رغم البداية الإيجابية بين القاهرة وطهران.. ما عوائق التطبيع بينهما؟

قسم الترجمة | منذ ٨ أشهر

12

طباعة

مشاركة

بعد أكثر من 40 عاما من الأزمة الدبلوماسية بين إيران ومصر، يحاول الوسطاء الإقليميون تقريب المواقف وتطبيع العلاقات.

ومثل اللقاء بين وزير خارجية النظام المصري سامح شكري، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك في 28 سبتمبر/ أيلول 2023، أحدث تطور في مسار التقارب بين القاهرة وطهران. 

ويُذكر أن مصر وإيران قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1980، ثم استُئنفت بعد أحد عشر عاما، ولكن فقط على مستوى القائم بالأعمال.

وترجع أسباب القطيعة إلى إبرام مصر "اتفاقية السلام" مع إسرائيل، واستضافة القاهرة للشاه المخلوع محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإيرانية.

خطوة إيجابية

لكن صحيفة "مينا واتش" الألمانية تساءلت: "هل ستكون هناك جهود سياسية؟ هل تنجح في تطبيع العلاقات بين البلدين؟".

وأوضحت أنه "تبعا للقاء، جرى التوافق على مجموعة من الخطوات والإجراءات التي من شأنها توسيع دوائر الشراكة والتعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة".

وأكد عبد اللهيان أنه أجرى "محادثات مفيدة" مع شكري، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.‏ 

وشدد في تصريحات صحفية على أن "طهران تعد مصر دولة مهمة للغاية في العالم الإسلامي وفي المنطقة".

وأشار عبد اللهيان إلى أن "تحسين العلاقات بينهما لن يفيد البلدين والشعبين فحسب، بل سيفيد المنطقة والعالم الإسلامي أيضا".

وبحسب الصحيفة الألمانية، اتفق الوزيران على مواصلة اتصالاتهما لمزيد من الحوار حول مختلف القضايا التي تهم البلدين، على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.

وقبل ذلك بيوم، في 27 سبتمبر/ أيلول 2023، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال  مؤتمر صحفي بنيويورك، إن "سياسة الجوار التي تنتهجها طهران تقوم على التفاعل مع جميع الدول الإسلامية المجاورة التي لها توجهات مشتركة".

 وأضاف أنه "أبلغ مسؤولي مصر بأنه لا توجد مشاكل في إقامة العلاقات وتطويرها".

ونقلت الصحيفة عن وكالة "تسنيم" الإيرانية قولها إن "رئيسي أمر وزارة الخارجية، في مايو/ أيار 2023، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر".

وأشارت إلى أنه بعد وساطة عراقية ناجحة، عُقد اجتماعان بين ممثلي الجانبين الإيراني والمصري لبحث تطبيع العلاقات في بغداد بداية عام 2023. 

كما ذكرت الصحيفة أن الوساطة العمانية وزيارة السلطان هيثم بن طارق إلى طهران ساهمتا في ذوبان الجليد في العلاقات السياسية بين البلدين.

الكثير من العقبات

وبحسب الصحيفة الألمانية، قال العضو البارز في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فدا حسين مالكي، إن اللقاء بين الوزيرين في نيويورك كان "خطوة أولى نحو تذليل العقبات والارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية إلى مستوى تبادل السفراء". 

كما توقع النائب الإيراني أن يتبع هذا المؤتمر الوزاري رفيع المستوى، زيارات مكوكية لوفود سياسية وتجارية وسياحية بين البلدين، في المرحلة الثانية من عملية التطبيع.

وقال مالكي: "الاجتماع بين وزراء الخارجية من شأنه تسريع التطبيع بين مصر وإيران". 

وأعرب عن أمله في أن يلتقي رئيسا البلدين في مرحلة ثالثة من عملية التطبيع، لإعلان إقامة العلاقات وتبادل السفراء.

ولكن نوهت الصحيفة أنه "رغم هذه التصريحات المتفائلة، لا تزال هناك العديد من العوائق أمام تطبيع العلاقات".

وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس النظام المصري للشؤون الخارجية، أيمن سلامة، إن التطبيع "ليس بالأمر السهل بسبب العقبات والتحديات المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالخلافات السياسية والأمنية". 

وأوضح سلامة أن "وجهات نظر القاهرة وطهران بشأن القضايا السياسية والأمنية الإقليمية مختلفتان، مثل الوضع في سوريا واليمن والعراق".

وقال مؤكدا: "هناك تنافس على النفوذ الإقليمي، حيث تحاول كل من مصر وإيران تعزيز نفوذهما الإقليمي، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في بعض المناطق، مثل الخليج العربي، إلى صراعات بين البلدين". 

وتابع: "ومع ذلك، فإن التغييرات الإقليمية الأخيرة، مثل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران (في 10 مارس/آذار 2023)، خلقت بيئة إيجابية أكثر للمفاوضات لتطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران".

من ناحية أخرى، نقلت "مينا واتش" عن الخبير في مركز الأهرام للدراسات، محمد عباس، اعتقاده بأن "القاهرة تحاول تقييم ودراسة السلوك الإيراني في المنطقة بناء على التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة، لا سيما تحسن علاقات طهران مع دول الخليج".

ولفت إلى أنها تحاول استنتاج "ما إذا كان ذلك يخلق فرصة لتغيير الوضع في المنطقة، وتغيير السلوك الإيراني كذلك".

وأضاف عباس أنه "في تاريخ العلاقات بين إيران ومصر، كانت التوترات هي السمة الرئيسة"، وعزا ذلك إلى "المنافسة الإقليمية بين البلدين".

وبحسب الصحيفة، يرى عباس أن "مصر تعارض الدور الإيراني في اليمن وسوريا والعراق، ولا يمكنها أن تقرر تطبيع العلاقات مع إيران إلا إذا أبدت الثانية مرونة في حل هذه المشاكل الإقليمية".

وأكدت الصحيفة الألمانية حقيقة "صعوبة تطبيع العلاقات بين البلدين مرة أخرى".

وقالت إنه "رغم البداية الإيجابية للمفاوضات بين مصر وإيران، لا يزال هناك طريق طويل قبل إقامة علاقات دبلوماسية كاملة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "من غير المتوقع أن تظهر طهران المرونة التي تطلبها القاهرة".