اعترافات الغرب بدولة فلسطين.. لإنهاء الإبادة أم لتخفيف ضغط الداخل؟

"أهل غزة بصبرهم وصمودهم وتضحياتهم هم الذين اجبروا العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية"
بينما يحاول الكيان الإسرائيلي بشتى الطرق قطع الطريق على تأسيس دولة فلسطين عبر إبادة غزة وضم الضفة الغربية، اعترفت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال رسميا بدولة فلسطين، في خطوة لاقت ترحيبا عربيا وغضبا إسرائيليا.
أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، في إفادات رسمية صادرة عن الدول الأربعة، اعترافها بدولة فلسطين، ليرتفع بذلك عدد الدول التي اتخذت هذه الخطوة إلى 153 دولة، من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.
وفي كلمة متلفزة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، رسميا اعتراف بلاده بدولة فلسطين، قائلا: "بينما يتفاقم الرعب في الشرق الأوسط، نعمل على إبقاء أمل حل الدولتين والسلام حياً".
فيما أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، في تدوينة على “إكس”، أن بلاده تعترف بدولة فلسطين، وتعرض شراكةً لبناء مستقبلٍ سلمي لكلٍّ من دولة فلسطين ودولة إسرائيل".
وقال: إن "كندا تدرك أن هذا الاعتراف لن يكون حلا سحريا للأزمة، هذا تعبير عن التزامنا بمبادئ حقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وسياستنا الثابتة على مر الأجيال".
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، في تدوينة عبر "إكس"، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، قائلا: إن أستراليا اعترفت بدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وبهذا تعترف أستراليا بالأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.
من جهته، أعلن وزير الخارجية البرتغالي باولو رانخيل، في كلمة ألقاها خلال تواجده في الممثلية الدائمة للبرتغال لدى الأمم المتحدة، اعتراف بلاده رسمياً بفلسطين كدولة.
وأكد رانخيل، أن حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين "هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم"، مضيفا أن "الاعتراف بدولة فلسطين يتوافق مع تنفيذ النهج الأساسي والمستمر والمتفق عليه للسياسة الخارجية البرتغالية".
وكانت 11 دولة بينها مالطا وبريطانيا ولوكسمبورغ وفرنسا وأستراليا وأرمينيا وبلجيكا، قد أعلنت أخيرا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري.
ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الدولية، باتت 153 دولة تعترف بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988.
ومع اعتراف بريطانيا وفرنسا (مرتقب اعترافها اليوم) ستحظى فلسطين قريبا بدعم 4 من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة؛ إذ تعترف كل من الصين وروسيا بدولة فلسطين منذ عام 1988.
وعدت حركة المقاومة الإسلامية حماس اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين خطوة مهمة ينبغي أن تترافق مع إجراءات عملية تقود إلى وقف فوري لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها إلى "عزل هذا الكيان المارق، ووقف كل أشكال التعاون والتنسيق معه، وتصعيد الإجراءات العقابية بحقه، والعمل على جلب قادته من مجرمي الحرب إلى المحاكم الدولية ومحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية".
أما رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة، فقد عقب على قرارات ودعوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلا: إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، متوعدا بالرد على الاعتراف بفلسطين حين يعود من الولايات المتحدة.
وتباينت ردود فعل الناشطين على منصات التواصل على اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين بين من عدها صفعة قوية لحكومة نتنياهو واعترافا يمنح المقاومة شرعية مقاومة المحتل، وبين من رآها خطوة غير مجدية ودعوا للتركيز على إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذهب المرحبون بالخطوة عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الدولة_الفلسطينية، #بريطانيا، إلى أنه قرار صائب وانتصار سياسي وأخلاقي، فيما أكد المشككون في جدواه أنه لن يكفر عن سيئات بريطانيا تجاه الشعب الفلسطيني والأمة العربية كاملة منذ وعد بلفور المشؤوم.
تصدع حاد
وتفاعلا مع التطورات، كتب سعيد زياد، إن هذا الكيان المارق خُلق بقرار، ولم يولد ولادة طبيعية أصيلة من رحم أرض وشعب وتاريخ، وعليه يكون الاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية ثمناً ثقيلاً عليه يهدد بقطع الحبل الممدود له من الناس، الذين خلقوه، وحفظوا بقاءه.
وأضاف أن هذه الخطوة تعبّر عن تصدع حادّ في مرتكزات الدعم التقليدي للاحتلال، وخسارة فادحة في رأس ماله الثمين، فرفض الدول الغربية الانصياع للمنطق الإسرائيلي القائل بأن المفاوضات هي المدخل الوحيد للتسوية، يعبّر عن تحوّل في موازين الشرعية السياسية.
وأكد زياد، أن الاعتراف البريطاني بعد زيارة ترامب يعكس محدودية قدرة الولايات المتحدة على حماية المصالح الدبلوماسية لحليفها، ويؤشر إلى عزلة متزايدة لسياساتها في المنطقة.
ورأى فشل لوبيات الضغط في كبح هذا التوجه، رغم صعود التحالف بين اليمين الأوروبي المتطرف ونظيره الإسرائيلي، يوضح أن موجة الاعترافات تمثل انكسارا في البنية الداعمة للاحتلال.
وقال: إن كل ذلك يدل على أن الحرب، بما خلّفته من دمار ومعاناة، أصبحت عبئًا إستراتيجيًا يتجسد في خسارة الاحتلال لحلفائه التاريخيين وتآكل شرعيته الدولية.
وعد لقاء مكي، اعتراف دول الكومنوولث، بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية، تطورا نوعيا كبيرا لصالح حقوق الشعب الفلسطيني، بعد ما هو معروف من دور لبريطانيا في ظهور إسرائيل، وسياسة تقليدية لدول الكومنوولث في دعمها.
وأكد أن مع اعتراف مزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، يكون كل ما فعلته إسرائيل قد ارتد عليها، مهما بدا من ضياع للأرض التي يمكن أن تقوم عليها تلك الدولة.
وأوضحت مايا رحالن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل دول أوروبية كبريطانيا التي زرعت بذرة وعد بلفور، يعني أن القضية الفلسطينية أصبحت قضية رأي عام بسبب ملحمة طوفان الأقصى الذي أعاد القضية الفلسطينية للصدارة والواجهة وأنه يحق للشعب الفلسطيني تقرير مصيره بنفسه بعد إنكار حقوقه.
وعد محمد جابر الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين لطمة قوية على وجه نتنياهو وصدمة مدوّية لإسرائيل، مؤكدا أن المستجدات الأخيرة تضع جزار غزة في كارثة سياسية بتل أبيب.. والعالم يرسم طريقا جديدا نحو حل الدولتين.
وقالت المغردة منى: إنه باعتراف بريطانيا صاحبة وعد بلفور سقطت شرعية إسرائيل ليس فقط حل الدولتين، واصفة اليوم بأنه "تاريخي".
أصحاب الفضل
وإرجاعا الفضل لأهله، شكر فايز أبو شمالة، قادة حماس محمد السنوار، ومحمد الضيف، وصالح العاروري، وإسماعيل هنية، ودماء 63 ألف شهيد من غزة، ومئات الشهداء من الضفة، وأكثر من مئة ألف جريح في غزة والضفة.
وخاطبهم قائلا: "دماؤكم الطاهرة أيها الشهداء جلبت اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين"، مضيفا أن هذه دول وازنة، ولها مكانتها على مستوى العالم.
وأكد أبو شمالة، أن الاعتراف بدولة فلسطين قرار جماهيري، قبل أن يكون قرار حكومة، وجاء نتيجة لقناعة الشعوب الأوروبية بعدالة معركة طوفان الأقصى، وعدالة القضية الفلسطينية.
وقال أحمد منصور: إن أهل غزة بصبرهم وصمودهم وتضحياتهم هم الذين أجبروا العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والأهم هو وقف الحرب ومنحهم حقوقهم وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وذكر أحد المغردين، بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم أنه رمزي إلا أنه لم يأت طوال كل هذه السنوات والسلطة الفلسطينية تتزعم تمثيل الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه لم يأت إلا بعد 7 أكتوبر وما دفعته المقاومة من أثمان ومازالت تدفعه.
وقال: "سترى احتفاء أبو مازن وعناصر السلطة العميلة وكلابهم، غير أنهم لن يعترفوا أن الفضل الوحيد يرجع لغزة".
وكتب محمود زكي العمودي: "الكل ينسب الفضل له بموجة الاعترافات بدولة فلسطين، لكن الحقيقة الجميع يعرفها واسألوا تراب غزة".
وقال جمال محمد، إن اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطينية نتج عن رد فعل معاكس لإجرام نتنياهو ضد العزل من أهل غزة الذي أدى إلى تعاطف دولي واسع مناصر للفلسطينيين ما أدى أيضا إلى تحركات شعوب هذه البلدان.
وأكد أن الاعتراف ليس ناتجا عن ضغط من أحد على قادة هذه الدول كما يدعي البعض، مضيفا: "بطلوا كدب وادعاء ما ليس لكم".
خطاب مهزوم
وعن ردة فعل الكيان المحتل على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، أشار محمد شكري إلى أن المصطلحات والتعبيرات السياسية ضاقت على قادة الاحتلال الإسرائيلي وارتجفوا وأرعدوا وأزبدوا لمجرد أن دول العالم التي سبق وأعطتهم شرعية الوجود على أرض فلسطين؛ عادت اليوم لتعطي الفلسطينيين عُشر شرعية لاسترجاع فتات من أرضهم.
وقال: "جميلة الشرعية الدولية لكنها لا تأتي بتسبيل العيون.. هنا غزة!".
وحللت راندة أحمد، خطاب نتنياهو الذي هدد فيه الدول التي اعترفت بفلسطين بأنهم سيدفعون ثمنا باهظا للإرهاب، مشيرة إلى أنه أراد توجيه إنذار مباشر للدول التي اعترفت بفلسطين (بريطانيا، كندا، أستراليا)، ووصف الاعتراف بأنه "ثمن باهظ للإرهاب"، في محاولة لربط القضية الفلسطينية مباشرة بأحداث السابع من أكتوبر.
وأوضحت أن الهدف ردع الدول الأخرى (خاصة الأوروبية) عن الانضمام لموجة الاعتراف، عبر تصويرها كخطوة "معادية لإسرائيل" و"مكافأة للإرهاب"، مشيرة إلى أن نتنياهو وجه رسائل للداخل الإسرائيلي بتشديده على "منع قيام دولة فلسطينية لسنوات" رغم الضغوط الدولية.
وقالت أحمد: إن هذا الطرح يخاطب القاعدة اليمينية المتشددة داخل إسرائيل، ليظهر بمظهر "حامي الهوية والأمن القومي" في مواجهة الضغوط الخارجية، ويعكس أيضًا الضغط السياسي الداخلي الذي يواجهه، خاصة بعد الانتقادات لسياساته الأمنية والعسكرية منذ 7 أكتوبر.
ولفتت إلى أن نتنياهو أشار بوضوح إلى أن الرد على المحاولات لفرض دولة فلسطينية سيكون "بعد التنسيق مع الولايات المتحدة"، موضحة أن هذه إشارة إلى أن نتنياهو يدرك الوزن الحاسم للولايات المتحدة في المعادلة، ويحاول طمأنة الداخل بأن واشنطن ما زالت أقرب إلى الموقف الإسرائيلي من الموقف الأوروبي.
ورأت أحمد، أن موقف نتنياهو يحمل أيضا ابتزازًا سياسيًا مبطنًا: إما أن تقف واشنطن مع تل أبيب في مواجهة الاعترافات الأوروبية، أو يُنظر إليها على أنها تسمح بقيام "دولة إرهابية".
وأشارت إلى أن استخدم نتنياهو تعبيرات حادة: "ثمن الإرهاب"، "دولة إرهابية"، "لن تقوم دولة فلسطينية من الغرب إلى الأردن"، يعكس إستراتيجية الخوف والتخويف، وهي أداة دعائية مألوفة لديه لتعزيز صورته كرجل أمن وحامٍ لإسرائيل.
ولفتت أحمد إلى أن الخطاب يخلو من أي طرح سياسي بديل لحل النزاع، ما يعكس تمسكه بخيار القوة العسكرية فقط.
وذكرت بأن خطاب نتنياهو يأتي مباشرة بعد اعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا بفلسطين، في لحظة تنامٍ دولي للعزلة الدبلوماسية لإسرائيل، إذ يحاول نتنياهو تحويل الاعتراف من مكسب سياسي للفلسطينيين إلى "تهديد أمني" لإسرائيل، في محاولة لتقليل أثره الرمزي والدبلوماسي.
وخلصت أحمد إلى أن الخطاب موجّه بالدرجة الأولى للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي ولردع الخارج، ويعكس قلق نتنياهو من فقدان السيطرة على السردية الدولية، حيث تتحول القضية الفلسطينية من "ملف أمني" إلى "قضية دولة معترف بها عالميًا".
وأشارت إلى أن الخطاب لغته المتشددة قد تزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا، خصوصًا إذا تبعتها اعترافات أوروبية جديدة.
وقالت: إن الاعتماد على الولايات المتحدة كـ"غطاء" يضع إدارة واشنطن في موقف محرج: إما الاستمرار في دعم إسرائيل بلا شروط، أو مواجهة ضغوط أوروبية وعربية متزايدة للاعتراف بفلسطين.
أوقفوا الحرب
وفي المقابل، قال محمد هنية: إن وقف الحرب أولى من كل أوهام الاعتراف العلني التي لن تُغيّر واقعا، ولن تُعيد حقاً، ولن تُعيد لاجئاً لأرضه، داعيا لوقف مهزلة الاعتراف ووقف حرب غزة.
وتحدث علي أبو رزق، عن حق الجميع الاحتفاء بالاعترافات التي جرت، فهذا رأي سياسي، له ما يبرره، سواء بالسلب أو الإيجاب.
وأكد أن أولوية الشعب الفلسطيني في زمن الإبادة ليس الاعتراف فحسب، بل وقف تصدير الأسلحة وتجميد العلاقات التجارية والدبلوماسية، وممارسة ضغط سياسي حقيقي على الكيان.
وأوضح أبو رزق، أن هذه الاعترافات مهمة على المدى الإستراتيجي، ولكن، آخر ما يهم أهل غزة الآن هو المدى الإستراتيجي، من يسكن الخيمة ولا يجد طعاما لأطفاله ولا مستشفى لجرحاه ومهدد بالتهجير اليوم وغدا وبعد غد، لا يهمه كل هذه التطورات، قائلا: "لا أعتقد أنه من العقلانية السياسية المبالغة بالاحتفاء بها، وكأنها الإنجاز السياسي العظيم".
وعد هذا الاعتراف فرصة لممارسة ضغط سياسي أكبر على هذه الدول، واتهامها وحشرها في الزاوية على الدوام، أنها تواطأت مع الكيان في زمن الإبادة وأمدّته بالسلاح والمال والمعلومات والطائرات الاستخبارية، خصوصا بريطانيا.
وقال يحيى غنيم: "لا أدرى، هل تريد بريطانيا أن تكفر عن جريمتها بإنشاء إسرائيل على أنقاض فلسطين بإصدارها وعد بلفور وتشجيع هجرة اليهود إليها وتمكينهم منها، أم تريد إغراق الفلسطينيين والعرب في أحلام السلام المستحيل مع الذئاب، وتبريد ساحات الجهاد، وخداعهم بالسراب؟! وتعيد الاستثمار في (شعب بلا أرض ليحيى بلا أرض)!".
وأعرب محمد سيد علام عن قلقه من اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية، قائلا: "مش قادر أقتنع أن الحِدَاية ترمي كتاكيت".
ورأى سيد زهران، أن اعتراف بريطانيا بالدولة (الفلسطينية) مريب، لأقصى درجة.
وأكد إسماعيل المدني، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يغير من الواقع شيئاً، وبعبارة أخرى فإن الحرب ستستمر، والإبادة تتواصل، والأرض ستغتصب، والشعب الفلسطيني ستتم تصفيته، مما يؤكد عجز الدول على وقف الإرهاب الصهيوني الدولي.