Friday 24 March, 2023

صحيفة الاستقلال

تسير على حبل مشدود.. ما موقف تركيا حال دخول الناتو حربا مع روسيا؟

منذ 2021/07/30 10:07:00 | ترجمات الروسیة
تركيا لديها علاقاتها الخاصة مع أوكرانيا وترغب في مواصلة تطويرها
حجم الخط

تحدثت صحيفة "لينتا. رو" الروسية عن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا وتركيا في ضوء عدة ملفات أبرزها عدم اعتراف أنقرة بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى موسكو.

وتساءلت الصحيفة: هل ستتفوق أوكرانيا الآن على روسيا في القوة العسكرية بسبب بضع عشرات من الطائرات المسيرة التي تبيعها تركيا إليها؟  

وفقا لمقالة نشرتها الصحيفة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن حادثة المدمرة البريطانية قبالة ساحل شبه جزيرة القرم لن تكون بالتأكيد الاستفزاز الأخير من جانب البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي. 

وفي يونيو/حزيران، اتهمت بريطانيا روسيا بإعلان تفاصيل غير دقيقة لواقعة في البحر الأسود قالت موسكو: إنها أطلقت خلالها طلقات تحذيرية وألقت بقنابل في مسار مدمرة بريطانية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم. 

وقالت روسيا: إن السفينة الحربية البريطانية اخترقت مياهها الإقليمية، التي تقول بريطانيا ومعظم بلدان العالم إنها تابعة لأوكرانيا، ووصفت هذه الأفعال بأنها استفزاز سافر.

ورفضت بريطانيا رواية روسيا لأحداث الواقعة قائلة: إنه لم يتم إطلاق طلقات تحذيرية ولا إلقاء قنابل في مسار مدمرتها دفيندر التابعة للبحرية الملكية.

وتقول الصحيفة: "راكمت موسكو مطالبات كافية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها عادة ما تكون موجهة إلى جميع أعضاء المنظمة، باستثناء واحدة  وهي أنقرة".

وتحسنت العلاقات الروسية التركية بشكل ملحوظ بعد الحرب في إقليم قره باغ وأصبحت أقرب، على الرغم من حقيقة أن تركيا تنتهج "سياسة غامضة".

 ولكن، كيف ستتصرف أنقرة إذا أصبحت العلاقات بين الناتو وروسيا أكثر تعقيدا، وما نوع الصفقة التي يمكن للجانبين إبرامها بشأن شبه جزيرة القرم، حسبما تساءل حسن أونال، الأكاديمي في جامعة مالتيب التركية (إسطنبول)، لموقع لينتا دوت رو.

مياه غير محايدة

وتقول "لينتا دوت رو": إن "التوتر في منطقة البحر الأسود آخذ في الزيادة. أولا، كانت هناك حادثة المدمرة البريطانية ديفندر، ثم بدأت التدريبات الأوكرانية سي بريز بمشاركة الناتو. فكيف يؤثر كل هذا على الوضع في تركيا؟".

قال حسن أونال: نعم، ازدادت التوترات بالفعل وأنا أتفهم قلق روسيا من كل هذا. هذا هو المكان الذي تساعد فيه اتفاقية مونترو.

ودخلت معاهدة مونترو حيز التنفيذ عام 1936، بهدف تنظيم حركة مرور السفن الحربية والتجارية عبر المضائق التركية إلى البحر الأسود وفترة بقائها فيه.

 وتشمل سفن الدول المطلة (أوكرانيا وروسيا وجورجيا وتركيا وبلغاريا ورومانيا) على البحر الأسود وغير المطلة. 

وتحمل معاهدة مونترو أهمية كبرى بالنسبة إلى أنقرة، كون بنودها تحدد عدد السفن الحربية والتجارية التي ستمر من المضائق التركية، وأنواعها، ووزن الحمولة المسموح بها، إذ تم اتخاذ الأمن التركي أساسا في صياغة هذه البنود.

ويقول الكاتب: إنه إذا زادت التوترات فإن أسطولا ضخما من الغرب سوف يتجول في البحر الأسود، والذي سيحاول بكل طريقة ممكنة الحد من القدرات العسكرية لروسيا، وفق تقديره.

 ولكن بفضل التنفيذ الصارم للاتفاقية من قبل تركيا يمكن للدول غير المطلة على البحر الأسود إرسال سفينتين فقط في هذا البحر والبقاء هناك لمدة ثلاثة أسابيع فقط، ثم يتعين عليها مغادرة منطقة المياه الخاصة بها.

 خلاف ذلك، قد لا تسمح لهم تركيا بدخول البحر الأسود مرة أخرى. 

ووفق الكاتب التركي: "ستلتزم تركيا دائما باتفاقية مونترو وفقا لنص وروح الوثيقة".

أما بالنسبة لتدريبات سي بريز، فمن الملحوظ أن أنقرة تتخذ موقفا منضبطا للغاية من كل هذا التوتر البريطاني الروسي، ليس فقط في البحر الأسود، ولكن أيضا في البحر الأبيض المتوسط، كما قال.

احتمالات المواجهة

وتساءلت الصحيفة في حوار مع الكاتب: إذا أغرقت روسيا المدمرة البريطانية، فهل يندرج هذا الحادث تحت المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تنص على الدفاع الجماعي في حالة وقوع هجوم على أحد أعضاء الكتلة. 

ورد حسن أونال بالقول: تركيا دعمت أذربيجان في الصراع مع أرمينيا بالوسائل الدبلوماسية والعسكرية، لكنها لم تتورط في الصراع نفسه، حيث أخبرنا الناتو خلال حرب قره باغ الثانية ، في التسعينيات: تركيا هي عضو في الناتو، ويجب أن يتصرف بمسؤولية. 

واستبعد أن تتطور الأمور بين روسيا وبريطانيا إلى الحرب، قائلا: "يتصرف الأميركيون أحيانا أو حتى في معظم الأوقات بغباء ، لكن ليس إلى هذا الحد. أما لندن فبدأت بالضغط على موسكو بشدة مؤخرا".

وعلق الكاتب أن مسألة أوكرانيا حساسة للغاية. بالنسبة لتركيا، هذا أشبه بالسير على حبل مشدود ؛ وهي تحتاج إذا جاز التعبير إلى "ألعاب بهلوانية دبلوماسية". 

وأردف: "تركيا وروسيا بحاجة إلى بعضهما البعض، لا يمكنك السماح لأي شيء بالتدخل في مجال التعاون". 

فحقيقة أن تركيا عضو في الناتو لا ينبغي أن يؤثر على علاقاتها مع روسيا، لأننا لسنا ممثلا نموذجيا للكتلة، وليس مثل لوكسمبورغ أو بلجيكا أو أي دولة أخرى في أوروبا الغربية. 

نعم ، يجب أن تبقى أنقرة في حلف الناتو، لكن على الرغم من ذلك ، فقد اتبعت دائما سياستها المستقلة، يقول الكاتب.

 حتى أثناء الحرب الباردة ، بينما بقيت عضوا في الناتو ، طورت العلاقات مع الاتحاد السوفييتي، إنه نفس الشيء الآن، يقول حسن أونال.

ووفقا للمقال فإن تركيا لديها علاقاتها الخاصة مع أوكرانيا وترغب في مواصلة تطويرها، ويجب أن تفهم روسيا ذلك. 

وتابع الأكاديمي التركي: "في الواقع، تركيا تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من أوكرانيا وروسيا تسمح لها بعرض الوساطة بين البلدين. لأن الدول الغربية والولايات المتحدة ودولا أخرى ستضع كييف في مواجهة موسكو فقط"

وختم: "لسنا في حاجة لاستفزاز أوكرانيا، نحن نسعى فقط للحفاظ على علاقاتنا عند مستوى جيد. هذا هو الفارق الكبير".


تحميل

المصادر:

1

Дипломатическая акробатика.Турция не признает Крым и продает оружие Украине. Как ей удается дружить с Россией?

كلمات مفتاحية :

أوكرانيا اتفاقية مونترو البحر الأسود القرم تركيا روسيا