6 قتلى وأكثر من 15 مصابا.. مقاومو القدس يردون على وعيد كاتس لغزة بالجحيم

شدوى الصلاح | منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

صفعات متتالية تلاحق الكيان الإسرائيلي منذ صباح 8 سبتمبر/ أيلول 2025 في القدس المحتلة وقطاع غزة، إذ نفذ مقاومان فلسطينيان عملية إطلاق نار عند مفرق "راموت" أسفرت عن مقتل 6 مستوطنين وأكثر من 15 مصابا، فيما قتل 4 من الجنود بانفجار عبوة ناسفة في جباليا بغزة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن منفذي العملية صعدا على حافلة وقاما بإطلاق النار نحو الركاب فيها، فيما رجحت بأن المنفذين وصلا من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية: إن طواقمها تعاملت مع 17 إصابة بينها 5 إصابات حرجة و3 إصابات خطيرة، بينما الإصابات الأخرى وصفت بالطفيفة.

واستخدم المقاومان سلاح الكارلو في عملية إطلاق النار البطولية، في حين أطلقت قوات الاحتلال النار صوبها، ما أدى لاستشهادهما.

بدروها، باركت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” العملية، مؤكدة أنها ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا، وهي رسالة واضحة بأن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمرّ دون عقاب.

وبالتزامن مع عملية القدس، نجح مقاومون في جباليا شمال غزة في قتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، إذ قالت مواقع عبرية: إن عددا من الجنود الإسرائيليين قتلوا، بعد تفجير آلية مدرعة كانوا يستقلونها في محيط بلدة جباليا.

ووقع الحادث قرابة الساعة الخامسة فجرا قرب جباليا؛ حيث ألقيت عبوة ناسفة على طاقم دبابة، كما تعرضت الدبابة أيضا لإطلاق نار باتجاه قائدها، وعلى إثر الانفجار اشتعلت النيران في الدبابة وقُتل جميع أفراد طاقمها.

ولم يعلن جيش الاحتلال رسميا عن العملية أو تفاصيلها، وعادة يتأخر في الإفصاح عن التفاصيل، أو يتكتم عن كشف الخسائر، للمحافظة على معنويات جنود الاحتلال.

وجاء تصعيد العمل المقاوم في غزة والقدس في أعقاب وعيد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، بأنه سيتم “فتح أبواب الجحيم على مدينة غزة، حتى إطلاق سراح جميع الرهائن، وتسليم حماس سلاحها”.

وأعرب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بالعملية البطولية في القدس المحتلة وعملية جباليا، وأثنوا على منفذيها وأشادوا بهم، متداولين صورا ومقاطع فيديو توثق ما أسفرت عنه العمليات. 

وأشاروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_القدس، #جباليا، #غزة_تحت_القصف، وغيرها، إلى أن العمليات النوعية في الضفة وغزة تأتي بينما يمارس الاحتلال التوحش في جرائم الحرب ويصعد من عملياته العسكرية ويتوعد بالجحيم.

حفاوة وثناء

وتفاعلا مع التطورات كتبت منى حوا، إنها صفعة كبيرة لمن يطالب بنزع سلاح المقاومة، وجواب مباشر لمن يظنّ أنّ الفلسطيني يُروَّضُ بالتنكيل. 

ورأت أن العملية تذكير بأن المعركة قادرة على الانتقال إلى قلب الداخلِ المحتل، وأن الضفّة والقدس ليستا خارج الحساب، كما أنها تُعرّي وهمَ الحسم العسكري لدولة الاحتلال.

وقال مؤمن أبو زعيتر، إن عملية القدس البطولية تمثل رداً طبيعياً ومشروعاً على جرائم الاحتلال المتواصلة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وانتقاماً لدماء الشهداء الأطهار، وتأكيداً على قدرة وحيوية المقاومة في كل الساحات لضرب العدو وتحطيم منظومته الأمنية.

وبشر فايد أبو شمالة، بأن الاحتلال إلى زوال، مشيرا إلى أن منفذي عملية القدس نفذا هجومهما وأطلقا النار من مسافر صفر.

وقالت إحدى المغردات: "والظمأ يُروى بمثلِ هذه البشريات.. المجد لِمن عُرِف بأفعاله، المَجد لحامِل الكارلو المقدَّس.. المجد كُل المجد لمن حمل السلاح وثأر لأبناءِ البلاد ورفع من اسم الأوطان".

وعرضت ديما الحلواني صورا من مكان تنفيذ العملية تظهر هرع فرق كبيرة من الإسعاف والشرطة إليه، مشيرة إلى أن الإعلام العبري وصف مكان عملية إطلاق النار بـ "الصعب جداً" بسبب كثرة المصابين بها.

ووصفت "إسرائيل" بأنها "كيان طفيلي ومُشوّه ودخيل"، معربة عن يقينها بأنه "سيزول حتمًا".

انتصارا لغزة

وعد فايز أبو شمالة، العملية العسكرية في القدس ردا من الشعب العربي الفلسطيني على المحرقة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مؤكدا أن "غزة في قلب القدس، وفي قلب عمان والقاهرة والرياض وبغداد".

وقال ماجد أبو دياك: إن أبطال القدس ينتصرون لغزة وفلسطين في عملية بطولية جريئة عند مفترق رامون بالقدس، مؤكدا أن العدو لن يتمكن من كبت الشعب الفلسطيني أو إحداث عزلة بين مكوناته في غزة والضفة والقدس، ولن يطول الأمر حتى تنهض الضفة التي تئن تحت وطأة سلطة التنسيق الأمني.

وأشار إلياس باجو المحرزي إلى أن الرد جاء سريعًا بعد تهديد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس بشن "عاصفة جوية" على غزة، من أحرار القدس بعملية نوعية أدت إلى إصابة 16 جنديًا من قوات الاحتلال، في عملية وُصفت بـ"الصعبة والمعقدة"، قائلا: "هكذا يرد الأحرار.. لا تُهددونا، فنحن لا نرتجف".

وقال علي شرف المحطوري، إن "المجرم نتنياهو يسعى للسيطرة على غزة فتأتيه الضربة من القدس"، مؤكدا أن "لا أمان للصهاينة أينما حلوا".

وأكد معتز الغيل، أن عملية القدس ليست “عملية إطلاق نار” بل رد فعل طبيعي على جريمة الاحتلال اليومية. القدس لن تكون آمنة للمحتل ما دام يعيث فيها فسادًا، ويقتل أهلها ويغتصب أرضها، قائلا إن المقاومة ليست خياراً، بل وجوداً.

إيضاحات وتفاصيل

وفي مزيد من الإيضاحات لتفاصيل العملية وطريقة تنفيذها والسلاح المستخدم، أشار عبدالرحمن فارس إلى أن الشابين نفذاها بـ"الكارلو" وهو سلاح محلي الصنع، لافتا إلى ترحيب فصائل المقاومة بالعملية.

ونقل شريف عاطف أبوحمزة، عن تقارير إسرائيلية أولية من موقع الحدث في القدس، تأكيدها أن احد منفذي الهجوم صنع سلاح "الكارلو" بنفسه ونفذ به الهجوم بينما كان المنفذ الآخر مسلحا بمسدس.

وقال محمد اسماعيل كريدي، إن "الكارلو" سلاح محلي ‏أطهر وأشرف من سلاح الجيوش العربية والمسلمة.

وكتب ياسر أبو عقيل: "صنعو أبطالنا المجد بسلاح "الكارلو" وليس بسلاح M16 النائم يا طخيخة الأعراس والمشاجرات.. هذا ما فعله الكارلو، فكيف لو كان M16".

وتغزل ثائر سعادة، في الكارلو، قائلا عنه: "رَشاشّ صغِيرٌ فِي حجمِهِ، عظيمٌ فِي أثرِهِ؛ صارَ اليومَ بَرقًا مُزلزِلًا يُشعِلُ القُدسَ رُعبًا في صُدورِ الصَّهاينة، إنَّهُ شاهِدٌ صادِقٌ أنَّ مَن تَسَلَّحَ بالإيمانِ لا تَقفُ دُونَهُ قُوَّةٌ، وأنَّ القُدسَ تُحرَّرُ بقبضَةِ مُجاهِدٍ يُطلِقُ رَصاصَها مُتوَكِّلًا على ربِّ العِزَّةِ والجَبَروت".

ولفت محيي الدين فليفل إلى أن سلاح الكارلو ظهر أول مرة في شوارع قطاع غزة والضفة مع بدايات الانتفاضة الثانية، مشيرا إلى أن سلاحا بسيطا محلي الصنع أصبح منذ ذلك الحين صديق الفلسطينيين ورمزًا للصمود حين يشتد الحصار.

وقال: "اليوم، اشتد الحصار، واستطاع الكارلو أن يتمكن من رقاب 5 مستوطنين في مدينة القدس".

وقال المغرد فارس، إن الكارلو، هو حكاية شعب محاصر صاغ من المعدن الملقى على الطرقات رعدًا يقضّ مضاجع الغزاة.

وأضاف أن الكارلو هو البشارة الأولى لزمن التحرير، والخطوة التي سبقت المدافع والصواريخ، ولأنه صديق المقهورين، سيبقى شاهدًا أن الحرية تبدأ من أبسط رصاصة إذا كان وراءها قلب لا يعرف الانكسار.

رسائل مهمة

وعن أهمية عملية القدس والرسائل التي تحملها، قال محمد الأخرس: إن أهميتها أنها قد تكون فاتحة لموجةٍ جديدة من العمليات، بالنظر إلى أنّ التجربةَ النضاليةَ الفلسطينية لطالما كانت متأثرةً بالعمليات الناجحة التي تخرج من البيئة ذاتها.

وأكد أن هذا الأمر سيخلط الأوراق بشدّة داخل الساحة الإسرائيلية لأسبابٍ عدّة، منها أنه ينقل المعركةَ إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية بعد أن جرى تحييدُها عن تبعات الحرب على غزة خلال الفترة الماضية. 

وذكر الأخرس، بأن قادة اليمين الصهيوني تفاخروا خلال الأيام الأخيرة بأنه لا ينبغي الاستجابة للتهديدات القائلة إنّ ضمَّ الضفة الغربية قد تكون له تبعات أمنية، مؤكدا أن ذلك ظهر في اندفاع اليمين الإسرائيلي نحو تهويد المسجد الأقصى واقتحامه من دون الخوف من العواقب.

وقال: إن الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية سواء عبر العمليات في الداخل أو التأثر بتبعات الأزمة الاقتصادية والمقاطعة أو العقوبات الدولية والرفض الاجتماعي لهم في العواصم الغربية، مهمة جداً وقد تكون غير مسبوقة في تأثيراتها السياسية إذا ما تصاعدت خلال الفترة المقبلة.

وتوقع الأخرس، أنها ستعيد مرةً أخرى القضية الفلسطينية لتكون قضية سياسية ضاغطة على حسابات "الطبقة الوسطى" داخل الجمهور الإسرائيلي لاستشعار خطورة تجاهل القضية والحاجة للتعاطي معها بصورة حقيقية.

وأكد أن ذلك سيؤثّر في قرارات الجيش المتعلقة بتجنيد القوات واستدعاء الاحتياط، لا سيما مع اقتراب الأعياد اليهودية، قائلا: إن هذا أمرٌ مهمّ جدًا، لأنّه قد يضغط على العلاقة بين المستويين السياسي والعسكري في ما يتعلّق بكيفية التعاطي مع عملية احتلال مدينة غزة، التي تتطلّب استدعاء أعداد كبيرة من الاحتياط. 

وأضاف الأخرس، أن مثل هذه العمليات ستؤدي إلى زيادة مستوى التأهّب الأمني في الضفة والقدس، وإرهاقٍ أكبر للجيش الذي سيُضطرّ إلى زيادة عدد قواته داخل تلك المناطق.

وتابع: هذه العملية مثالٌ على قدرة الفلسطينيين على استهداف الاحتلال، رغم كلّ تعويلِ الإسرائيليين على «الحسم العسكري»، وهي تشير إلى أنّ فكرة «نزع السلاح» ليست إلا وهمًا غير قابلٍ للتحقّق بأيّ حالٍ من الأحوال.

من جانبه، قال علي أبو رزق، إن الرسالة الأكثر أهمية من مثل هذه العمليات أن النار لن تحرق الفلسطينيين وحدهم، بل ستحرقنا وتحرقهم، وأن الخطاب اليميني الإسرائيلي الدموي لن يجلب عليهم لا أمنا ولا استقرارا، وأن المشاهد المؤلمة التي يراها الشباب في غزة هي مشاهد ليست للنسيان، بل يتم تخزينها للحظة الانفجار.

ورأى هيثم عاشور، أن أهم ما في عملية القدس أنها كسرت حاجز الرعب الذي بنته إسرائيل على مدار عامين في القدس، موضحا أن هناك سُنة لدى الفلسطينيين في الضفة والقدس، إذا نفذ أحد عملية، استن به آخرون، وربما امتدت إلى سلسلة عمليات دون تنسيق، وهو ما يُدركه الاحتلال جيداً.

ورصد عدي محمود جعار عددا من الرسائل التي تحملها عملية القدس لجميع المستويات، ومنها استحالة الوصول إلى معادلة صفر طلقة في الضفة والقدس، واستحالة توفير الأمان المطلق للمستوطنين في الضفة والقدس، واستحالة الفصل الشعوري بين غزة والضفة والقدس. 

وأوضح أن العملية تحمل أيضا رسائل مفادها أن إنهاء المقاومة في أي بقعة من فلسطين مستحيل حتى لو حدث نجاح جزئي في القضاء على الشكل التقليدي لها، مؤكدا أن العملية التي تحدث داخل القدس وقعها دومًا مختلف سواء فلسطينيا أو على المستوى الأمني الإسرائيلي من نواحٍ عدة.

وأشار عبدالمنعم محمود، إلى أن الشابّين اللذين نفّذا عملية القدس – بحسب الشاباك الإسرائيلي – ليس لهما ملفات أمنية. 

وقال إن هذا يؤكد مجددًا أن المقاومة لن تتوقف، ولن يتمكّن المحتل من توقعها، طالما استمر هذا الوضع غير القانوني واللاإنساني الناتج عن جرائم الاحتلال.

الاحتلال يصعد

وعن ردة فعل الاحتلال المرتقبة على عملية القدس، توقعت رنوة العمصي، أن تقوم الحكومة الإسرائيلية إما بفعل استعراضي دموي كبير في غزة، أو بتصوير إحدى عملياتها بأنها كبيرة للتغطية على عملية القدس.

وذكرت بأن الحكومة الإسرائيلية فعلت نفس الشيء مرّات ومرّات، آخرها إعلان اغتيال الملثم، مباشرة بعد عملية بيت حانون، ناصحة بالقول: "لا تنجرفوا".

وقالت المغردة ميسرة، إن الاحتلال بدلا من أن يفهم أن سبب هذه العمليات هو إجرامهم ورفضهم لإقامة دولة فلسطينية، سيقولون إن موجة الاعتراف الحالية بدولة فلسطين شجعت الفلسطينيين على التمرد والإرهاب، وبدلا من البحث عن حل سياسي، سيغوصون أكثر في بحر الحلول الأمنية الفاشلة.

تأديب كاتس

فيما عرض الناشط السعودي المعارض عمر بن عبدالعزيز، صورة من جباليا وقد سواها الاحتلال بالأرض، متسائلا: “سمعتم عن عملية جباليا التي قتل فيها جنود إسرائيليون قبل قليل؟”

وأشار أحمد ثابت، إلى أن كاتس، كان صباحا يهدد ويتوعد، بعدها جاء الرد الرباني، 5 قتلي في القدس، 4 جنود قتلى في دبابتهم المدرعة في جباليا.

وقالت يسرا عقلوق: "أرادها "كاتس" عاصفةً على غزة، فارتدت عليه.. وأحالها الله صاعقًة عليهم في "القدس" حيث كمينٌ بحافلة، ورعد في "جباليا" حيث الكمين بدبابة، مضيفة: "من يظن أن الفرج سيأتي من عند غير الله فهو واهم!".