بعد انشغال موسكو بأوكرانيا.. وكالة روسية: لهذا أجرى الأسد زيارة مفاجئة لطهران

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت وكالة سبوتنيك الروسية عن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد المفاجئة إلى طهران في 8 مايو/أيار 2022، والأهداف الإستراتيجية الخفية من ورائها.

وتأتي الزيارة مع حراك من بعض الدول لإعادة مقعد سوريا في جامعة الدولة العربية إلى النظام.

وقالت النسخة الفارسية للوكالة في مقال للكاتب عماد آبشناس: "أراد بشار الأسد أن يوضح قبل عودة سوريا إلى الجامعة أنه لن ينسى عهده مع الأيام الصعبة".

وتعود آخر زيارة أجراها الأسد لإيران إلى فبراير/شباط 2019. وطهران هي الحليف الإقليمي الرئيس للنظام السوري.

وهي تدعم سلطة الأسد ماليا وأرسلت آلاف "المتطوعين" إلى سوريا بإشراف أعضاء من الحرس الثوري، للقتال إلى جانب النظام ضد الثورة التي انطلقت عام 2011.

وخلال لقاء جمع الأسد بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي، قال الأخير إن العلاقات بين طهران ودمشق "حيوية" و"ينبغي بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر". 

تغيرات دولية

وبين الكاتب أنه "يمكن وصف زيارة بشار الأسد الأخيرة إلى طهران في الظروف الدولية الراهنة بأنها مهمة للغاية، فبعد الغزو الروسي لأوكرانيا (فبراير/شباط 2022) أصبحت الأمور تختلف عن السابق".

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كانت الولايات المتحدة بمثابة القطب الوحيد للقوة العالمية الذي يفعل ما يحلو له، ولكن بدلا من أن تستغل الفرصة للتعاطف مع العالم بأسره، توجهت إلى فرض السلطة والهيمنة على الدول الأخرى، وفق قوله.

وتابع بالقول: ولو تحريتم الدقة، فمنذ البداية شرعت روسيا في مد يد الصداقة نحو الولايات المتحدة، ولكن استكمل الأميركان عداءهم ضدها.

وبدلا من حل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، توجهوا إلى توسيعه بهدف القضاء التام على روسيا. وينطبق الوضع نفسه فيما يخص الصين، يقول الكاتب.

وأردف: "مد الصينيون يد الصداقة أيضا نحو الأميركان، وفتحوا مجالات التعاون الجمة الاقتصادية، التجارية، وحتى السياسية معهم، ولكن يتفق الجميع اليوم على أن واشنطن تسعى لإشغال الصين في حرب شاملة بشرق آسيا".

ويتساءل الكاتب: ولماذا نبعد، ألم نمد - نحن الإيرانيين - يد الصداقة نحو الأميركان؟

وأردف: هل نتصور أن المباحثات ستؤول في النهاية إلى إبرام خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3,67 أو 5 بالمئة فقط؟ لو لديكم هذا التصور فإنكم تخطئون الفهم.

ربما يهم الأميركان بعض الأمور التي تبعد عن حدودهم بنحو خمسة عشر كيلومترا، ومن ثم فمن الطبيعي أن ينطبق الأمر نفسه على الإيرانيين.

وبين أن وجود إيران في العراق وسوريا ليس فقط من أجل أن تذهب طهران لاتخاذ القرار، وتدافع عن عدة أصدقاء وحلفاء لها، ولكن ربما كان ولا يزال لأجل المصالح القومية والإستراتيجية.

وكما يتصور البعض فإننا "لو لم نتدخل في أمور سوريا والعراق، فلن يتدخلوا في شؤوننا، وهذا من منطلق الجهل أو السذاجة".

وعلى أي حال كان وجود روسيا في سوريا للسبب نفسه، ولا يزال، وفق تقديره.

ولو سمحت روسيا بأن تبسط أميركا نفوذها ناحية غرب آسيا، بلا شك كانت ستبقى في حصار إستراتيجي، وتفقد مكانتها في الشرق الأوسط.

تنسيق وترتيب

اليوم بسبب انشغال روسيا في العمليات الخاصة في أوكرانيا؛ فمن الطبيعي أن ينسق حلفاء موسكو مقدما في "الحرب ضد الإرهاب في سوريا، وأن يكون وجود بشار الأسد في طهران من أجل تعزيز هذا التنسيق"، بحسب زعمه.

ذكر الكاتب: ومن ناحية أخرى، عندما نتحدث عن الأوضاع بعد العمليات الروسية الخاصة في أوكرانيا يجب أن نأخذ في عين الاعتبار أن العديد من دول العالم اليوم تشاهد عدم التزام الغرب بأبسط اللوائح والقوانين الدولية من سرقة، ومصادرة أموال الشعب الروسي.

وبين أن العقوبات على جميع مناحي الحياة في روسيا أفقدت كثيرا من مواطني العالم الثقة في الغرب.

بالإضافة إلى أن الكثير يعتقد أن المشاكل مع دول الجوار التي ظهرت بواسطة الغرب، يجرى الحل والفصل فيها؛ لكي لا يصل الأمر إلى النزاع معا.

وبأخذ هذه الأوضاع في عين الاعتبار نشاهد أن المفاوضات والمباحثات بين إيران والمملكة العربية السعودية جرت سريعا.

ومن إحدى القضايا موضع النقاش مسألة سوريا التي يجب الحل والفصل فيها سريعا.

ووفق تقدير الكاتب، فمن المحتمل أن تعود سوريا إلى الجامعة العربية في قمة الجزائر المقررة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وفي فبراير/شباط 2022، استبعد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، "حتى هذه اللحظة" عودة عضوية سوريا في القمة العربية المقبلة بالجزائر، راهنا ذلك بتجاوب "الحكم" في دمشق مع "المواقف العربية المطروحة".

واستدرك: "لكن من هنا لحين انعقاد الأمر، وإذا ما وقع تشاور بين الدول الأعضاء على منهج محدد، وإذا ما توافقوا على التحدث إلى الحكم في سوريا وقيام الحكم فيها بالتجاوب أيضا مع المواقف العربية المطروحة (لم يحددها)، عندها إذا أتصور أنه لن يكون هناك ما يمنع من عودتها".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة تجميد عضوية سوريا، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد ثورة شعبية مناهضة لحكمه طالبت بتداول السلطة.

وأردف الكاتب أن "مسألة إعادة بناء سوريا باتت مهمة وهي تستطيع أن تعتمد على الشركات الإيرانية في هذا الأمر".

وتابع: "هناك أمر آخر يواجه سوريا وهو التهديدات الإسرائيلية، الوجود الأميركي، وسرقة البترول، وكذلك وجود تركيا في شمال سوريا، وبقاء الجماعات الإرهابية في بعض المناطق السورية"، بحسب تعبيره.

وبين أن النظام السوري بحاجة إلى مساعدة وتنسيق ودعم من طهران لحل تلك المشكلات.