موقع إيطالي: هذا ما يثير شكوك مجموعة العشرين بشأن الملف النووي الإيراني

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سجل الملف النووي الإيراني حضوره بقوة على طاولة مباحثات ولقاءات زعماء قمة "مجموعة العشرين" التي عقدت يومي 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بالعاصمة الإيطالية روما.

واعتبرت مجلة إيطالية أن "هناك تشاؤما حاليا على مستوى عالمي بشأن احتمالات إعادة صياغة اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الملف النووي الإيراني، لذلك يجرى التفكير حاليا في كيفية إدارة الملف دون اتفاق".

واستعرضت مجلة "فورميكي" آخر تطورات الملف، مشيرة في البداية إلى فرض عقوبات أميركية على قائد فرع "المسيرات" في الحرس الثوري الإيراني، سعيد أغاجاني، وبعض الأفراد المرتبطين ببرنامج تطوير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.

اغتنام الفرصة

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد ذكرت في بيان 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن العقوبات شملت شركات وأشخاصا دعموا برنامج المسيرات الإيرانية المتهمة بتنفيذ هجمات، آخرها الهجوم على قاعدة التنف بسوريا في الـ20 من الشهر نفسه. 

وفي اليوم ذاته، نفذت قاذفة أميركية من طراز "بي-1 بي لانسر" دورة جوية في الأجواء الخليجية برفقة مقاتلتين إسرائيليتين من طراز "إف 15" استمرت عدة ساعات، وشملت مناطق في الشرق الأوسط قرب الحدود الإيرانية.

وبعدها مباشرة، أصدر قادة فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا بيانا مشتركا إثر اجتماعهم بالرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة مجموعة العشرين، عبّروا فيه عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي.

وجاء في نص البيان: "نرحب بالتزام بايدن الواضح بإعادة الولايات المتحدة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة  والبقاء في حالة امتثال كامل، طالما تفعل إيران الشيء نفسه".

ودعا البيان، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى "اغتنام هذه الفرصة والعودة إلى بذل جهد حسن من أجل اختتام مفاوضتنا على وجه السرعة، هذه هي الطريقة الوحيدة المؤكدة لتجنب تصعيد خطير لن يكون في مصلحة أي دولة".

وأضاف: "نرحب بالجهود الدبلوماسية الإقليمية لشركائنا الخليجيين من أجل خفض تصعيد التوترات، مع الملاحظة أن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران سيؤدي إلى رفع العقوبات، مما يسمح بتعزيز الشراكات الإقليمية وتقليل مخاطر حدوث أزمة نووية من شأنها أن تعرقل الدبلوماسية الإقليمية".

وتابع: "كما نؤكد عزمنا المشترك على معالجة المخاوف الأمنية الأوسع نطاقا التي أثارتها تصرفات إيران في المنطقة".

وقالت المجلة الإيطالية إن "من الخطوات المقرر اتباعها نظريا بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2021، من أجل العودة إلى المحادثات بشأن إعادة صياغة الاتفاق النووي، إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات".

وأوضحت أن "هناك ثقة نسبية في التوصل إلى نتائج، خاصة من الجانب الأميركي الذي لا يؤمن كثيرا منذ أشهر في إمكانية التوصل إلى تحقيق الأهداف المحددة مسبقا، وهي عودة إيران إلى الامتثال للاتفاق".

لذلك مع مرور الوقت "لم تكتف الإدارة الجديدة بالإبقاء على أشكال الضغط التي فرضتها الإدارة السابقة، لكنها زادت من شكوكها"، تلاحظ المجلة.

معقدة للغاية

وبينت فورميكي أن "تعيين السلطات الإيرانية المحافظة الجديدة فريقا من المفاوضين، بقيادة معارضي الاتفاقية، لم يؤد إلا إلى زيادة الشعور بالتشاؤم".

وترى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها باتوا حاليا أكثر استعدادا لفرض تكلفة أعلى على إيران، لإمكانية التسبب في فشل التوصل إلى اتفاق إذا استمرت في اتخاذ إجراءات لا تتوافق مع اتفاق 2015، ما يضعها على بعد خطوات من تطوير سلاح نووي".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد صرح أن "الاجتماع على هامش مجموعة العشرين، يمثل فرصة للتنسيق الوثيق مع الدول الأوروبية الثلاث بشأن موقف تفاوضي مشترك، حيث نعمل على استئناف المفاوضات، وأيضا تقريب وجهات نظرنا حول تقدم إيران في البرنامج النووي منذ انسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأردفت المجلة بالقول "إن تأخر إيران في العودة إلى المحادثات الجارية في فيينا، يُنظر له على أنه تكتيك يهدف إلى الجمود بينما تواصل البلاد تطوير خططها النووية". 

وأشارت إلى أن "هناك نقاشا واسعا حول كيفية الضغط على إيران، وهي مسألة تصدرت مباحثات المبعوث الأميركي المكلف بالملف النووي الإيراني، روب مالي أخيرا مع الحلفاء الأوروبيين والخليجيين".

بدوره، قام بايدن بطرح المسألة خلال قمة مجموعة العشرين بروما في لقاءات بزعماء العالم مستغلا حضور جميع أعضاء مجموعة 5+1 التي تتولى المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، بما في ذلك الصين و روسيا.

ولفتت المجلة بالقول إنه "في حين أن التحركات الدبلوماسية لموسكو ساعدت في دفع الرئيس الإيراني للعودة إلى محادثات فيينا، لا تزال الشكوك قائمة بشأن استعداد الصين للضغط على طهران بطريقة منسقة مع الأطراف الأخرى في الاتفاقية". 

وتختلف واشنطن وبكين حول احتواء السلوك الإيراني، كما أن العلاقات المعقدة للغاية بين القوتين لا تسهم في تسهيل الجهود، تعلق المجلة الإيطالية.

من جهتها، واصلت الصين استيراد النفط الإيراني، وهو أحد مصادر الدخل الرئيسة للبلاد، ولا توجد إستراتيجية واضحة لدفعها لتغيير مسارها رغم أن الأميركيين قد طالبوا بوقف الاستيراد لاستخدامه كأداة تفاوضية. 

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن "الموقف الصيني يُعد عنصرا يعقد الطريق نحو إعادة إحياء الاتفاق النووي رغم أنه يصب في مصلحتها، لكنها لا تريد أن يكون ذلك نتيجة مفاوضات أميركية وأوروبية ناجحة، لا سيما وأن من الأهداف الإستراتيجية العميقة إثبات أن النموذج العالمي الذي يقوده الغرب قد تعطل، وأن النموذج الصيني هو البديل عنه".