مجلة إيطالية ترصد أسباب افتتاح السيسي قاعدة بحرية ثانية بالمتوسط

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

دائما ما كانت مشروعات رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، على مدار 8 سنوات مثار جدل عالمي، إلا أن تدشينه لقاعدة عسكرية بحرية شمالي غرب البلاد، دعا إلى الكثير من التكهنات بشأن أهدافه من القاعدة القريبة من منطقة الصراع القائم في منطقة شرق المتوسط.

مجلة إيطالية، ترى أن الهدف الرئيس لإنشاء القاعدة العسكرية المصرية الجديدة "3 يوليو"، بالقرب من ميناء "جرجوب" التجاري، ومحطة "الضبعة" للطاقة النووية، وقرب الحدود الليبية؛ ضمان استعداد البلاد لأي صراعات ومخاطر محتملة من الجانب الغربي لحدودها.

الكاتب الإيطالي، ماسيميليانو بوكوليني، قال في مقال له بمجلة "فورميكي" الإيطالية إن "مصر تتطلع بصورة متزايدة إلى دور ملموس في أحداث جارتها الغربية والشقيقة العربية ليبيا، التي تعاني من أزمات داخلية منذ العام 2011.

ولفت إلى أن القاهرة التي تسعى أيضا، لأن يكون لها دور في البحر المتوسط، افتتح رئيس نظامها عبدالفتاح السيسي، يوم 3 يوليو/ تموز 2021، القاعدة البحرية "3 يوليو" بحضور ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ورئيس مجلس الرئاسة الليبي، محمد المنفي، وبعض  وزراء الدفاع بالمنطقة.

تلك القاعدة حملت تاريخ يوم الانقلاب الذي قاده السيسي في 3 يوليو/ تموز 2013، ضد أول رئيس مصري مدني منتخب، الراحل محمد مرسي.

القاعدة الجديدة، تضم مراسي، معدة لرسو جميع أنواع السفن، وتقديم الخدمات اللوجستية، وبين مهامها الرسمية حماية المياه الإقليمية والسواحل المصرية من عمليات التسلل المحتملة، ومراقبة حركة السفن من وإلى الموانئ المصرية. 

ضيوف السيسي

الكاتب الإيطالي تحدث عن ضيوف السيسي، موضحا أنهم شهدوا عقب الافتتاح المناورات العسكرية (قادر 2021).

مروحيات "أباتشي القتالية" قامت ضمن المناورة بقصف جوي على أهداف معادية بصواريخ، "هيلفاير" الموجهة بالليزر.

بوكوليني، قال: إنه بالإضافة إلى الرئيس المنفي، تمت دعوة رئيس برلمان طبرق الليبي عقيلة صالح، وقائد  الانقلاب الليبي خليفة حفتر، لحضور حفل التدشين.

مصادر من الرئاسة الليبية، أوضحت للمجلة الإيطالية، أن الأول رفض الدعوة لتزامنها مع زيارة رسمية يؤديها لليونان، بينما لم يتمكن الأخير من الحضور لأسباب شخصية.

ولفت الكاتب إلى أنه في المقابل، لم يتم توجيه دعوة إلى رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، الذي تعددت خلافاته مع الرئيس المنفي.

حضور محمد بن زايد، الذي يدعم حليف مصر والإمارات في ليبيا، حفتر، في حفل الافتتاح، نجزم بأنه يتعلق بالمشهد الليبي، وفق قول المجلة.

شرق المتوسط

أوضحت المجلة أن مصر تنوي لعب دور رئيس في شرق البحر المتوسط، خاصة في ظل المنافسة التركية القوية.

ويأتي افتتاح هذه القاعدة على ضوء الاتفاقيات الأخيرة بشأن شرق البحر المتوسط، التي تحتوي على احتياطيات واعدة من النفط والغاز. 

"3 يوليو"، ليست القاعدة البحرية العسكرية التي افتتحت في عهد السيسي، ففي يوليو/تموز 2017، افتتحت القاهرة قاعدة محمد نجيب، الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط.

القاعدة المسماة باسم رئيس مصر الراحل "محمد نجيب" تقع بمدينة "الحمام" بمحافظة مرسي مطروح، (شمال غرب) إلى جانب قاعدة "سيدي براني"، على بعد 100 كيلومتر من الحدود المصرية مع ليبيا.

وفي يناير/كانون الثاني 2020، افتتح السيسي "برنيس" أكبر قاعدة عسكرية بحرية على البحر الأحمر.

مواجهة المخاطر

مستشار "حزب الغد" المصري سمير راغب، أوضح للمجلة الإيطالية أن "افتتاح هذه القاعدة البحرية جزء من إستراتيجية القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية لتنفيذ إستراتيجية عالمية".

وأضاف: "وكذلك تطوير وتحديث جميع فروعها، وخاصة البحرية، ودعم قدراتها لمواجهة التحديات والمخاطر الحالية في المنطقة". 

بالنسبة للسياسي المصري، تمثل "قاعدة 3 يوليو"، الحدود الغربية للقواعد البحرية، وهي الأقرب إلى الحدود الغربية لمصر، وتستضيف الفرقاطة الفرنسية (تحيا مصر) من فئة فريم.

إلى جانب "حاملة طائرات الهليكوبتر الفرنسية من طراز (ميسترال)، والفرقاطة الشبح  (غويند 2500)، والفرقاطة الإيطالية (برغاميني) من فئة فريم، والفرقاطات (الجلالة)، و(برنيس)".

وأيضا: "غواصات مثل الغواصات الألمانية (209/1400)، وقاذفة صواريخ (مولينا)، وعدد آخر من السفن الحربية، وكاسحات الألغام، وسفن الإمداد، والقوارب الخفيفة".

المحلل والباحث المصري أبو بكر الديب، من جانبه يرى أن القاعدة "هدفها الأساسي حماية الأمن القومي المصري في الشمال والغرب، ودعم أمن واستقرار ليبيا خصوصا"، لافتا إلى أن "الأمن القومي المصري يرتبط ارتباطا مباشرا بليبيا".

"ولذلك تعمل مصر على تعزيز وجودها العسكري في الشمال الغربي لمواجهة مخاطر (الإرهاب)، ومنع تسلل عناصر المرتزقة والإرهابيين إلى البلاد"، وفق الديب.

ويواصل: "وكذلك حماية خطوط الشحن، والحفاظ على السلامة البحرية باستخدام فرق قتالية من الوحدات السطحية والغواصات".

كما تستخدم القاعدة لمكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية وتساعد في تأمين قناة السويس"، حسبما أضاف المحلل المصري للمجلة الإيطالية.

وأكد أن "مصر تدعم الحل السياسي للأزمة الليبية، لذلك يبرهن حضور الرئيس المنفي، في حفل الافتتاح مدى أهمية ليبيا بالنسبة للقاهرة". 

طموح مصري

من جانبه، أوضح اللواء المصري السابق محمد الشهاوي لـ"فورميكي"، أن "هناك طموحا أن تصبح هذه القاعدة البحرية الأهم في العالم حيث إنها ستستضيف جميع أنواع السفن الحربية، وتحمي الحدود الشمالية للبلاد".

ولفت إلى أنها "تضم جميع الأسلحة والمعدات الحديثة التي تقوم مصر باقتنائها، وستكون موقعا للتدريبات العسكرية المشتركة القادمة مع الدول الأخرى". 

وبدوره أكد أن "حضور المنفي في الافتتاح يكشف عن أهمية ليبيا لا سيما وأن الأمن الليبي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن المصري".

مذكرا بأن افتتاح هذه القاعدة استمرار لما انطلق في 22 يوليو/تموز 2017، بافتتاح السيسي قاعدة "محمد نجيب" أكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط، التي تستضيف القوات البرية، والبحرية، و تقع غرب الإسكندرية قرب حدود ليبيا.