أين الضامنون من هذه العربدة؟.. سؤال بدون إجابة مع ارتقاء شهداء جدد بغزة

شدوى الصلاح | منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

في انتهاك جديد لوقف إطلاق النار، قصفت مسيرات إسرائيلية خيام نازحين غربي خان يونس (جنوب)، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم أب وطفلاه، فيما واصل جنود الاحتلال نسف منازل الفلسطينيين في حي التفاح بمدينة غزة (شمال).

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 3 ديسمبر/كانون الأول 2025، إصابة 5 من عساكره خلال اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين قال: إنهم "خرجوا من نفق برفح" جنوبي قطاع غزة.

ومنذ أيام تقول وسائل إعلام عبرية إن نحو 200 من مقاتلي "حماس" عالقون في أنفاق برفح، ولم تستجب تل أبيب بعد لمطالب الحركة والوسطاء بالسماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة في القطاع.

وحاول وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مصر وقطر وتركيا، التوصل إلى تسوية لخروج عشرات المقاتلين من حركة حماس من أنفاق رفح إلى مناطق لا يحتلها الجيش الإسرائيلي.

لكن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية، تواصل تعنتها وتصر على ضرورة استسلامهم، وهو ما يرفضه المقاتلون.

من جانبها، قالت حركة حماس، إن "ما قام به جيش الاحتلال الصهيوني المجرم من عدوان همجي وقصف غاشم على خيام النازحين، هي جريمة حرب موصوفة، واستهتار باتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة مكشوفة للتنصل من استحقاقاته"، محمّلة الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد.

وطالبت "الوسطاء والدول الضامنة بضرورة لجم الاحتلال الفاشي عن الاستمرار في جرائمه، وعدم السماح لمجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة في التهرب من موجبات الاتفاق، وفي مقدمتها وقف عمليات القصف ضد المدنيين والمناطق السكنية، وخيام النازحين".

وأثارت المجازر الإسرائيلية موجة غضب واستياء واسع بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، دفعتهم للتحذير من خطورة مخططات الكيان الصهيوني وتلاعبه باتفاق وقف إطلاق النار ومراحله، مستنكرين إصرار نتنياهو على نزع سلاح المقاومة ووعيده لأهل غزة.

واستنكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نتنياهو، #خان_يونس، #رفح، غيرها، قصف الاحتلال خان يونس مدعيا أن القصف جاء ردًا على خرق حركة حماس لاتفاق وقف إطلاق النار.

نتنياهو يتوعد

واستهجانا لقول نتنياهو: إن المرحلة الثانية من الاتفاقية ستكون نزع سلاح حماس، وستأتي بعدها مرحلة ثالثة هي "نزع التطرف من سكان غزة"، قال ياسين عزالدين: "قلنا لكم طلباتهم لا تنتهي وسيعطلون إعادة الإعمار إلى ما لا نهاية وسيستمرون في القتل حتى لو نزع سلاح المقاومة، بحجة أن التطرف "يعشش في عقول سكان غزة".

وحذر مدين يونس، من خطورة قول نتنياهو: إن المرحلة الثالثة هي نزع "الإرهاب من غزة"، ودعا للتوقف عنده لأن التعبير معناه أن المشكلة بالنسبة لهم ليست مع فصيل ولا تنظيم، وإنما مع الهوية ومع أهل غزة، ومع الإسلام نفسه.

وقال: "لما تُصنَّف كتلة سكانية كاملة على إنها (إرهاب)، ده مش أمن ده مشروع تغيير هوية شعب كامل".

وندد علي اليحائي، بتصريحات نتنياهو، متسائلا: “متى سيُنزع سلاح الارهابيين الصهاينة المعتدين، حتى ينعم المواطن الفلسطيني بالأمان؟”

ودعا أبو أرسلان العباسي، من يتحدث عن سلاح حماس والمقاومة بأنه العقبة أمام السلام لأهل غزة، للنظر إلى المرحلة الثالثة التي يسعى لها النتنياهو بقصف أهل غزة والتبرير جاهز بأن ذلك القلب الذي تم قتله يوجد لديه كراهية لليهود.

وأكد خالد عبدالله المهندي، أن الصهيوني ومن خلفه لم يقبلوا باتفاق وقف إطلاق النار بشرط استعادة الأسرى والجثث، إلا وقد بيت النية لبدء حرب أخرى بحجة نزع سلاح حماس، مفتعلاً الأزمات حتى تتحقق أهدافه.

وتوقع أن ما إن ينتهي الصهيوني من نزع سلاح حماس حتى ينزع غزه من أهلها، ثم ينزع فلسطين من شعبها، حتى تخلص للصهاينة وحدهم، قائلا: "نزع الله روحه وروح من وقف معه".

وحث المهندي العرب على أن يتحملوا مسؤولية تاريخية أمام الصهيونية العالمية، ووقف جموحها، وإلا فالدور قادم على الكل، وكما ضاعت الأندلس ستضيع فلسطين.

وأوضح تركي بن خالد المرتعد، أن التطرف الذي يريد نتنياهو نزعه عن سكان غزة في المرحلة الثالثة هو الإسلام.

وقال إبراهيم المدهون: إن سلاح حماس ليس بندقيةً ولا صاروخًا… سلاحها الحقيقي هو الرجال من حديد، رجالُ إيمانٍ ويقين، لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وعن وطنهم.

وأكد أن ما يحدث في رفح ليس مجرد معركة، إنّه آية من آيات الله تقول بوضوح: "النصر لا يكون إلا لمثل هؤلاء الرجال".

وقالت حورية قرموح: "نزع الله أرواح كل من يريد نزع سلاح المقاومة نفسا نفسا"، مؤكدة أن سلاح المقاومة هو عزة لكل حر شريف.

الغدر برفح 

وتحت عنوان "حادثة رفح وعنجهية نتنياهو !!"، أشار مأمون أبو عامر إلى أن نتنياهو رفض كل الحلول لمشكلة المقاومين في أنفاق شرق رفح.

وأكد أن رغم الضغوط حتى الأميركية لجعل مسألة حل مشكلتهم نموذجا لإدارة التعامل مع سلاح المقاومة، لكن نتنياهو أصر على الحصول على صورة النصر والإذلال للمقاومين.

ولفت أبو عامر إلى أن هذه الصورة التي فشل الاحتلال  في الحصول عليها على طول تاريخ المقاومة الفلسطينية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية 1965، إلا في أحداث فردية ضمن ملابسات خاصة.

وقال: “اليوم نتنياهو يدفع الثمن بإصابة 4 جنود أحدهم خطيرة والباقين متوسطة”. مؤكدا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لا يريد إلا شيئا واحدا هو كسر إرادة المقاومة للشعب الفلسطيني من واقع فائض القوة. 

وأضاف أبو عامر: "صحيح يمكنه الآن أن ينتقم من أهل غزة بحجة اختراق وقف إطلاق النار كما يخطط له مع قيادة الجيش الآن.. ليس صدفة أن يتحدث ترامب مع نتنياهو عن مشكلة هؤلاء المقاتلين لكن نتنياهو رفض".

وتساءل عن حجم الضوء الأخضر الذي سيمنحه ترامب الذي يعرف تماما أن نتنياهو هو المتسبب بهذا الحادث!

واستنكر صهيب الكحلوت رغبة العدو من شباب رفح الاستسلام، ورفع الراية البيضاء، أو الموت، وحين يقرر الشباب مواجهة الموت، يقرر العدو العودة للغدر والإبادة.

وقال: "عدو متعطش للدماء، ووسطاء ضعفاء، ومحور يتحول إلى متفرج، وعرب أصيبوا بالصداع من غزة، وغزة ليس لها إلا الله.. فاللهم كن لغزة ناصرا، وفرج كرب أهلها، وارفع عنهم الظلم، ورد عنهم كيد الكائدين.. اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".

وقال تامر قديح: "أن تهاجم إسرائيل المقاومين في رفح منذ أسبوعين، داخل الأنفاق وخارجها، وقتل العشرات منهم، فهذا لا يُعد اختراقًا، ولكن إذا دافع المقاومون عن أنفسهم وهاجموا القوات الإسرائيلية في رفح، فهذا يُعد اختراقًا ويتم الرد عليه بقصف كامل قطاع غزة".

وأكد أن إسرائيل صنعت من تلك المنطقة ساحة قتال، مستنكرا الحديث عن خروج ثلاثة مقاومين من نفق ومهاجمة قوة إسرائيلية – حيث تدّعي إسرائيل أنها قتلت اثنين منهم، وتمكّن الثالث من إلحاق عبوة متفجرة بالقوة وتفجيرها – أدى إلى إصابة ثلاثة بجراح حرجة، وتهديد الجيش الإسرائيلي والسياسيين للقطاع.

قصف خان يونس

وتنديدا بقصف خيام النازحين في خان يونس، رأى علي أبو رزق، أن المؤلم في خبر استشهاد خمسة فلسطينيين في القصف الصهيوني الغادر على منطقة المواصي، أن اثنين من الشهداء هم أطفال دون العاشرة، حرق الصاروخ أجسادهم وحوّلها إلى أشلاء متناثرة وهم نيام في خيمتهم البالية، التي بالكاد كانت تستر أجسادهم.

وقال إن الأكثر إيلاما، أن تتحول مثل هذه الأخبار إلى أخبار ثانوية عادية، بتقدير أن الجانب الأهم من القصة هو وقف الحرب أو عدم العودة إلى وتيرة الإبادة السابقة.

وأكد أبو رزق، أن "لا ألم يشبه هذا الألم، فالجريمة الفظيعة والمروّعة والوحشية باتت خبرا عاديا، بتقدير أن المعتاد عليه قبل شهر من الآن هو مائة شهيد وأكثر، وليس خمسة شهداء فأكثر".

وتساءل ياسر الزعاترة، عن الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار، قائلا: "أليس هذا ما كان يحدث قبل الاتفاق، فما قيمته إذن، وأين "الضامنون" من هذه العربدة؟!"

وأضاف أن تبرير ما جرى بإصابة 5 جنود في "رفح" هو ضرب من الهُراء، أولا لأن الخروقات لم تتوقف قبل ذلك. وثانيا لأن جيش الاحتلال لا يسمح للمقاتلين بالانسحاب، ويصرّ على قتلهم، حتى إن ترامب نفسه طالب نتنياهو بالسماح لهم بالانسحاب.

وتابع الزعاترة: إذا كان الخوف من "الثور الهائج" في واشنطن، هو ما يقيِّد الضامنين سابقا، فإنه اليوم غاضب على نتنياهو، ويراه عائقا أمام تنفيذ الاتفاق في مرحلته الثانية، ما يعني إمكانية الضغط لوقف هذه الانتهاكات، وفتح الباب أمام المساعدات التي لم يدخل منها سوى القليل حتى الآن.

واستطرد: "احتراما لأنفسهم ولالتزاماتهم، على الضامنين أن يفعلوا شيئا يتجاوز التصريحات، وفي المعطيات السياسية الراهنة ما يساعدهم على ذلك، من دون أن ننسى العربدة اليومية في الضفة الغربية وفي سوريا ولبنان، وهي مسؤولية الوضع العربي الرسمي برمّته". 

وأردف الزعاترة: لن نضمّ إليه سُلطة "فتح" التي ينحصر نضالها في تسوُّل الحماية من المجتمع الدولي: “احمونا.. ليش ما تحمونا؟!”

واستنكرت يسرا عكلوك، المبررات التي ساقها الاحتلال لتبرير قصف خان يونس، مؤكدا أن هذا هو روتين "إسرائيل" قبل كل "حفلة دم" تُراق فيها أرواح العشرات من الأبرياء والعزّل، "تفبرك، وتقرِّر، وتُهدِّد، ثم تُعلن عن نيّتها القتل جهاراً".

وقالت: "يكفيها لتشرعن ذلك أن تنتشل مشهداً مفبركاً من باطن الأرض، لافتتاح فصل جديد من الدم فوقها.. إسرائيل لا ترى أحداً، ولا تُقيم وزناً لوسيط أو لاتفاق، ولسان حالها يخاطب العالم كلّه:" الراجل فيكم يتكلم".

عالم وقح

واستنكارا لصمت المجتمع الدولي على قصف الاحتلال خيام النازحين جنوب القطاع وارتفاع حصيلة الشهداء، قال إياد إبراهيم القرا: "الاحتلال يشنّ الآن حملة مجازر على خيام النازحين، ويحرقهم داخل خيامهم أمام نظر العالم الوقح الصامت".

وتساءل: "إن كان الأمر مرتبطًا بحادثة رفح، فلماذا لا يقاتلهم هناك؟ لماذا يترك من يقاتلونه في رفح، ويذهب إلى الأطفال والنساء؟"، مؤكدا أن الجبن والغدر السمة التي وُلد عليها هذا الاحتلال ويعيش بها.

ووصف إبراهيم حمامي، نتنياهو وحكومته بأنهم "فاشية مجرمون لكن جبناء"، مؤكدا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لا يرد على مواجهة رفح هناك لأنه جبان، لا يرد في الميدان، لكن يستهدف المدنيين العزل في خيامهم.

واستنكر أن العالم يقف متفرجا إن لم يكن داعما لهذا الإجرام، والضامنون، لا حس ولا خبر.

واستنكر محمد هنية، ازدواج معايير المجتمع الدولي في التعامل مع غزة، قائلا: "يحق للاحتلال ملاحقة شباب الأنفاق في رفح، وقتلهم، ومحاولة أسرهم وإذلالهم وتوثيق ذلك للعالم، بينما حرام على من تبقى منهم أن يدافع عن نفسه، ويأبى الاستسلام والرضوخ".

وأكد أن تلك معادلة الذل التي تجري أمام أعين الوسطاء والعالم عربا ومسلمين.