عاشت سوريا ويسقط الأسد.. إصرار على إسقاط النظام في الذكرى الـ12 للثورة

إدلب - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أحيا ناشطون سوريون الذكرى الثانية عشرة لثورتهم التي انطلقت في مارس/آذار 2011، ضد النظام السوري، في وقت بدأت فيه دول عربية عديدة تطبيع علاقاتها مع رئيسه بشار الأسد ومن ثم دمجه في جامعة الدول العربية من جديد.

وذكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الثورة_السورية_12_عاما، #الثورة_السورية #ذكرى_الثورة_السورية_12، وغيرها، بجرائم الأسد، التي ارتكبها طوال الـ12 عاما الماضية، واستخدامه البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والذخائر العنقودية ضد شعبه.

كما سلط ناشطون الضوء على تسبب الأسد في استشهاد آلاف المدنيين بينهم نساء وأطفال، وتدميره البنية التحتية للبلاد، وتهجيره قرابة 14 مليون شخص، واعتقاله الآلاف وتعذيبهم ودفنهم أحياء في مقابر جماعية.

وأكدوا أن الشعب السوري لن يسامح النظام، حتى لو طبع معه العالم أجمع، معلنين إصرارهم على إسقاط الأسد ومحاسبته على جرائم الحرب التي ارتكبها، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية المطبعة.

وأشار ناشطون إلى أن الأسد بات رهينة في يد روسيا تحركه كيفما تشاء، ولفتوا إلى زيارته إلى روسيا تزامنا مع الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية، مستنكرين عدم استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له في إشارة إلى الاستهانة به. 

وتداولوا مقاطع فيديو وصور لمظاهرات السوريين التي عمت المناطق المحررة إحياء لذكرى ثورة الحرية والكرامة، وعدوها دليلا وتأكيدا على العزم على المضي قدما حتى إسقاط عصابة سفاح الشام، مذكرين بالشهداء وما قدموه من أجل بلادهم.

تخاذل العالم

وتفاعلا مع الأحداث، كتب الصحفي السوري الدكتور أحمد موفق زيدان: "في الذكرى الثانية عشرة لانطلاقة الثورة المباركة في الشام الطهور، تجد الإجرام والظلم العالميين قد كشر عن أنيابه، وأعمل أظافره في جسدها".

وأضاف: "لكننا مكملين بإذن فاطر الأرض والسماء، هذه الثورة التي اتفق أبناؤها على توقيت انطلاقتها والاحتفال به من 15 وحتى 18 مارس، بوركت يا شام".

واستنكر علي دغني، صمت العالم على إجرام الأسد، الذي قتل خلال ثلاث سنوات فقط عددا كبيرا من الشعب السوري ما جعل من أسمائهم تملأ كتابا كبيرا، متسائلا: "هل هو التخاذل أم الخوف من طاغية زعيم عصابات الكبتاغون؟"

وقال أنس الجمل: "الثورة السورية كانت ومازالت تزيد عشقي للحرية والثورة وتزيد كرهي للظالمين وأعوانهم".

وأكد عبدة أحمد الديبو، أن الممارسات الوحشية التي مارستها روسيا والأسد وتخاذل العالم وكارثة الزلزال لم تنل من عزيمة الشعب السوري، بل زادته إصرارا وقوة على الاستمرار في ثورته بعد أن تحرر من قيود الرهبة والخوف التي زرعها النظام على مدار.

تحية للشهداء

ووجه ناشطون التحية للشهداء والشكر والعرفان والامتنان للمعتقلين في سجون الأسد، معربين عن اعتزازهم وتقديرهم لما قدموه من أرواحهم وحياتهم وحرياتهم فداء لبلادهم.

وذكر الناشط أسامة الشامي، بدماء الشهداء وآلام المعتقلين ومعاناة المهجرين حتى يزداد السوريون تمسكا بثوابت الثورة وأهدافها النبيلة.

وأعرب عن أمله بأن النصر حليف للخلاص من العصابة المجرمة وداعميها وبناء سوريا حرة تقوم على احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والمواطنة والعدالة لجميع السوريين.

ووجه المحامي الدولي اللبناني طارق شندب، ألف تحية للثوار والشهداء وأمهاتهم وأهاليهم وأهالي المعتقلين والمخفيين قسرا، والمغيبين في السجون السورية.

وقال إن الثورة السورية كاشفة بين الحق والباطل، وهي ثورة أحرار ضد نظام فاشي قاتل مجرم ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري منذ عام 1978 ولا يزال. 

وكتب رئيس حركة التجديد الوطني عبيدة نحاس: "في الذكرى 12 للثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة، نقف إجلالا لشعب سوريا الذي قدم الشهداء في وجه الظلم، وما زال صامداً رغم التشريد والتعذيب والتجويع والقتل، بيد القريب والبعيد، داخل الوطن، وعلى حدوده، وفي المنافي.. قيم الثورة السورية ماضية، ولا عودة إلى عهود الذل والهوان".

بشارات وإصرار

وجدد ناشطون العهد بالاستمرار في ثورتهم ومواصلة نضالهم ومناهضتهم لنظام الأسد حتى إسقاطه والخلاص منه، مشيدين بإحياء السوريين لذكرى ثورتهم في الساحات.

وبشر رسام الكاريكاتير عمار آغا القلعة، بأن السوريين سينتزعون حريتهم من بين أنياب المحتل ونظامه العميل في دمشق، شاء من شاء وأبى من أبى، مذكرا بأنهم دفعوا دماءهم الطاهرة ثمنا لحريتهم وكرامتهم، وموعدنا مع الحرية قريب.

وكتب محمد أبو محمود: "لم ولن نندم على ثورتنا السورية ثورة الحرية والكرامة، مستمرون في ثورتنا حتى آخر رمق رغم الصعوبات والتحديات، وبإذن الله سنقتلع بشار الكيماوي وعصابته الإرهابية المجرمة من جذورها ونبني دولة القانون والحرية والكرامة". وتعهد محمد عمران، بالمضي في طريق الثورة من أجل دماء الشهداء وآهات المعتقلين ومن أجل الكرامة والشرف، قائلا: "لا نصالح ولا ننسى أبداً".

وعرض الصحفي هادي العبدالله، بث حي لفاعليات السوريين لإحياء ذكرى ثورتهم يظهر فيه ضخامة الحشود، متسائلا: "من يتخيل إن بعد كل القهر اللي عاشه السوريين على مدى 12 سنة يطلعوا ليقولوا مكملين حتى إسقاط الأسد!".

ونشر القائد العام لفرقة الحمزة قوات خاصة سيف أبو بكر، صورة للحشود، قائلا: "سنة من عمر ثورتنا حملت في طياتها الكثير من الآلام، ومازال الأحرار يصدحون في ساحات الحرية مطالبين بحقوقهم المسلوبة غير متنازلين عن هدفهم بإسقاط نظام الأسد المجرم مثبتين للعالم أجمع صلابة موقفهم بالرغم من تخاذل الكثير من الدول التي ذهبت باتجاه التطبيع والمصالحة". وعرض المنسق العام بين الفصائل الدكتور عبدالمنعم زين الدين، كلمته في مظاهرة إدلب، قال فيها: "هاي ثورة الشعب، ما هي معارضة أحزاب، هاي ثورة اقتلاع المجرمين الأسديين لا مشاركتهم ولا مصالحتهم". وتوعد الثائر بسام أبو عدنان بالاستمرار في الثورة حتى إسقاط الأسد، قائلا: "هذه القضية قضيتنا نحن وفقط ولن يضرنا تطبيع هذا ومصالحة ذاك".

بوتين والأسد

من جانبه، أشار مدير مركز لندن لإستراتيجيات الإعلام أحمد رمضان، إلى أن بوتين اختار ذكرى الثورة السورية الـ12 كي يستدعي بشار الأسد إليه، ويطلب منه إعلان تأييده لحربه الدموية على أوكرانيا.

وأضاف أن لا شيء يبدو مثيرا، فقد أصبح بشار ورقة بيد روسيا تستخدمه في الهامش الضيق الذي بقي لها، لافتا إلى أنها بعد 8 سنوات من تدخلها في سوريا لم تنجح في تعويمه سياسيا، ولا إنقاذه اقتصاديا، ولا فرضه شعبيا، ولكنها أبقته هيكلا بلا قدرات..

وتابع: "في كل مرة يُستدعى بشار تتم إهانته، وهذه المرة بدا وحيدا مرتبكا، تائها حيث التفت، ولا يملك من أمره شيئا"، مؤكدا أن "الثورة السورية ستواصل دربها نحو الحرية والنصر، وسيُهزم نظام الاستبداد وحلفاؤه مهما طال الزمن".

وأشار الكاتب بسام جعارة، إلى أن الأسد شحن إلى موسكو واستقبله نائب وزير وغاب العلم عن مراسم الاستقبال، متسائلا: "كم مرة يجب أن توجه موسكو الإهانات للأبله لكي يدرك شبيحته أنهم مجرد قطيع غنم يقوده حمار". ورأى الوزير السابق في الحكومة السورية المؤقتة محمد ياسين نجار، أن كلام الأسد في روسيا وتصريحاته بعد استدعائه إلى موسكو بترحيبه بإقامة روسيا قواعد عسكرية جديدة وأنه ليس ضروريا أن تكون القواعد مؤقتة، يجعل سوريا تحت وصاية روسيا لأجل غير منظور مقابل بقائه وأسرته في الحكم.

واستنكر الصحفي مصطفى كامل، ترحيب الأسد بأي مقترحات من روسيا لزيادة قواتها في سوريا، متسائلا: "هل رأيتم خسيساً مثله؟ هل سمعتم عن ذليلٍ يدعو الناس لدوسه بنعالهم؟"

وانتقد الكاتب درويش خليفة، حديث الأسد الذي وصفه بالعميل عن إمكانية توسيع القواعد العسكرية الروسية بسوريا ونشر أسلحة وصواريخ فرط صوتية فيها، بينما هناك من يتحدث عن السيادة الوطنية السورية!.

واستنكر الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، تصريحات الأسد، قائلا: يبدو أنه يصر على البقاء أسير "قيصر" و"وليّ فقيه" في آن.

مكانة الثورة

وتحدث ناشطون عن مكانة الثورة السورية وأهميتها وتأثيرها على باق الثورات العربية، صابين جام غضبهم على رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومذكرين بجرائمه ومعلنين تمسكهم بإسقاطه.

وقالت الإعلامية يارا عنجريني: "عاشت سوريا حرة أبية، ويسقط بشار الأسد".

وقال جورج صبرا: "صدق من قال إن الثورة السورية ثورة مفتاحية، تكرس مسار التغيير الديمقراطي في بلاد العرب، ولأنها لم تتمكن من الانتصار حتى الآن، تعثرت بلدان الربيع العربي في مسار 20211 بالثورة المضادة..". وقال حسن الأحمد، إن مصير الأمة متعلق بمصير الثورة السورية فانتصارها انتصار للأمة وانطلاقة لتحرير الأمة عموما وفلسطين خصوصا لذلك يجب أن يعلم أهل سوريا الكرام أن الله اختارهم ليكونوا في أرض الشام وأن قتالهم اليوم قتال عن الأمة التي يجب عليها أن تنصرهم بكل امكاناتها".