إسرائيل أم الإمارات.. من وراء قصف بورتسودان لأول مرة منذ اشتعال حرب السودان؟

إسماعيل يوسف | منذ ١٥ ساعة

12

طباعة

مشاركة

كان الهجوم الذي ضرب مدينة بورتسودان، أخيرا، والذي يُعد الأول عليها، منذ اندلاع الحرب في السودان، غريبا وغامضا.

الجيش السوداني، قال: إن قوات الدعم السريع نفذت هجوما غير مسبوق أيام 4 و5 و6 مايو/أيار 2025 باستخدام طائرات مسيرة استهدفت مطار بورتسودان، وقاعدة عثمان دقنة الجوية المجاورة، ومستودعات النفط والبضائع بعدة مسيرات انتحارية.

لم تعلن جماعة الدعم السريع، الذي يقودها حمدان دقلو (حميدتي) أنها المسؤولة عن الهجوم على بورتسودان التي يتخذها قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان مقرا له، بشكل مباشر.

قوة ودقة الضربات وطبيعة المسيرات الحديثة ترجح أنها بواسطة قوة أجنبية؛ لأن الدعم السريع تفتقر لهذه المهارة والطائرات المتقدمة، وبدا أن الهدف منها "تأجيج وتدويل الصراع"، وتدخل أطراف أخرى، وفقا لمصادر سودانية لـ"الاستقلال".

هل فعلتها الإمارات؟

عقب الضربات الدقيقة للغاية والتي تعمدت في المرة الأولى، قصف قاعدة عسكرية ثم تعطيل المطار المدني، ثم قصف مصافي البترول، في المرة الثانية، وفشل الجيش السوداني في صدّها، وُجهت أصابع الاتهام مباشرة للإمارات.

حكومة السودان اتهمت أبوظبي بالوقوف وراءها، مؤكده أن "هذه الحرب ليست مجرد تمرّد من مليشيا الدعم السريع، بل هي عدوان مكتمل الأركان تديره وتدعمه دولة الإمارات".

مصادر شبه حكومية سودانية أكدت لـ "الاستقلال"، أن الحديث يدور عن “ضربة إماراتية”؛ حيث وفّرت الإمارات هذه الطائرات التي يديرها مرتزقة أجانب للدعم السريع، وانطلقت من دولة إفريقية قد تكون تشاد أو أرض الصومال.

وقالت المصادر: إن الاستهداف الأساسي على مطار بورتسودان والقاعدة الجوية يرجح أنه لم يكن بمسيرات، بل كان بطائرة مقاتلة متطورة واستخدمت قنابل ذكية مجنحة في الاستهداف، والمسيرات لم تكن إلا للتمويه والتغطية على الهجوم.

وكان قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، الفريق الركن محجوب بشرى، أبلغ البعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية إن هجوم المسيرات الأول 4 مايو/أيار 2025، شاركت فيه 11 طائرة مسيرة. وفق موقع "سودان تربيون".

لكنه أوضح أنه أثناء معركة الدفاع الجوي مع هذه المسيرات، هاجمت "مسيرة إستراتيجية" قاعدة عثمان دقنة، والهدف من هجوم الطائرات الانتحارية كان التغطية على هجوم "الطائرة الإستراتيجية" وإشغال وسائل الدفاع الجوي عن الطائرة الأساسية.

وقبل هذا التصريح من الفريق "بشرى"، كان الجيش السوداني، كشف في بيان أن الطائرة الإماراتية، التي دمرها في مطار نيالا للدعم السريع "كانت تحمل "طائرات مسيرة انتحارية وإستراتيجية"، بخلاف إمدادات عسكرية ولوجستية.

وتقول المصادر السودانية: إن الجيش قام بتوجيه ضربة يوم 3 مايو/أيار 2025، لطائرة أجنبية، مستأجرة للإمارات، بمطار نيالا الدولي في ولاية جنوب دارفور، محملة بإمدادات عسكرية ومسيرات في نفس يوم الهجوم على بورتسودان.

وبحسب مصادر عسكرية لموقع "سودان تربيون" 4 مايو/أيار 2025: "تستخدم قوات الدعم السريع مطار "نيالا" في تهريب الذهب المنتج من مناجم سنقو والردوم بجنوب دارفور وسفر قادتها"، مقابل السلاح.

وقد اتهم الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام والثقافة السوداني، خالد الأعيسر، الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بـ"طائرات مسيرة متطورة تُدار من غرف تحكم في أبو ظبي".

وكانت مفارقة أن تعلن صحف الإمارات تفاصيل الهجوم وما الذي تمّ تدميره في مطارات بورتسودان، رغم أن حكومة السودان لم تعلن أي تفاصيل.

صحيفة "العين الإخبارية"، الإماراتية، نقلت في 5 مايو/أيار 2025 عن "مصادر" لم تسمها، أن الهجمات التي شنتها المُسيرات أدّت إلى احتراق طائرة عسكرية من طراز إليوشن بقاعدة عثمان دقنة الجوية ببورتسودان، كانت تحمل أسلحة.

كما أسفر الهجوم عن تدمير طائرتين حربيتين من طراز "سوخوي" و"ميغ"، كانت إحداهما تحت الصيانة، فضلا عن تفجير خزانات وقود الطيران في القاعدة الجوية، على حد قول المصادر للموقع الإماراتي، ما أثار تساؤلات: كيف عرفوا؟

كما روَّجت حسابات إماراتية أنباء عن "مقتل عشرات الخبراء الأجانب وتدمير أسلحة وذخائر إيرانية ببورتسودان استقدمهم الجيش لتدريب وتأهيل عدد من منسوبي الجيش وكتائب الحركة الإسلامية على الأسلحة الحديثة".

وتنفي دولة الإمارات تقديمها أي دعم عسكري لقوات الدعم السريع، لكن الخرطوم قدمت أدلة وأسلحة تمَّ الاستيلاء عليها، آخرها صواريخ من صربيا، التي أعلنت أنها باعتها للإمارات.

واتّهمت حكومة السودان الإمارات، وقدمت شكوى رسمية ضدها أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب عبر وكيلها "الدعم السريع.

ورغم رفض المحكمة يوم 5 مايو/أيار 2025 الدعوى المقدمة من القوات المسلحة السودانية السودانية، وعدّ الإمارات ذلك دليل على عدم تورطها.

فقد كشف قرار المحكمة أنها لم تبرئ أبو ظبي، بل أوقفت النظر فيها لأسباب إجرائية، استنادا إلى المادة (9)، لا لأسباب جوهرية، كما قال خالد الأعيسر الناطق باسم الحكومة السودانية.

حيث أكدت المحكمة "أنها ليست صاحبة الاختصاص"، بسبب التحفظ الذي قدمته الإمارات على المادة 9 من اتفاقية الإبادة الجماعية، ما يعرقل سير الدعوى.

فقد أدخلت أبوظبي لدى توقيعها اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية عام 2005 "تحفظا" عن بند رئيس يُمكن الدول من ملاحقة إحداها الأخرى أمام محكمة العدل الدولية في أي نزاعات تنشأ بينهما.

لذا قالت وزارة العدل السودانية: إن القرار لا يعني براءة الإمارات من الانتهاكات المنسوبة إليها؛ لأنه بني على الشطب الشكلي بعدم الاختصاص، دون الخوض في موضوع الادعاءات الموجهة ضد الإمارات والبينات المتماسكة التي قدمت.

هل فعلتها إسرائيل؟

هناك سوابق إسرائيلي في قصف السودان، ومحافظة البحر الأحمر، خاصة بورتسودان، لذا لا يستبعد "مسؤول سوداني سابق"، أن تكون إسرائيل وراء القصف والطائرات المسيرة ضمن تحالفها الثنائي مع الإمارات.

المسؤول السابق، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أوضح لـ"الاستقلال" أن إسرائيل سبق أن قصفت بورتسودان أربع مرات سابقة عامي 2009 و2011، وكان المستهدف حينئذ، وفق مزاعمها، شحنة سلاح متجهة إلى غزة عبر البحر لحماس.

وفي أبريل/نيسان 2011، قال مسؤول بحركة حماس إن غارة جوية وقعت في مدينة بورتسودان كانت تستهدف قياديا في الذراع العسكرية للحركة (كتائب القسام) لكنه نجا منها، واتهم إسرائيل بالوقوف وراءها.

وأكّد رئيس لجنة الأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني النائب إسماعيل الأشقر، في تصريح لموقع إخباري محلي في غزة، أن ابن شقيقه عبد اللطيف الأشقر القيادي في كتائب القسام ربما كان المستهدف في الغارة الإسرائيلية لكنه نجا.

وكانت مصادر إسرائيلية اتهمت "الأشقر" بالمسؤولية عن تهريب الأسلحة لحركة حماس في قطاع غزة، وأنه جاء خلفا للقيادي العسكري في حماس محمود المبحوح، والذي اغتالته "إسرائيل" في دبي خلال يناير/كانون الثاني 2010.

وفي شهري يناير وفبراير عام 2009، نُفذت ضربتان جويتان على السودان والبحر الأحمر، وقيل إن الهجمات نُفذت من قبل القوات الجوية الإسرائيلية ضد قوافل أسلحة مُهربة إلى قطاع غزة عبر السودان.

قامت بالضربة الجوية الأولى في يناير/كانون الثاني 2009، طائرات مجهولة ضد قافلة زُعم أنها تحمل أسلحة، كانت متجهة برا في السودان إلى غزة عبر سيناء مصر، وأسفرت عن مقتل 800 شخص، وقالت الخرطوم: إنهم قوافل هجرة غير شرعية.

ثم تكرر القصف في بورتسودان في فبراير/شباط 2009 وضد مصنع سلاح اليرموك، وحينها استنتجت تقارير صحفية صادرة في مصر والولايات المتحدة أن تكون الضربات الجوية قد نفذتها مقاتلات إسرائيلية أو أميركية.

لكن وثائق حكومية إسرائيلية لاحقة أعطت تأكيدا تقريبيا لاشتراك وحدات عسكرية إسرائيلية في العملية، حسبما كشفت شبكة "سي إن إن".

وقد ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، إلى دور إسرائيل في الهجوم على قافلة شاحنات في بورتسودان شرقي السودان في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2009.

لذا يدور الحديث هذه المرة، عن أن قصف بورتسودان تمَّ بضربة إسرائيلية والعامل الإيراني هو السبب، وأن تل أبيب تستهدف الموقع الإستراتيجي لإيران في البحر الأحمر، بسبب تعاون عسكري واقتصادي متنامٍ مع حكومة البرهان.

وقد لاحظ شهود عيان سودانيون عبر مواقع التواصل أن الطائرات المسيرة التي ضربت بورتسودان، كانت دقيقة ومتطورة وتضرب أهدافها بدقة و"من غير صوت متخفية ما بتسمعها خالص"، وفق قولهم.

قالوا إنها تستهدف النفوذ الإيراني العدو الأكبر لإسرائيل لذا فالضربة على بورتسودان على الأرجح من قبل إسرائيل، وفق قولهم.

وكتب خالد عثمان، رئيس تحرير صحيفة المهاجر السودانية، يقول: "إن قوة ودقة الضربات على أم درمان وبورتسودان ترجح أنها بواسطة قوة أجنبية".

 وقال: "تشعر إسرائيل أن الوجود الإيراني في السودان، وتقديمها طائرات "مهاجر 6" للجيش السوداني، يُشكل تهديدا لأمنها القومي، لذا استهدفت بورتسودان لمنع استخدام الأصول الإيرانية والقواعد هناك ضدها.

لذلك وبناء على عدة متغيرات، بما في ذلك مدى النشاط العسكري الإيراني والوجود الإيراني في المنطقة، يرجح ــ حسب عثمان ــ شنّ إسرائيل هجوما على الأصول العسكرية الإيرانية في السودان.

وأوضح أن إيران سبق أن طلبت الإذن ببناء منشأة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر وزودت السودان بعدة طائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرة "مهاجر-6".

وتزود إيران الحكومة السودانية بالأسلحة والدعم اللوجستي منذ بدء الحرب الأهلية السودانية ضد قوات الدعم السريع في عام 2023.

وزعم مركز الأبحاث العسكرية الإسرائيلي "ألما" في تقرير نشره في أبريل 2025 أن إيران تستخدم السودان كطريق برّي إلى البحر الأبيض المتوسط ​​لنقل الأسلحة إلى حماس وحزب الله.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، قال "مركز بروكسل الدولي" في تقرير: إن تسليم إيران لطائرات بدون طيار من طراز مهاجر-6 وأبابيل "ربما يكون قد غير مسار الحرب وقد يؤثر بشكل عميق على العلاقات الإسرائيلية السودانية".

وكانت صحيفة "سري لانكا غارديان" زعمت في 13 أبريل/نيسان 2015 أنه تمَّ تأكيد نشر رادارات إيرانية في السودان، في المناطق الساحلية السودانية، بناء على صور أقمار صناعية تم تحليلها أخيرا.

قالت: إن طهران نشرت رادار الإنذار المبكر الإيراني المتقدم بعيد المدى "مطلع الفجر 1" شمال مدينة بورتسودان، على الساحل الشرقي للسودان المطل على البحر الأحمر (القصف الأخير استهداف رادارات أيضا).

وهو مصمم لاكتشاف وتتبع الأهداف منخفضة البصمة الرادارية بدقة عالية، ويعمل ضمن نطاق الترددات العالية جدا (VHF)، ما يمنحه قدرة استثنائية على رصد الأهداف في بيئات معقدة ومليئة بالتشويش، وفقا للمصادر الإيرانية.

ويمتلك "مطلع الفجر 1" مدى كشف يصل إلى 300 كيلومتر، وقادر على رصد 100 هدف في الوقت ذاته على ارتفاعات تصل إلى 20 كيلومترًا، متفوقا بذلك على قدرات العديد من أنظمة الرادار التقليدية.

إسرائيل والإمارات معا

ويقول الكاتب "روبرت إنلاكيش"، بموقع "كونسورتيوم نيوز"، المتخصص في التحليلات السياسية، 21 أبريل/نيسان 2025، إن "الإمارات وإسرائيل كانتا تُخططان لتحقيق مكاسب إستراتيجية في السودان، لكن طهران أحبطت تلك الآمال"، وهو ما قد يُفسّر أيضا الهجوم على بورتسودان. 

أكد أن الإمارات وإسرائيل كانتا "تأملان في انتزاع انتصارات إستراتيجية في السودان، مستغلتين سقوط الديكتاتور السابق للبلاد (عمر البشير) وانزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية".

لكن تغلغل إيران في السودان "زاد من المخاوف بشأن تنامي نفوذها هناك، لا سيما من جانب أبوظبي وتل أبيب.

وأشار الكاتب إلى أن من أبرز مخاوف إسرائيل أن يصبح السودان مجددا مركزا لنقل الأسلحة من الحرس الثوري الإيراني إلى جماعات مثل حماس وحزب الله، خاصة أن السودان كان في الماضي، بمثابة ممر لنقل الأسلحة إلى حماس.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها قناة آر تي الروسية الحكومية لأول مرة، شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض تُسيطر عليها القوات المسلحة السودانية، ويُزعم أنها بُنيت بمساعدة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

ويقول تقرير موقع "كونسورتيوم نيوز": "يقع الموقع في منطقة جبلية، وله 12 مدخلا مُحروسا، ويُشبه قواعد الصواريخ الإيرانية المُشيّدة لمقاومة القصف الجوي"، وقد نشر هذه الصور حساب "ميدل إيست أوبزرفر".

وفي أعقاب نشر صور الأقمار الصناعية التي تظهر قاعدة (إيرانية) محصنة تحت الأرض، ظهرت لقطات جوية جديدة تشير إلى أن السودان يشغل أنظمة رادار "مالطا فجر-1" الإيرانية على طول ساحلها على البحر الأحمر.

وإذا تأكدت هذه التطورات، فإنها تشير إلى استمرار إيران، حتى مع خسارتها سوريا، في بناء تحالفات على حساب إسرائيل.

وهو ما أزعج صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، التي كتبت في 4 مايو/أيار 2025، تقول: إن "السودان لم يعد مجرد ساحة معركة، بل يتحول بسرعة إلى مركز إرهابي، بموقع إستراتيجي قرب الحدود الجنوبية لإسرائيل".

وزعمت الصحيفة العبرية أن الجيش السوداني "أصبح بمثابة حماس إفريقيا، والجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين"، قائلة: "إن هذا الجيش، المدعوم من الإسلاميين، مثل كتيبة البراء الإسلامية، والمتأجج بالأيديولوجيات، قد يعمل قريبا كنقطة انطلاق للهجوم على إسرائيل غرار هجوم حماس 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن هذه المرة من إفريقيا، خاصة مع وجود إيران كلاعب رئيس.

وكانت إسرائيل عززت علاقاتها مع حميدتي، بجانب حضورها السياسي والاستخباراتي في السودان. 

وكشف تقرير استقصائي نشرته صحيفة هآرتس عام 2022 أن "تكنولوجيا مراقبة متطورة، صُنعت في الاتحاد الأوروبي، ولديها القدرة على قلب موازين القوى في السودان"، قد سُلمت إلى قوات الدعم السريع عبر طائرة خاصة.

ووقع حميدتي عقدا بقيمة 6 ملايين دولار مع شركة ضغط كندية أسسها عميل المخابرات الإسرائيلي السابق "آري بن مناشي، بهدف تصوير قوات الدعم السريع، نفسها كمعارضة "للإسلاميين المتطرفين"، والدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل.

دلالات الهجوم

تشير تقارير سودانية إلى أن المشكلة أن هذا الاستهداف الأخير حدث في بورتسودان وليس الخرطوم، ما يعني أن قوات الدعم السريع لم تنهزم كما راجت تكهنات عقب هزيمتها وإخراجها من العاصمة الخرطوم.

وتوضح هذه التقارير أن الضربات في أم درمان وكسلا وأخيرا بورتسودان، تعني أن قوات حميدتي ما زالت قادرة على توجيه الضربات الأمنية في قلب المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، وإطالة الحرب والدمار أكثر.

وحسب التقارير فإنَّ استهداف مطار بورتسودان المدني وميناء بورتسودان من قبل مليشيا الدعم السريع، معناه تهديد لأمن الملاحة الجوية والبحرية الدوليين، ومن ثم فتح الباب للتدخلات الإقليمية والدولية، واستمرار الفوضى، ويبدو أن هذا ما تريده الإمارات وإسرائيل.