"هزيمة للأسد".. هكذا يرى سوريون اتفاق وقف إطلاق النار في درعا

درعا - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على "تويتر" بتوصل لجان التفاوض المركزية في درعا جنوب سوريا، إلى اتفاق مع ممثلي نظام بشار الأسد بضمانة روسية؛ لإنهاء الحملة العسكرية على درعا البلد والأحياء المحاصرة في 31 أغسطس/آب 2021، ودخوله 1 سبتمبر/أيلول 2021 حيز التنفيذ.

وأعرب ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #درعا_تنتصر، عن سعادتهم من تراجع النظام عن شرط اعتراف أهالي درعا بالأسد كرئيس شرعي للبلاد، بحسب ما أكده عضو لجنة التفاوض أبو علي محاميد في تصريحات صحفية.

الناشطون تداولوا صورا لاجتماع التفاوض، يظهر فيها محاميد، جالسا أمام ضباط النظام السوري والروسي، رافعا قدما على الأخرى، ووصفوها بـ"الشموخ والهيبة والصلابة"، وقارنوها بصورة للأسد وهو يسير خلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

المفاوضات جاءت في أعقاب فشل قوات ماهر الأسد في اقتحام درعا البلد، وأسفرت عن الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتثبيت نقطة عسكرية روسية على الجهة الجنوبية من المدينة، ورفع علمي النظامين السوري والروسي.

ويتضمن الاتفاق أيضا فتح مركز تسويات للمطلوبين للنظام وتسليم سلاحهم الخفيف، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين بعد مضي خمسة أيام على تطبيق هذا الاتفاق.

الناشطون أكدوا أن ثوار درعا انتصروا بدعم من الشعب ووقوف (منطقة) حوران بأكملها بشبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها بوجه النظام وداعميه، حتى أصبحوا مثالا يحتذى به في القوة والصمود، مؤكدين أن ذلك الصمود كسر ومرغ أنوف الطغاة وأذلهم.

ورأى ناشطون أن ثوار درعا أثبتوا أن القوة والثبات مفتاح الانتصار وكسر شوكة نظام الأسد وروسيا وإيران، وحصارهم، متمنين أن يكون انتصار درعا "فاتحة نصر" لسوريا بأكملها وتحررها من نظام الأسد وحلفائه.

مكتب "توثيق الشهداء في درعا"، أعلن توثيقه قتل 37 شخصا خلال أغسطس/آب 2021، بينهم خمسة أطفال وأربعة نساء، بينما شهد يوليو/تموز، قتل 52 شخصا بينهم 11 طفلا وسيدتان، وذلك خلال تصاعد عمليات القصف والاشتباكات في المحافظة.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 1 سبتمبر/أيلول 2021، مقتل 4 جنود من النظام السوري وإصابة آخرين في هجوم بمحافظة درعا.

انتصار درعا

الناشطون اعتبروا ما توصلت إليه درعا انتصارا، ورأى الكاتب والشاعر السوري ماهر شرف الدين، أنه ما دام التغيير الديموغرافي هو جوهر المشروع الإيراني، فيجب أن يكون مقياس النصر هو منع التهجير، قائلا: إن كل منطقة تفشل مخطط تهجير أهلها هي -بهذا المعنى- منطقة منتصرة.

الناشط في الثورة السورية‎‎‎ خلف محمد، قال: إن إيران بعدما راهنت على أن مليشياتها ستقتحم درعا البلد وتنكل بأهلها، وتعفش ممتلكاتها ها هم اليوم رؤوسهم في التراب لن يتم تسليم السلاح، ولن يتم دخول الميليشيات الطائفية، ولن يتم تهجير أي عائلة من درعا البلد، مؤكدا أن هذا يعتبر انتصارا ساحقا "لدرعا وللثورة السورية". وفسرت الناشطة دارين العبدالله، أسباب اعتبار ما حصل في درعا انتصارا، قائلة: "ببساطة لأنهم كانوا يريدون كسر عزيمة ثوار درعا، وأن يأتي أبناء مهد الثورة مكبلين بالسلاسل والأغلال مطأطئين رؤوسهم مستسلمين، لقد أثبت أبناؤها أنهم قادرون على إرغام القوة العظمى وكسر إرادتها وأنهم الرقم الصعب في صراع الوجود".

تحيات ومباركات

وحيا ناشطون صمود أهالي درعا رغم خذلان العالم لهم، وقوة التصعيد السوري الروسي الإيراني، موجهين المباركات والتهاني لأبناء درعا.

وأشار الصحفي والباحث إبراهيم عواد، إلى أنه "رغم صمت وخذلان العالم برمته عما يحدث، وبالرغم من طغيان وتمادي النظام الإرهابي وبطش المليشيات الإيرانية الإرهابية، انتصرت درعا، انتصرت الجليلة بهمة وعزيمة أبنائها الشامخين الصامدين الذين علموا العالم دروسا في الكرامة".

الناشطة السورية المستقلة ياسمين المراوي، قالت: "رغم قوة الهجمات الشرسة وعلى الرغم من تدمير أكثر بنيان درعا البلد، ورغم تخاذل فصائل الشمال مع المحاصرين من أبناء مهد الثورة، مع ذلك درعا تنتصر ودرعا ستثبت للقاصي والداني بأنها لا تنكسر". الباحث والكاتب في العلاقات الدولية سامي المرشد، بارك انتصار أبناء درعا الأبطال على قوات النظام وروسيا وعصابات إيران الغازية، مؤكدا أن "إرادة الأحرار لا يمكن أن تكسرها أي قوة في العالم". الناشطون اعتبروا الصورة التي يظهر فيها أحد أعضاء لجنة التفاوض مع النظام السوري وروسيا واضعا قدما على الأخرى، دليلا على عزة النفس وقوة الموقف والقدرة على التفاوض والشجاعة في الدفاع عن الحق.

وأجمع ناشطون على أن المشهد مليء بالكرامة والتحدي والكبرياء ويختصر حكاية صمود درعا تحت حصار استمر 70 يوما، رافقهم قصف وخذلان وخرق للاتفاقات أسفر عن وقوع شهداء وقتلى، وقوبلوا بمقاومة شعبية.

الكاتب والصحفي السوري قتيبة ياسين نشر صورتين الأولى يظهر فيها أعضاء لجنة تفاوض درعا، والأخرى يظهر فيها بوتين يتقدم الأسد.

ورأى أنهما يظهران الفرق بين بائع الأرض التابع الذليل فاقد الكرامة الذي يهان أمام المحتل، وبين المدافع عن الأرض الكريم الذي جلس ليفاوض ثاني أقوى جيش في العالم وهو يضع رجلا فوق رجل.

الناشط حسين حجازي نشر الصورتين ذاتهما، معقبا بالقول: "هكذا يجلس أحد أبناء درعا رافعا حذاءه في وجه اللواء حسام لوقا رئيس المخابرات العامة في سوريا (رئيس الوزراء في سوريا لا يجرؤ على الاصطدام بمساعد أول في المخابرات)، مضيفاً: "من لم يرَ صور الفخار للثوار ضد الكولونيالية فليمتع نظره بهذه الصورة". ونشر الطبيب نبيل الزعبي الصورة التي يظهر فيها أحد رجال درعا خلال تفاوضه قائلا: "ما أجمل أن تكون ابن حوران الأبية، حوران الرجولة، حوران الفزعة، حوران الشموخ و العز والكرامة".