موقع عبري: لهذه الأسباب لن تحصل الإمارات على طائرة "إف 35" حاليا

12

طباعة

مشاركة

في ظل الجدل الدائر حول صفقة الأسلحة الأكثر تطورا في العالم مع الإمارات، تتجاهل الأطراف المتشددة حقيقة واحدة بسيطة، هي أن الاتفاق وقع بالفعل، لكن الطائرات من نوع "إف 35" التي شملتها الصفقة لم تُرسل لأبوظبي أو أي دولة عربية أخرى.

وقال موقع "عنيان مركزي" العبري في مقال للكاتب رامي يتسهار الضابط والمحقق السابق في الجيش الإسرائيلي: إنه لن يجرؤ أي شخص في النظام المرئي "التلفاز" على إخبارك بهذا، ولذلك كان هناك "اهتمام مركزي" منذ عام 1999 لإخبار الحقيقة المرئية والمخفية دائما، فصفقة الأسلحة هذه ليست نوعا من التأكيد على بيع منتج من رف موجود في المستودع وتنتظر فقط بيعه.

الدفع أولا

وأكد الموقع العبري أنه لكي تحصل الإمارات والمملكة العربية السعودية لاحقا على هذا السلاح، يجب عليهم الدفع أولا، ثم الانتظار لسنوات حتى يتم تصنيع الطائرة وتدريب الطيارين وتكييف المطارات، إضافة إلى الوسائل والهياكل المرافقة لتلك الطائرات.

ونوّه إلى أن هذه العملية تستغرق سنوات، ولقد استغرق الجيش الإسرائيلي وسلاحه الجوي سنوات من لحظة الموافقة على الصفقة حتى هبطت الطائرة الأولى في البلاد، وبالتالي فإن الطريق لا يزال طويلا حتى أن الخطر الملموس الذي تشكله مثل هذه الصفقة حتى اللحظة التي تستطيع فيها الطائرة من نوع "إف 35" الوقوف في حظيرة عربية.

وأشار الموقع إلى أنه "لهذا الغرض سنذكّر أن الأميركيين باعوا طائرات "إف 35" للأتراك وعندما اتضح الخطر الذي يمثله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعطيت له الموافقة على تلك الطائرات، ولكن لم تستلمها تركيا ما دام أردوغان هو رئيس البلاد".

وأوضح الكاتب رامي يتسهار الضابط والمحقق السابق في الجيش الإسرائيلي، أن كل هذا جرى في أذهان ترامب ونتنياهو عندما توصلوا إلى اتفاقات السلام ولا يستطيع الأخير أن يقول ذلك لأحد.

وزعم أن "أردوغان سيقبل بالطائرات لو لم ينحرف عن مسار سلوكه المؤيد لأميركا وإسرائيل. ولكن بمجرد أن قرر إعادة الدولة العثمانية إلى حالتها السابقة، اختار طريقا خطيرا لنفسه ولتركيا كأمة، لن يكون لدى الغرب، بما في ذلك أوروبا وبوتين والصين وإسرائيل، أي ضبط للنفس في السماح للأتراك بأن يصبحوا أقوياء للغاية".

نجاح الضغط

وادعى يتسهار أن "أردوغان شرع في طريق مسدود ما لم يتوقف أو عاد إلى طريق الملك قبل فوات الأوان، وما يرفض أردوغان فهمه هو أنه إذا استمر في المسار الحالي سينتهي به المطاف مثل صدام (الرئيس العراقي الراحل) ومثل القذافي (الرئيس الليبي الراحل)".

وأردف الكاتب: "دعنا نعود إلى العمل، نتنياهو إستراتيجي فائق، هو الأفضل، عبقرية في مستوى لا يمكن تصوره من حيث القيادة والتلاعب، مشكلته الوحيدة هي أنه مثل أي قائد عظيم آخر، يضع نفسه في النهاية في حقل ألغام يستحيل الخروج منه".

ولفت إلى أن "بني غانتس وغابي أشكنازي يفهما الوضع جيدا، لذلك وافقوا أيضا على الصفقة في وقت لاحق ولكنهم ضغطوا للحصول على نوع من الحلوى والكعك في اللحظة الأخيرة".

ولفت الكاتب إلى أن "الضغط نجح وستتمكن إسرائيل من الوصول إلى قواعد بيانات استخباراتية غير مفلترة في الوقت الفعلي، إضافة إلى قنابل العمق وذخيرة الطوربيد من النوع الذي رفض رؤساء أميركيا السابقين السماح للقوات الجوية الإسرائيلية بالوصول إليها".

وتابع يتسهار: أن "غانتس حصل في اللحظة الأخيرة على قنابل حقيقية يصفها المحترفون بأنها قادرة على الوصول إلى مركز الأرض. عندما يصلون إلى البلاد، إذا فعلوا ذلك، فلن يكون هناك مخبأ في العالم يمكن الهروب إليه".

وأشار إلى أن الجانب العربي يعرف ذلك ويوافق عليه، هناك تفاهم على أنهم بحاجة لإثبات أنفسهم في الجدول الزمني كحلفاء حتى تتحقق صفقات الأسلحة.

تحالف إستراتيجي

في غضون ذلك، ينتج عن اتفاق السلام تحالف إستراتيجي من الدرجة الأولى، على غرار التحالف الهادئ، ولكن التحالف المعجزة الذي جرى تشكيله بين إسرائيل ومصر والسعودية، كان بيع الغواصات الألمانية لمصر بموافقة إسرائيل خطوة بارعة من نتنياهو أثبت نفسه في الجدول الزمني لصالح الطرفين.

وبيّن الكاتب أنه "يمكن لهذا التحالف الإستراتيجي الثلاثي إذا تمت إدارته بموهبة، سيكون بداية صداقة قوية سترافقنا لعقود، ومن يفهم ذلك هم دول الخليج وإفريقيا، ومن لا يدرك حجم الساعة هم الفلسطينيون، الذين كعادتهم، لن يفوّتوا أي فرصة أبدا، والإنشاد الإسرائيلي المتطرف الذي حلمه الوحيد هو توفير وصول إيراني للقواعد الفلسطينية على بعد 100 متر من مدينة كفار سابا".

ولفت الكاتب إلى أن "بنيامين نتنياهو كان أفضل رئيس وزراء في تاريخنا، كم هو مؤسف أنه يفسد لنفسه ويدمر من الداخل ما تم بناؤه بهذه الموهبة العظيمة لعقد أو أكثر".

وتساءل يتسهار: "إذن ماذا سيحدث؟ لكن أن الوضع الآن بشكل مؤقت يشير إلى أن أكبر نجاح في السياسة الحالية هو أيضا بيني غانتس".

وخلص الكاتب في ختام مقاله، بالقول: "ستندهشوا من ذلك، لكن في النهاية سيكون على الأرجح رئيس الوزراء القادم هو بيني غانتس وسينجح بذلك بشكل كبير".