صحيفة إسبانية: هذه احتمالات تفاوض "الإخوان" مع إدارة بايدن

12

طباعة

مشاركة

توقعت صحيفة إسبانية أن يبعث قدوم الرئيس الأميركي المنتخب "جو بايدن" إلى البيت الأبيض يناير/كانون الثاني 2021، رياح التغيير في الشرق الأوسط. 

وقالت صحيفة "بوبليكو" في تقرير: "يبدو الإخوان المسلمون على استعداد للتفاوض مع بايدن حول حقوق الإنسان وقضايا أخرى".

في ظل هذا الوضع، يجب أن تضمن أسس الحوار، وأن يكون "الإسلام السياسي" مستعدا لاحترام غير الإسلاميين والعلمانيين؛ عندها فقط سيسمح لهم بالدخول في غمار اللعبة الديمقراطية، وفق تعبير الصحيفة.

وأوضحت، أن اقتراب موعد تنصيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، يثير مخاوف في مصر من إمكانية تغيير السياسة الأميركية ضد حكومتها وفيما يتعلق بالإخوان المسلمين. 

في هذا الصدد، يراقب رئيس النظام المصري "عبد الفتاح السيسي" بقلق أي تلميح من واشنطن؛ التي ما زالت تتكتّم عن السياسات المتوقعة حتى الآن.

وعلى الرغم من غياب مؤشرات عامة، على الأقل مؤخرا، تجدر الإشارة إلى أن "جو بايدن" انتقد السيسي في السابق، قائلا: إنه لن يعطي شيكا على بياض للرئيس الذي وصفه دونالد ترامب بأنه "ديكتاتوره المفضل".

 وعموما، يعتمد مستقبل كل من السيسي والإخوان المسلمين في مصر إلى حد كبير على الإدارة الأميركية الجديدة، التي ستحدد خبايا المرحلة القادمة لكل جهة، وفق تقدير "بوبليكو".

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب دافع سابقا عن السيسي عند الضرورة، واتبع أيضا سياسة الدفاع عن جميع القادة العرب الذين حافظوا على علاقات حميمة مع إسرائيل، وتجاهلوا أو هاجموا الفلسطينيين، كما هو الحال أيضا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.  

مستقبل العلاقات

وأوردت الصحيفة أن الإخوان المسلمين، الذين حكموا لفترة وجيزة، حتى الانقلاب الذي قاده السيسي في صيف 2013، يتطلعون إلى إقامة علاقة مثمرة مع "بايدن" وفريقه. 

وقبل كل شيء، يأمل الإخوان المسلمون أن يطالب "بايدن" "السيسي" باحترام حقوق الإنسان، ومنح أتباع الجماعة حقوقهم؛ خاصة الآلاف منهم الذين يقبعون في السجون المصرية.

ونقلت الصحيفة كشف إبراهيم منير، الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، في ديسمبر/كانون الأول 2020، أنه لا يوجد في الوقت الحالي نوع من التفاهم مع الإدارة المستقبلية، وأنه لا يوجد حتى اتصال سري بين الطرفين.  

في الآن ذاته، يستبعد "منير" الذي تحدث لقناة الجزيرة، أن تتغير الأوضاع قريبا.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التغيير المرتقب، الذي يمثل كابوسا للسيسي، يعني القطيعة مع سياسة "ترامب" وفتح طريق للحوار مع منظمة تمثل بدرجة أولى ما يسمى "بالإسلام السياسي" وتطمح لقيادة مصر، ودول أخرى في المنطقة في أسرع وقت ممكن، وهو احتمال استبعد خلال سنة 2013. 

ونقلت أن جماعة الإخوان المسلمين رحبت بحذر بفوز "بايدن" ودعت الرئيس الديمقراطي إلى "مراجعة سياسات دعم الديكتاتوريات والجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة الاستبدادية حول العالم"، في إشارة خاصة إلى مصر. 

وأفادت "بوبليكو" بأن الإخوان المسلمين يحافظون على اتصالات منتظمة مع ممثلي الكونغرس، ومختلف البرلمانات الأوروبية المهتمة بمسائل تدهور حقوق الإنسان في مصر، وهي قضية ذات أولوية لـ"الإسلام المعتدل".

ورأت أن جماعة الإخوان المسلمين نبذت وبشكل دائم العنف؛ وهي من المسائل التي يجب أن يسلط عليها الضوء بدرجة أولى. 

وقد أثبت انقلاب سنة 2013. أن هذا موقف ثابت؛ حيث إنه على الرغم من تعرضهم لاضطهاد رهيب، إلا أنهم لم يلجؤوا إلى الهجمات أو حملوا السلاح. 

الإسلام السياسي

ودعت الصحيفة الدول الغربية إلى أن تأخذ هذا العامل بعين الاعتبار؛ "رغم أنه يجب أن تقيم في نفس الوقت حوارا دائما مع الإخوان المسلمين، يضمن عدم لجوء الإسلام المعتدل إلى العنف بأي حال من الأحوال، ويحترم غير الإسلاميين في حال وصولهم إلى الحكومة".

 لكن، من الواضح أن القوى الغربية لا تريد أن يسيطر الإسلام السياسي على أي دولة.  

وبحسب "إبراهيم منير"، فإن الوضع في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، أدى إلى فوضى يديرها ديكتاتوريون بموافقة "ترامب"، وبدأت تلك الفوضى تؤثر سلبا على المنطقة بأسرها. 

ومن وجهة نظره، يمكن أن يلحق هذا الوضع ضررا خطيرا بالولايات المتحدة ويؤدي إلى وصول الصين وروسيا إلى المنطقة.

وقبل يومين من تصريحات "منير"، عقدت جماعة الإخوان مؤتمرا افتراضيا شارك فيه 40 شخصية سياسية من الجماعة من مختلف أنحاء العالم، من أجل تعزيز الإطار الأيديولوجي الداخلي، وتحديد الأهداف على المدى القريب والمتوسط.  

ومن خلال هذا المؤتمر، كان من الواضح أن الإخوان المسلمين فتحوا المجال للحوار أمام الإدارة الجديدة في واشنطن، وأكدوا على أن أولويتهم تتمثل في معالجة القضايا الشائكة لحقوق الإنسان في مصر.

وفي هذا المعنى، يرى الإسلاميون أنه يتعين عليهم تعزيز الاتصالات مع الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، الذي يميل أكثر إلى مطالبهم، كما هو الحال أيضا في أوروبا، خاصة فيما يتعلق بقضايا الفساد وحقوق الإنسان. 

ونقلت "الصحيفة" أنه في كل من الحزب الديمقراطي وجماعة الإخوان المسلمين، هناك تياران، أحدهما تقدمي والآخر محافظ؛ وهو ظرف يرغب الإسلاميون في الاستفادة منه من خلال السعي للتواصل مع جميع الديمقراطيين، والتأكيد لهم أنهم لا يعارضون المصالح الأميركية. 

وأفادت الصحيفة بأن "جماعة الإخوان" أقرت في المؤتمر الأخير، أن إقامة حوار مرن مع الحزب الديمقراطي لن تكون مهمة سهلة، "لأن هناك قوى عديدة ستحاول أن تكون عقبة أمام هذا الهدف، على غرار اللوبي الصهيوني والإمارات والسعودية وبالطبع مصر".