موقع إيطالي يكشف تفاصيل سقوط طائرتين روسيتين في ليبيا

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع ''إنسايد أوفر'' الإيطالي، تقريرا سلط الضوء على المعلومات التي كشفت عنها الأدميرال هايدي بيرغ، مديرة مكتب الاستخبارات في أفريكوم، القيادة العسكرية الأميركية بإفريقيا، حول تحطم طائرتين عسكريتين روسيتين في ليبيا خلال الأشهر الأخيرة. 

وتطرق الموقع الإيطالي إلى الوجود العسكري الروسي على الأراضي الليبية وأهدافه، حيث تنقل عن الأدميرال بيرغ، حديثها مع صحيفة ''المونيتر''، إن طائرتين حربيتين روسيتين، يفترض أنهما من طراز ''ميغ 29''، وسوخوي "سو 24"، يقودهما أفراد من مجموعة فاجنر، سقطتا في ليبيا في الأشهر الأخيرة.

لغز قائم

وأشار ''إنسايد أوفر'' الإيطالي إلى أن الأدميرال بيرغ لم تقدم أي معلومات حول أسباب السقوط، فيما إذا كانت الطائرتان قد تعرضتا إلى قصف أو بسبب عطل ميكانيكي أو أن السقوط  كان ناجما عن خطأ قام به الطيار.

وبحسب صحيفة ''المونيتر''، فقد سقطت المقاتلة الأولى في 28 يونيو/حزيران، والثانية في 7 سبتمبر/أيلول. وبعد الحادثة الأخيرة، انتشر مقطع فيديو يظهر طيارا روسيا بالقرب من مظلة وجهاز إرسال في بيئة صحراوية.

وأشارت إلى أن الفيديو، الذي يستغرق دقيقتين، ليس مؤرخا، وكما ذكر ''موقع ذي درايف''، لا يبين ما إذا كانت محاولة إنقاذ حقيقية لطيار سقط للتو من مروحيته، أو يتعلق الأمر بمجرد مقطع فيديو لتمرين البحث والإنقاذ القتالي. 

ويُظهر الفيديو معدات لمقاتلة روسية الصنع ذات مقعد واحد، ويخبر الطيار أنه سقط من طائرته  على بعد نحو 70 كيلومترا عن قاعدة جوية (دون تحديد اسمها)، ولكن لا يظهر أي حطام للطائرة أو دخان.

وفي آخر مقطع الفيديو، تظهر طائرة هليكوبتر من طراز "الميل مي-24 " بغطاء مموه يذكر بتلك المستخدمة من قوات حفتر، ولكنها تشبه أيضا  المروحيات الروسية،  لكن لا تظهر في الفيديو أي علامة هوية على هيكل الطائرة.

ولفت الموقع الإيطالي إلى أن الشخص الذي نشر فيديو المقاتلة القاذفة، المنتحل لصفة طيار روسي، أكد على حسابه على موقع "إنستجرام"، أن الفيديو ينقل تدريبات البحث والإنقاذ القتالي، مشيرا إلى عدم وجود حطام أو دخان وتناقضات أخرى، بما في ذلك غياب بدلة الطيران الخاصة بالطيار، مبينا أن راديو الطوارئ "أر-855" الذي ظهر في الفيديو لا يعد جزءا من المعدات العادية لمهمة قتالية.

لكن "إنسايد أوفر'' يشرح أن اللغز يظل قائما وتدعمه كلمات الأدميرال بيرغ التي تذّكر بوصول ما لا يقل عن 14 مقاتلة حربية روسية إلى ليبيا في مايو/أيار 2020، تمركزت في قاعدتي الجفرة والخادم الجويتين، وشاركت في عمليات دعم لقوات خليفة حفتر.

ولم يتضح بعد ما إذا كان على متن هذه المقاتلات طيارون روس، ولم تؤكد القيادة الأميركية في إفريقيا رسميا مثل هذا الاحتمال، لكن يبدو أنها عثرت الآن على دليل يؤكد ما كان مجرد شك في وقت سابق، وفق الموقع الإيطالي.

أدلة دامغة

من جانبها، نفت موسكو وجود قوات عسكرية روسية في ليبيا، لكن "أفريكوم" أكدت مرة أخرى أن الجيش الروسي يتمركز الآن في البلاد. وقالت الأدميرال بيرغ، نقلا عن تقرير للأمم المتحدة أوردته "رويترز" في سبتمبر/أيلول 2020: إن "نحو 338 رحلة شحن روسية وصلت إلى ليبيا من سوريا بين نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ونهاية يوليو/تموز 2020 على متنها أسلحة ومركبات ومقاتلين، مما رفع من أعداد مجموعة فاجنر إلى نحو 3 آلاف، إضافة إلى وجود ألفي مرتزق سوري يقاتلون إلى جانب مليشيات الجنرال حفتر".

وعلى الرغم من النفي، إلا أن هناك أدلة دامغة تدين روسيا. وفي الآونة الأخيرة، نشرت "أفريكوم" صور أقمار اصطناعية  تظهر معسكرا بالقرب من سرت توجد داخله مدرعات روسية رباعية الدفع من طراز "تايجر" وكذلك أفرادا عسكريين. إضافة إلى صور من داخل قاعدة "الخادم"، في برقة، تثبت تمركز طائرتي شحن من نوع "إليوشن إي أل-76"، واثنين من أنظمة الدفاع الجوي "بانتسير-اس1''، وطائرتين حربيتين من طراز "سوخوي سو- 24"، وهي طائرات تستخدم أساسا للهجوم الأرضي.

وبحسب القيادة الأميركية، فإن مجموعة فاجنر تدير هذه المركبات والطائرات التي "تُظهر تجاهلا تاما لسلامة وحماية الليبيين" وفق ما قاله الجنرال برادفورد جيرنج، مدير العمليات، في 15 يوليو/تموز الماضي، محذرا من "أن التكتيكات غير المسؤولة لمجموعة فاجنر تطيل أمد الصراع وتتسبب في معاناة غير ضرورية وموت المدنيين الأبرياء، روسيا لديها القوة لإيقافهم، لكن ليس لديها الإرادة ".

ورأى "إنسايد أوفر" أن إرادة موسكو هي الحفاظ على وجود مستقر في ليبيا، والتي بالإضافة إلى احتوائها لموارد طاقة مهمة تحت سيطرة حفتر، تتمتع بموقع إستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط لقربها من إيطاليا، الجبهة الجنوبية للناتو، وتقع على امتداد بحري تمر عبره خطوط شحن تجارية مهمة جدا. 

وأردف: فضلا عن رغبة روسيا في امتلاك قاعدة، ربما في برقة، تكون مجهزة بأنظمة صاروخية مثل تلك الموجودة في سوريا، في حميميم بمدينة اللاذقية، تمكنها من السيطرة على منطقة شاسعة بحرا وجوا في أكثر المناطق ازدحاما وإستراتيجية في العالم.