صحيفة روسية ترصد نتائج انهيار رابع أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على أزمة إفلاس شركة "إف تي إكس"، رابع أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم، ما عدها كثيرون "زلزالا رقميا" أضاع مليارات الدولارات، فضلا عن مخاوف كبيرة من ارتداداته المرتقبة.

وأكدت صحيفة "إزفيستيا"، أنه رغم حالة الذعر التي تخيم حاليا على آلاف المستثمرين في العملات الرقمية مع وقف شركات عديدة عمليات السحب حاليا خوفا من الإفلاس، إلا أن "الاستثمار في هذا السوق سيستمر".

زلزال رقمي

وذكرت الصحيفة الروسية أن منصة العملات الرقمية "إف تي إكس" أعلنت إفلاسها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بعدما فشلت مساعيها للحصول على تمويل جديد مع اندفاع العملاء لسحب استثماراتهم منها.

و"إف تي إكس" شركة مسجلة في جزر البهاما ولها فرع أميركي يحمل اسم "إف تي إكس يو إس" ، وكانت قبل بضعة أسابيع رابع أكبر بورصة في العالم، بقيمة 32 مليار دولار.

كما كان مؤسسها رائد الأعمال الأميركي "سام بانكمان-فرايد"، أحد أكثر الأشخاص شعبية في صناعة التشفير، لكن كل ذلك تغير.

وأرجعت الصحيفة السبب الرئيس للإفلاس إلى استخدام مؤسس "إف تي إكس"  بانكمان-فرايد أموال العملاء لدعم شركة أبحاث تابعة له، ما أدى إلى اختفاء مليارات الدولارات من أسهم العملاء.

وبدأت القصة مع نشر موقع "كوين ديسك" المتخصص بالعملات المشفرة في 2 نوفمبر، ميزانية مسربة، هزت الأوساط الرقمية.

وأظهر التسريب أن المؤسسة البحثية "ألاميدا ريسيرتش" وشركة "إف تي إكس" التابعتين لـ"بنكمان-فرايد" كانتا تعتمدان بشكل كبير على رمز "إف تي تي"، الصادر عن "إف تي إكس" وكان يتداول بقيمة تقارب 25 دولارا.

من حيث المبدأ، هذا أكثر مما يكفي لدق ناقوس الخطر، ولكن ليس هذا فقط، فقد تجاوزت القيمة الدفترية للرموز الموجودة تحت تصرف "ألاميدا" القيمة السوقية لجميع رموز  "إف تي إكس" بمقدار مرتين تقريبا. 

ومع انكشاف ذلك، تحرك الرئيس التنفيذي لبورصة "بينانس" للعملات الرقمية (الأكبر بالعالم) تشانغ بينغ زو، ليعلن أن شركته ستعمل على تصفية ممتلكاتها من "إف تي تي" بسبب "اكتشافات حديثة غير محددة".

ورغم أن "بنكمان-فرايد" دافع عن أن أصول "إف تي إكس" جيدة، على عكس ما روج منافسه اللدود تشانغ بينغ زو،  إلا أن رموز "إف تي تي" انهارت في 8 نوفمبر بنسبة 72 بالمئة مع إغراق العملاء البورصة بطلبات سحب استثماراتهم.

وخسرت "إف تي إكس" 5 مليارات دولار  في يوم واحد، ثم توالت الخسائر.

وجاء الضغط على "إف تي إكس" جزئيا من "بينانس"، التي أعلنت في 8 نوفمبر أنها وقعت خطاب نوايا لإنقاذ "إف تي إكس".

لكنها في اليوم التالي قررت عدم متابعة الاتفاقية، ما زعزع الثقة بالمستثمرين بقدرة "إف تي إكس" على البقاء ودفع الأخيرة نحو الإفلاس بشدة.

ثم حظرت "إف تي إكس" سحب الأموال، وطلب بانكمان-فرايد من المستثمرين العفو، ووعد بمزيد من الشفافية في المستقبل.

وفي الواقع صدق في كلمته، إذ سرعان ما أعلن أن ألاميدا (التي كانت ترأسها عشيقته السابقة كارولين إليسون) مدينة بمبلغ 10 مليارات دولار لـ"إف تي إكس".

وبعد ذلك بقليل، اتضح أن حوالي ملياري دولار من هذا المبلغ قد تبخرت ببساطة ولم يتم العثور عليها بين أصول ألاميدا أيضا. 

وجاءت الخاتمة في 11 نوفمبر، عندما تقدمت "إف تي إكس" وألاميدا معا بطلب إفلاس.

ارتدادات مؤثرة

وأوضحت الصحيفة الروسية أنه على خلفية انهيار "إف تي إكس"، تهاوت جميع العملات المشفرة بشكل ملحوظ. وبدأ المستثمرون في سحب أموالهم من البورصات.

لكن اللاعبين الكبار من خارج عالم العملات المشفرة هم الأكثر قلقا فالمخاطر بالنسبة لهم كبيرة جدا، ومع ذلك، يدافع محللون أنه حتى الآن لا يوجد سبب للذعر.

ويرى المتخصص في الأصول الرقمية "إيجور بان"، أن هناك الكثير من الحديث حول أن ما حدث لبورصة "إف تي إكس" سوف يضع نهاية لأي آمال لتشكيل سوق العملات المشفرة كجزء لا يقل أهمية عن سوق الأسهم أو السندات. 

ويضيف: لكن أي انخفاض بالسوق سيستخدمه رأس المال الكبير لشراء الأصول المتراجعة، وبعد ذلك سينضم رأس مال مستثمري التجزئة إلى رأس المال الكبير، ما سيؤدي إلى زيادة قيمة العملات المشفرة، وسيظل الوسطاء الآخرون في السوق بعد رحيل "إف تي إكس".

ومن المتوقع أن تخضع أنشطتهم للمراقبة من قبل المنظمين في الأشهر المقبلة، وهذا سيؤدي إلى زيادة الثقة في سوق العملات الرقمية مع الوقت.

ومن غير المرجح أن الثقة بين مستثمري التشفير سوف تقوض العملة الرئيسة بيتكوين، وهي تبدو دائما أفضل مقارنة ببقية العملات البديلة.

والسبب يكمن في التأثير الخارجي، حيث لا ترتبط عملة البيتكوين بأي مشروع، وبالتالي تظل أصولها الأكثر أمانا.

لذلك، سيستمر الداعمون والمستثمرون في بيتكوين في الإيمان بالعملة الرقمية وشرائها، لكن هناك المزيد من التساؤلات حول أساليب حماية بورصات العملات المشفرة نفسها . 

والمشكلة قد تكون أوسع من الصعوبات في سوق العملات المشفرة، حيث بدأ في الواقع انهيار العملات المشفرة هذا العام عبر حدث هام وهو رفع سعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الأخرى.

وهذا يعني أن عالم النقود "المجانية" عمليا، والذي كان موجودا منذ 12-13 عاما يتخلف تدريجيا عن الركب.

وفي ذلك العالم، نمت الأصول على قدم وساق، وأفسحت قضايا مثل الربحية والتدفق النقدي والسمعة القوية للمؤسسين والإدارة العليا الطريق لنجاح العلاقات العامة أو حتى النشاط التجاري.

وقد تكون هناك أوقات يضطر فيها المستثمر إلى التفكير في مزيد من القيم والعملات العادية.