مركز تركي: زيارة رئيس وزراء العراق لأنقرة نقلت علاقات البلدين لأبعاد جديدة

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلط مركز دراسات تركي الضوء على مشروع "طريق التنمية" الذي اتفقت أنقرة وبغداد على تفعيله خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تركيا في 21 مارس/ آذار 2023.

وأكد "مركز دراسات الشرق الأوسط" أن هذه الزيارة وما شملته من اتفاق بشأن "طريق التنمية" ستنقل علاقات تركيا والعراق إلى أبعاد جديدة، لاسيما والمشروع مدعوم من قبل قوة عالمية صاعدة مثل الصين.

ويقصد بـ"طريق التنمية" مشروع يربط ميناء الفاو العراقي على الخليج العربي بالأراضي التركية عبر طريق وممر للنقل بالسكك الحديدية لتسهيل حركة التجارة من الخليج إلى تركيا وأوروبا.

زيارة ناجحة

وذكر المركز التركي أن قضايا مثل الأمن والاقتصاد والمياه العابرة للحدود كانت من أبرز معالم مباحثات السوداني مع الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة. 

وأضاف أنه في حين لا توجد مؤشرات قوية على التحرك المشترك ضد حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات أكثر فعالية في مجالي الاقتصاد والمياه.

و"بي كا كا" تنظيم إرهابي وفق تصنيفات تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن العراق لا يصنفه كذلك بعد.

وأشار المركز  إلى أن السوداني لم يتمكن من تشكيل حكومة طويلة المدة، بل تقتصر خدماتها لعام واحد حتى تنظيم انتخابات جديدة.

وبعد تشكيل الحكومة، ركز السوداني على السياسة الداخلية، وخاصة على التعيينات والميزانية. 

وعلى الرغم من أنه قام بزيارات خارجية خلال هذه الفترة، إلا أن حكومته أعطت الأولوية للقضاء على المشاكل في السياسة الداخلية. 

وقد وضع السوداني القضايا السياسية الداخلية على المسار الصحيح نسبياً، حيث حل مشكلتين مهمتين في العراق.

أولاهما موضوع الموازنة، وثانيتهما قانون الانتخابات بشأن مجالس المحافظات. 

وفي هذه المرحلة، لن يكون من الخطأ القول إن السوداني، قد جاء إلى تركيا بعقلية أكثر هدوءا نسبيا. 

أجواء إيجابية

وقبل زيارته إلى تركيا، بدا أن السوداني قد أحدث جوا إيجابيا على الصعيد المحلي وعلى صعيد العلاقات مع القوى الإقليمية.

ومن الممكن أيضاً أن نشعر بهذا الجو الإيجابي لدى الشعب العراقي. فشوارع بغداد نابضة بالحياة. والناس يقضون أوقاتهم في الخارج حتى وقت متأخر من الليل. 

وعند الحديث إلى الجمهور، يبدو أن أداء حكومة السوداني على المدى القصير قد تم تقديره في البلاد. 

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن نرى نقطة التحول في تاريخ العراق حين فاز في بطولة "كأس الخليج العربي"، والتي تعد أول بطولة دولية تُقام منذ 40 عاماً في محافظة البصرة العراقية وفي البلاد.

وهناك أيضاً ارتياح في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالعراق، فالمصالحة بين إيران والسعودية، وحقيقة أن العراق لعب دوراً مهماً في هذه المصالحة جعلت البلاد تتنفس الصعداء.

وفي هذه البيئة الإيجابية بالتحديد، تعد زيارة السوداني إلى أنقرة ميزة لتركيا.

وعندما ننظر إلى مسار المحادثات، يمكن اتخاذ إجراء سريع بشأن الخطوات التي كان من المتوقع اتخاذها من قبل، ولكن لم يكن من الممكن اتخاذها بسبب مشاكل العراق الداخلية والقضايا الإقليمية.

وقد تكون هناك تطورات مهمة في الفترة المقبلة على وجه الخصوص في المياه العابرة للحدود والعلاقات التجارية الثنائية، ما سيزيد حجم التجارة بين البلدين، والذي وصل إلى 24 مليار دولار في 2022. 

"طريق التنمية"

ومن المهم للغاية الإشارة إلى أنّه سيتم العمل على مشروع طريق التنمية الذي يتمتع بقدرة على تغيير العلاقات بين البلدين والمعادلة الإقليمية.

وكان يسمى هذا المشروع سابقا بـ"القناة الجافة" لكنه اتخذ اسم "طريق التنمية" مع زيارة السوداني لأنقرة.

وعلى الرغم من صعوبة تحقيق هذا المشروع على المدى القصير، إلا أن الرغبة في البدء به في وقت قصير قد تأخذ العلاقات بين البلدين إلى أبعاد أخرى. 

وحقيقة أن هذا المشروع سيتم دمجه في ميناء الفاو الكبير، الذي هو قيد الإنشاء في العراق وسيكون أكبر ميناء في الشرق الأوسط، قد يغير أيضا التوازن التجاري في منطقة الخليج.

ويمكننا القول أيضاً إن تركيا والعراق ليستا وحدهما في تحقيق هذا المشروع، فالصين مهتمة جداً به؛ لأنه يتكامل مع "مبادرة الحزام والطريق"، التي تسميها الصين "مشروع طريق الحرير الجديد". 

وقد كان استخدام الرئيس أردوغان لعبارة "أعتقد أننا سنحول المشروع إلى طريق حرير جديد في منطقتنا" لافتاً للنظر أيضاً.

وإذا تحقق هذا المشروع، فإن التكامل بين البلدين سيتوسع ويخلق إمكانات اقتصادية كبيرة في المنطقة. ويمكن أيضا الوصول بسهولة إلى حلول لمجالات المشاكل الأخرى من خلال المشروع. 

فعلى سبيل المثال، بالإضافة إلى التركيز على تفعيل مركز أبحاث المياه الذي تم إنشاؤه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين بشأن المياه.

فإن تصريح أردوغان بأنه سيتم إطلاق أكبر قدر ممكن من المياه من نهري دجلة والفرات إلى العراق لمدة شهر واحد يعزز احتمالات حل المشاكل التي كانت أساسية لسنوات عديدة.

وفي هذه المرحلة، إذا كان سيتم إحراز تقدم أسرع وأقوى في العلاقات الثنائية، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى عمل أوثق بين تركيا والعراق للقضاء على وجود حزب العمال الكردستاني بالأراضي العراقية، يختم المركز التركي.