صحيفة تركية: هذا ما يدور في البيت الأبيض بشأن نتنياهو

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" مقالاً للكاتب عبدالله مراد أوغلو، أشار فيه إلى أن إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أخذا حيّزاً كبيراً من النقاش داخل أروقة البيت الأبيض، خاصة على صعيد الدعم اللامحدود لنتنياهو في إطار خوضه لانتخابات الكنيست.

وقال الكاتب في مقاله، إن إسرائيل تعقد انتخاباتها الثانية في ذات العام بعد أن فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي، في ظل دعم الرئيس الأمريكي له، ومنتظراً حتى فوزه؛ ليستمر في تعاونه؛ ولا سيما بعدما وسّع نتنياهو مؤخراً ضمن وعوده الانتخابية خريطة الاحتلال ليضم أراضي جديدة لدولة محتلة تسمى "إسرائيل" ومن تلك الأراضي الجولان السوري والتعهُّد بضم غور الأردن.

توسيع الاحتلال

وجدّد نتنياهو تعهده بضم منطقتي الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت المحتلتين إلى إسرائيل فور تشكيل حكومته المقبلة. وأضاف في تصريح افتتح به الجلسة الأسبوعية لحكومته المنصرفة عقدته في إحدى مستوطنات الأغوار؛ أن حجر الأساس في سياسته هو الشروع في ضم المستوطنات في الضفة الغربية، ومناطق ليست فيها مستوطنات، حسب تعبيره.

وعن خطته لضم منطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت لإسرائيل، قال نتنياهو: "تعهدت بذلك في الأيام السابقة، وأنا فخور بإقامة هذه المستوطنة اليوم، ففرض السيادة الإسرائيلية يضمن بقاء الجيش هنا إلى الأبد، لتكون إسرائيل ذات عمق وتفوّق إستراتيجيين".

ولفت نتنياهو إلى أنه سيشرع في تنفيذ قرار ضم غور الأردن بعد الانتخابات، وسينتظر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلامياً "بصفقة القرن"، قبل الشروع في ضم المستوطنات.

ورأى الكاتب، أن ترامب من ناحية، يُثير جرعة من التوترات بين إيران والولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى، يُقوي يد نتنياهو بإعلانه أنهما سيبرمان "اتفاقية دفاع متبادل" مع إسرائيل، في وقت يشعر نتنياهو بقلق شديد من إمكانية مقابلة الرئيس الأمريكي لنظيره الإيراني حسن روحاني في اجتماعات الأمم المتحدة التي ستُعقد في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وأضاف: يبدو أن اتهام ترامب لإيران بشكل غير مباشر بالوقوف وراء استهداف مصافي النفط في السعودية باستخدام قوات حوثية، جاء لتهدئة إسرائيل.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد لوّح في وقت سابق، بإمكانية التحرك العسكري رداً على الهجوم الذي تعرضت له منشأتي نفط تابعتين لشركة "أرامكو" في السعودية، بينهما معمل بقيق، أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، وينتج 5 بالمئة من الإنتاج العالمي.

وقال ترامب، في حسابه على "تويتر"، إن "إمدادات النفط السعودية تعرضت لاعتداء. هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف المجرم، ومتأهبون للرد حسب التأكيد، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة عمن يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم، وتحت أي شروط سنتحرك".

يأتي هذا فيما كان موقف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أكثر وضوحاً، إذ ادّعى أن الهجمات مصدرها إيران، حيث اتهم إيران بتنفيذ ضربات جوية بطائرات بدون طيار على منشأتين رئيسيتين للنفط تابعتين لـِ"أرامكو".

وقال بومبيو، في تغريدة عبر "تويتر": "تقف إيران وراء نحو 100 هجوم على السعودية، بينما يدّعي (الرئيس الإيراني حسن روحاني) و(وزير الخارجية جواد ظريف)، انخراطهما في الدبلوماسية".

إقالة بولتون

وتطرّق الكاتب إلى طرد ترامب لمستشار الأمن القومي جون بولتون الأسبوع الماضي، مضيفاً: أن الأخير كان من أشد المعارضين لأي لقاء يجمع بين ترامب وروحاني.

وأردف: في اليوم السابق لإقالة بولتون، ألقى اجتماع في البيت الأبيض الضوء لتخفيف العقوبات الاقتصادية ضد إيران وكان بولتون اعترض على هذا الرأي، الذي أيده وزير الخزانة ستيفن مونشن لتسهيل وصول إيران إلى طاولة المفاوضات.

وزاد الكاتب قائلاً: بالطبع، جنباً إلى جنب مع بولتون، فإن ما يوصف بـِ "الصقور الجمهوريون" و"الموالية لإسرائيل الجدد" تريد منع ترامب من مقابلة روحاني، واصفين المفاوضات مع إيران بـِ"طريق أوباما" وهذا النقاش كله آخر ما يتنماه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو حيث يحتاج لدعم ترامب في معركته الانتخابية.

واستطرد: حاول نتنياهو التأثير على الانتخابات، قائلاً: إنهم يتوقعون أن يعلن ترامب "خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية" بعد أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، في الوقت الذي نفى فيه الممثل الخاص لترامب للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي حضر مناسبة في نيويورك نظمتها مجموعة "شبكة القيادة الأوروبية" المؤيدة لإسرائيل، قرار بالإعلان عن الخطة بعد الانتخابات مباشرة.

وشدّد الكاتب على أن غرينبلات، قال: إن خطة السلام المعروفة بصفقة القرن قد لا تُعلن حتى بعد تشكيل نتنياهو لحكومته الجديدة بعد الانتخابات قبل أن يُعلن هو استقالته كممثل خاص في الخامس من الشهر الجاري، مؤكداً أن خطة السلام هذه وإن تم الإعلان عنها فلن تتجاوز البيت الابيض، بعدها تراجع غرينبلات عن استقالته.

تجسس إسرائيلي

وعلى ذكر الأبيض، تطرّق الكاتب إلى الأنباء المتداولة مؤخراً وهي اتهامات وُجِّهت لإسرائيل بأنها تتجسس على البيت الأبيض، في وقت تنكر فيه الحكومة الإسرائيلية على الدوام مثل هذه الأنباء، وهي تصريحات أعلن ترامب بكل وضوح أنه لن يُصدقها، وإن إسرائيل لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تُقدم على تصرف كهذا، داعياً حتى لتخطّي هذا الموضوع.

ولفت الكاتب إلى أنه رغم كل هذا الدعم غير المشروط من ترامب والإدارة الأمريكية، غير أن إسرائيل تعمل على التقارب من خلال الاستثمارات الصينية في خضم الحرب التجارية بين الصين وواشنطن، الأمر الذي لا تُرحب به واشنطن، بل تريد منها التخلي تماماً عن التقارب مع الصين، لكن لم يتم استيضاح تماماً الخطوات التي يمكن أن تُقدِم عليها واشنطن من أجل إرغام إسرائيل عن التقارُب مع الصين، هذا في ظل أن ترامب يوصف بأنه الرئيس الأمريكي الأكثر تأييداً لإسرائيل.

واختتم الكاتب حديثه بالقول: ومع ذلك، فإن سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تستند إلى مصالح إسرائيل وهي أي واشنطن تُقدّم حالياً 4 مليارات دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل كل عام؛ حتى أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق على حزمة مساعدات بقيمة 38 مليار دولار لإسرائيل على مدى السنوات العشر المقبلة باتفاقية ثنائية وهذا كله يأتي بصرف النظر عن حقيقة أن دوائر الكونجرس، التي عرضت عقوبات على بلادنا لتلقيها نظام دفاع جوي من طراز "أس-400" روسيا، تظل صامتة بشأن العلاقة التي طورتها إسرائيل مع الصين.