خطابات معيبة ومتشنجة.. نتنياهو يتوعد بهزيمة المقاومة والسيسي يبرر خذلانه لغزة

شدوى الصلاح | منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بينما تحدى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادة الغرب الذين اعترفوا بالدولة الفلسطينية وتعهد بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، وبرّر قتل المدنيين ومنع الطعام عنهم، خرج رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مبررا خذلانه لغزة بتفسيرات واهية.

وخلال جولة تفقدية في الأكاديمية العسكرية المصرية بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة في 26 سبتمبر/أيلول 2025، قال السيسي: إنه لن يراهن بحياة المصريين لإدخال المساعدات إلى غزة بالقوة.

وادعى في الوقت نفسه حرص القاهرة على وقف الحرب في غزة وبذل كل جهودها لإدخال المساعدات الإنسانية. مشددا على أن ذلك لا يمكن أن يتم على حساب حياة أو أمن المصريين.

وأضاف السيسي أن "الجميع يتابع التطورات والجهد المبذول في قضية غزة وحرصنا على وقف الحرب، ونعمل بكل إخلاص من أجل وقف الحرب وعملنا بكل قوتنا لإدخال المساعدات إلى غزة".

وزاد: "لا أحد يطلب مني أن أراهن بحياة المصريين، ويقول بأن ندخل في صراع من أجل إدخال المساعدات بالقوة".

وأشاد بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، مثمنا جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيقاف الحرب في غزة، وحرصه الحثيث في سبيل تحقيق ذلك، قائلا إن ترامب قادر على التدخل لإيقاف تلك الحرب.

وفي قاعة شبه فارغة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، ألقى نتنياهو خطابا أفاد خلاله بأن الجيش الإسرائيلي في خطوة غير مسبوقة سيطر على هواتف سكان غزة ونشطاء حماس، وأن خطابه يُبث مباشرة عبر تلك الأجهزة.

وفور الإعلان عن كلمة نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في غزة، انسحبت معظم وفود الدول المشاركة في الجلسة الأممية من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، احتجاجا على حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة التي توشك على دخول عامها الثالث.

ورغم موافقة حماس على بنود للهدنة وتبادل الأسرى ورفض الاحتلال لها، خاطب نتنياهو بكلمته أمام الأمم المتحدة قادة الحركة: "ألقوا أسلحتكم وحرروا جميع الرهائن الـ48، فإذا فعلتم فستعيشون، وإن لم تفعلوا فستطاردكم إسرائيل"، زاعما "إذا وافقت حماس على مطالبنا، فقد تنتهي الحرب الآن".

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجون الاحتلال نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وقال بيان لمكتب رئيس وزراء الاحتلال: إن نتنياهو توجه بالحديث إلى فلسطينيي غزة بأن "الحرب يمكن أن تتوقف فورا في حال جرى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، إلى جانب نزع سلاح حماس وتجريد القطاع من السلاح".

وتوعد نتنياهو في خطابه بأن "غزة ستكون منزوعة السلاح، وستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية الشاملة، وستنشأ سلطة مدنية سلمية من قِبل سكان غزة وغيرهم ممن يلتزمون بالسلام مع إسرائيل".

أكاذيب نتنياهو

من جانبها، قالت حكومة غزة: إن نتنياهو ألقى خطابا مضللا في مقر الأمم المتحدة تضمن 8 أكاذيب كبرى وعشرات الادعاءات الواهية والتناقضات الصارخة، مؤكدة أنها لن تغير من الحقيقة شيئا وأن العالم بات أكثر وعيا.

وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع عبر بيان، أن "خطاب نتنياهو تضمن سلسلة من الأكاذيب والتناقضات الصارخة، كان أبرزها 8 كذبات كبرى إلى جانب عشرات الادعاءات الواهية، في محاولة بائسة لتبرير جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة".

وقال: إن "نتنياهو تحدث في خطابه عن الأسرى الإسرائيليين وأنه لن ينساهم، لكن الوقائع على الأرض تثبت أن حكومته المجرمة تسعى لتحقيق أهداف وزراء حكومته المعلنة، وهي: القتل والإبادة، التدمير الشامل، والتهجير القسري، دون أي اكتراث بحياة الأسرى".

ولفت المكتب إلى أن نتنياهو "ادعى أن قادة كثيرين دعموا إسرائيل بعد (أحداث) 7 أكتوبر، لكنه أقر بأن هذا الدعم تبخر، والحقيقة أن الغالبية الساحقة من دول العالم لم ولن تدعم جريمة الإبادة الجماعية، بل إن الاعترافات الدولية المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني جاءت نتيجة طبيعية لفضح رواية الاحتلال الزائفة".

وزاد المكتب الحكومي: "زعم نتنياهو أن القادة خضعوا لضغط الإسلاميين المتطرفين، بينما الحقيقة أن الرأي العام الدولي بات يدرك حجم التضليل الذي مارسه الاحتلال لعقود طويلة، وبدأت الدول تصحح أخطاءها التاريخية عبر الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني".

وأشار إلى أن "نتنياهو تحدث في خطابه عن حرب على 7 جبهات من بينها جبهة غزة، ووصفها بمحاربة الإرهاب، بينما الحقيقة أن الحرب كانت ضد السكان المدنيين والأعيان المدنية، وهو ما تؤكده الأرقام؛ حيث إن منظمات دولية أكدت أن 94 بالمئة من الشهداء الفلسطينيين مدنيون".

وقال المكتب: "ادعى نتنياهو منع المقاومة سكان غزة من مغادرتها، في تناقض فج مع حديثه عن نزوح 700 ألف إنسان كما يقول، الأمر الذي يكشف زيف روايته وعدم اتساق خطابه، وعلى العكس فإن الأجهزة الحكومية قدمت المساعدة والمساندة للنازحين القادمين من غزة إلى الجنوب، ولم يكن هناك أي منع للأهالي من مغادرة غزة".

وأضاف: "زعم نتنياهو أن الاحتلال لم يكن يسعى للإبادة الجماعية؛ لأنه طلب من المدنيين المغادرة، فيما الوقائع تثبت أن الاحتلال ارتكب إبادة جماعية مكتملة الأركان عبر إسقاط أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على الأحياء السكنية المدنية، واستشهاد أكثر من 64 ألف مدني ممن وصلوا إلى المستشفيات".

وقال المكتب: إن "نتنياهو اتهم المقاومة بسرقة المساعدات، وإن الاحتلال هو من يقدم الغذاء، بينما الحقيقة أنه اعترف بنفسه برعايته لعصابات إجرامية تمدها حكومته بالسلاح واللوجستيات ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع، ما أدى إلى استشهاد مئات المدنيين جوعا، بينهم 147 طفلا، إضافة إلى إشراف جيش الاحتلال على مصائد الموت التي وجدت من أجل استدراج المجوعين وقتلهم".

وتابع: "زعم نتنياهو أن اعتراف دول جديدة بالدولة الفلسطينية يشجع قتل اليهود، بينما الحقيقة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو استحقاق قانوني ودولي، ويعكس فهما متأخرا من المجتمع الدولي للحقوق التاريخية المشروعة لشعبنا الفلسطيني بعد 77 عاما من المعاناة".

وأكد المكتب أن "خطاب نتنياهو يمثل محاولة يائسة لتزييف الحقائق والهروب من المسؤولية القانونية عن الجرائم المرتكبة في غزة، وكذلك عن الجرائم المرتكبة على مدار 77 سنة من التطهير العرقي والتهجير القسري والقتل الممنهج ضد شعبنا الفلسطيني".

وشدد على أن "هذه الأكاذيب لن تغير من الحقيقة شيئا، ويبدو أن العالم بات أكثر وعيا وإدراكا لطبيعة الاحتلال الإسرائيلي كقوة استعمارية استيطانية قائمة على الكذب والتضليل والقتل الممنهج"، محملا "الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع الكارثي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في مواجه الاحتلال".

وفند ناشطون على منصات التواصل ما ساقه كل من السيسي ونتنياهو في خطاباتهما، وحللا ما حاولا الترويج له كل على منبره، راصدين كم الأكاذيب التي ساقها الطرفان ومحاولتهما خداع شعوبهم والعالم خاصة أن خطاباتهم جاءت في سياق التوترات المتزايدة في المنطقة.

وتحدثوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السيسي_نتنياهو، #نتنياهو، #السيسي، وغيرها، عن دلالات العزوف الواضح عن حضور خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، والخروج الجماعي من قاعة الأمم المتحدة لحظة صعوده إلى المنصة حتى بدت القاعة شبه فارغة.

واستهزأ ناشطون بالأسباب التي أعلنها السيسي لتبرير خذلانه لغزة وادعائه الحرص على وقف الحرب وتلويحه بأن إدخال المساعدات للقطاع يستلزم القوة، مسلطين الضوء على عدد من أوراق الضغط التي يمتلكها النظام المصري لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي دون الدخول في حرب مباشرة.

خطاب معيب

وتفاعلا مع الأحداث، سخر الصحفي نظام المهداوي، من خطاب رئيس النظام المصري، قائلا: "السيسي لا يقدر على دخول صراع لكسر حصار غزة، لكنه قادر على أن يدفع 35 مليار دولار ثمن غاز فلسطيني مهرَّب".

واستنكر سماح السيسي للبوارج الإسرائيلية بالإبحار في المياه الإقليمية المصرية كيفما شاءت، وتوفير الإمدادات الغذائية والتموينية للكيان بعد تعطل شحنات البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، واقتراح تهجير الفلسطينيين إلى النقب، وحماية أمن المواطن الإسرائيلي، كما صرّح بذلك أكثر من مرة.

وانتقد المهداوي، قدرة السيسي على منع أي قافلة إنسانية، وأي مصري، من الاقتراب من سيناء أو معبر رفح.

وأكد أن قدرات السيسي لا تُحصى في خدمة الكيان، لكن إيّاكم أن تطلبوا منه دخول صراع مع إسرائيل؛ فقد جيء به أصلا ليخدمها، وجيشه غارق في التجارة ونهب الملايين من قوت الشعب المصري.

وحذر خبير إدارة الأزمات مراد علي من خطورة طرح مبدأ الخوف من المواجهة أمام طلبة الكلية الحربية، مشيرا إلى أن كلمة السيسي في الأكاديمية البحرية حملت عددا من الإشكالات الجوهرية، لخصها في خمس ملاحظات أساسية.

ومنها تجاهل السبب الجوهري لتصعيد 7 أكتوبر، وهو الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ 17 عاما، بل اُختصر المشهد كلّه في حديث عن "الرهائن"، بينما الحقيقة أن من يُحتجزون هناك هم أسرى في معركة مع احتلال عنصري، لا مجرد رهائن كما صوّر الخطاب الرسمي.

وأشار علي إلى التهوين من حجم المأساة، مؤكدا أن استخدام مصطلح "أزمة" لتوصيف ما يجري في غزة، ينطوي على تسطيح خطير للحقيقة، نحن أمام إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج، تُمارسه إسرائيل بحق شعب أعزل، لا أزمة دبلوماسية عابرة.

ولفت إلى تبني السيسي خطابا متوازنا زائفا، موضحا أن الحديث عن "الحرص على كل الأرواح" وكأننا أمام طرفين متكافئين في القوة وعدالة القضية، هو لغة رمادية مراوغة تُكرّس للحياد الزائف، وتُذكّرنا بما قاله اللاعب محمد صلاح حين تحدث عن أن "كل الأرواح مقدسة"، في محاولة لعدم إغضاب أنصار الاحتلال.

ورصد علي غياب أي إدانة حقيقية لجرائم الاحتلال، قائلا: رغم وضوح المشهد ومجازره، خلا الخطاب من أي توجيه مباشر أو حتى تلميح بإدانة جرائم إسرائيل، لم تُستخدم كلمة "احتلال"، ولم تُذكر "المذابح"، ولم تُدَن جرائم الحرب".

وأشار إلى أن الخطاب كان بنبرة هزيلة لا تليق بقضية أمن قومي، حيث أُدير الخطاب بنبرة باهتة، مترددة، ومضطربة في السرد، وهو أمر مستغرب عند الحديث عن قضية تمس الأمن القومي المصري، وحدودنا الإستراتيجية، وملايين الغاضبين من شعبنا.

وأضاف علي: "للمفارقة، فإن هذه النبرة الهشة لا تُقارن أبدا بحدة الخطاب المستخدم ضد المعارضين أو في سياقات مثل التهجم على ثورة 25 يناير".

وخلص إلى أن "الخطاب لم يرقَ لمستوى التحدي، لا سياسيا، ولا أخلاقيا، ولا شعبيا، ففي ظل واحدة من أعنف موجات الإبادة التي يشهدها العالم في العقود الأخيرة، كنا ننتظر كلمة تليق بالموقف، لا تبريرا لمزيد من الصمت".

ورأى صاحب حساب "ميدان التحرير"، أن ‏الخطورة فيما قاله السيسي "ليس فقط أنه رسالة ضعف وهوان إلى إسرائيل في الوقت الذي يقف فيه نتنياهو متباهيا بقدرته على فرض سطوته على المنطقة بأكملها، لكن الأخطر أنه قيل لطلاب الأكاديمية العسكرية".

‏وتساءل: "هل نريد أن نزرع فيهم الجبن والخوف من دخول صراع؟ وما هي القيم التي يتربى عليها طالب الكلية الحربية وهو يرى قائده الأعلى يخاف من خوض حرب، ولا مانع لديه من القبول بإبادة أهل غزة أو بهيمنة الصهاينة على المنطقة؟، ‏ومنذ متى أصبح قادة مصر العسكريين بمثل هذا الخور؟".

وانتقد الكاتب علاء الأسواني، قول السيسي: "لا أحد يطلب مني أن أراهن بحياة المصريين وأدخل في صراع لإدخال المساعدات لغزة بالقوة "، موضحا أن ترجمة هذه الجملة: "لا أحد يطلب مني أن أغضب إسرائيل وأخاطر بالسلطة ونعيمها من أجل مساعدة غزة".

وأوضح حسن البنا طاهر أن السيسي كذب مرتين، مرة لادعائه أن القوة لازمة لإدخال المساعدات إلى غزة، رغم أنه لا أحد في العالم كله طالب بذلك.

وأشار إلى أن المطالب كانت شديدة التواضع، إلى الحد الذي كان أقصى الأماني ألا يأخذ 5 آلاف دولار كإتاوة على كل فرد فلسطيني يريد النجاة بنفسه، وبضعة مئات من الدولارات من المصريين العالقين في غزة، والذين ذهبوا بجوازات سفرهم وبطاقات هوياتهم المصرية لحد الجانب المصري، ولم يسمح لهم بالدخول إلى بلدهم لأنهم لم يدفعوا هذه الإتاوة.

وقال طاهر: "هذا والله ما لم أسمع عنه في أي دولة في العالم، في أي مرحلة من التاريخ، وذلك كله قبل احتلال رفح ومحور فلادلفيا، ومرة حين ادعى أن الحفاظ على حيوات المصريين هو ما يمنعه من استخدام القوة، رغم أنه لم يفعل شيئا منذ وصوله إلى السلطة".

وذكر بأن السيسي لم يصل إلى تلك السلطة إلا عبر الفتك بحيوات المصريين ومصائرهم وأعمارهم، ورغم أنه لم يأخذ رأي أحد من هؤلاء المصريين، بل سجن -ولا يزال- أولئك الذين حاولوا التعبير عن رأيهم إزاء ما يحدث من إبادة لأقرب جيرانهم.

واستهزأ أحد المدونين، بقول السيسي إنه مسؤول عن أمن المصريين وألا يتخذ إجراءات تؤدي إلى التسبب في إيذاء مصر وأن الدولة ملزمة بالدفاع عن نفسها وليس مطلوب منها أن تهاجم أحد.

وعلق قائلا: “معقول.. لم يتم إبلاغه بأن أحد منافذ مصر الحدودية، وهو معبر رفح الذي يفصل بيننا وبين غزة، قامت إسرائيل بقصفه بالطيران 5 مرات منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، حتى تم تدميره بالكامل وإحراقه في يونيو 2024؟؟”

وأشار إلى أن معبر "كرم أبو سالم" تم قصفه من دبابة إسرائيلية، واستُهدِف فيه برج مراقبة مصري، وذلك في 23 أكتوبر 2023 ، فأسفر الحادث عن إصابة تسعة جنود مصريين، بعضهم كانت حالته حرجة وخطيرة.

وأضاف المدون: “معقولة... لم يعلم بأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الذي تشرف عليه مصر بموجب اتفاقية السلام 1979، تم احتلاله بالكامل من قبل إسرائيل في مايو 2024 ؟؟”

وذكر بأنه "نفس الشهر الذي أعلنت فيه مصر عن مقتل اثنين وإصابة عدد آخر من الجنود المصريين برصاص الجيش الإسرائيلي، وهو الحادث الذي تكرر أكثر من مرة طوال شهور الحرب الأولى".

وأكد المدون أن كل الأحداث التي ذكرها اعتداءات صريحة ومتعمدة على حدود البلاد مما يُعد انتهاكا صارخا لسيادتها وسحقا لكرامتها وتدنيسا لشرفها، متسائلا: "هل السيسي يعيش معنا .. في ‎مصر أم في إسرائيل؟".

وأكد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن أحدا لم يطلب من السيسي أن يدخل حربا أو يعرض حياة المصريين للمخاطر، عارضا بعضا من آليات الضغط التي يمتلكها النظام.

ومنها إلغاء تمديد اتفاقية استيراد الغاز مع العدو حتى عام 2040، والإفراج عن أكثر من 200 معتقل منذ أكتوبر 2023 بتهمة التضامن مع غزة، والسماح بالتظاهر دعما وتضامنا مع غزة في كل ميادين مصر، وغلق سفارة العدو في قلب القاهرة وطرد البعثة الدبلوماسية التابعة لها.

وذكر أبو خليل، أيضا من ضمن آليات الضغط على الاحتلال وقف التبادل التجاري الكبير مع العدو وحظر استخدام الموانئ المصرية كمنافذ عبور (ترانزيت) لبضائع متعلقة بالعدو، والبدء الفوري في عملية توطين واسعة لـ2 مليون مصري في سيناء بدلا من تهجير أهلها.

وحث على تأجيل إنشاء القصور والكباري وإعادة توجيه الاعتمادات للتعاقد الفوري على منظومة دفاع جوّي متطورة (صينية أو روسية).

وقال أحد المغردين: "السيسي طالع بيشتغلنا وبيقول ميقدرش يدخل لغزة مساعدات بالقوة عشان ميدخلش حرب!"، سائلا السيسي: "معندكش أوراق ضغط؟!، معندكش معاهدات انتهكت تتعلق؟!، معندكش صفقات معاهم تقف؟!، معندكش سفير ينطرد؟!، معندكش دعم دبلوماسي حقيقي لفلسطين؟!".

وأضاف: "الحقيقة عندك أوراق ضغط وكثيرة، لكن أنت عندك استعداد تسيبهم يتقتلوا 2 مليون مسلم مفيش مشكلة منت جاسوس صهيوني أصلا".

وأشار إسلام محسني، إلى إعلان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، أنه سيفتح قائمة بالمتطوعين الراغبين في القتال من أجل تحرير فلسطين واستعداده للمشاركة شخصيا، قائلا: "واضح أن الكولومبي عنده إحساس بالمسؤولية تجاه الفلسطينيين أكثر من مدعي الإسلام والوطنية العرب".

ووصفت شيماء داود خطاب السيسي بـ"المعيب"، واستنكرت قوله "عملنا بكل قوتنا علشان ندخل مساعدات لغزة"، ساخرة بالقول: "آه صحيح.. شفنا. شفنا. أدخلت كل الشاحنات".

واستهزأت بقول السيسي "عملنا كل جهدنا لوقف الحرب بكل إخلاص"، مؤكدة أن لغة جسد السيسي “لم تنجح”.

وسخرت داود قائلة: "حسب قول الرئيس الهمام ما فيش مجاعة ولا كوارث في قطاع غزة بفضل إخلاص الرئيس المصري".

خطاب متشنج

وتحليلا لخطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قال الصحفي قطب العربي: "اليوم شاهد نتنياهو  بعينيه الحصار الدولي حوله، خرجت معظم الوفود خلال كلمته، وبقت القاعة خاوية يرتد فيها صدى صوته".

وأضاف أن “نتنياهو ظل يخاطب نفسه والمهووسين به، خطاب متشنج يوزع الاتهامات يمنة ويسرة ضد دول وحكومات كان ينتظر دعمها اللامحدود لجنونه وإبادته للشعب الفلسطيني”.

واستنكر العربي توعد نتنياهو بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، مع أنه “لا يضمن بقاءه شخصيا في السلطة، وحتى لو بقي فالدولة الفلسطينية لن تقوم بإذن منه أو برضاه، بل رغم أنفه”. 

وشدد على أن “مفاعيل الطوفان لا تزال تعمل، وما حدث حتى الآن هو خطوات مهمة على طريق الدولة الفلسطينية المستقلة”.

وأشار أدهم الشرقاوي إلى أن الإعلام العبري سخر من نتنياهو، ووصف خطابه بأنه "خطاب تاريخي أمام كراسي تاريخية!".

ولفت المفكر تاج السر عثمان، إلى أن ثلاث دول بقيت تستمع خطاب نتنياهو، الإمارات والبحرين و موريتانيا، ووصفهم بأنهم "المتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع".

ووصفت الإعلامية غادة عويس كلمة نتنياهو بأنها “مزيج من السخف واليأس والتكرار الممل اجترارا لأكاذيب حفظناها غيبا وصارت مدعاة سخرية ثم تقيّؤ”.

وقال الإعلامي حفيظ دراجي: إن الجملة الوحيدة الصادقة في خطاب نتنياهو هي: "القادة الذين يدينوننا علنا يشكروننا سرا"، لأنها تكشف أن الإدانات العلنية [خاصة العربية] ليست إلا مسرحية لإرضاء الشعوب، بينما في الكواليس، مؤكدا أن الشكر والدعم متواصل للقضاء على المقاومة وغلق ملف القضية الفلسطينية.

كيان منبوذ

وتعقيبا على انسحاب الوفود المشاركة بالجمعية العمومية للأمم المتحدة لحظة صعود نتنياهو لإلقاء كلمته، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال "الإسرائيلي" أصبح كيانا منبوذا بفعل جرائمه الوحشية.

ورأى أن على المجتمع الدولي تصحيح أخطائه التاريخية والالتزام بواجباته القانونية لوقف الانتهاكات وإنهاء الاحتلال وإزالته عن أرضنا الفلسطينية.

وقال الكاتب أحمد الحيلة، إن صورة انسحاب الوفود من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء صعود نتنياهو للمنصة لإلقاء كلمته، تعبير صادق عن قرف العالم من أكاذيب نتنياهو الذي يعيش حالة إنكار لعزلة إسرائيل التي صنعها بيديه.

وأضاف أن نتنياهو ما زال يرفض الدولة الفلسطينية ويعدها مكافأة للإرهاب، ويصر على استسلام الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة.

وعلق الطبيب المصري يحيى غنيم، على منظر القاعة الأممية فارغة أثناء إلقاء نتنياهو لخطابه، قائلا: "عندما يخطب مجرم حرب مطلوب القبض عليه من الجنائية الدولية في الأمم المتحدة معناه ملعون أب هذا النظام الدولي الأعور!".

ورأى أن الشيء الوحيد الذي يكفر هذه الجريمة هو خروج وفود جميع الدول وتركه يخطب للمقاعد الخالية، مطالبا بإنشاء نظام دولى جديد لا تحكمه أميركا، وإلغاء حق النقض (الڤيتو)، وحذر قائلا: "إن لم يستجيبوا الانسحاب من أممهم المتحدة علينا!".

وتوقع أستاذ العلوم السياسية مأمون فندي، أن نتنياهو سيدرك بعد عودته من الأمم المتحدة أن إسرائيل أصبحت معزولة عن العالم، مؤكدا أن ترامب وأميركا "لن ينفعوه".