حسين الشيخ يجري أول زيارة خارجية رسمية إلى السعودية.. ما القصة؟

منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بعد تعيينه نائبا للرئيس الفلسطيني، يتوقع أن يجري حسين الشيخ أول زيارة خارجية رسمية له بهذا المنصب إلى السعودية ويلتقي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب مجلة "إيبوك" العبرية، فقد أفاد مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية بأن الزيارة ستسبق حلول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية، والمتوقع في 13 مايو/أيار 2025.

وعيّن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، ولأول مرة منذ عقدين من الزمان له في السلطة، نائبا له، بقرار وافقت عليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ووفقا لقرار اللجنة بتاريخ 24 أبريل/نيسان 2025، فقد جرى الموافقة على استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة ونائب رئيس السلطة واختيار حسين الشيخ له.

والشيخ، البالغ من العمر 64 عاما، هو عضو في حركة فتح التي يرأسها عباس، ويعد من أقرب المقربين إليه، وكان آخر منصب شغله هو رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

وقبل اختياره، كان الشيخ يتقلد منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ عام 2009.

مهمة صعبة

وسارعت السعودية إلى الترحيب بتعيين الشيخ نائبا لعباس؛ وهو المنصب الجديد الذي أنشأه الأخير بنفسه في أعقاب الضغوط الدولية المتزايدة لإجراء إصلاحات وبهدف إعداد الأرضية لخليفة مستقبلي.

وقالت وزارة الخارجية السعودية: "إن هذه الخطوات الإصلاحية من شأنها تعزيز العمل السياسي بما يسهم في جهود استعادة الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حق تقرير المصير من خلال إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وترى المجلة العبرية أن الشيخ "يواجه مهمة صعبة، فهو رغم تمثيله منظمة التحرير الفلسطينية على المستوى الدولي، فإن الأخيرة لا تملك في ذات الوقت أي تأثير على الأراضي نفسها".

كذلك أشارت مصادر فلسطينية إلى أن "شعبية الشيخ في الشارع الفلسطيني في أدنى مستوياتها على الإطلاق".

وتابعت المجلة: "يأمل الشيخ أن يمنحه تعيينه أفضلية في معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية، على حساب الورثة المحتملين في قيادة فتح، خاصة مع دعم عناصر دولية مؤثرة مثل المملكة العربية السعودية".

وأشارت إلى أن الشيخ "يتمتع بعلاقات مع كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل، والتي عمل على تنميتها خلال فترة عمله وزيرا للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية".

وأردفت: "تسهم هذه الروابط أيضا في تعزيز مكانته لدى واشنطن، فهو يعد المسؤول الفلسطيني الأرفع مستوى الذي التقى بممثل كبير في إدارة ترامب، وهو مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف".

تنسيق ودعم

ونقلت "إيبوك" عن مصادر في السلطة الفلسطينية، اعتقادها أن زيارة الشيخ إلى السعودية ستركز على ملفين رئيسين.

الأول هو تنسيق المواقف مع ولي العهد السعودي في كل ما يتعلق باتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، بشرط ضروري من وجهة نظر السلطة، وهو اعتراف تل أبيب بدولة فلسطينية مستقلة على خطوط 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية".

أما الملف الثاني، فهو تجديد الدعم المالي السعودي الشهري للسلطة الفلسطينية بمبلغ 10 ملايين دولار شهريا حتى تتمكن من دفع رواتب عشرات الآلاف من موظفيها كاملة، وفق المجلة.

وتشير المجلة إلى أن الشيخ سيسعى أيضا إلى الحصول على مساعدة السعودية لدعم السلطة الفلسطينية في العودة إلى واجهة الساحة الدولية بعد أن تحول الاهتمام العالمي إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، منذ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

في هذه الأثناء، كشفت مصادر فلسطينية للمجلة أن "رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج غادر إلى واشنطن للقاء كبار المسؤولين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)".

وبحسب الموقع العبري، يُعد "هذا أول لقاء لمسؤول فلسطيني كبير مع رؤساء وكالة المخابرات المركزية الأميركية، منذ دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2025".

وبحسب مصادر في حركة فتح، فإن فرج "يحاول تعزيز موقعه بعد تعيين الشيخ نائبا لعباس"، كما ذكرت المجلة.

وتشير المصادر ذاتها إلى أن عباس ينوي إقالة فرج من منصبه قريبا من خلال تعيينه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح.

في هذا السياق، لفتت المجلة إلى أن العلاقات بين الطرفين شهدت توترا خلال عام 2024، في أعقاب خيبة أمل عباس إزاء فشل قوات الأمن الفلسطينية في قمع فصائل المقاومة العسكرية في شمال الضفة الغربية.