة عسكرية في سقوبين شمال مدينة اللاذقية في سوريا، كما نفذ غارة في محيط مدينة تدمر الواقعة وسط سوريا.

وأعربت سوريا عن إدانتها الشديدة للعدوان الجوي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت وزارة الخارجية أن هذه الاعتداءات تمثل خرقا صارخا لسيادة سوريا، وتهديدا مباشرا لأمنها واستقرارها الإقليمي.

وقالت: إن هذه الاعتداءات تندرج ضمن سلسلة التصعيدات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية، مشددة على رفض سوريا بشكل قاطع، أي محاولات للنيل من سيادتها أو المساس بأمنها الوطني.

ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف واضح وحازم يضع حدا لهذه الاعتداءات المتكررة، ويضمن احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك منذ سقوط النظام السابق برئاسة بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، سيادة سوريا، رغم مساعي الإدارة السورية الجديدة لترسيخ الأمن والتعافي من آثار الحرب والتركيز على التنمية الاقتصادية.

وجاء التصعيد الإسرائيلي على سوريا، بينما كشفت وسائل إعلام عبرية عن لقاءات دبلوماسية مرتقبة بوساطة أميركية بين الجانبين السوري والإسرائيلي لتهدئة المواجهة جنوب سوريا.

وأشارت إلى أنه من المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وكانت جولة سابقة من المحادثات قد عقدت في باريس أواخر يوليو/تموز 2025، لكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أسطول_الصمود #فاميلي #غزة_تموت_جوعا #اكسروا_الحصار #أوقفوا_الإبادة، وغيرها، عن غضبهم من استباحة الاحتلال الإسرائيلي للدول العربية وانتهاك سيادتها بالتوازي مع عدوانه على غزة. 

وأشار ناشطون إلى أن "إسرائيل" قصفت في ليلة واحدة سوريا وتونس وسفينة على شواطئها، وعدو تصعيدها دليلا على أنها تعيش رعب الساحات المشتعلة من غزة إلى دمشق، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية الصامتة والخانعة والمتواطئة أمام كم العدوان الإسرائيلي المتصاعد.

سيادة تونس

واستنكارا لقصف إسرائيل أسطول الصمود في ميناء تونس، ندد إسلام أحمد، بالاستهداف الإسرائيلي، قائلا: "كأن تونس ليست دولة ذات سيادة".

وأكد أن "الاحتلال يعاني من الرعب من أسطول السفن أو أي قافلة تخرج لأجل غزة، كما أنه مرعوب من غضب الشعوب".

وأرجع أحمد حالة الرعب التي يعيشها الاحتلال لعلمه أن الحكام فقط هم المسيطر عليهم، بينما الشعوب مازالت تعشق القضية وتفديها بروحها، مشيرا إلى أن الاحتلال قصف الأسطول في دولة عربية؛ "لأنه يعلم ويثق في الحكام".

وعدد نزار المرشدي الرسالة الحقيقية التي وصلت للعالم باستهداف الأسطول، ومنها فضح جبن الاحتلال، وتعاظم تأثير غزة وتأكيد صمود الشعوب.

وأكد أن استهداف سفينة إنسانية مدنية يفضح الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، وإذا كان مجرد أسطول تضامن يرعبهم إلى هذه الدرجة، فهذا دليل على أن غزة تغيّر المعادلة، قائلا: "كلما استهدفوا رمزا تضامنيا، يولد ألف رمز آخر".

وقالت إحدى المغردات: إن "ما حدث تجاوز غير مسبوق للخطوط الحمراء، وليس مجرد اعتداء على قارب، بل انتهاك صارخ للسيادة التونسية واعتداء على عشرات الجنسيات المشاركة في هذا التحرك الإنساني".

فيما قالت ليلى بن ساسي: إن "الاحتلال تجاوز كل شيء، الآن يحب ضربه كما يضرب هنا وهناك، معتبرا الأراضي العربية دار جد أبوه، يجب  ضرب الاحتلال". مضيفة: "أوقفوا أولاد الحرام لأنهم تمادوا كثيرا".

ودعت كل الدول المشاركة في أسطول الصمود لضرب الاحتلال، مؤكدة أن "ما حدث تجاوز الإرهاب الدولي".

وأكد المغرد سام، أن إسرائيل دولة مارقة متوحّشة لا تفهم إلا لغة القتل والسلاح، وهجومها على سفينة من أسطول الصمود في تونس دليل إضافي على وحشيتها، قائلا: إن هذه الدولة السرطانية لا بد أن تزول ليَنعم العالم بالسلام.

وانتقد رضا أبو المعاطي قصف إسرائيل أسطول الصمود في ميناء تونس بطائرة مسيّرة، وكأن تونس بلا سيادة، وكأن سماءها مستباحة، وكأننا نعيش زمنا صار فيه الاحتلال أجرأ من كل الحكومات.

وعدد الكاتب إبراهيم حمامي الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بهجومه على إحدى السفن الرئيسة في أسطول الصمود في الميناء التونسي، مؤكدا أنها جريمة اعتداء على سفينة، وجريمة اعتداء على سيادة تونس.

وأشار حمامي إلى أن “الاحتلال ما زال يعربد ويفلت من العقاب، لكنه لن ينجح أبدا في كسر إرادة الأحرار”.

واستهجن أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، وصول العدوان الصهيوني إلى سواحل تونس، لافتا إلى أن العدوان يتواصل من غزة والقدس والضفة الغربية ولبنان وسوريا  إلى قصف السفينة الرئيسة فاميلي في ميناء قرطاج.

وعرض أحمد قاسم صورة من سفينة "العائلة" المتجهة مع أسطول الحرية للقطاع بعد ضربها بطائرة مسيرة إسرائيلية وهي في تونس.

وأشار إلى أن الكيان يضرب داخل المياه الإقليمية لدول عربية، قائلا: "قوة إمبريالية صغيرة خلقت سجنا لمنطقة شاسعة اسمها الشرق الأوسط يسكنها أكثر من 400 مليون شخص".

وعرض أحمد عبدالباسط محمد لقطات من اشتعال النيران في أكبر سفن أسطول الصمود، قائلا: "والله يا عيب الشوم على العرب".

ووصف السياسي ممدوح حمزة، في تعقيبه على ضرب الاحتلال الإسرائيلي إحدى المراكب بمسيرة وحرقها وهي في تونس بـ"الكيان الحقير".

ورأى أنه لم يَعُد يكفي أي أسطول صمود، وأن الوقت بات ملحا لتدخل عسكري من على الأقل من 10 دول معا مثل التحالف الذي كونته أميركا لضرب العراق مع الفارق الضخم في الهدف، مؤكدا أن الرمزية لم تعد تجدي.

نفي مستهجن

وفي سخرية واستهزاء بنفي السلطات التونسية قصف الأسطول وتذرعها بأن سبب الحريق سيجارة أو قداحة تسببت بالحريق، عرضت الإعلامية وجدان بوعبدالله، مقطع فيديو يوثق أن الاستهداف جاء من الأعلى، ساخرة بالقول: "القداحة قبل أن تسقط من السماء".

واستبقت نشر المقطع بنقل روايات الناطقين باسم الأسطول نقلوا شهادات عمن كانوا على متن السفينة التي استهدفت في سيدي بوسعيد وقالوا بدقة "اسمعوا صوت درون يحلق قبل القصف"، لافتة إلى أن الحرس والداخلية التونسيان قالوا: إن الحريق ناجم عن عقب سيجارة.

وقالت بوعبدالله: "كلام كثير في فمي.. لم تتردّد إسرائيل في استهداف تونس في أكثر من مناسبة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لتصفية قيادات فلسطينية وقد نجحت في ذلك في ثلاث مناسبات: حمام الشط وسيدي بوسعيد وقرطاج".

وذكرت أن مذبحة حمام الشط وقعت في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة واغتيال أبي جهاد وأبي إياد في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وعرض الناشط تامر قديح، مقاطع فيديو تظهر أن استهداف السفينة حدث من الأعلى بواسطة مسيّرة، وليس كما أعلنت إدارة الحرس الوطني التونسي بعدم وجود أي عمل عدائي أو استهداف خارجي، وأن الحادثة كانت نتيجة خلل داخلي تسبب في حريق.

تصريحات مأزوم

وفي قراءة لتصريحات نتنياهو رأى السياسي فايز أبو شمالة، أن تصاعد التصريحات المتطرفة والمجنونة من نتنياهو ضد أهالي غزة تؤكد أنه مهزوم ومأزوم، ولا يدري كيف بخرج من ورطته في غزة، مؤكدا أن المزيد من الذبح والقصف والقتل والتهجير يعني المزيد من التخبط والخيبة والانكسار.

وقال: إن التصعيد والتهديد بالتصعيد، ومواصلة التصعيد سياسة صهيونية قديمة، لم يكن فليسوف الإرهاب جابوتنسكي -فلاديمير زئيف القيادي بالحركة الصهيونية- إلا تلميذا للإرهابي الكبير جدعون -القائد التوراتي- صاحب المركبات الذي ذبح المدنيين وللإرهابي يوشع -القائد الديني للإسرائيليين- الذي حرّم أريحا بعد أن ذبح أهلها كلهم.

وقالت الصحفية منى العمري: إذا كانت الأبراج في غزة "أبراج إرهاب" كما لقبها نتنياهو في الفيديو الذي نشره، وإذا كانت "أبراج الإرهاب" هذه تستخدم فعليا من قبل حماس، سواء كأبراج مراقبة أو كبنية تحتية للأنفاق كما يردد إعلام البلاط في إسرائيل (كل الإعلام)، فما الذي كان يفعله الجيش الإسرائيلي لمدة عامين في المدينة؟!

وتساءلت: ألم يصرح نتنياهو في الأول من يوليو 2024، أثناء وجوده في واشنطن عقب اجتماعه بالرئيس الأميركي، أن جيش بلاده "يقترب من القضاء على حماس"، وأردف أن مواصلة الضغط العسكري تهدف لتحقيق "القضاء الكامل على جميع قدرات حماس".

وأضافت العمري: “إذا كان الأمر كذلك وبعد عامين حماس تمتلك أبراج في غزة، هل يعني ذلك بالمعطيات الإسرائيلية أن جيشها لا يتقن سوى قتل المدنيين وتفجير البيوت؟!”

وأكدت أن ما يحدث هو أن إسرائيل تختطف مدينة وتقتلها بادعاء الضغط على حماس، موضحة أن الضغط ليس للجلوس على طاولة مفاوضات ولا حتى قبول صفقة ترامب الهزيلة التي لا حظوظ لها حتى بحسب محللين إسرائيليين. 

وجزمت العمري بأنه حتى الادعاء الذي من المفترض أن تتوارى إسرائيل خلفه وتخفي نواياها الحقيقية ويكون مثلا مقولة مبررة أمام الكوكب، هو عبارة عن إجرام معلن كتفجير الأبراج في مدينة يسكنها مليون إنسان مجوع ومنهك بعد عامين من القتل والصمت والخذلان، واستخدام صريح للمدنيين كعوامل هامشية، كما لو أن حياتهم بدون قيمة تذكر.

وأضاف أن هذا ما تنتهجه إسرائيل منذ 100 عام وبشكل فائق الكثافة منذ عامين في قطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل في مرحلة، لا تهمها حتى فكرة هندسة الادعاء، هي في زمان الفرض، ولا يعارضها أحد سوى غزة.

هروب نتنياهو

وتحت عنوان "عدوان نتنياهو على سوريا.. الهروب للأعلى!"، قال مدير عام مركز لندن للإستراتيجيات الإعلامية أحمد رمضان: إن الفلسطيني كلما أثخن بنتنياهو وجيشه، هرب إلى خارج الحدود، كي يفتعل مواجهة تغطي عجزه وهزائمه!.

وأشار إلى أن نتنياهو غارق منذ أكثر من 700 يوم في وحل غزة، يقتلُ ولا يقاتل، يدمِّر دون أن يبلغ هدفه، ومع ذلك فقد أوقع فيه أهل الأرض، مقتلة كبرى، جعلته يُصاب بالذعر، فاندفع نحو سوريا، يقصف حمص، واللاذقية وتدمر، ويعتدي على ثكنات عسكرية، في عمل همجي إجرامي.

وأكد رمضان أن لسوريا رجالا يحمونها بعون الله، وسيُضرب المعتدي طال الزمن أم قصُر، وعدوان الاحتلال فعلٌ إرهابي، مذكرا بأن شعب سوريا الجسُور هزم الأسد و60 مليشيا معه، مع روسيا وإيران، ولن يُعجزه كيان مثخن ومنكسر، ولن يبقى ساكتا على جرائم المحتل لوقت طويل. 

وأكد المحلل السياسي ياسين عز الدين، أن غرور إسرائيل وسكرة القوة ستقودهم للهاوية قريبا بإذن الله، فهم فتحوا جبهات عديدة مغترين بقوتهم غير مدركين أن لها حدودا حتى في ظل الدعم الأميركي والأوروبي غير المحدود.

وبشر بأن "عند لحظة ما ستنهار قوتهم المستنزفة ووقتها لن يرحمهم أحد بإذن الله".

وأكد الإعلامي سامي كليب، أن نتنياهو حين يتحدث عن المفاوضات مع النظام السوري الحالي، ثم يقصفه ويشن عدوانا تلو الآخر كما فعل، فهو لا يريد التفاوض بل القول للرئيس الشرع، هذه هي شروطنا وعليك تنفيذها دون مقابل، وهذه هي خطوطنا الحمر التي رسمناها في بلادك وإياك أن تتجاوزها أنت أو الأتراك.

وأوضح أن هذا بالضبط ما يفعله نتنياهو في لبنان وغزة والضفة الغربية وغيرها، مستنكرا أن العقول التي وصفها بالبريئة، كي لا يقول الساذجة في بلادنا، تصدق أنها تفاوض من موقع الند للند، وتلتقط الصور وتبتسم.

وأكد المغرد مضر أن أي استهداف إسرائيلي لمستودعات الجيش العربي السوري في النصف الشمالي من سوريا يُعد بالضرورة هدية لـ"الفلول ومليشيات قسد وحتى الهجري"؛ لأنه يضعف قدرات الجيش في حال اندلاع مواجهة، وقد يؤدي إلى تأجيل أي معركة محتملة مع قسد.

ودعا إلى الحذر من أي تحرك منسق أو غير منسق قد يحدث أيضا.

وأشار الباحث السياسي المتخصص في الشؤون التركية والإقليمية محمود علوش إلى أن العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في سوريا جاء بالتوازي مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لوتيرة توغّلاته في القنيطرة خلال الأيام الأخيرة.

وأوضح أن الاستهداف الإسرائيلي جاء بالتزامن مع حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاء جديد مرتقب بين وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي ووزير الخارجية السوري، مؤكدا أن الاحتلال يلجأ قبيل كل جولة تفاوض، إلى تصعيد اعتداءاته على الأرض كوسيلة ضغط على الطاولة.