إعلام عبري: الحوثيون يحولون اليمن لـ"مصنع كبتاغون" بعد سقوط الأسد

منذ ٧ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في خطوة شبّهها إعلام عبري بـ"أساليب حزب الله اللبناني"، ظهر مقاتلو الحوثي في مقاطع فيديو وهم يركبون دراجات نارية، ويطلقون النار على أهداف تحمل العلم الإسرائيلي.

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن "هذه الفيديوهات، التي تذكر بتدريبات حزب الله لـ(غزو الجليل)، تُظهر إستراتيجية الحوثيين طويلة المدى ضد إسرائيل".

وتشمل هذه الإستراتيجية -بحسب زعم الصحيفة- "إنتاج مخدر الكبتاغون، على غرار ما كان يجرى في سوريا قبل سقوط نظام الأسد".

خطة طويلة 

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الحوثيين الذي وصفتهم بأنهم "وكلاء طهران في إيران"، يواصلون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل، مؤكدين استمرار هجماتهم طالما استمرت إبادة غزة.

وتابعت: "إلا أن القلق الحقيقي ينبع من خطط الحوثيين طويلة الأمد"، حيث تعتقد أن "إستراتيجيتهم لا تقتصر على الضربات المباشرة بالصواريخ والطائرات المسيرة، بل تشمل أيضا إعدادات وخططا بعيدة المدى تستهدف إسرائيل مستقبلا".

واستطردت: "نشر الحوثيون مقطعا جديدا من تدريبات قتالية لعناصر (حرس الحدود)، مرفقا بعبارة: (أنتم لستم وحدكم)"، في إشارة إلى دعمهم قطاع غزة واستعدادهم لـ(المواجهة مع العدو الصهيوني ومن يسانده)".

ولفتت الصحيفة إلى أن "عناصر الحوثي ظهروا في الفيديو يقودون دراجات نارية وينفذون تدريبات قتالية، بطريقة تشبه إلى حد كبير المقاطع الدعائية التي أصدرها حزب الله قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

وأفادت بأن "الدراجات النارية تعد أداة شائعة لدى التنظيمات الإرهابية، حيث تُستخدم لنقل التعليمات والأسلحة، وتنفيذ العمليات بسرعة ومرونة".

وبحسب تقييم الصحيفة، "يبدو أن الحوثيين قد بدأوا في اعتماد هذا الأسلوب بشكل متزايد".

"كما تضمن الفيديو مشاهد لتدريبات على اقتحام مبان إسرائيلية، مما يُشير إلى استعداداتهم لعمليات هجومية محتملة"، على حد قولها.

وتقدر الصحيفة أن "هذه المقاطع التي تُظهر استعدادات مشابهة لـ(غزو الجليل)، تعكس تبني الحوثيين أساليب تدريبية وعسكرية مستوحاة من حلفائهم في المحور الشيعي".

مصنع الكبتاغون

"ولم يكتف الحوثيون بتقليد تدريبات وأساليب القتال من حلفائهم في المحور الشيعي، الذي يمر حاليا بأزمة، بل تبنوا أيضا أنشطتهم في مجال تجارة المخدرات"، حسب زعم الصحيفة.

وأضافت: أن" الحوثيين بدؤوا في تبني تجارة الكبتاغون بعد سقوط نظام الأسد، الذي كان يقود إنتاج هذا المخدر وتوزيعه بالتعاون مع حزب الله وأطراف أخرى في المحور الشيعي".

واستندت الصحيفة  إلى تصريحات مطهر الشعيبي، المسؤول الأمني في مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية الشرعية، الذي ذكر أن "الحوثيين أسسوا مصنعا لإنتاج الكبتاغون شمال غرب اليمن، وتحديدا في محافظة المحويت".

وأوضح الشعيبي أن هذا المصنع "يشبه في طريقة عمله المصنع الذي كان موجودا في سوريا، والذي كان يُستخدم لتهريب المخدرات إلى المناطق الجنوبية من اليمن والسعودية".

ووفقا له، فإن "المصنع يعمل تحت إشراف مباشر من قيادات الصف الأول في الجماعة".

ويعتقد الشعيبي أن هذا المصنع "ليس سوى جزء من شبكة أوسع لتهريب وتجارة المخدرات، التي أصبحت مصدر التمويل الأساسي لوكلاء إيران في اليمن"، على حد قوله.

ورأى "أن تصرفات الحوثيين تمثل تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة ككل".

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الأشهر الأخيرة من إحباط عدة محاولات لتهريب المخدرات".

وكانت السلطات اليمنية، قد أعلنت أخيرا عن إحباط تهريب أكثر من 13 ألف قرص مخدر "كبتاغون" على متن شاحنة كانت قادمة من مناطق سيطرة الحوثيين.

وذكرت وكالة سبأ الرسمية اليمنية أن "كتيبة أمن وحماية منفذ الوديعة أحبطت عملية تهريب كمية كبيرة من الحبوب المخدرة بلغت (13.750) قرصا مخدرا من الكبتاجون، أثناء محاولة تهريبها للسعودية على متن شاحنة قادمة من العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي".

ووفق الصحيفة، "فقد نجحت السلطات اليمنية خلال يونيو/ حزيران 2025، في إحباط محاولة تهريب كميات ضخمة من الحبوب المخدرة تقدر بـ1 مليون 530 ألفا و300 قرص مخدر، تعود لشبكات تهريب مرتبطة بمليشيا الحوثي، وكانت مخفية داخل شاحنة متجهة إلى السعودية".

مصدر تمويل 

بدوره، قال وزير الإعلام اليمني التابع للحكومة الشرعية، معمر الإرياني، إن "هذا التطور هو الحلقة الأحدث في سلسلة استخدام المخدرات كوسيلة لتمويل الأنشطة الإرهابية التي تقودها إيران وأذرعها، بعد سقوط نظام الأسد، الذي كان يشكل القناة الرئيسة لتهريب الكبتاغون إلى دول الخليج والمنطقة".

وأفاد الإرياني عبر حسابه على منصة “إكس” بأن "الحوثيين يستغلون القطاعات المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وقد تحولت بعض مصانع الأدوية في صنعاء إلى مصانع لإنتاج الكبتاجون".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الوزير اليمني "دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لمواجهة الحوثيين".

ويرى أن "التهديد الحوثي لم يعد يقتصر على الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف أمن الملاحة وفي الإقليم بل اتسع ليشمل تهديدا مباشرا للدول الخليجية والعربية عبر المخدرات".

وأضاف أن "تجاهل المجتمع الدولي لهذا الخطر سيشجّع الحوثيين على تحويل اليمن إلى مركز لإنتاج وتهريب المخدرات، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين".

وأكد أن "الأمر يتطلب موقفا دوليا حازما لمواجهة هذا الخطر وتجفيف مصادر تمويلهم".