"شارون سوريا"..  كيف استقبل ناشطون وفاة وزير خارجية نظام الأسد؟

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على تويتر، بخبر وفاة وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، الاثنين، عن عمر ناهز 79 عاما، ويعد من أبرز الشخصيات في نظام بشار الأسد، وواجهته والمدافع عن جرائمه.

وعدد مغردون عبر مشاركتهم في وسم #وليد_المعلم، الجرائم التي ارتكبها وتصاعدت حدتها منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وما زالت مستمرة حتى الآن، مشيرين إلى أنه ‎كان شريكا أساسيا في قتل وتهجير السوريين من أطفال ونساء ورجال وتعذيبهم والتنكيل بهم.

ولفتوا إلى أن "المعلم" دافع بشراسة عن جرائم النظام في المحافل الدولية وأشرف على نقل سوريا إلى الحضن الإيراني الروسي ورفض الاعتراف بأن سوريا بها حرب أهلية وأصر على وصفها بأنها "حرب ضد الإرهاب".

وأكد الناشطون أن حياته السياسية حافلة بجولات المفاوضات الشكلية الفاشلة التي خاضها لحل النزاع المستمر في سوريا، لافتين إلى اتهاماته للمعارضة تارة بـ"التعنت" وأخرى بـ"عدم النضج"، بعد أن كان يدعي عدم وجود معارضة معتدلة في سوريا بل "منظمات إرهابية فقط" كمبرر لقصفهم بالبراميل المتفجرة.

والمعلم من مواليد العاصمة دمشق عام 1941، التحق بوزارة الخارجية السورية في 1964، وعمل في عدد من البعثات الدبلوماسية، وعُين سفيرا لدى الولايات المتحدة عام 1990 حتى 1999، ومطلع 2000 عُين معاونا لوزير الخارجية فاروق الشرع، وفي 11 فبراير/شباط 2006 أصبح وزيرا للخارجية وبقي في منصبه حتى وفاته.

البراميل المتفجرة

بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فقد ألقت قوات نظام الأسد على الشعب السوري، منذ بدء استخدامها لهذه الوسيلة ضد الثوار والمعارضين في 2012 حوالي 70 ألف برميل، أسفرت عن قتل الآلاف وتدمير البنية التحتية، من منشآت طبية ومساجد ومدارس ومخابز ومراكز للدفاع المدني ومخيمات للنازحين وغيرها.

وسخر وليد المعلم من الإدانات الدولية التي صاحبت قصف النظام السوري للشعب بالكيماوي، وزعم أنه يقصف الإرهابيين قائلا: "كيف تريدون أن نتعامل مع الإرهابيين.. نرسل لهم رسائل إس إم إس؟".

وعلق المراقب الإيراني عمر الأعظمي، على وفاة المعلم قائلا: "نفوق وزير خارجية نظام البراميل الذي شارك بقتل أكثر من مليون من أبناء السنة في سوريا.. إلى جهنم مع (قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم) سليماني يا سفاح الخارجية".

وقالت الناشطة في الثورة السورية، دارين العبد الله: "وفاة وزير خارجية نظام البراميل وليد المعلم المساهم باستشهاد قرابة مليون مواطن سوري وبتهجير ونزوح عشرات الملايين صاحب مقولة سننسى أن أوروبا على الخارطة".

التدخل الروسي الإيراني

مهد المعلم للتدخل الروسي الإيراني في سوريا ضد المعارضة بقوله: إن دمشق ستطلب من موسكو التدخل إذا اقتضت الحاجة، ثم بعد ذلك تحول التمهيد إلى طلب رسمي من حكومة بشار.

وفي سبتمبر/أيلول 2015، تدخل الكرملين عسكريا في سوريا بزعم مكافحة الإرهاب بالتنسبق مع إيران، وتسبب في خسائر بشرية بلغت أكثر من 20 ألف قتيل، 34% منهم مدنيون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الأمر الذي دفع الناشطين بعد سماع خبر وفاة المعلم، بالتذكير بدوره في تمرير التدخلات الروسية والإيرانية في سوريا، حيث أشار أستاذ العلوم السياسية بالكويت، عبد الله الشايجي، إلى وفاته و"يداه ملطختان بدماء شعبه!"، ووصفه بـ"مهندس التقارب مع إيران".

واعتبر الشايجي أن المعلم "وجه النظام والمدافع عن جرائمه"، مذكرا بقوله: إنه "جندي عند نصر الله - في حرب إسرائيل على لبنان".

مهندس القتل

وتتضارب أرقام عدد القتلى الذين سقطوا على أيدي قوات النظام السوري وحلفائه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وحتى الربع الأول من 2020، إلا أنها تقدر بمئات الآلاف، فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 222 ألف شخص.

فيما قدرتهم هيومن رايتس ووتش بأكثر من 400 ألف، إلا أن ناشطين حملوا المعلم مسؤولية هذه الدماء، وأيا كانت حقيقة الأرقام فقد رأى الناشطون أن سجله الحافل بـالإجرام وتبرير القتل والإرهاب ينتظره حساب أمام الله.

وقال الكاتب والصحفي السوري قتيبة ياسين: "وفاة وزير خارجية الأسد وليد المعلم عن عمر ناهز المليون قتيلا".

ووصف الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، المعلم بأنه واحد من أكبر مهندسي القتل والدمار في سوريا، قائلا: "توفي وعساه أن يكون عبرة لباقي القتلة والسفاحين".

فيما قالت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد: "ستتبعك دماء مئات الآلاف من أبرياء سوريا حتى قبرك وشتات الملايين من السوريين وحرمان الأيتام وبكاء الأرامل ودمار البلد وهلاكها .. دع بشار الأسد يدفع عنك كل هذا إن استطاع!".

حفاوة وسعادة

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بخبر وفاة المعلم، واستبشروا به، إذ قال الكاتب السوري، أحمد موفق زيدان: إن "هلاك المجرم وليد المعلم يبشر ويُفرح المؤمنين المظلومين"، مضيفا: "إنا على هلاكك يا وليد لفرحون... هلاكٌ يترافق مع ذكرى المأساة الواحد والخمسين للحركة التخريبية التي قادها المقبور حافظ فخربت سوريا وأوصلتها إلى ذيل القائمة بكل شيء... لكن ثورة العصر ستكنس كل ما خربوه، وتبني كل ما دمروه..".

بدوره، كتب المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، عبد المنعم زين الدين: "استيقظنا منذ مدة على خبر نفوق المجرم الإرهابي #قاسم_سليماني، ثم استيقظنا اليوم على خبر نفوق المجرم الكذاب #وليد_المعلم طبل النفاق والدجل لعصابة الأسد.. اللهم لا تحرمنا صباحا قريبا، نستيقظ فيه على نفوق عدوك المجرم القاتل بشار الكيماوي وعصابته وحسن نصر اللات وخامنئي وبوتين".

من جانبه، قال الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيد: "هلاك شارون دمشق، وليد المعلم! إن جهنم اليوم لفي عُرس!".

أجير النظام

عرف وليد المعلم بأنه أحد أهم أركان النظام السوري وبرز بدفاعه المستميت عن سياسة القتل والتهجير التي اتبعها نظام الأسد خلال سنوات الثورة السورية التي انطلقت شرارتها في 2011 وما زالت مستمرة.

كما دافع عن بشار أمام كل المحاكم الدولية والمنظمات العالمية، وعمل كواجهة للنظام السوري في الخارج، ويرى أن الثورة "مؤامرة"، ولا يعترف بوجود معارضة وإنما يراهم "إرهابيون"، لذلك صنفه الناشطون بتوصيفات عدة أبرزها "أجير النظام، ذيل النظام، برميل النظام".

وغرد الأكاديمي الموريتاني، محمد المختار الشنقيطي، قائلا: "مات #وليد_المعلم بعد عمر مديد من التملق للسفاحين الطائفيين والسير في ركابهم، وعقبى للسفاح #الأسد".

وأشار الناشط السوري ماجد خلف إلى وقوف وليد المعلم مع الأسد والمجرمين ومشاركته في قتل المدنيين الأبرياء، ومساهمته في تهجير ملايين المدنيين، واختصر القول قائلا: "مات أجيرا عند نظام ظالم مجرم"، ووصف وفاته بـ"هلاك المحرك وليد المعلم". 

فيما قال الصحفي السعودي صالح الحناكي: إن وزير خارجية النظام السوري "كان بالنسبة لبشار كهامان لفرعون"، لافتا إلى أنه "غادر الدنيا يحمل على ظهره أوزارا ثقالا وبرقبته دماء وآلام ومعاناة الملايين من السوريين".