"الشعوب لا تنسى".. هجوم على الإمارات بعد رفض محكمة العدل الدولية دعوى السودان

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

أعاد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، تفعيل غالبية الوسوم المناهضة للإمارات والتذكير بدورها "التخريبي" في السودان ودعمها اللامحدود لمليشيات الدعم السريع، وذلك عقب رفض دعوى الخرطوم ضدها، وقصف المليشيا مستودعات الوقود ومطار بورتسودان.

ورفضت محكمة العدل الدولية، في 5 مايو/أيار 2025، دعوى السودان ضد الإمارات بشأن الإبادة الجماعية في دارفور، معتبرة أنها تفتقر للاختصاص، رغم اتهام الخرطوم لأبوظبي بتمويل وتسليح الدعم السريع المتهمة بارتكاب فظائع ضد قبيلة المساليت في دارفور.

فيما نفت الإمارات الاتهامات ووصفتها بالدعاية السياسية، وتحفظت على المادة 9 من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي تنص على اختصاص المحكمة بالنظر في "الخلافات المتعلقة بتفسير أو تطبيق أو تنفيذ الاتفاقية".

من جهتها، قالت نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ممثلة الإمارات ريم كتيت، في كلمة أمام المحكمة: إن الدعوى المقامة من القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية لا تستند إلى أسس قانونية أو واقعية، حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

ورحبت الإمارات بقرار المحكمة، وقالت: إنه وبناء عليه "سيتم رفع القضية من سجل المحكمة وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بها رسميا". 

في المقابل، قال وزير الثقافة والإعلام والناطق باسم الحكومة السودانية خالد الأعيسر، إن القضية ضد الإمارات "لن تتوقف عند محطة محكمة العدل الدولية التي أوقفت النظر في القضية لأسباب إجرائية وليس جوهرية، بل ستطرق باب محاكم دولية أخرى تقبل مثل هذه الدعاوى".

وأضاف أن ‏الحكومة ستطرق كل باب يتيح لها الاقتصاص من الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب السوداني الصابر البطل الأبي، الذي دفع ثمنا باهظا نتيجة الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمارات عبر رعايتها المستمرة لمليشيا الدعم السريع المتمردة.

وتابع الأعيسر: "إن كان قضاة محكمة العدل الدولية قد أوقفوا النظر في القضية لأسباب إجرائية، استنادا إلى المادة (9)، لا لأسباب جوهرية، فإن هناك محاكم دولية أخرى تقبل مثل هذه الدعاوى، وتحاكم المجرمين، وتنصف الشعوب، وتعاقب الحكومات التي تهدد استقرار البلدان وتقتل الأبرياء، وتحمي العدالة كما ينبغي لها أن تُحمى".

وفي أعقاب قرار العدل الدولية، صعدت مليشيات الدعم السريع قتالها بحدة، وجددت هجومها على مطار بورتسودان، وزادت فجر 6 مايو/أيار 2025، بقصف أدى إلى انفجارات ضخمة في ميناء المدينة، ومستودعات ذخيرة وأسلحة.

وشوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من محيط الميناء البحري الرئيس للبلاد الواقع في المدينة التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين.

وتعرضت قاعدة عسكرية قرب المطار الدولي الوحيد الذي يعمل في السودان، لهجوم بطائرات مسيرة، وأعقب ذلك استهداف مستودعات وقود بالمدينة في 5 مايو.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها مدينة بورتسودان بطائرات دون طيار، منذ أن أصبحت بمثابة العاصمة الإدارية للبلاد بعد سيطرة مليشيات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم بداية الحرب.

بدوره، اتهم الجيش السوداني الإمارات بتوفير الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجوم على مطار بورتسودان، وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله: إن الضربة بطائرات بدون طيار والتي نفّذتها الدعم السريع "تشكّل تهديدا للأمن الإقليمي".

ومطار بورتسودان هو مطار دولي يخدم مدينة بورتسودان، ويعد أحد المطارات الرئيسة في البلاد، ويقع على ساحل البحر الأحمر، ويستخدم لنقل الركاب والبضائع إلى مختلف الوجهات داخل السودان وخارجه، ويلعب دورا مهما في الاقتصاد المحلي.

ووجه ناشطون اتهامات مباشرة للإمارات بالضلوع في استهداف مطار بورتسودان، وانسجموا مع اتهامات الجيش السوداني للإمارات بأن الطائرة المسيرة التي استخدمتها مليشيا الدعم إماراتية الصنع، صابين جام غضبهم على الإمارات ورئيسها محمد بن زايد، ووصفوها بـ"الدويلة التخريبية".

وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الامارات_ترعى_الارهاب، #الامارات_تدعم_الارهاب، #الامارات_تقتل_السودانيين، وغيرها، توعدوا بملاحقة الإمارات بشتى السبل الممكنة.

وأكد ناشطون أن رفض العدل الدولية لدعوى السودان ضد الإمارات ليس تبرئة لأبوظبي من التهم التي وجهتها لها الخرطوم بدعم وتمويل وتسليح الدعم السريع مما أدى إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور، مسلطين الضوء على المكاسب التي جنتها السودان من وراء دعواها.

اتهامات للإمارات

وتحت عنوان "فلتعلم الدويلة اللقيطة بأن حربنا معهم قد بدأت الآن"، قالت المغردة جميلة: إن حريق بورتسودان اندلع نتيجة ضربة نفذتها مليشيا أبوظبي.

وأشارت إلى أن استهداف المستودعات الإستراتيجية للبترول في مدينة بورتسودان لا يزال يتمدد، وقد وصل إلى الخزان الرابع من مادة الجازولين، مما تسبب في انفجارات جديدة وارتفاع ألسنة اللهب بشكل كبير.

وتوعدت جميلة الإمارات باستحضار قول الله تعالى في سورة القلم "فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (44) وأملي لهم إن كيدي متين (45)".

وسخر الناشط أبازر حسن، من إدانة الإمارات استهداف المرافق المدنية الحيوية في بورتسودان وكسلا، قائلا: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. وكاد المريب أن يقول خذوني".

وقال أحمد علي: "الدويلة وأذنابها من مليشيا وسياسيين فاكرين الضربات دي ممكن تدفع السودانيين للمطالبة بوقف الحرب والاستجابة لشروطهم. وهم ما عارفين بكدة بدفعوا الناس لركوب الراس أكثر ودعم الحرب حتى القضاء على آخر جنجويدي".

وأكد مكاوي ملك، أن ما جرى في بورتسودان ليس مجرد "كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لعدوان إرهابي من دويلة تموّل الفوضى وتستهدف المدنيين".

وشكر السعودية وأرض الحرمين على التدخل السريع بطائرة الدفاع المدني لإطفاء نار أشعلتها الإمارات، قائلا: "العدو معروف والمقصرون شركاء في الجريمة".

الإمارات عدو

وهجوما على الإمارات، قال الناشط ياسر مصطفى: "بكل وضوح وبدون مواربة: اعلموا أن الإمارات هي العدو لشعب السودان، عدو يتخفّى خلف شعارات الدعم والوساطة، بينما يموّل الحرب، ويسلّح المليشيات، ويغذي الانقسامات، ويعبث بسيادة بلدنا من خلف الستار".

وأضاف أن "من يرسل السلاح لا يريد السلام، من يدعم مجرمي الحرب لا يبني وطنا بل يدمّره، من ينهب مواردنا لا يكنّ لنا خيرا"، مؤكدا أن "التاريخ لن يرحم، والشعوب لا تنسى".

ورأى علي محمد الحسن، أن “حرب الإمارات على السودان دخلت منحنى جديدا وخطيرا جدا، وما بقيت حرب على جبهة عسكرية معينة، بل مؤامرة شاملة لاستهداف الشعب السوداني كله، خدمته، أمنه، وكرامته”.

وأضاف أن "الإمارات بعد ما فشلت في فرض انقلاب حميدتي، وفشلت في كسر إرادة الشعب السوداني، لجأت للخطة (ب) عملاء القحاطة والجنجويد وحكومة بديلة ولكنها فشلت أيضا".

ولفت إلى أن الخطة الجديدة للإمارات هي "ضرب المواطن في قلب حياته اليومية".

وأكد الحسن، أن “المؤامرة بدأت تتحول إلى حرب شاملة على كل السودان، وتستخدم فيها الطائرات المسيّرة لقصف المطارات، محطات الكهرباء، المستودعات الحيوية، وحتى المستشفيات”.

وأشار إلى أن “حرب المسيرات نوع من الحروب فشلت فيها أقوى دفاع جوي لجيش في العالم”.

وقال عبدالماجد عبدالحميد: "اليوم عاودت الإمارات عدوانها الصاروخي على السودان .. اليوم استهدفت مستودعات النفط الإستراتيجية والتي تبلغ سعتها 100 ألف طن من المشتقات البترولية".

ورأى أن "ما حدث يؤكد أن دويلة الإمارات قررت المضي في حربها ضد السودان، بعد أن أيقنت أن كلاب الصيد المليشية والسياسية قد فشلت في جلب العظم بعد أن ذاقت مرارة لحم الشعب السوداني  علي الخونة والعملاء".

وتساءل عبد العزيز محمد السيد: “هل من الإسلام والنخوة العربية إمداد الدعم السريع المنشق عن النظام السوداني بالأسلحة والدعم الفني والتقني الأمر الذي أسهم في قتل وإصابة وتشريد الملايين من أبناء السودان، وذلك بدلا من الصلح بين الفريقين المتنازعين؟”

وتابع تساؤلاته: “ماذا جنت الإمارات من قتل أربعة ضباط إماراتيين من الرتب العليا وإصابة آخرين بجروح في السودان وذلك للمرة الثانية خلال ثمانية أشهر؟”

أسباب الرفض

وإيضاحا لأسباب رفض محكمة العدل الدولية دعوى السودان ضد الإمارات وتسليط الضوء على ما حققته الدعوى، أوضح المغرد عبدالرحمن، أن الفقرة 35 من قرار المحكمة أشارت فيها أنها قررت إزالة القضية من القائمة العامة بسبب عدم وجود اختصاص لها للنظر في القضية. 

وأشار إلى أن السبب في ذلك هو "التحفظ الذي قدمته الإمارات على بند التحكيم الوارد في المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية".

وقال عبدالرحمن: "يعني ببساطة شديد المحكمة رفضت تواصل في القضية لأن الإمارات متحفظة على المادة 9 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية وليس لأن السودان ما عنده أدلة كافية؛ لأنهم ما وصلوا مرحلة إصدار الحكم أصلا.. ما تخلو المضللين ديل ينشرو كذبهم وتلفيقهم".

وقال رئيس المركز القومي الإستراتيجي تاج السر عثمان: "لا تفرحي كثيرا يا دويلة الإمارات.. وقف محكمة العدل النظر في الدعوى كان لأسباب إجرائية بحتة، لا لأسباب جوهرية، وملاحقتكم لها طرق متعددة".

وأشار إلى أن رفع السودان دعواه أمام العدل الدولية حقق هدفا إستراتيجيا مهما وهو "ترسيخ صورتكم -الإمارات- كرعاة وداعمين للجرائم ضد الإنسانية في الوعي الدولي"، مؤكدا أن هذا بحد ذاته انتصار أخلاقي وسياسي يُبنى عليه.

ورأى محمد كمبل، أن الدعوى التي تم شطبها اليوم نجحت في لفت العالم لجريمة دعم الإمارات للجنجويد، وتم تغطية الجلسات في أغلب الصحف العالمية.

وقال: "كما ذكرنا هناك تحرك آخر دعمناه إعلاميا يقوم به المجتمع المدني السوداني في المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة رأس النظام وقادة الجيش والاستخبارات في الإمارات مباشرة"، متمنيا تواصل التظاهرات في عواصم العالم في هذا الاتجاه.

وأكد عادل إبراهيم، أن شطب محكمة العدل الدولية بلاغ السودان من سجلاتها لا يعني أن في الأساس لا قضية للسودان.

وأوضح أن محكمة العدل الدولية شطبت قضية السودان على أساس أن قضية الإبادة الجماعية ليس من اختصاصاتها، بل من اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية وفقا للمواثيق الدولية والاتفاقيات الأربعة عام 1971 بجنيف.

وقال إبراهيم: "لذلك قضية السودان ما زالت حية ولكنها في محاكم المحكمة الجنائية الدولية والكرة في ملعب السودان للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف: "السودان لا يزال صاحب القضية طالما له أدلة، ولكن بحاجة للذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية لفتح البلاغ هناك وهناك القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني مفعل".

وكتب محمود حسن: "منعا للتضليل من قبل الإمارات التي ترعى الإرهاب وأبواقها المأجورين، المحكمة لم تتهم الإمارات ولم تبرأها إطلاقا، بل دفعت بعدم اختصاص المحكمة في النظر في القضية لتحفظ الإمارات على البند 9 من محاكمتها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية".

تهديد ووعيد

وفي تهديد ووعيد باستمرار السودان في ملاحقة الإمارات، قالت المغردة منى، إن رفض محكمة العدل الدولية النظر في قضية السودان "ليس النهاية". 

وأكدت أن "للسودان الحق الإنساني والقانوني لانتزاع حقوقه، وأن كل المسارات متاحة ولو تغيرت الاختصاصات"، مضيفة أن "الانتصار هو أن تجبر عدوك ليبرر للعالم أنه بريء، خراب سمعة وشيل حال، لسه الجاي أكثر يا دويلة الشر".

وذكر الناشط ياسين أحمد، بوجود مسارات أخرى لملاحقة الإمارات، قائلا: "كونة تم وضع دويلة الإمارات في هذا الموقف وخروجهم من القضية لتحفظهم على البند التاسع وليس لأنهم قدموا ما يفيد عدم تورطهم في إبادة أهلنا المساليت".

وأضاف أن الإماراتيين "بصورة مبطنة أدانوا أنفسهم وكأن لسان حالهم يقول (نعم ارتكبنا الإبادة ولكن لا تستطيعون محاسبتنا لأننا لم نوقع على بند الإبادة في اتفاقية محكمة العدل الدولية)".

وطالب محمد يوسف، السودان بـ"مواصلة الضغط العسكري والذهاب إلى الفاشر والضعين، ومواصلة ضرب كل الإمداد العسكري الذي يأتي للمليشيا، وترتيب البيت الداخلي وضبطه وتوحيد الجبهة الداخلية، وتفعيل خطط جانبية في حالة التصعيد".

وحث السودان على "تفعيل دور الأمن الخارجي واليد الطويلة الغزرة، ومحاولة فتح قناة اتصال جانبية مع الإمارات، مع مواصلة الجهد في التواصل الإسرائيلي الذي تحاول الإمارات إفشاله، وترتيب حليف قوي في أسرع وقت: تركيا، روسيا".