جولة عدوان جديدة على القطاع والضفة بدعم أميركي.. وناشطون: القادم أسوأ

شدوى الصلاح | منذ ٧ ساعات

12

طباعة

مشاركة

تطورات مأساوية تشهدها الساحة الفلسطينية بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي مجازره على غزة، وشنه حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، واستمرار المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وذلك برعاية أميركية مطلقة برزت في تصريحات الرئيس دونالد ترامب.

وفي إطار عملية "عربات جدعون" التي أعلن عنها الكيان المحتل والرامية لاحتلال مدينة غزة ومهاجمتها، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته على القطاع، واستمر في استهداف مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وسط موجة نزوح، ونسف مبانٍ سكنية.

وضمن التطورات الميدانية شهدت أحياء الصبرة والزيتون جنوب المدينة، قصفا مدفعيا وغارات جوية متواصلة أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى جرى نقلهم إلى مستشفى المعمداني.

ويتعرض حيا الشجاعية والتفاح شرق غزة لقصف مدفعي عنيف، بالتوازي مع إطلاق نار من طائرات مسيرة إسرائيلية تجاه فلسطينيين عادوا لتفقد منازلهم المدمرة.

كما واصل التمهيد لخطة احتلال غزة، عبر تكثيف نسف المباني في منطقة الشيخ رضوان شرقي غزة، لدفع الأهالي نحو التهجير القسري جنوبا.

وشهدت مناطق نهاية شارع الجلاء، وأبو إسكندر، وأبو الأمين شمال المدينة إطلاق نار متكرر من الطائرات المسيرة، بالتزامن مع انتشار رافعات عسكرية إسرائيلية شرق المنطقة.

وتضم هذه الأحياء مراكز إيواء مكتظة بآلاف النازحين الذين يواجهون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة.

وشمال غرب غزة، استهدف جنود الجيش الإسرائيلي كالعادة طالبي المساعدات، في وقت تتفاقم فيه المجاعة التي أنهكت السكان، وسط غياب أي استجابة إنسانية.

أما شمال القطاع، فالعملية العسكرية في مناطق الزرقا، جباليا البلد، والنزلة تُعدّ الأعنف منذ بداية الحرب الإسرائيلية؛ حيث تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار من الطائرات المسيرة، ما أدى إلى تدمير مبانٍ سكنية ونزوح مئات العائلات.

ويواصل الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 203 آلاف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

من جهته، قال ترامب في مقابلة مع موقع "ذا ديلي كولر" الأميركي، "لا أحد فعل لإسرائيل أكثر مما فعله هو لها"، بما في ذلك الضربات الأخيرة على إيران التي استهدفت مواقع نووية خلال الحرب التي استمرت 12 يوما بين طهران وتل أبيب.

وأكد ضرورة التوصل إلى وقف سريع للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن استمرارها يضر بإسرائيل، قائلا: إن "إسرائيل قد تربح الحرب، لكنها ستخسر في ميدان العلاقات العامة، وهذا يلحق بها الضرر".

واعترف ترامب بأن نفوذ إسرائيل في الكونغرس تراجع مقارنة بما كان عليه قبل 20 عاما، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت في السابق "أقوى جماعة ضغط" رآها، وأنها "كانت تسيطر تماما على الكونغرس، لكنها فقدت ذلك الآن".

وفي أعقاب تصعيد الاحتلال على غزة، أبحر أسطول يضم 20 سفينة ويحمل مساعدات إنسانية ويقل مئات الناشطين، إلى غزة مطلع سبتمبر/أيلول 2025، انطلاقا من برشلونة، بهدف "فتح ممر إنساني ووضع حد لإبادة الشعب الفلسطيني المتواصلة" في غزة.

وفي الضفة الغربية، شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مواقع متفرقة تركزت في محافظات نابلس وقلقيلية (شمال)، ورام الله (وسط)، والخليل (جنوب)، وشملت رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، و13 فلسطينيا من بلدات كفر قليل، وتِل، وعصيرة الشمالية، وقصرة.

وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتدت على مواطن بالضرب المبرح خلال اقتحام بلدة كفر قليل، ما أدى إلى إصابته برضوض نقل على إثرها للمستشفى، كما اعتقل جيش الاحتلال مواطنين اثنين في مدينة قلقيلية وثالثا من مدينة رام الله بحسب مصادر محلية.

وأفاد ناشطون على منصات التواصل بأن السلطة الفلسطينية اعتقلت المسؤول عن تسريب تسجيل صوتي منسوب لعضوين في حركة فتح، تحدثا خلاله عمّا وصفاه بانهيار السلطة وبسط إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية.

وكان التسجيل الذي انتشر بشكل واسع بين مستخدمي مواقع التواصل، قد أثار تفاعلات وتساؤلات حول مضمونه وتوقيته، في ظل التطورات الميدانية والسياسية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.

بدورها استنكرت بلدية الخليل اعتقال قوات الاحتلال فجرا رئيس البلدية بعد اقتحام منزله بقوة عسكرية كبيرة، والعبث بمحتوياته وتسببها في أضرار مادية قبل اعتقاله.

وأكّدت في بيان أن "هذا الاعتداء الغاشم لا يستهدف شخص رئيس البلدية فحسب، بل يستهدف إرادة أبناء مدينة الخليل ومؤسساتها المنتخبة، ويشكّل اعتداء صارخا على العملية الديمقراطية وعلى حق شعبنا في إدارة شؤونه وخدمة مدينته بحرية وكرامة.

وحمّل المجلس البلدي "سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة" عن سلامة أبو سنينة، داعيا المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية كافة إلى "تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والضغط من أجل الإفراج الفوري عنه، ووضع حد لهذه الانتهاكات المتصاعدة بحق قيادات المدينة ومواطنيها".

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعقد في 2 سبتمبر 2025 جلسة لمناقشة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة، وذلك مع تصاعد الزخم السياسي نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.

وفي وقت سابق، قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين وأوروبيين لموقع "أكسيوس"، إن إسرائيل تدرس بشكل جدي ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، في ظل تصاعد موجة الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية.

جاء ذلك بعدما أعلنت دول أوروبية، أهمها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، لتنضم بذلك إلى ما يقرب من 150 دولة اعترفت بفلسطين بالفعل.

وردا على نية عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، قالت القناة "إسرائيل 24" (خاصة): إن نتنياهو سيناقش مخطط فصل مدينة الخليل جنوب الضفة عن منطقة نفوذ السلطة الفلسطينية واستبدال قادة المنطقة بعشائر محلية وإنشاء "إمارة" منفصلة.

وإذ تتعرض الضفة لكل هذا العدوان، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "نحن مستعدون لتسلّم حكم غزة ولدينا الإمكانيات لذلك.. ولا مانع لدينا من شراكة عربية أو دولية في إدارة غزة"، زاعما أن السلطة تنشط دبلوماسيا لوقف الحرب، وتعمل على وقف تهجير الفلسطينيين.

وندد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_الفاضحة #غزة_تباد، #الضفة_الغربية، #أسطول_الصمود_العالمي وغيرها، بتصعيد قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية واقتحام عدة مدن، ومواصلة سياسة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج.

واستنكروا تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية، واقتحام قوات الاحتلال بلدة المغير شرقي رام الله وتسلّم إخطارات بهدم منازل ومنشآت، واعتقال رئيس بلدية الخليل بعد مداهمة منزله، صابين جام غضبهم على رئيس محمود عباس ومنددين بتصريحاته الأخيرة عن إدارة غزة.

استهجان التصعيد

وتنديدا بالتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية وإعرابا عن الغضب من تصريحات عباس الأخيرة، وصف الصحفي محمد هنية ما شهدته غزة بأنها "ليلة قاسية".

ولفت إلى تعرض غزة لقصف جوي ومدفعي لم يتوقف، استهدف منازل وأحياء، حرق خيام سوق الشيخ رضوان، طائرات كواد كابتر تصم آذان الناس بزنّها.

وأكد هنية: “ليلة من الإبادة في غزة.. تمهّد لقادم أسوأ وأخطر.. وأمام هذا، ما المشهد الذي يُمكن أن يخرج من غزة ليُحرك فيكم ساكنا؟”

وقال علاء شعث: "تزحف إسرائيل ببطء إلى مركز مدينة غزة، وها هي على أعتاب أحد أكبر أحيائها حي الشيخ رضوان، مفخخات تفجيرية وقصف جوي لا يتوقف وعمليات نسف وتفجير للمنازل التي أصبحت أكوام".

واستنكر أن "كل هذا يحدث وسط إعلانهم الكاذب المستمر (ستبدأ عملية غزة في كذا وكذا) وهي التي بدأت منذ أسابيع في تضليل العالم، ولا أحد يهتم"، معربا عن حزنه على أن "غزة وحيدة يتيمة مكسورة مخذولة".

وأشار أحد المغردين إلى أن المجازر التي تنفذها قوات الاحتلال الإجرامي مستمرة في غزة، لتترك وراءها أمهات يودعن أبناءهن يوميا وسط دموع وحزن لا يهدأ.

وقال: "لا بارك الله في الضعف والذلّ والهوان لأمة تشاهد كل هذه المجازر وتقف متفرجة مطبعة من أنجس احتلال"، مؤكدا أن "كل الدماء البريئة ذنوب وحجة على الرقاب".

واستنكر سامي الكيالي، أن الضفة تُضَمُّ جزءا جزءا بشكل ممنهج دون أي مقاومة (ولا حتى سلمية)، قائلا: "لو تحدثنا بلغة المنطق لا العقيدة ولا الوطن، فالاستسلام أبدا ليس سبيل نجاة".

وهاجم محمود سعيد السرساوي السلطة الفلسطينية، وتساءل عن مشروعها للتصدي لضم الضفة، مشيرا إلى أنها ترفض القتال وسحبت السلاح من المقاومة الشعبية واستجلاب الاعترافات الدولية بها ضعيف.

وسخر الناشط السياسي ياسر العوران، من إعلان عباس استعداد السلطة الفلسطينية لتسلم حكم غزة، قائلا: "على أساس أنك تحكم الضفة الغربية وأنت صاحب السلطة والقوه فيها، يا رجل إسرائيل تنتهك وتعتقل وتقتل الفلسطينيين وتهدم مباني وتبني مستوطنات وأنت ما زلت متمسكا بهم".

وأضاف مخاطبا عباس: "المضحك أنهم يمنعونك من السفر، ومن يحاربون لتحرير فلسطين تهاجمهم وتريد سحب السلاح والسلطة منهم".

وقالت لمى خاطر: إن إعلان اعتقال صاحب التسجيل الذي يتحدث عن حل السلطة في الضفة هو “استعراض بائس وأجوف، وكأن المشكلة في كلامه وليس في عجز السلطة وتخاذلها وسياستها التي دجّنت عقول الناس وأخمدت روح المواجهة، ثم حين شرع الاحتلال في سياسة الحسم بالضفة لم تقوَ هذه السلطة على إصدار موقف كلامي جديّ، فضلا عن العملي”.

وأضافت: “بغضّ النظر عن صحة ما قاله الرجل، لكن كلامه يشبه توقعات معظم الناس حول واقع الضفة القادم، فما جدوى صرف اهتمام الناس عن جوهر الخطر إلى معارك جانبية تحفها عبارات التحذير من إثارة الفتن وإلقاء اتهامات الجوسسة البائسة في كل اتجاه؟!”

اعتقال الرموز

وإعرابا عن الغضب من اعتقال رئيس بلدية الخليل، ذكر أمجد أسير، بأن أبو سنينة كان قد نفّذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل 6 إسرائيليين عام 1980، وقضى فترة في السجون الإسرائيلية، قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة تبادل.

وأوضح كمال الجباري، أن أبو سنينة أحد أبطال عملية الدبويا في الخليل، وتحرر في صفقة العام 1985، وعمل أخيرا في الانتخابات البلدية بصحبة الأخضر فتم فصله من حركة فتح التي ناضل وقاتل وأسر وهو يتبع لها تنظيميا.

وأشار إلى أن أبو سنينة تعرض قبل عدة أسابيع للاعتداء بالضرب من مجهولين بعد عودته من صلاة الفجر في المسجد، مؤكدا أنه من الشخصيات الشريفة والمحبوبة في خليل الرحمن.

وأشار المحلل السياسي ياسين عزالدين، إلى اعتقال جيش الاحتلال رئيس بلدية الخليل وهو أحد قيادات فتح التاريخية إلا أنه تحالف مع إسلاميين في الانتخابات البلدية فأصبح الاحتلال والسلطة يحسبونه على الأخضر.

ولفت إلى أن السلطة حاولت التشويش على عمل رئيس بلدية الخليل في الشهور الأخيرة والإطاحة به، والآن الاحتلال يعتقله فيما يبدو أنه تمهيد لإقامة مشروع "الإمارة" المشبوهة.

سياسات توسعية

وقراءة للمشهد الفلسطيني وفضحا لمخططات الاحتلال، أشار الناشط السياسي صلاح أبو الحسن، إلى أن نتنياهو وبعد احتلال قطاع غزة،  يخطط لاحتلال الضفة الغربية أو بعضا منها لمسخ فكرة إقامة دولة فلسطينية، متسائلا: “كيف سيواجه العرب هذا المخطط الإسرائيلي؟”

ورأى الصحفي يحيى اليعقوبي، أن جولة العدوان الجديدة على مدينة غزة، هي أهم جولة في ميدان الحرب وربما تكون الخاتمة لها، الاحتلال يعد مدينة غزة أهم وآخر قلاع المقاومة، بل وآخر ثغر للأمة الإسلامية كلها، وسقوطها يعني إعلان سيطرة الاحتلال وبدء مخطط التهجير وبدء التوسع الأكبر وتحطيم عروش الأنظمة العربية.

وأوضح أن هدف الجولة الأساسي التدمير لخلق بيئة طاردة للحياة بلا مقومات، وليس القضاء على المقاومة كما يدعي؛ لأن سلوكه قائم على القصف الجوي والمدفعي، موضحا أن هذا يعني أنه لا يريد القتال وإنما التدمير.

ولفت اليعقوبي إلى وجود مليون إنسان في غرب المدينة على العالم كله نصرتهم، مؤكدا أن كل فرد في الأمة عليه أن يخصص كل وقته القادم ويتفرغ لغزة، اتركوا كل شيء حتى يرفع العدوان، فغزة تستحق أن تأتوا إليها حتى لو متأخرين.

ودعا إلى محاصرة سفارات الاحتلال، والنزول للشوارع، وتنظيم تظاهرات في المدارس والجامعات وأماكن العمل، وفي المساجد في كل مكان.

وأكد اليعقوبي أن غزة بحاجة إلى كل صوت وكل فرد وكل دعم وكل دعاء، وأن الأمة اليوم أمام الاختبار الأخير وإلا كما يقول المجاهدون "أنتم خصوم أهل غزة أمام الله".

واقتبست دنيا محمد تدوينة أكد صاحبها أن ما يجرى في غزة “ليس أزمة عابرة، بل مخطط متعمد يستخدم فيه الاحتلال الغذاء والدواء كسلاح حرب، لفرض الاستسلام عبر الجوع والحرمان، وأن سياسة التجويع أداة احتلال لكسر الصمود”.

وأوضح صاحب التدوينة أن أوجه هذه الجريمة تتضح يوما بعد يوم، في إدخال مساعدات قليلة لا تكفي حاجات الناس الأساسية، وعرقلة وصول المواد الإغاثية ومنعها من بلوغ المحتاجين، حظر مئات الأصناف الحيوية التي تقوم عليها حياة الناس، وشلّ دور المؤسسات الدولية ومنعها من أداء واجبها.

كما أشار إلى أن أوجه الجريمة تتجلى في استهداف النازحين أثناء انتظارهم للمساعدة، وتضليل العالم بحملات دعائية كاذبة لتبرير سياساته، وتفشي الفقر والعجز عن شراء أبسط المستلزمات اليومية.

وقال: إن "أمام هذه الحرب الممنهجة، يثبت شعبنا أن صموده أقوى من الحصار، وأن التكافل بين أبنائه هو خط الدفاع الأمتن في وجه محاولات تركيع غزة".

اعترافات ترامب

وتحليلا لتصريحات ترامب بشأن دعمه إسرائيل واعترافه بفقدان الأخيرة علاقاتها وتأثيرها داخل الولايات المتحدة، حذّر خبير إدارة الأزمات مراد علي، من الاستخفاف بتحذيرات ترامب.

وقال: إن “إسرائيل كيان طفيلي، لا يقوم بذاته، بل يعتمد في بقائه واستمراره على الدعم الغربي المباشر وغير المباشر، سواء في الجوانب العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية أو الإعلامية”. 

وأكد أن هذا الدعم متى ما تآكل، وتراجع النفوذ الصهيوني في دوائر صنع القرار الغربي، فإن هذا الكيان يدخل في مرحلة "الموت البطيء"؛ حيث لا قدرة ذاتية لديه على الاستمرار في بيئة عدائية تحيط به من كل جانب.

وأضاف علي، أن الحرب في غزة خلخلت الثقة الداخلية لدى مستوطنيه، ونسفت وهم التفوق الأمني، وضربت وحدة المجتمع الإسرائيلي الهش أصلا، لتكشف عن حالة من الانقسام وفقدان الثقة في القيادة والمؤسسة العسكرية، مبشرا بأن الاحتلال إلى زوال بإذن الله.

وعد المغرد تامر قديح، أن فقدان اللوبي الإسرائيلي لنفوذه في أميركا "أمر مهم جدا"، مؤكدا أن تأثيراته عميقة وكبيرة على الشرق الأوسط وفلسطين، وهو نتيجة لمعاناة أهل غزة وتضحيات الصحفيين الأبطال.

وأوضح الكاتب ياسر أبو هلالة، أن ترامب يخاطب بتصريحاته النواة الصلبة من جمهوره، لافتا إلى أن موقع ذا ديلي كولر الذي أدلى بتصريحاته إليه هو منصة إعلامية أميركية أسسها عام 2010 الإعلامي تاكر كارلسون (الذي كان لاحقا مقدما بارزا في قناة فوكس نيوز) مع نيل باتيل، المستشار السابق لديك تشيني.

وأشار إلى أن المنصة منبر إعلامي محافظ: يعدّ من أبرز المواقع الإخبارية المحافظة في الولايات المتحدة، ويركّز على السياسة الأميركية، قضايا الأمن القومي، والملفات الاجتماعية والثقافية من منظور يميل إلى التيار اليميني، موضحا أن جمهوره الأساسي أنصار التيار المحافظ، وشرائح من قاعدة "أميركا أولا" (MAGA).

وذكر عادل حنيف داود، أن مشروع القضاء على غزة "رغبة ترامبية وهدف ترامبي". مشيرا إلى أن صحيفتي واشنطن بوست فاينانشيال تايمز كشفتا عن مشروع ترامب الذي يرمي إلى تهجير أهل غزة إلى دول محددة ثم تحويلها إلى (جنة الأرض) بتمويل سعودي إماراتي، مؤكدا أن "ترامب هو جزار غزة ونتنياهو معاونه".

ووصف سلطان الحربي، أميركا بأنها مجرمة وتقود الإبادة في غزة، مؤكدا أنها عدو للعرب وللمسلمين.

يقظة عالمية

واحتفى ناشطون بأسطول الصمود العالمي وخروج أحرار العالم للتضامن مع غزة ومحاولة كسر الحصار وفتح ممر إنساني للقطاع، وعدوه دليلا على أن بشاعة الاحتلال باتت مفضوحة أمام العالم، موجهين التحية لكل من خرج ضمن الأسطول، ومستنكرين الغياب العربي.