ميناء طنجة المغربي بالصدارة.. قصة سباق البنية التحتية في موانئ إفريقيا

"الشركات الصينية تدير ما لا يقل عن 231 ميناء تجاريا في القارة"
شهدت الموانئ الإفريقية تطورا ملحوظا في بنيتها التحتية خلال السنوات الأخيرة، ما أسهم في تحقيق القارة لأعلى معدل نمو عالمي في عدد رسو سفن الحاويات.
وأكّدت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن دولا مثل المغرب ومصر وجنوب إفريقيا تقود موجة توسع طموحة في هذا القطاع، في وقت تشهد فيه غرب إفريقيا مشاريع إستراتيجية واعدة.
وأشارت إلى دور الصين المتنامي في تشغيل وبناء الموانئ، محذرة من “تداعيات ذلك على السيادة الوطنية”، وسط منافسة دولية متصاعدة على السيطرة على عقد التجارة البحرية في القارة.
الأعلى عالميا
وقالت مجلة "جون أفريك": إن "القارة الإفريقية شهدت ما بين عامي 2018 و2023 زيادة بنسبة 20 بالمئة في عدد رسو سفن الحاويات في موانئها". مشيرة إلى أن هذه تعد "النسبة الأعلى على مستوى العالم".
وأرجعت "مؤسسة التمويل الإفريقية" (AFC) هذه الزيادة إلى "الاضطرابات الحاصلة في البحر الأحمر، إضافة إلى نمو الاستهلاك المحلي وازدهار تجارة النفط والمنتجات السائبة".
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (CNUCED) قدر في تقرير نشر عام 2023 أن "3 بالمئة من التجارة الإفريقية مع بقية العالم تمر عبر ميناء طنجة المغربي، الذي يرتبط بنحو 40 ميناء إفريقيا.
وتابعت موضحة أن "البنى التحتية للموانئ في القارة، والتي تقودها المغرب ومصر وجنوب إفريقيا، تدخل مرحلة جديدة من التوسع، مع العديد من مشاريع زيادة القدرة الاستيعابية المقررة بين عامي 2025 و2026".
وأشارت المجلة إلى أن "غرب إفريقيا ليست استثناء من هذا التوجه، لا سيما بفضل توسع قدرات السنغال، مع بدء تشغيل ميناء بارني-سيندو، بالإضافة إلى ميناء ندايان الذي لا يزال قيد الإنشاء وتبلغ كلفته 1.2 مليار دولار".
وأضافت: "الأمر ذاته ينطبق على غانا، حيث يشهد ميناء تيما أعمال توسعة لرفع قدرته التشغيلية إلى 3.7 ملايين حاوية مكافئة لعشرين قدما".
نفوذ الصين
وتحت عنوان "نفوذ الصين المتنامي"، أفادت جون أفريك بأن "مؤسسة التمويل الإفريقية" ترى أن "التوقعات بنمو السكان وازدهار الطبقة المتوسطة تمثل ديناميكية إيجابية من ناحية الطلب، وتوفّر رؤية واضحة لإيرادات طويلة الأجل بالنسبة لمشغلي الموانئ".
وأشارت المؤسسة إلى أن "هذه العوامل الأساسية نفسها تفسر الاستثمارات المتزايدة في محطات الحاويات المخصصة للواردات على السواحل الإفريقية، لا سيما في غرب القارة، التي تعد من أكثر مناطق إفريقيا كثافة سكانية".
لكن المجلة نبَّهت في الوقت ذاته إلى أن "تطوير البنى التحتية للموانئ، الذي يتطلب تمويلات ضخمة، لا ينبغي أن يتم على حساب سيادة الدول".
وأشارت إلى أن "عددا كبيرا من الخبراء حذروا من التأثير المتزايد الذي تمارسه الصين في إفريقيا".
وأوردت المجلة، نقلا عن مركز "الدراسات الإستراتيجية الإفريقية" (CESA)، أن "الشركات الصينية تدير ما لا يقل عن 231 ميناء تجاريا في القارة، وهو ما يضمن لها وجودا في أكثر من ربع مراكز التجارة البحرية الحيوية في إفريقيا".
وأضاف المركز موضحا أن "هذا الحضور يعد أكبر بكثير من أي منطقة أخرى في العالم؛ فعلى سبيل المقارنة، تضم أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي 10 موانئ بنتها الصين أو تدار من قبلها، بينما تستضيف الدول الآسيوية 24 ميناء فقط".