صحيفة صينية: هكذا تتواجه تركيا وإسرائيل في صراع الهند وباكستان

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في ظل ما تشهده منطقة كشمير من تصعيد خطير بين الهند باكستان، يتبادل الطرفان إطلاق النار وتتصاعد الاتهامات، وهو ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة تهدّد استقرار جنوب آسيا.

وفي تقرير لها، أشارت صحيفة "سوهو" الصينية إلى أن هذا التصعيد يتزامن مع تطورات دولية متسارعة، أبرزها دعم عسكري مباشر من تركيا والصين لباكستان، في مقابل مساعدات أميركية وإسرائيلية للهند، ما يعكس تشكل محاور جديدة ضمن مشهد جيوسياسي معقد. 

وفي ظل تردد القوى الكبرى حول التدخل، تشدد الصحيفة على أن "الحاجة إلى تحرك دولي عاجل تتزايد لتفادي انفجار الأزمة وإعادة إطلاق مسار تفاوضي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة".

رد الجميل

تنقل الصحيفة الصينية عن صحيفة "كيبر بوست" الباكستانية أن تركيا أرسلت، في 27 من أبريل/ نيسان 2025، سبع طائرات نقل عسكرية من طراز "C-130" "هيركوليس" حطت في قواعد عسكرية بمدن باكستانية مثل كراتشي وإسلام آباد.

وكجزء من التعاون الدفاعي بين تركيا وباكستان، توضح الصحيفة أن هذه الطائرات كانت محمّلة بأسلحة ومعدات عسكرية، يُقال: إنها "تشمل صواريخ "KARAOK" المحمولة المضادة للدبابات، وثلاثة أنواع من القنابل الموجهة الخاصة بطائرات "TB-2" المسيرة"، في دلالة واضحة على دعم تركيا لباكستان وسط تصاعد التوترات.

وفي إشارة إلى أن التعاون الدفاعي بين البلدين يمتد لسنوات، أفادت الصحيفة أن باكستان أرسلت، خلال محاولة الانقلاب العسكري ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2016، طيارين من قواتها الجوية إلى تركيا لقيادة مقاتلات تابعة للجيش التركي ومساعدة أردوغان على السيطرة على الوضع.

"واليوم، ومع اقتراب اندلاع صراع هندي باكستاني، تبدو تركيا وكأنها ترد الجميل لباكستان"، بحسب ما ورد عن الصحيفة.

وفيما يخص الدعم التركي، توضح أنه يتميز بطبيعته التكتيكية المباشرة؛ إذ أمدت أنقرة باكستان بصواريخ "مازت" المتقدمة القادرة على اختراق الدروع التفاعلية الهندية، بالإضافة إلى أنظمة "توغان" لتوجيه الطائرات بدون طيار بدقة عالية من ارتفاعات تتجاوز 5000 متر.

وفي هذا الإطار، أكد مسؤول تركي أن "هذه الأنظمة مصممة خصيصا لظروف المرتفعات القاسية".

وعلى جانب آخر، توضح الصحيفة أن "طائرات عسكرية أميركية وإسرائيلية هبطت في الهند لتسليم مساعدات عسكرية للجيش الهندي، في حين استعرضت باكستان ترسانتها من الأسلحة الصينية وتسلمت معدات تركية في إطار استعدادها الكامل". 

وهنا يبقى السؤال الذي تطرحه الصحيفة: “هل سنشهد هذه المرة مواجهة مباشرة بين الأسلحة الصينية والأميركية؟”

حالة من التأهب 

ومع تصاعد التوتر بين الهند وباكستان على خط السيطرة في كشمير، تبرز "سوهو" أن الأزمة تتجه نحو مواجهة عسكرية غير متكافئة تميل لصالح الهند بنسبة ثلاثة إلى واحد من حيث القدرات. 

وفي هذا السياق، تلفت الصحيفة إلى أن باكستان عززت من قدراتها الدفاعية بدعم عسكري ودبلوماسي لافت. 

وتابعت: "ففي 28 أبريل/ نيسان 2025، وصلت طائرة نقل تركية من طراز "C-130" إلى قاعدة نورخان الجوية في إسلام آباد محملة بـ 200 صاروخ "كوركوت" المضاد للدبابات ومعدات توجيه دقيقة للطائرات المسيرة".

وهو ما منح الجيش الباكستاني قدرة هجومية فعالة ضد دبابات "T-90" الهندية في المعارك الجبلية، وفق ما ذكرته الصحيفة.

وأضافت: "وبالتوازي، حصلت باكستان على دعم دبلوماسي قوي من (دولة شرقية) أكدت وقوفها إلى جانب إسلام آباد ضد محاولات الهند (تسليح ملف الإرهاب)".

وأشارت إلى استعدادها لتقديم دعم عسكري عند الحاجة، بما في ذلك إمكانية تزويد باكستان برادارات مضادة للطائرات عبر ممر الصين-باكستان الاقتصادي.

وهنا، تقول الصحيفة: إن "هذا الدعم يُعزز من ميزان القوى، خاصة بعد نشر طائرات "JF-17 Block 3"، الممولة من تلك الدولة، في قاعدة سكاردو، والمزودة بصواريخ "PL-15E" التي يمكنها ضرب أغلب القواعد الهندية في كشمير".

ورغم هذه التطورات، تسلط الصحيفة الضوء على أن نقطة التحول الحاسمة تبقى هي "كشف حقيقة تفجير جامو وكشمير في 26 أبريل/ نيسان 2025"؛ إذ زعمت الهند امتلاك أدلة تدين باكستان، لكنها رفضت فتح تحقيق دولي، في حين طالبت إسلام آباد بتحقيق مشترك محذرة من عواقب أي عمل عسكري غير مبرر. 

وبينما تتأهب القوات على الحدود، تحذر جهات دولية من أن أي إطلاق نار قد يشعل فتيل حرب مدمرة في جنوب آسيا.

الصين رادعة للهند

وفي خضم توتر العلاقات بين الهند وباكستان، تلفت الصحيفة الصينية إلى أن روسيا والولايات المتحدة أعلنتا دعمهما للهند، ما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي وأدى إلى شعور باكستان بضغوط متزايدة. 

وكردّ فعل، تقول: إن "الصين أقدمت على خطوة لافتة بإرسال قوات برية إلى باكستان للمشاركة في مسابقة (روح الفريق– 2025) العسكرية الدولية، في خطوة تحمل أبعادا تتجاوز الطابع التدريبي".

"ورغم الطابع الظاهري للمسابقة بوصفها حدثا عسكريا اعتياديا، إلا أن مشاركة الصين تمثل دعما واضحا وحازما لباكستان، ورسالة إستراتيجية للهند بعدم التصعيد". وفق التقرير. 

وهنا، ترى أن "وجود القوات الصينية على الأراضي الباكستانية يشكل رادعا لأي مغامرة هندية؛ إذ إن أي إصابة للقوات الصينية قد تؤدي إلى عواقب لا تُحتمل للهند، لا سيما في ظل التفوق العسكري لبكين والموقف الدبلوماسي الصلب الذي تتبناه".

ومن جهتها، ترى الصين، التي دعت مرارا إلى الحوار ونبذ العنف كوسيلة لحل النزاعات، في مشاركتها بالمنافسة العسكرية وسيلة لتعزيز الشراكة مع باكستان والمساهمة في حفظ الاستقرار الإقليمي. 

كما أنها تعزز من قدرات جيشها من خلال التعاون والتدريب المشترك، في ظل ظروف ميدانية واقعية.

من جهة أخرى، تنقل "سوهو" عن مراقبين اعتقادهم أن "موقف الصين حظي بدعم عدد من الدول، التي تعد بكين قوة مسؤولة تدعم السلام والتنمية". 

وأضافت: "أما الهند، فعليها إدراك أن التصعيد لن يخدم مصالحها، وأن احترام سيادة باكستان واللجوء إلى الحوار هو السبيل الأمثل لتفادي انزلاق خطير في جنوب آسيا". 

ويرى مراقبون أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في حال استمرار الاستفزازات، وهو ما يهدد الأمن الإقليمي بأسره.

صمت القوى الكبرى

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الهند وباكستان، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الابتعاد عن النزاع.

مؤكدا أن "الطرفين يجب أن يحلا مشاكلهما بأنفسهما". ومشيرا إلى أن "الصراع بينهما مستمر منذ أكثر من ألف عام". 

وفي هذا السياق، تلفت الصحيفة الصينية إلى أن "تصريحاته عكست موقفا أميركيا غير متفاجئ، إذ إن واشنطن تركز أولوياتها حاليا على الحرب في أوكرانيا ومواجهة روسيا، ما يترك فراغا دبلوماسيا في جنوب آسيا".

وفي المقابل، توضح أن باكستان تحركت بذكاء نحو الصين، مطالبة بزيادة اتفاق تبادل العملات بين البلدين بمقدار 10 مليارات يوان، إلى جانب التزامها بإصدار سندات "باندا" المقومة باليوان. 

وهذا التحرك الإستراتيجي يهدف إلى تقوية الدفاعات المالية الباكستانية أمام أي تصعيد محتمل مع الهند، خاصة مع تزايد التوترات حول مياه نهر براهمابوترا.

وفي هذا الصدد، تقول "سوهو": إن "هذه الخطوة الباكستانية تعكس إدراكا عميقا لطبيعة الصراع الدولي؛ حيث تسعى إسلام آباد إلى تقليل اعتمادها على الدولار والانخراط في النظام المالي الصيني". 

وفي المقابل، ترى الصين في هذا التعاون فرصة لتعزيز تدويل اليوان، وتقديم باكستان كنموذج لاستخدام عملتها خارج حدودها، خاصة مع تصاعد الدعوات العالمية للتخلص من هيمنة الدولار.

ومن ناحية أخرى، تذكر الصحيفة أنه "في ظل كل هذه التحركات، التزمت القوى الخمس الكبرى -أميركا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا- الصمت، رغم كون كشمير منطقة حساسة نوويا". 

وفي هذا السياق، يرجح محللون أن "رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لا يرغب في حرب شاملة، لكنه بحاجة إلى استعراض القوة داخليا، خصوصا مع تدهور الاقتصاد المحلي وتراجع الاستثمارات".

وفي النهاية، تبرز الصحيفة أن "الهند تجد نفسها اليوم أمام تحديات متزايدة، لا سيما مع تنامي النفوذ الصيني في المنطقة، بينما تستمر باكستان في تحصين نفسها ماليا ودبلوماسيا". 

وتختتم تقريرها بوصف المشهد قائلة: إنه "بينما تتأرجح المنطقة فوق برميل بارود، يبقى أمل الشعوب أن تعود كشمير إلى السلام، بعد عقود من النزاعات والمعاناة".